أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طاهر مسلم البكاء - لا تشتم الآها ً لا تعبده















المزيد.....

لا تشتم الآها ً لا تعبده


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 4681 - 2015 / 1 / 3 - 01:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وجدت هذه الجملة مكتوبة باللغة الأرامية في معبد في تدمر قبل 2500 عام ، أن هذا يدل على أن اجدادنا كانوا اكثر عقلا ً واكثر تسامحا ً وقبولا ً لللآخرين مما نراه في عالمنا اليوم .
لو ساد صوت العقل لأنتشر السلام ،ولما غابت الحقائق كما يحصل اليوم ولما كثرت التصرفات الخاطئة ،ومن العجب ان يكون في عصرنا الحالي هذه الضبابية وهذا الصراع اللا حضاري رغم ما توفر للأنسان من وسائل تنوير وتواصل متطورة .
والعنوان ينسحب على واقعنا الحالي بقوة ويثير المزيد من التسائلات ، حيث تبرز الى العلن صور جديدة من التشويه والسباب واللعن والتجاوز على المعتقدات والأديان مختفية ومتنكرة بأغطية الفكر التقدمي او الحداثة او العولمة ،او دعاوى التسبب بالتخلف او الجهل او الفقر !
الدين عبر التاريخ :
ان الأنسان مذ خلق،فهو مجبول على المحاولة لأكتشاف سر المجهول وحبه في السيطرة والتمكن من القوى الطبيعية التي تصادفه وما ينافسه في حياته العادية وتحقيق ما يصبو اليه ،وبالتالي فانه بدأ يحس في نفسه مجموعة من التوسلات والعبادات والطقوس التي يغدقها على الآلاه لينال بالمقابل القوة اللازمة والحظ لنيل ما يحلم بالحصول عليه ،ثم تطور الدين الى ماشاهدناه من تأثير مختلف في حياة البشر سواء الحياة الشخصية او العامة،واخذ يؤثر في السياسة و الجوانب الحياتية الأخرى من فنون وثقافة وفلسفة ولكن بالأتجاه الأيجابي وليس السلبي .
الدين الأسلامي خاتم الأديان السماوية :
لقد جاء دين الأسلام الحنيف الى مجتمع جاهلي في فكره وعاداته واهوائه ، فكان ثورة ونقله من عالم متخلف يلفه الجمود الى عالم متقدم ومتنور ينظر الى الحياة بأفق واسع ، يتجاوز جزيرة العرب ليشمل اكبر مساحة من الأرض التي نعيش عليها ،لقد كان آنذاك فكر متقدم وفق كل المقاييس ،وبالتالي فمن الخطأ ان نعود اليوم ،في عالم جديد هو اشبه بقرية من حيث قربه واحتكاك بعضه ببعض ، الى تقييد الأسلام الذي جاء سماحة لكل البشرية بسلاسل واغلال تربطه وتقيده بأفكار خاصة تنشأ في عقول بشر تتملكه عقد النقص والأهواء ،قال الله تعالى :
{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ – 158 } [الأعراف ] .
و من اكبر الضرورات ان نعي ونفهم افق الأسلام الواسع وقدرته على الأنفتاح على عالمنا المتجدد الواسع، وجرم اولئك الذين يقيدونه وفق اهوائهم ومعتقداتهم الشخصية .
ان الله تعالى جعل الأسلام مدينة فاضلة للمجتمع الأنساني ،للأنسان حق الموعظة والأرشاد والتبصر ولكن من لايهتدي يكون أمره الى الله ،ولم يأمرنا ديننا ان نقتل بعضنا بقدر ما امرنا ان نوحد الكلمة ضد اعدائنا ،يقول الله تعالى :
{وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ (40) وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (41) وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ (42) وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ (43) إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (44)} يونس .
والناس حسب المنظور القرآني كانوا في فطرتهم الأولى امة واحدة لا أختلاف بينهم ولكن تعقد الحياة وتوسعها أظهر تشابك الحاجات والمنافع ، وحتم ظهور الأختلاف في الصراع من اجل العيش ولكن هذا لايعني عدم امكانية اتفاقهم على مبادئ ومثل وقيم سامية تيسر الحياة :
{وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ – 19 } يونس .
والأسلام لم يقل اننا يجب ان نلغي الدنيا التي نعيش فيها من تفكيرنا كي نحصل على الآخرة بل امرنا بان نتمتع بملذاتها مادمنا لانسلك طريق الحرام وان نشارك في كل ما نستطيع تقديمه من خدمة انسانية وعمارة الأرض :
{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ - 77} [القصص ] .
الرسول محمد ومكارم الأخلاق :
يقول الرسول محمد بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ،ومن هنا فقد دعا
الأسلام الى :
الأيمان بكل الأنبياء والرسل ،و الى فضائل الأعمال وامر بالعدل والأحسان وبر الوالدين وصلة الأرحام والمودة بين الناس ،والأحسان للجار واكرام الضيف والتعاون على البر والتقوى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأصلاح بين الناس وأحل النكاح الحلال واكل الطيبات وحث على الصدق والوفاء بالعهود وامر بتجنب النجاسة وحث على النظافة .
حرم البغي والعدوان والظلم واكل أموال الناس بالظلم وحرم الربا وأكل أموال اليتيم بغير حق وحرم الكذب والنميمة وحرم الزنا والفاحشة والقتل
(مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً ) . وحرم الأحتكار والربا ...الخ .

- اعطى الأسلام المرأة القيمة والكرامة قبل 1400 عام في وقت كانت سلعة تباع وتشترى .
- ساوى بين الناس اذ لافضل لعربي على اعجمي الاّ بالتقوى وعاش بين المسلمين الآلاف من المسيحين واليهود والصابئة وغيرهم في دعة وأمان لمئات السنين منذ بدأ الدعوة المحمدية والى اليوم وبنفس تكافؤ الفرص ولكن من امر الله تعالى بمقاتلتهم هم من يقاتلون المسلمون ،فمثلا ً لمام اليهود الصهاينة الذين اغتصبوا ارض فلسطين واخرجوا اهلها منها واستباحوا ممتلكاتهم ومزارعهم وهذا معروف لكل العالم .
- يأمر الأسلام المسلم ان يعيش الحياة مواجها ً صعابها متنعما ً بالطيب الحلال فيها ،ويأمره بعمارة الأرض والجد والعمل .

يرى الأسلام ان الأصل في الأسلام هو الخير مثلما ان الأصل في الأرض هو الطهارة ،ومن هنا فأن الأصل في علاقة المسلم مع المسلم أو غير المسلم هو المودة والسلام ، ( وأدخلوا في السلم كافة ) ، وقد منع الأسلام حروب العصبية الدينية ( لااكراه في الدين ) ورفض حروب التشفي والأنتقام ، ( تلك الدار الأخرة نجعلها للذين لايريدون علوا ً في الأرض ولا فسادا ً )
ان الدعاية المضادة للأسلام اليوم هي بسبب الأنتشار السريع والواسع للدين الأسلامي وخاصة في اوربا ، وعندما يخطئ البشر ممن محسوب على الأسلام لايعني ان الخطأ في الأسلام . بل يعني ان هناك من يسئ الى الأسلام من داخل الأسلام وأهله في غفلة أو تعصب جاهل أو عمالة . وان ما يحصل اليوم لهو الدليل القاطع على عظم التآمر على دين الأسلام ،ومقدار الفبركة السياسية المعدة على مستوى دول للنيل من هذا الدين العظيم الذي أخذ يقض مضاجعهم بأنتشاره الواسع في أرجاء المعمورة .
أن المواطن الغربي اليوم ،وبدون ادنى شك ، يبحث عن الحقائق ،بعد ان يرى التزييف الغربي ، ويبدأ يتساءل عن هذا النبي العظيم الذي يخشاه أعداءه فيزيفون ديمقراطيتهم لتسمح لطفيليين من الجهلة بمحاول النيل منه ،ومن الضروري ان نفهم ان الدين مثل وقيم تجذب الأخرين ببريقها فينخرطون لأعتناقها ولم يكن سلاسل وشباك ترمى للي اعناق الناس وقهرها بالقوة .



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولادة محمد نور وثورة
- عصر يعيد كتابة التاريخ
- وقت ميلاد المسيح في القرآن الكريم
- نتائج العولمة ..الأرهاب والسرطان
- الصراع على الفتاوى والمستقبل
- غطاء الدولار سبب المواجهة الأمريكية الروسية
- لماذا انقرض العرب
- الحصارالملعون يطال مجلس الأمن
- الأسلام دين المستقبل
- العالم يتصارع في بلادي
- اكسير الشباب والحياة
- خرجوا من الباب ليعودوا من الشباك
- شهيد جديد في كوكبة الشهداء
- العرب لايتعلمون من التجارب
- هجرت الكفاءات طاقات ضائعة
- الحسين .. الموالون والمخالفون
- سر القصف الصهيوني لسورية
- ضبابية السياسة الأمريكية
- الأنسان يطير الى الكواكب ..ج3
- الأنسان يطير الى الفضاء .. ج2


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طاهر مسلم البكاء - لا تشتم الآها ً لا تعبده