هل افاق العقل المسلم من الغيبوبة

رافع محمد الدبي الطائي

الحوار المتمدن-العدد: 4681 - 2015 / 1 / 3 - 12:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

هل أفاق العقل المسلم من الغيبوبة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كثرت في الآونة الأخيرة مقاطع الفيديو على صفحات التواصل الاجتماعي وجميعها تتناول ما ورد في صحيح البخاري من أحاديث حول ملك اليمين وعورة الأمة ابتدأت بالحوار الذي أجرته الإعلامية المصرية ريهام سعيد مع الشخص الذي أفتى بزواج ملك اليمين في مصر أيام حكم الإخوان المسلمين وجميع هذه الحوارات واللقاءات تصب في موضوع انتقاد ما ورد في صحيح البخاري من أحاديث نسبت زورا وبهتانا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصدقها المسلمون .
هنا تتبادر إلى الذهن مجموعة أسئلة منها هل يمكن اعتبار ما جرى صحوة عقل كان يغط في غيبوبة فكرية منذ 14 قرن من الزمان أم هو جزء من حملة منظمة ضد الإسلام تقودها دوائر بعينها ولو كان كذلك فعلى ماذا اعتمدت هذه الدوائر في حملتها ألم تعتمد على نصوص وردت في صحيح البخاري ويبقى السؤال الأخير هل انكشفت الحقائق بعد إعلان قيام دولة الخلافة الإسلامية وتصرفات رجالها المشينة والمقززة والداعية إلى انتهاك حقوق الإنسان وخاصة المرأة .
إن تسألني عن رأيي الخاص فانا أقول إن رجال الخلافة الإسلامية الجدد لم يأتوا بشيء من عندهم إنما هم اعتمدوا على تلك النصوص التي وردت في كتب الحديث والتفسير التي تملأ المكتبة الإسلامية والذي يشك في ذلك عليه أن يعود إلى الصحاح وسيجد فيها من التناقضات والاختلافات ما لا يمكن تصديقه ، كل الذي جرى إن وصول الإسلاميين إلى السلطة في تونس وليبيا ومصر والعراق وقيام دولة الخلافة الإسلامية كشف حقيقة هذه الأفكار لأنه وضعها موضع التطبيق فعندما تتحدث إلى شخص ما حول هذه الأمور كان يستنكرها بل وينكر وجودها في كتب الحديث لقلة اطلاعه عليها أما اليوم فان الإسلاميين تكفلوا بنشرها لأنهم وضعوها موضع التطبيق فتكشفت الحقائق أمام الجميع .
هناك من سيقول إنها حملة يراد منها تشويه صورة الإسلام وما يقوم به الدواعش ما هو إلا جزء من هذه الحملة ولهؤلاء أقول نحن لا ننكر وجود هذه الحملة ولكن هل أتت الحملة من فراغ أم أنها أخذت بالنصوص الواردة في كتب المسلمين هذه النصوص التي لا زال الكثير من المسلمين يرونها مقدسة ولا يجوز المساس بها حتى لو آتت مخالفة لنصوص الكتاب فهي المقدمة عندهم على الكتاب ، أما داعش ومن انتمى لها فإنهم يطبقون هذه الأحاديث ، ألم يغتصبوا الفتيات الصغار تحت ذريعة تطبيق سنة رسول الله وانه قد تزوج السيدة عائشة وهي ابنة تسع ولو إنهم اعملوا العقل قليلا لوجدوا إنها كانت يوم تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم ابنة سبعة عشر، ألم يسبوا النساء ويبيعوهن اقتداءأ بالسلف ولا تقولوا لي إن السلف لم يفعلها بل من المؤكد إنهم فعلوها بل وفعلوها بالمسلمات فضلا عن الكافرات فهذا ديدنهم منذ أن تملك معاوية بن أبي سفيان حتى انتهت الخلافة العثمانية التي يحن إليها البعض تحت ضغط الدوافع الطائفية .
الغريب في الأمر إن المسلم مهما كانت عقيدته ومذهبه يفكر في كل شيء ، يفكر كيف ينجح ، يفكر كيف يتفوق ، يفكر كيف يربح ، يفكر كيف يخدع الآخرين ، يفكر كيف يسرق ، يفكر ويتففن في القتل ولكنه لا يفكر كيف يتعبد وبأي طريق فهو هنا ألغى عقله وألغى شخصيته وأناط المهمة إلى رجال لبسوا العمائم وادعوا العلم والتقوى والورع وهم ابعد ما يكونوا عن ذلك
يا سادة إن الذي يجري ما هو إلا بداية لإفاقة للعقل من الغيبوبة الفكرية ومحاولة أولية لتصحيح مسار العالم الإسلامي وإنقاذه من الجمود والتخلف الذي جره إليه رجال الدين تحت ذريعة قدسية السلف وعلى قاعدة ليس بالإمكان أفضل مما كان التي قتلت أي إبداع في الشخصية الإسلامية .

#رافع_محمد_الدبي_الطائي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات