أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل كلفت - ثورة أم ثورتان؟














المزيد.....

ثورة أم ثورتان؟


خليل كلفت

الحوار المتمدن-العدد: 4617 - 2014 / 10 / 28 - 08:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الثورة الشعبية عملية كبيرة واحدة قد تمتدّ لسنوات، وتتميز فى سياقها موجات متنوعة الحجم والمهام فى الإطار العام للعملية الثورية ككل. وقد تعددت موجات ثورة يناير، وكانت موجة 30 يونيو هائلة الضخامة. غير أنه يوجد إصرار من بعض الجهات والقوى السياسية على النظر إلى موجة 30 يونيو بالذات على أنها ثورة جديدة قائمة بذاتها!
فما مغزى هذا الفصل بإصرار بين ثورة يناير و"ثورة" أو موجة يونيو؟
وقد حدثت كل موجات ثورة يناير الشعبية خلال فترة قصيرة، وحدثت كلها فى إطار أسباب وأهداف ثورة يناير: عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية. فهى إذن عملية ثورية واحدة وحيدة، لحمتها وسداها أسباب وعوامل وشعارات ومطالب وأهداف وغايات الثورة الشعبية التى تراكمت فى الفترة السابقة لثورة يناير وقادت إليها، مع أخذ تأثير الدومينو فى الاعتبار.
وتنطبق تسمية الثورة على موجات ومراحل الثورة ككل، ولا تقتصر على أىّ موجة منها، ولا تتطابق حتى مع الموجة الأولى: موجة يناير، إلا باعتبارها بداية ثورة.
فهل كان ذلك لأن موجتىْ يناير ويونيو كانتا ناجحتين؛ الأولى فى إسقاط مبارك وعصابته الدولتية، والثانية فى إسقاط مرسى وعصابته الإخوانية؟ غير أن إسقاط مرسى تحقق ضمن السياق العام لثورة يناير، وكامتداد لإسقاط مبارك فى مجراها. والحقيقة أن العلاقة بين الموجة الأولى لثورة يناير وموجة يونيو هى علاقة السبب بالنتيجة، وبالتالى فإنه لا سبيل إلى الفصل بينهما.
ويرتبط الفصل بين حدث يناير وحدث يونيو بالمصالح السياسية المتعارضة التى تلعب فى هذا الفصل لعبتها المتحيزة وغير الموضوعية، فتضيع الحقيقة بين وجهتىْ نظر متعارضتين.
وباستثناء الجماهير الشعبية، التى صنعت الثورة وكابدت آلامها، نكون إزاء قوتين كبيرتين متصارعتين: دولة الطبقة الرأسمالية الحاكمة، وقوى الإسلام السياسى بقيادة الإخوان المسلمين.
لقد أفزعت ثورة يناير الشعبية هاتين القوتين، رغم تغنِّيهما المنافق بعظمتها ومعجزاتها وإنجازاتها. وكان على الدولة، رغم كراهيتها لتلك الثورة ضدها، أن تستنتج الدروس والعبر، بعد أن تخلصت من الطاغية بفضل عدم التبعية القصوى للدولة والجيش إزاء الحاكم، على العكس من الكارثة التى حلت بسوريا وليبيا واليمن بسبب التبعية المطلقة للجيش إزاء الحاكم. أما الإخوان المسلمون على رأس الإسلام السياسى فإنهم، رغم كراهيتهم ليقظة الشعب فى يناير، رأوا فيها فرصة سانحة للقفز على السلطة.
وكان لموجة يونيو شأنٌ آخر. فقد عظَّمتها الدولة لأنها صنعت الإطار الشعبى لنجاحها فى الإطاحة بالحكم الإخوانى. أما الإخوان فقد لعنوها ووقفوا ضدها، وعندما جرت الإطاحة بهم وبحكمهم أشعلوا حربا أهلية شعواء ضد الدولة والشعب.
ورغم أن الدولة تكيل المديح المتواصل لثورة يناير، باعتبارها معجزة، وأضخم ثورة منذ سبعة آلاف عام، وتتحدث عن الشعب الذى قام بثورتين خلال فترة قصيرة بوصفه الشعب القادر على صنع المعجزات، بدأ هجوم شامل عليها من جانب إعلام الدولة وكثير من المسئولين و"الفلول". ولا شك فى أن الثورة كانت ضخمة، غير أن ضخامتها كانت شهادة فقر ضد مصر التى أوصلت شعبها إلى كل هذا البؤس، ولا شك فى أن الانفجار السكانى ظاهرة جديدة فى التاريخ، فما معنى أنها كانت أضخم ثورة فى التاريخ؟
ولأن موجة يونيو حققت الإنجاز العظيم المتمثل فى التخلص من الإخوان المسلمين، وحكمهم ووجودهم، فقد حصدت حب الدولة والشعب. أما الإخوان فقد اتخذوا منها موقف العداء لأنها أطاحت بهم فاعتبروها جزءًا لا يتجزأ مما يعتبرونه انقلاب 3 يوليو.
وفى موجة 30 يونيو، انتصر الجيش بانقلاب مزعوم، وصار قائده رئيسا للجمهورية، فوقف ضده قسم كبير من شباب الثورة باسم الديمقراطية. والحقيقة أن الشباب، بحكم غياب الفهم النظرى لحدود الثورات الشعبية، أصابه إحباط شديد بسبب ما اعتبره عدم نجاح الثورة أو فشلها.
وقد فشلت الثورة بالطبع بمعيار ثورة التوقعات الوهمية لدى الشباب، الذين يرفضون الديكتاتورية العسكرية مع أن الولايات المتحدة الأمريكية التى تبدو لهم أيقونة الدولة الديمقراطية ليست دولة ديمقراطية بل تمثل كبرى الديكتاتوريات العسكرية فى التاريخ. وحفرت هذه الأوهام لدى الشباب، وعجْز خطاب الدولة عن التعامل معها، هوة عميقة بين الدولة وشباب الثورة. ولا سبيل إلى التحرُّر من قيود الديكتاتورية العسكرية فى ظل الرأسمالية، ولا سبيل إلى التخلص من وجودها ذاته، مع ضرورة مقاومة تجاوزاتها وانتزاع مستويات متصاعدة من الديمقراطية من أسفل.
وفى ظروف الحرب الأهلية الراهنة، صار هذا التناقض بين الدولة وشباب الثورة تحديا هائلا أمام السير إلى الأمام. ولا سبيل إلى حلّ هذا التناقض إلا بأن يدرك الشباب جيدا أن الثورة الاجتماعية-السياسية، فى حالة حدوثها، هى التى تصنع مستقبل الشعوب، وأن الثورة الشعبية ليس من شأنها أن تحقق الكثير، وما تحقق عندنا من التسييس، والخطوة التى حققتها قضية تحرُّر المرأة، والتحرُّر من الحكم الإسلامى الإخوانى، وغير ذلك، إنجازات مهمة تحسدنا عليها ثورات شعبية كثيرة على رأسها ثورة 1789 الشعبية الفرنسية العظمى!
3 أكتوبر 2014



#خليل_كلفت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة الشعبية: داية أم احتجاج؟
- استدراك بشأن الثورة الاجتماعية-السياسية والثورة الشعبية
- مقدمة عن اليسار العربي والثورات العربية
- ليس من حق رئيس الجمهورية
- حدود الثورات الشعبية
- داعش والداعشية
- كفى ترويجًا لأوهام جديدة
- عرب 48 وعرب 67 فى إسرائيل
- الفلسطينيون بين الحصار والترحيل
- مجلس النواب وفصل السلطات
- مجلس النواب والشعب
- استشراف ما بعد الانتخابات
- ضجة حول مقال للدكتور نصار عبد الله عن ظاهرة أطفال الشوارع
- قراءة موضوعية للانتخابات
- من المقاطعة إلى المشاركة
- خليفة حفتر: بصيص أمل فى ليبيا؟
- دعاوى المصالحة جريمة نظرية
- الأخونة
- حسابات الانتخابات الرئاسية فى مصر
- الثورة والإخوان


المزيد.....




- براد بيت يتحدث بصراحة عن تجربة تعافيه من الإدمان على الكحول ...
- جاي زي يفاجئ الجمهور في إحدى محطات جولة بيونسيه الباريسية
- من الدهنية إلى الحساسة..أسس اختيار المكياج المناسب لنوع البش ...
- رئيس وزراء قطر يكشف دور الدوحة بوقف إطلاق النار بين إيران وإ ...
- ترامب يصب غضبه على إسرائيل ويُبدي عدم رضاه عن إيران بعد خرق ...
- -حرب نووية أُوقفت في ساعات بينما حربنا ما زالت مستمرة-: غزيو ...
- ما بعد وقف إطلاق النار: أي دروس تستخلصها إيران من المواجهة م ...
- هدنة هشة تحت النار.. تل أبيب تحذر وطهران تنفي إطلاق الصواريخ ...
- ترامب يطالب إسرائيل بعدم إلقاء المزيد من القنابل على إيران
- احذر من تأثير -تشات جي بي تي- على دماغك وقدراتك الذهنية!


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل كلفت - ثورة أم ثورتان؟