أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - خليل كلفت - العيد الرابع لثورة يناير














المزيد.....

العيد الرابع لثورة يناير


خليل كلفت

الحوار المتمدن-العدد: 4677 - 2014 / 12 / 30 - 11:07
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



ثورة يناير عيد ومأتم. وفى القضايا الاجتماعية يكون العيد عند البعض مأتما عند البعض الآخر. ودائما تكون المصالح الاجتماعية المتعارضة هى السرّ وراء تعارُض المواقف إزاء الثورة. هى عيد سعيد عند من قاموا بالثورة ومأتم عند من وقفوا ضدها.
وفى البداية كان الجميع، جميع أصحاب المصالح المتعارضة، يكيلون المديح للثورة، وكانوا جميعا ينددون بنظام مبارك واستبداده وفساده. وبطبيعة الحال فإن تأييد الجميع للثورة كان مريبًا إذ إننا لسنا إزاء غزو من الفضاء الخارجى ليكون على الجميع أن يهبُّوا لمقاومته. بل كانت الثورة فى حد ذاتها أقوى دليل على صراع اجتماعى وسياسى بين قسمين من المجتمع المصرى.
ويعنى هذا الإجماع بين مصالح متعارضة، وصل تعارُضها إلى حدّ ثورة قسم من المجتمع ضد قسم آخر، أن ما جمع الجميع حول هذا الموقف المؤيد للثورة والمعادى لنظام مبارك هو أنه كان مفتاح الجميع إلى الفاعلية السياسية. فلا أحد يستطيع مواصلة الثورة دون تأييد الثورة، ولا أحد يستطيع العمل على تصفية الثورة دون اتخاذ نفس هذا الموقف.
وكان تأييد قسم من المجتمع للثورة يعنى نضاله لتحقيق أهداف الشعب من الثورة ضد القسم الآخر؛ على حين أن موقف القسم الآخر كان يعنى أن تأييد الثورة موقف لا مناص منه لإقامة جسر بين الشعب والحكام يسمح لهم باستدراجه لتوجيه ثورته فى قنوات تصفية الثورة. ولأن الثورة تستدعى الثورة المضادة بالضرورة فقد كان التعارُض ماثلا فى صميم المجتمع وبالتالى فى صميم الصراع بين الثورة والثورة المضادة، غير أن مصلحة الحكام الجدد كانت تُحتِّم عليهم أن يتنصلوا من هذا التعارُض مؤقتا هاتفين مع الجميع فى نَفَسٍ واحد "إيد واحده"!
وبهذا بدا فى البداية وفى لحظات لاحقة أن الحكام والمحكومين جميعا يقفون صفا واحدا ضد استغلال واستبداد مبارك وأنهم سيعملون معا على محاسبة نظامه ورجاله. وكانت هذه لحظة تبرُّؤ الجميع لأسباب متعارضة من مبارك وعصابته. وسرعان ما بدأ يتضح أنه لا مفرّ من الصدام بين الثورة والحكام الجدد. وتعاقبت موجات لثورة يناير ضدهم كانت كبراها موجة 30 يونيو 2013 التى أيدت قيام الجيش فى 3 يوليو بالإطاحة بالحكم الإخوانى الذى كان يسير بخطًى حثيثة على الطريق إلى الدولة الدينية الإخوانية. وبحكم مقتضيات مصالح لا سبيل إلى التوفيق بينها انهار الصف الواحد الذى استظلَّ به الجميع أحيانا وحل محله انقسام جديد. وكانت مخاوف الثوار تتركز حول سرقة الثورة واتجهت الاتهامات إلى الإخوان المسلمين تارة وإلى الجيش تارة أخرى، راغبين فى تفادى الدولة الدينية والديكتاتورية العسكرية على السواء.
ولم يكن الثوار على دراية كافية بطبيعة المجتمع الطبقى ولا بطبيعة وحدود الثورات الشعبية رغم أنهم ثاروا ضد نظام مبارك واستمروا بالثورة ضده معتقدين أن الثورات تحقق العدالة الاجتماعية والحرية والكرامة للشعوب، غير مدركين أن الثورة مغامرة كبرى قد تحقق قليلا أو كثيرا من المكاسب إلا أنها تنطوى على مخاطر مفزعة.
وبالطبع فإن الثورات تنفجر عندما تتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والسياسية للشعوب، ولا أحد يمكن أن ينصح الشعوب بأن تنأى عن الثورة. والحقيقة أن الشعوب لا يمكن إلا أن تنفجر فى ثورات حتى لو علمت أن المكاسب ستكون قليلة وأن الأخطار ستكون كبيرة حيث يغدو من المستحيل أن تستمر الحياة على حالها.
وتثور الشعوب غير أن عفوية حركتها لا تسمح لها بأن تنفذ إلى جوهر المجتمع وإلى جوهر وأبعاد الصراع الذى تأتى به الثورة لا محالة، ولا يمكن بالطبع أن تدرك الشعوب أن تغيير حياتها بصورة عميقة جذرية ليس مهمة مثل هذه الثورات الشعبية بل هى مهمة التحوُّل الاجتماعى-السياسى الذى ينقل المجتمع الطبقى إلى مجتمع يخلو من الطبقات الاجتماعية.
وتماما مثلما تنبع الثورات الشعبية من بؤس الطبقات الشعبية، تنبع من نفس المنبع جماعات الأصولية الدينية التى تكون منذ البداية جماعات دينية إرهابية تعمل على إقامة الدولة الدينية التى تتصور أنها ستملأ الأرض عدلا بعد أن امتلأت جورا. وما دام بؤس الشعب قائما فإنه سيظل فى وقت واحد منبع الثورات ومنبع جماعات الأصولية الإسلامية. ولا فكاك من الثورات من جانب والأصولية من جانب آخر إلا بالقضاء على هذا المنبع، غير أن الرأسمالية التابعة العالم-الثالثية لا تستطيع القضاء على الفقر وهو منبع الثورات ومنبع الأصوليات.
ومع توجيه ضربة قاصمة إلى مشروع الدولة الدينية، قفز فى وجوه الثوار شبح الديكتاتورية العسكرية؛ ما دام الحكم للجيش. واستحكم عداء الثوار للدولة والجيش والديكتاتورية العسكرية ودخلوا فى معركة مستميتة ضد الديكتاتورية العسكرية مع أنه لا توجد فى العالم دولة لا تحكمها الديكتاتورية العسكرية ولا تقضى عليها سوى ثورة فى سبيل مجتمع لاطبقى.
وقد أدخل غياب مفاهيم واضحة لحدود الثورات الشعبية ولطبيعة المجتمع الرأسمالى التابع، ثوارنا فى دوامة من الإحساس بالعجز والإحباط الناشئ عنه حتى عن تنظيم مقاومة فكرية حقيقية ضد الأوضاع الجديدة التى يرفضونها.
غير أن ثورتنا الشعبية كانت من أنجح الثورات الشعبية فى بلدان ثورات "الربيع العربى" وفى تاريخ الثورات بوجه عام. وكان هذا بفضل عوامل ظرفية إلى جانب دينامية الثورة الشعبية ذاتها. فقد تفادت ثورتنا حربا أهلية طاحنة، واستطاعت توجيه ضربة قاصمة إلى مشروع الدولة الدينية، إلى جانب التسييس الواسع النطاق للشعب، وقطع خطوة كبرى فى سبيل تحرُّر المرأة بفضل مشاركتها الحاسمة فى الثورة، وصار الباب مفتوحا أمام نضال الثوار فى سبيل ديمقراطية شعبية من أسفل، متخلصين من إحباط لا مبرِّر له، وفخورين بما حققوه، وسوف يخرجون بهذه النتيجة من أبسط استقراء علمى لمصير الثورات الشعبية.



#خليل_كلفت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطابع القانونى للثورات
- تسييس محاكمة مبارك؟
- الثورات الشعبية عفوية بالضرورة
- انظر أمامك فى غضب
- مفهوم جديد للثورة الشعبية
- تسييس محاكمة مبارك وعصابته
- تهجير رفح المثير للجدل
- مصير الثورات الإسلامية الراهنة
- تاريخ وتحليل الثورات الشعبية فى مصر عند لويس عوض
- المسألة الفلولية
- العنف .. فى جوهر الإسلام؟
- الثقافة ومستقبل مصر
- ثورة أم ثورتان؟
- الثورة الشعبية: داية أم احتجاج؟
- استدراك بشأن الثورة الاجتماعية-السياسية والثورة الشعبية
- مقدمة عن اليسار العربي والثورات العربية
- ليس من حق رئيس الجمهورية
- حدود الثورات الشعبية
- داعش والداعشية
- كفى ترويجًا لأوهام جديدة


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - خليل كلفت - العيد الرابع لثورة يناير