أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هويدا صالح - جابر عصفور والتنوير !!














المزيد.....

جابر عصفور والتنوير !!


هويدا صالح
روائية ومترجمة وأكاديمية مصرية

(Howaida Saleh)


الحوار المتمدن-العدد: 4651 - 2014 / 12 / 3 - 00:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شاب بدأ حياته تلميذا لطه حسين، نادى بالتنوير وجعله شعار المرحلة، بل وكان ذراع فاروق حسني وزير ثقافة حسني مبارك، ذراعه التي أدخل بها المثقفين الحظيرة، ومنح من أقبل ومنع وهمّش من تعفف عن الحظيرة. ادّعى التنوير وفي عهده تنامت الجماعات الإسلاماوية. أي تنوير قام به من ترأس المجلس الأعلى للثقافة لمدة 14 عاما، المجلس الذي من المفترض أنه يرسم الاستراتيجيات الثقافية للدولة المصرية، وفي خلال تلك الفترة كان المجلس ذراع المؤسسة الرسمية لإقصاء من يغضبون عليه وإدناء من يريدون، وبعد خروجه للتقاعد أنشئ من أجله المركز القومي للترجمة، ولم تخضع ميزانيته للجهاز المركزي للمحاسبات، ثم قبل تنحي مبارك بأيام وإثر إقالة حكومة نظيف ورحيل فاروق حسني معها ولاه مبارك الوزارة، فهرول وهو يحلف اليمين حتى كاد أن يتعثر، ولام شباب مصر الذين قاموا بالثورة، وطالبهم بالرجوع إلى منازلهم بعد الإصلاحات التي أجراها مبارك، بل قال نصا في حوار تلفزيوني:"أنا مطمئن على الوطن في ظل الرئيس، ولكن الحكومة أخطأت، وخطاب السيد الرئيس فيه إيجابيات ينبغي أن يرد عليها الشباب بإيجابيات". ومن بعد ثورة 30 يونيه صار يرأس العمل الثقافي في مصر، ويدعي أنه يواصل مسيرة التنوير التي بدأها قبل عقود!
إنه وزير التنوير، الذي صدع رؤوسنا بالتنوير وقد ازدادت في عهده الأصولية والراديكالية،أي تنوير ولدينا عشرات الجماعات الدينية، بل ولدينا 11 حزبا مصريا على أساس ديني؟!.ومن المثير للدهشة أن يمنح وزير التنوير أحمد عمر هاشم جائزة النيل في الآداب، أي آداب يقدمها إسلاموي ساهم هو وغيره من مشايخ السلطان في تغييب وعي المجتمع لصالح استمرار السلطة الدكتاتورية في هيمنتها على الدولة المصرية.
بل أين كان وزير التنوير, ومناخ الاحتقان الطائفي يتسع ويتوحش حادثا بعد حادث, ألم يكن جديرا بالمجلس الأعلى للثقافة أن يكرس لتأسيس ثقافة للحوارونشرها واعتبارها مشروعا ثقافيا حضاريا لوأد الفتنة في مصدرها؟!
أي تنوير وقد انفصل المثقف تماما عن الشارع، تخلى المثقف عن دوره التنويري والتوعوي كما تخلت الدولة عن دورها، وألقى المثقف والدولة المجتمع المصري في حجر الجماعات الأصولية، وصار كل مهمة المؤسسات الثقافية المصرية ندوات لا يتفاعل معها إلا المثقفون، وكتب لا يقرأها إلا المثقفون أيضا، وصار المواطن المصري لقمة سائغة للجماعات الأصولية تشكل وعيه حسبما تريد، وانقلب حال المجتمع الوسطي المعتدل إلى مجتمع يغرق في الميتافيزيقا والهوس الديني.
انشغل وزير التنوير بتصنيف المشهد الثقافي مع وضد، من يقبل أن يكون في معيته ومعية حظيرة الثقافة يلقى عليه الضوء وينال المنح والعطايا والجوائز وتسند إليه المناصب في المؤسسات الثقافية، ويُصَدّر كممثل للثقافة المصرية، ومن يرفض الخضوع والاستسلام ويحاول أن يحتفظ بصوته مستقلا يناله من الإقصاء ما يناله.حوسب نظام مبارك على بضع مليارات سرقوها أو أراض نهبوها من الدولة المصرية، وكان الأجدر بهم أن يحاسبوا على ما حدث في المجتمع من ردة للظلامية والانغماس في الغيبيات وضياع دور مصر الناعم، الدور الثقافي والفني. حين يتصدر المشهد الثقافي المصري ويتكلم باسم المثقفين المصريين أناس أقل موهبة وأقل عمقا وجمالا وفنية، ويتوارى عن المشهد المثقفون الحقيقيون هل هذا يذكرنا بقصة الجاسوس الأمريكي على الاتحاد السوفيتي الشهيرة والذي ساهم بتفكيك الاتحاد السوفيتي نتيجة لموقعه الحساس في الاتحاد ، وقد استطاع أن يضع طوال الوقت الرجل غير المناسب في المكان المناسب مما ساعد على انهيار الدولة؟ ألا يذكرنا بما فعل جابر عصفور وغيره من رجال مبارك الذين ضيعوا الفن والثقافة والتعليم من الدولة المصرية؟! ألا يستحق ما فعل جابر عصفور وفوزي فهمي وغيرهم ممن ضيعوا القوة الناعمة لهذا البلد ألا يستحقون محاكمة سياسية عادلة لما فعلوه؟! في الحقيقة هم لم يحاسبوا، بل كوفئوا من قبل نظام لا يقل تغييبا عن نظام مبارك، وكأنه امتداد لذات النظام، كُرِّموا فجلس وزير التنوير على رأس الوزارة، وعاد فوزي فهمي الرجل الثاني في وزارة ثقافة مبارك ليضع يده مجددا في الثقافة المصرية، وكأن المهمة لم تنته بعد، مهمة إفساد الثقافة المصرية وتغييب المجتمع، وإلقائه مرة ثانية في حجر المتشددين والمتطرفين.



#هويدا_صالح (هاشتاغ)       Howaida_Saleh#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف الميداني واستراتيجية العمل الثقافي
- خرائب النصر
- تشظي الذوات في نصوص فرق توقيت
- نماط متمايزة تصوغها رؤية أدبية مكثفة للواقع صورة المثقّف في ...
- العلاج بالفن في متتالية بيوت تسكنها الأرواح د. عمرو منير
- وجع اللذة في تمارين لاصطياد فريسة لعلي عطا
- سيرة الحرب والحب في رواية تيو
- بلاغة التفاصيل في رواية - الذرة الرفيعة الحمراء -
- التحريض والتثوير في روايات نجيب محفوظ
- الخطاب الأبكم الهامس في الفقه الأصولي .. قراءة في كتاب -النص ...
- إعادة استباحة مصر مجددا / ردا على تصريحات فاطمة ناعوت في جري ...
- دماء الصبايا على مذابح الإخوان المسلمين في مصر
- ذاكرة مصر البصرية في لوحات زهرة المندلية - حياة النفوس -
- أزمة الجسد في رواية عالم المندل
- ليس ثمة موسيقى .. لكنها سترقص غدا
- المستبعد واللامقول في رواية - وردية ليل - لإبراهيم أصلان
- هل آن أوان ربيع النساء في ظل الثورات العربية ؟!
- مرايا الذات المتكسرة في رجوع الشيخ
- اللحن المتصاعد في الحالة دايت
- وخزات الألم


المزيد.....




- تناول حفنة من التراب باكيًا.. شاهد ما فعله طفل فلسطيني أمام ...
- الإعصار -إيريك- يضرب سواحل المكسيك برياح قد تصل سرعتها إلى 2 ...
- إسرائيل - إيران: أسبوع من المواجهة.. وحرب استنزاف في الأفق! ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل: تهز أسعار النفط.. وضربة قاسية للسي ...
- علي شمخاني: من هو مستشار خامنئي الذي أُعلِن مقتله، ثم أرسل ل ...
- الحرب مع إسرائيل والداخل الإيراني: هل تكرّس سيطرة النظام أم ...
- إسرائيل تغتال قائدًا ميدانيًا لحزب الله في جنوب لبنان.. من ه ...
- الحياد المستحيل.. الأردن والسعودية في صراع إيران وإسرائيل
- ألمانيا - ارتفاع طفيف في عدد السكان وتزايد عدد الأجانب مقابل ...
- إيمانويل ماكرون يعلن تقديم فرنسا مع ألمانيا وبريطانيا -عرض ت ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هويدا صالح - جابر عصفور والتنوير !!