النموذج التونسي

رضا شهاب المكي

الحوار المتمدن-العدد: 4671 - 2014 / 12 / 24 - 15:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

هناك صنف من التونسيين من نخبة النكبة ومن الذين يدورون في فلكهم لا يتوقفون على المدح والتطبيل والتهليل "للنموذج التونسي" وكانه النموذج المصطفى والحقيقة انهم ينغمسون كل يوم في مستنقع الخرافة بل ويفسرون التاريخ بالخرافة وقد ارتبطت الخرافة تاريخيا بفعل الاعجاز فكان الانسان المعجزة والسلطان المعجزة والقائد المعجزة والشعب المعجزة مقدمات أساسية في تفسير التاريخ والاحداث والتغيرات في المجتمع والدولة والطبيعة وينحاز ضعفاء العقل والجبناء والمتمصلحون الى هذا الهذيان يرددونه كما يردد الببغاء صوته وفي كل مرة يأتي هؤلاء التاييد من "العالم الحر" ليؤكد "المعجزة التونسية" عالم نصب نفسه على العلم والمعرفة والتفكير والحرية والابداع والتفوق ليسوق لنا الأوهام ويقنعنا باننا الاستثناء وباننا المعجزة وباننا القدوة ووو...كيف لا وهو يضع مسماره الأخير في نعش ثورة أرادها اخراجا جديدا لنكبة جديدة....فكانت الحلقة الأخيرة من المسلسل مليئة بالاحداث التي "تشراب لها الاعناق وتتوقف من اجلها الانفس وتزداد بسببها دقات القلب ارتفاعا..." ليلد لنا المهدي من جديد بعد صراع مرير مع شيطانه العنيد وتلد في نفس الوقت المعجزة التونسية: اننا الان مثل العالم الحر بل اننا بدانا نستعد للتفوق عليه في المادة الانتخابية وسوف ننظم دورات تدريبية للعالم الحر في دنيا السياسية والحكم اننا الان مثلهم بل احسن منهم...والحقيقة في نظري انهم قد رتبوا كل شيء مع كبار شيوخنا من "المعركة" الى النتائج الهيتشكوكية وفي كل معركة مهما كان نوعها هناك ضحايا من بين ممن لم يفقهوا اللعبة او اشركوا فيها مثلما يشارك الكومبارس...ضحايانا من النكبة السياسية لا يعودون الى مسرح المعركة كما يفعل ضحايا "العالم الحر"بل يدخلون المتاحف امنين ولكل منهم امتعته التي خاض بها "المعركة" فهناك مكان للبرنس ورف للحذاء ومشنقة لربطة العنق... وكما فسروا لنا التاريخ بالخرافة فسيخضع الاحرار من أبناء الشعب خرافاتهم الى علم التاريخ وسيعد أماكن أخرى في المتاحف للذين ستنتهي صلوحيتهم وسيحملون معهم امتعتهم التي خاضوا بها انتصاراتهم بحيث سيكون هناك مكان
للنظارة السوداء ومعالق لبدلات الحداثة.

#رضا_شهاب_المكي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات