أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عادل مرزوق الجمري - أحداث سبتمبر جديدة.. على الأبواب















المزيد.....

أحداث سبتمبر جديدة.. على الأبواب


عادل مرزوق الجمري

الحوار المتمدن-العدد: 1267 - 2005 / 7 / 26 - 09:43
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


عد صفعات NDI القاهرة ولبنان، وتفجيرات لندن التي كانت بالحسبان..
أحداث سبتمبر جديدة.. على الأبواب.

عادل مرزوق الجمري

لا يمكن إلا أن نتنبأ بأحداث سبتمبرية جديدة، فالذي يتابع هذا الهرج من التسويق للديمقراطية الصورية، لا يستطيع إلا أن يتنبأ بأيام قادمة أكثر قساوة ودموية. لا يمكن لسيدة العالم "واشنطن" أن تستمر في ترنحها "ثملة" عما يجري هنا وهناك، خطاب الإرهاب والتحريض منتشر، بما فيها تلك الدول التي تتبجح الولايات المتحدة بإمتداح تجاربها السياسية.
ثمة تباطؤ "متعمد" في قيام الولايات المتحدة بأدوارها الدولية، هذا التباطؤ سيجرها ويجر منطقة الشرق الأوسط إلى ما هو أكثر من أحداث سبتمبر. إما أن تلتزم الإدراة الأمريكية "كما تعلن كل يوم" بواجباتها الدولية، وإما ان تتحمل هذا الإرث المتنامي من الكراهية، والذي يزداد في زاويتين متضادتين، الأولى هي الزاوية التقليدية من التيارات الأسلامية التكفيرية، والثانية من الدول "القلقة"، والتي تمر بحالة هستيرية من القلق واللاحسم الديمقراطي. فليست الولايات المتحدة جادة في فرض الديمقراطية عليها، أو الكف عن تسليط أضواء نقدها عليها كسوريا وإيران.
إذا كانت احداث سبتمبر قد نبهت الأمريكيين إلى ضرورة تعديل مواقفهم الإستراتيجية في الشرق الأوسط، فإنهم على ما يبدو بحاجة إلى "صفعة" جديدة، تجعلهم أكثر قدرة على الإلمام بضرورة الإسراع بهذا الخيار الإستراتيجي. ببساطة أعتقد ان حالة "عدم الإنتباه"، والتي يدفع الأمريكيون ثمنها على الدوام، هي حالة مزمنة في السياسة الامريكية الخارجية، رغم ان معطيات السياسة الدولية اليوم، تأتي على تفنيد أن السياسة الخارجية ليست مرتبطة إرتباطاً كلياً بالسياسة الداخلية، وأحداث سبتمبر كانت خيبر مثال!!.
"أربعة أعوام لتغيير العالم" هو عنوان كتاب للكاتب الأمريكي برينو ترتريه، وفيه يحلل الكاتب أستراتيجية الرئيس الأمريكي بوش الأبن للأعوام 2005-2006، إلا أن مجمل ما حوته هذه القراءة السياسية يبالغ كثيرا في تقدير فرص النجاح المتوقعة لبوش ورفاقه "المحافظين الجدد".
إذا قمنا بإستثناء النموذج العراقي والقطري، فإننا سنصاب بحالة من اليأس حيال ما أفرزته حالات النمو الديمقراطي في منطقة الشرق الأوسط. وإذا قمنا بمراجعة الوضع السياسي الدولي، فأننا سنكتشف بما لا يدعو للشك، أن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت تتناسى بالفعل ما وعدت به بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، أو أنها بالتحديد بدأت في مرحلة من التناسي لكارثية ذلك اليوم، وهي تحس بعد مرور أكثر من أربعة أعوام على الحادثة بأنها في مأمن من أي عمليات إرهابية.
هذه الحالة المتكررة من نقص الإنتباه، ستأتي للولايات المتحدة عما قريب "ولتعتبر كهانة إعلامي" بعمليات إرهابية قريبة تمسها في العمق.
لازالت البيئة الشرق أوسطية أرضاً خصبة لنمو الإرهاب الديني والقومجي، ولازالت الولايات المتحدة تعتقد "جاهلة" بأنها تعرف عدوها تمام المعرفة. إلا أن هذا العدو المتغير والذي يمتلك فرصة المفاجأة لم ينتهي بعد، وليست تفجيرات لندن الاخيرة ببعيدة عن الذاكرة.
كما كان متوقعاً، يعمد أي رئيس أمريكي في الولاية الثانية إلى تهدئة الساحة الدولية والإهتمام بالداخل الأمريكي، إذ أن المتابع للآداء السياسي للرئيس بوش منذ بداية الفترة الرئاسية الثانية يقر بالقدر الكبير من الوداعه التي بدت تسيطر على مجمل أحاديثه السياسية. إذ لم يكن في ولايته الأولى يتحصل هو وزوجته على وقت كافي لتبادل النكات والأحدايث الودية أمام الصحفيين حول مواعيد نومه ومعاناة زوجته!!.
خلال هذا العام او بداية العام المقبل من المفترض أن تكون القاعدة قد رتبت أوراقها من جديد لضربة إرهابية جديدة في قلب أوربا أو واشنطن، وإن كانت مدريد اكثر حظاً في تلقي هذه الضربة، إلا ان القاعدة تدرك أن أي ضربة في واشنطن أو أخواتها، هي أكثر إيلاماً وإحراجاً للغرب وللرئيس الأمريكي تحديداً، خاصة إذا ما أولينا بعض الإهتمام بتاريخية "الثأر" في المكون الثقافي العربي.
الولايات المتحدة خلال الفترة الماضية عمدت على زيادة فاعلية مراكزها الديمقراطية بالشرق الأوسط، خاصة الثنائي الشهير NDI و IRI وهذا ما يحيل إلى ان الطرق الدبلوماسية والسياسية هي الخيار الإستراتيجي لهذه المرحلة، إلا ان المتتبع يجد ان مجمل الضغوطات "إن وجدت" على النظم السياسية الشرق أوسطية هي غير كافية البته، أو هي غير جادة نهائياً، خاصة في التجربة المصرية، والتي تلقى فيها NDI "القاهرة" صفعة على مؤلمة على الخد!!. ومع ان الوزيرة السابقة مادلين أولبرايت رئيسة NDI قد ألقت بثقلها كاملاً مع حزب الغد المصري متضامنة مع رئيسه أيمن نور وأمينه العام منى مكرم، إلا أن السلطات المصرية ألقت القبض على أيمن نور وأفرجت عنه بصعوبة وهو يتعرض الآن إلى محاكمة مدنية، يشير البعض إلى أن خاتمتها ثقيلة.
ليست الحال في NDI "البحرين" بأحسن حال، فالعديد من السياسيين يعتقدون أن NDI لم تستطع التأقلم مع الحراك السياسي في البحرين، وانها مجرد "بقرة حلوب" لسفر النواب وبعض الإعلاميين والطلبة الجامعيين إلى الخارج للإستجمام!!، وأعتقد أن NDI البحرين تعلم من البحرينيين أكثر مما علمهم!!.
كذلك الحال في لبنان، فرغم أن NDI رمت بثقلها في محاولة تنمية التجربة السياسية اللبنانية، إلا أن التجربة اللبنانية اليوم تمر بأمر وأسوء مراحلها في الألفية الجديدة، ولازال المشهد السياسي اللبناني غير قادر على تحقيق أداء سياسي متوازن في خضم معاركه الطائفية، فليس لبنان من المدنية السياسية في شيء، سوى في قشرة بسيطة تعجب الناظر، إلا أنها موغلة في الطائفية والحصصية من الداخل. هذا ما جعل العماد ميشيل عون يحظى بهالة شعبية جيدة "نسبيا"، إذ أن الكثيرين يعتقدون أن لبنان بحاجة إلى من يجره إلى الديمقراطية والمدنية قسراً، لا عن طواعية.
التجارب السياسية الشرق أوسطية، والتي تتسم بتاريخيتها الموغلة في التصلب والجمود، تحتاج من السياسة الخارجية الامريكية إلى ما هو اكثر من التصدق بوعود دعم الديمقراطية والحرية بين فترة واخرى، فإما أن ترمي الولايات المتحدة بثقلها كاملة في دعم الديمقراطية والحرية، وإما أن تدفع هي الثمن قبل شعوب المنطقة. بمعنى أن الإشكالية هي ليست إشكالية بعيدة عن واشنطن، وإن كان حسمها يتم في المنامة أو الرياض أو الدوحة أو القاهرة أو بيروت أو بغداد.
لعل مستشاري البيت الأبيض أصبحوا في غفلة عما يدور حولهم، ولعل الثقة "المفرطة" ستجر الولايات المتحدة عما قريب إلى أزمة جديدة، تأتيهم بأي السيناريوهات لا ندري!!، إلا ان الذي نعلمه هو أن الشرق الأوسط لازال منطقة مثلى لتفريخ المئات والآلآف من المحرومين الفاقدين لحب الحياة، الذين يعتبرون ان الموت بمعية بعض "الغربيين" ضمانة للجنة، ولمستقبل أفضل لأولادهم في المستقبل. وهذا بالطبع ما تتحمله الولايات المتحدة الأمركية أولاً قبل غيرها. فليس من المعقول بأن تكون الولايات المتحدة أقوى دول العالم، وأن تتذمر أو تتخاذل عن القيام بواجباتها. على الولايات المتحدة الأمريكية أن لا تكتفي بالبكاء والتذمر من هؤلاء الإرهابيين، بل عليها أولاً، أن تصحح من الأسباب التي ساعدت على تكوينهم، ولعلها تاريخياً تتحمل المسؤولية الكبرى عن نشوء هذه النظم التوليتارية الديكتاتورية.
الولايات المتحدة مطالبة ببذل المزيد من الجهود لضمان تعديل صورتها التاريخية المشوهة في المنطقة، هي مطالبة بالدرجة الأولى في تصحيح أخطاءها التاريخية، والتي لابد أن تدفع ثمن فاتورة إصلاحها لتلك الأخطاء دون أن تعتقد أنها تؤدي دور "الرب" في نشره الخير والسلام للعالم. فعالم اليوم المحكوم بالمصالح والنمو الإقتصادي وبتر الحدود هو خيارها التاريخي وليس خيار شعوب منطقة الشرق الأوسط. لابد لواشنطن أن تعي أن قدرتها على إستمالة ود الحكومات الشرق أوسطية لا يعطيها الأمن الكافي داخليا وخارجياً لتحقيق نموها الإمبراطوري، فالإرهاب "العدو الجديد" لا تديره الحكومات، بقدر ما تديره الأفراد في الاحراش وفي اعالي الجبال.
لذا، لا يمكن لواشنطن ان تعتقد "غافلة" انها محصنة، ولا يمكن لها أن تتحرك بهذا التباطؤ الذي سيكلفها الكثير، لابد لها أن تحسم أمرها ونهائيا في دعم الديمقراطيات الناشئة ونشر الديمقراطية "التي تحتاجها هي قبل الآخرين"، أو البقاء في خندق الإمبراطورية الخائفة، والتي تثيرها "رسالة تهديد مجهولة" أو طائرة صغيرة "خانتها الظروف الجوية لتحلق فوق سماء البيت الأبيض".




#عادل_مرزوق_الجمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عادل مرزوق الجمري - أحداث سبتمبر جديدة.. على الأبواب