أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس تركي محمود - اذا كان هذا صحيحا














المزيد.....

اذا كان هذا صحيحا


فارس تركي محمود

الحوار المتمدن-العدد: 4657 - 2014 / 12 / 9 - 20:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا كان هذا صحيحاً
فارس تركي محمود / جامعة الموصل / مركز الدراسات الإقليمية

إن في العراق أمر جلل وداهية دهماء ورزية لم يسمع بمثلها في الأولين والآخرين وويل وثبور وعظائم الأمور ونكسة لا تقارن بها نكسة حزيران سارت بذكرها الركبان وبهت لها الانس والجان ، إذ وعلى عهدة الإعلام وبحسب ما نسمع في وسائله المتعددة المسموعة والمقروءة والمرئية – المرمية كما يقول فيلسوف الكوميديا عادل أمام – فان رئاسة الوزراء فاسدة والوزارات يسكنها الفساد ومؤسسة الرئاسة تشكو من الفساد والكثير من البرلمانيين فاسدين والحكومات المحلية فاسدة والجيش يعشش فيه الفساد والداخلية فاسدة والقضاء يشوبه فساد والدوائر الحكومية فاسدة ودوائر الأوقاف – تصوروا - فاسدة والدنيا كلها في العراق تئن من الفساد . إذا كان هذا الكلام صحيحاً فإننا لسنا أمام حالة فساد إداري بل أمام إدارة متكاملة للفساد ، وإذا كان هذا الكلام صحيحاً فانه يعني انه لا يمكن القضاء على فساد بهذا الحجم إلا بالقضاء على الدولة العراقية برمتها ، وهذا ليس من الحكمة في شيء لان وجود دولة فاسدة أفضل بالتأكيد من عدم وجود دولة أصلا لذا نرجو منكم ونناشدكم ونتوسل إليكم عدم مكافحته والقضاء عليه – أي الفساد - وابقوا لنا دولتنا الفاسدة حتى لا نصبح مثل تلك التي ( لا حظت برجيلها ولا خذت سيد علي ) ! ، وإذا كان هذا الكلام صحيحاً فانه يعني أن الشعب العراقي برمته فاسد لان هذا الكم والمستوى من الفساد لا يمكن الوصول إليه إلا بتكاتف وتعاون جميع أبناء الشعب بكل طبقاته وأطيافه ومن صغيرهم إلى كبيرهم ! ، وإذا كان هذا الكلام صحيحاً فيجب أن نطالب بإخضاعنا لفحوصات طبية للكشف عن ماهية الجينات والمورثات التي نحملها ، وإذا كان هذا الكلام صحيحاً فعلينا أن نعيد قراءة التاريخ لنتأكد من أن أرضنا بالفعل قد قامت عليها حضارات أكد وسومر وبابل وأشور وأنها لم تكن حضارات " فضائية " بموظفين " فضائيين " ، وإذا كان هذا الكلام صحيحاً فيجب إعلان العراق دولة منكوبة ، وإذا كان هذا الكلام صحيحاً فهل هذه التي عشناها ونعيشها حياةٌ أم فلم رعب وهل هذا الذي قضيناه ونقضيه عمرٌ أم اكبر عملية خداع ، وإذا كان هذا الكلام صحيحاً فقد انتفت فكرة الصواب والخطأ برمتها ، وإذا كان هذا الكلام صحيحاً فأي معنىً يبقى لمصطلحات مثل الوطن وحب الوطن والتضحية والشرف والمستقبل والطموح والاجتهاد والإخلاص في العمل بل هل يبقى معنىً لأي معنى ، وإذا كان هذا الكلام صحيحاً فيجب تخصيص يوم وطني لإهالة التراب على الرؤوس شمالا وجنوب وشق الثياب والجيوب واللطم والعويل من الصباح حتى الغروب ، وإذا كان هذا الكلام صحيحاً فيا ويلنا ويلا كثيرا ، ويا ويحنا ويا ذلنا ، ويا ليتنا كنا نسيا منسيا ، وإذا كان هذا الكلام صحيح فيا ( كاع أنشكي وطمينا ) أي يا ارض انفتحي واطمرينا ، وأخيرا وليس آخرا إذا كان هذا الكلام صحيحاً فرجاءً رجاءً لا تصدعوا رؤوسنا بعد اليوم بالحديث عن النزاهة والشفافية والحوكمة والتنمية المستدامة والحكم الرشيد وبناء الوطن واللحاق بالعالم المتمدن وغيرها من مصطلحات تحفظونها وترددونها كالببغاوات ولا تفقهوا لها معنى ولا تقيموا لها وزنا .



#فارس_تركي_محمود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التمدن والتخلف بقوة الدفع الذاتي
- غياب العقلية الشمولية
- المنظومة الفكرية العربية والقضية الفلسطينية ، جدلية السبب وا ...


المزيد.....




- إيران تعين محافظًا جديدًا للبنك المركزي وسط احتجاجات واسعة ا ...
- انفصاليو الجنوب يصرون على الاستقلال ... اليمن إلى أين؟
- أمم أفريقيا…الجزائر تواجه الكونغو والسودان يصطدم بالسنغال في ...
- المتحف الوطني الليبي في حلة جديدة: تراث بلد عريق يعود للحياة ...
- ماكرون في كلمته بمناسبة العام الجديد: سأواصل عملي حتى -الثان ...
- سر السعادة الزوجية من منظور شركاء استمر زواجهم أكثر من نصف ق ...
- قائد المجلس العسكري في غينيا مامادي دومبويا يفوز بالرئاسة
- المهل تنتهي.. سوريا ولبنان يُرحلان أصعب ملفين إلى 2026
- ما طبيعة الشروط الإسرائيلية التي تهدد عمل المنظمات الدولية؟ ...
- استطلاع: ثلث الإسرائيليين بحاجة إلى دعم نفسي متخصص


المزيد.....

- صفحاتٌ لا تُطوى: أفكار حُرة في السياسة والحياة / محمد حسين النجفي
- الانتخابات العراقية وإعادة إنتاج السلطة والأزمة الداخلية للح ... / علي طبله
- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس تركي محمود - اذا كان هذا صحيحا