أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل مرزوق الجمري - !!الأمريكيون.. بطعم الشوكولا














المزيد.....

!!الأمريكيون.. بطعم الشوكولا


عادل مرزوق الجمري

الحوار المتمدن-العدد: 1310 - 2005 / 9 / 7 - 10:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"الهيمنة المتسامحة "التي تأخذ بالحسنى".. والتي تمارس من قبل الولايات المتحدة، هي حسنة بالنسبة إلى نسبة عالية من سكان العالم"..
روبرت كاغان، مستشار جمهوري للشؤون الخارجية..

من منظور براغماتي، نعم، ما بقت هذه الأطروحة حقيقية، فليست الولايات المتحدة صندوقا دولياً لنشر الديمقراطية، أو كما يذهب باولو كويليو في رائعته "الزهير" أن لكل منظومة إجتماعية مصرف للخدمات، نودع الودائع ونأخذ عوضها، والأمريكيون لا يودعون الديمقراطية في منطقة ما، إلا ويسحبون بيد أخرى ما هو عوض عنها، وأكثر ثمناً.
الهيمنة سلوك، والمتسامحة توصيف لهذا السلوك، ولعله من السخافة أن ننكر أن ثمة هيمنة أمريكية، كما أن من الحماقة أن نصف هذه الهيمنة ونحن مقنعنون بأنها هيمنة "متسامحة". هذا ما يجعلني على ثقة بأن ثمة معادلة برغماتية متعادلة، لكم ما تريدون، ولنا ما نريد.
إلا أن هذه الحالة من القبول لهذه الهيمنة المتسامحة لا يمكن أن تستمر أكثر مما هي عليه اليوم، على الأقل في السياق العربي، أو خارجاً على صعيد اليسار السياسي الأوربي والصين. هذه الحالة من الشياع للخطاب السياسي الأخلاقوي، حالة قلقة ومتوترة، لا يستطيع الأمريكيون الرهان عليها.
الصورة الحقيقية للهيمنة المتسامحة هي أشبه بالحقيقة المرة المغطاة بطبقة من الشوكولا، فإن كانت الهيمنة والسيطرة الأمريكية تتصف بالتسامح فإنها بهذا تلعب دوراً طبقياً أو مرحلياً. أو هي بالتحديد قشرة الهيمنة المستترة خلف الكونية العالمية الجديدة في صورتها المتوحشة، والتي تتصف بأنها تجيد الإغراء والجذب.
الاستراتيجي BRUNO COLSON يرى أن الأهداف الاستراتيجية للسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية ثابتة تنحصر في: القضاء أو إضعاف الخصوم، والخصوم الأقوياء ـ سواء أكان هؤلاء من "الأصدقاء" أم من "الأعداء" ـ من أجل أن تحافظ أمريكا، وأطول مدة ممكنة، على وضعها المتفوق الوحيد، سواء أكان منافسوها أو خصومها "غربيين"، أم لا.
كانت إستراتيجية الخارجية الأمريكية منذ عام 1992 تتصف بأنها منزاحة نحو تحويل الولايات المتحدة إلى محرك دولي أوحد ومتفرد بالنظام العالمي الجديد. هذه الوتيرة من الأهداف الإستراتيجية تقتضي أن تلعب الولايات المتحدة بعد احداث سبتمبر أدوراً تكتيكية بالغة التعقيد، فيما أسميه بـمهمة "دمقرطة العالم"، وهو ما إستبدله الأمريكيون أحياناً بالدور المحوري في شياع ما يسميه الأمريكيون بالهيمنة المتسامحة للولايات المتحدة.
الفلسفة الجيواقتصادية الأمريكية الجديدة ضرورة جديدة وحتمية، والقوة الأمريكية هي المحرك الحقيقي لهذه الفلسفة، لذلك لا يتوقف حكام الولايات المتحدة عن التأكيد أن "التفوق الشامل" لبلادهم ضروري للإنسانية، لأنه موجه من أجل "ضمان الديموقراطية والسلام" في العالم، ومن أجل حماية "اقتصاد السوق".
الخطاب السياسي المستتر خلف الحجج الأخلاقية، يحاول إجبار بقية العالم على الخضوع للطريقة الأمريكية في الحياة، والخيارات قليلة وحادة ومؤلمة، فإما أن تكون معنا، أو علينا، هكذا ببساطة غريبة!!.
HERVE COUTEAU – BEGARIE مدير معهد الاستراتيجيا المقارنة يذهب إلى أن الاستراتيجيا الأمريكية الشاملة مرتبة حول ثلاثة محاور: أولاً/ إستراتيجية عامة اقتصادية، وثانياً/ إستراتيجية عسكرية، وثالثاً/ إستراتيجية عامة ثقافية. وهي قائمة على الانسجام في مجالات رئيسة للقوة الشاملة منها: القوة العسكرية، حيث تسيطر الولايات المتحدة على اليابسة وعلى البحار. والقوة الثقافية والإعلامية "القوة الضاربة الثقافية".
هذه الصورة المعقدة من الإستراتيجيات، أو "الفوضى البناءة" كما يصفها بعض المتخصصين بالشأن الأمريكي، تنتج فيما تنتج، حالة من الهيمنة المجنونة، أكثر منها هيمنة متسامحة أو أليفة، قد يكون من السهل أن تروج أمريكا نفسها "كسلعة ناشرة للديمقراطية والحرية"، لكنها فعلياً عاجزة ان تلعب هذا الدور بإقتدار، لذا على الأمريكيين أن ينفكوا من هذه الصورة المحددة، ليكون للمفهوم الإمبراطوري "العنيف" حضوره الطبيعي، والذي يستتر اليوم خلف "الهيمنة الناعمة".
إن اللانظام العالمي الجديد يفرض أن تستقبل الهيمنة الأمريكية بصفة التسامح على الأقل في الصورة العراقية مثلاً، إلا أن تكتيكات سياسية جديدة في المشهد السياسي الدولي قد تفرض صورة أخرى مغايرة لما هو عليه حالنا اليوم. قد نشاهد الصورة بشكل مختلف عما هي عليه، خاصة إذا ما أستمرت الولاية الثانية من عهد بوش الأبن بهذا الهدوء المَرَضي، فمن منطق براغماتي أخر، إن حالات الهدوء لا تخدم التطور الإقتصادي والسياسي الأمريكي، بل هي مدعاة للإنهيار الإقتصادي أو الركود المخيف، كما يذهب وزير الخزانة الأمريكي إبان فترة كلنتون الرئاسية في إحدى أهم مقابلاته الصحافية.
إن حالة "الترقب" الطويلة، خاصة إذا ما أعقبتها أي عمليات إرهابية جديدة –محتملة- للقاعدة في العمق الأمريكي تجعل المشهد أكثر خطورة مما هو عليه الآن، "نقص الإنتباه" الأمريكي قد يكون ثمنه هذه المرة مضاعفاً، وسرعان ما ستتحول ردة الفعل الأمريكية إلى ما لا يطابق بل ويتعارض مع مفهوم الهيمنة المتسامحة، ولا أعتقد أن ثمة "طالبان" أو "صدام حسين" جديد في الشرق الأوسط.
قد تكون طهران أو دمشق موضع إستهداف لأي ردة فعل أمريكية حيال أي عمل إرهابي داخل الولايات المتحدة، إلا أن "دمشق" و"طهران" مختلفتان، ولا يمكن تصنيف أي عمل "أحمق" معهما بأنه هيمنة متسامحة أو حتى عاقلة.



#عادل_مرزوق_الجمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم.. لمطرقة الإصلاح بالخارج.
- التشكيل السياسي الأمريكي -تحت المجهر-:
- ما يمنع الصحافة أن تتأدب؟
- يتلاعبون بالإعلام والصحافة
- من خيارات الإرهاب إلى المدنية العجوزة..
- الولايات المتحدة، الإعتباطية المنظمة!!
- صحافيون متعجرفون
- كيف تدير مجموعات المعارضة العربية إعلامها؟: بعيداً.. عن الزو ...
- قراءة في الحقل الإلكتروني معرفيا..
- قنواتنا الحكومية كسيحة، والإتجاه نحو الغرب سيفشل
- تأديب برابرة الليبرالية الجديدة
- لماذا، وكيف تقرأ.. هذه الجريدة.. ؟
- أحداث سبتمبر جديدة.. على الأبواب


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل مرزوق الجمري - !!الأمريكيون.. بطعم الشوكولا