التعصب القومي واستفزازاته سينسف التعايش والسلم الاهلي

نوري جاسم المياحي

الحوار المتمدن-العدد: 4665 - 2014 / 12 / 18 - 02:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

في بعض الاحيان يستهزأ المرا مما تعلنه الادارة الامريكية ورموزها كالرئيس اوباما بصدد ما يجري في العالم ولاسيما في العراق وهذا ما يهمنا الان... وبهذا الصدد لم اصدق شخصيا ما صرح به هو ووزراءه بصدد ان الحرب ضد داعش ستطول لسنوات ..واليوم وبعد مرور ستة شهور على سقوط الموصل وبالرغم من القصف الجوي لطيران التحالف ..نجد ان الوضع على الارض يراوح في مكانه ويمكن وصفه بالكر والفر ..واحتلال وانسحاب ثم اعادة احتلال ..وهكذا دواليك ..وتشابك المواقف والدوافع ويمكن وصفها وكما يقول العراقيون ( ظلمة ودليلها الله )
لايخفى على احد ان ظهور داعش في الساحة العراقية ليس من باب العبث او الصدفة ..وانما وراءه ما وراءه ..جزء منه معلن واجزاء كثيرة خفية ولا يعلمها الا الله والراسخون في العلم ..ومنذ احتلال العراق واسقاط النظام وضعت مخططات ( كما اعتقد شخصيا ) لتمزيق العراق وتخريبه وابادة الغالبية العظمى من شعبه ..والكثير من العراقيين يعون هذه المخططات ويدركون النهاية الماساوية المنتظرة للشعب العراقي ..فمن كان يتوقع ما يحدث اليوم فيما يسمى بالمحافظات المنتفضة ..ومن كان يتوقع تشريد الملايين من العوائل العراقية الكريمة بهذه الطريقة المأساوية التي نشاهدها يوميا على شاشات الفضائيات ..وللاسف نفس القادة الذين تسببوا واوصلوا هذه الجماهير المعذبة الى هذه الكارثة هم انفسهم لازالوا يصولون ويجولون ويقدون المؤتمرات وبرعاية الاقليم وتحديا للمركز ( الصانت على مضض بسبب الفساد والضعف )..وبنفس الوقت نجد ان الحرب تحرق الاخضر واليابس والعالم يتفرج ولا يحرك ساكن ..
اليوم شاهدنا وسمعنا فصلا جديدا وفي الحقيقة هو ليس بجديد وانما طفى على السطح بسبب تصرف غير محسوب العواقب ..وانا شخصيا لست مستعدا للخوض بتفاصيله بقدر ما احذر من مخاطره المستقبلية والتي ستجر العراقيين الى فتح جبهة جديدة من جبهات القتال ويبدو لي ان نفس اعداء العراق هم نفسهم وراءهذا التصعيد الجديد ..وغير المبرر في الوقت الحرج الذي يمر به العراق ..
ليس خافيا ان التحالف الكردستاني له مخططات و طموحات قومية ينوي فرضها على الارض... وقد دأب على تنفيذها بهدوء وروية ..وحقق نجاحات لاتنكر ...ولكن هذه النجاحات وحرق المراحل بسرعة وبدون حسابات لمشاعر بقية مكونات الشعب وكما اتوقع كعراقي لن تصب في صالح الشعب الكردي نفسه على المدى البعيد وستدمر كل المكاسب التي حققوها خلال 25 سنة الماضية ..ولن ادخل في التفاصيل ..وباختصار شديد جدا .. ان استغلال الضعف في الحكومة المركزية وظروف الحرب الداعشية ستخلق ظروف مستمرة لاشعال حروب يشارك فيها الاتراك والايرانين والاسرائيليين ..والغرب النفطي الاستعماري ...والصراع المتوقع سيدور حول كركوك بالذات ...
ما حدث اليوم في جامعة كركوك من نزاع بين الطلبة العرب والاكراد بسبب رفع علم كردستان وانزال العلم العراقي لمؤشر خطير لاتحمد عقباه ولاسيما وان المحافظ بدلا من ان يلتزم الحياد بين مكونات كركوك ( كرد وعرب وتركمان ) انحاز الى المكون الكردي ...اضافة الى خروج مسلحين بالسيارات ويحملون الاعلام الكردستانية وهم يطلقون النار بالهواء ...وفي مدينه سكاناها خليط قومي ...فهل ستكون عواقبها فرح وسرور ..او جمر ونار تحت الرماد ..فعلى العاقل ان يفكر بعيدا عن عواطفه القومية ..
والادهى من هذا يقال ان اعلام داعش رفعت يضا في حرم الجامعة كما ذكرتها بعض التقارير الصحفية ..وعلينا ان لانهمل موقف تركيا القومي والطائفي والمعروف سواء لداعش او حمايتها لتركمان العراق وحتى تجاه الشعب الكردي وطموحاته الانفصالية ..فهل من المعقول ستسكت عما يصيب تركمان العراق ؟؟
وعلينا ان لاننسى ان قوات داعش قريبة من محيط كركوك وربما سيلجأ المتعصبين المسلمين من كل مكونات كركوك الى الاستعانة بداعش ضد البشمركة التي تقاتلهم في سنجار وجنوب الموصل ..اذن هناك خطأ واضح في تكتيكات التحالف الكردستاني ربما تكون عواقبه فعلا حروب استنزافية ولسنوات عديدة مقبلة ولن يستفيد منها سوى اعداء العراق والطامعين به من الشمال للجنوب .. وما توقعته الادارة الامريكية واعلنه الرئيس اوباما سيتحقق رضينا ام ابينا ..
اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا ..

#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل