أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - بنية الخبر في قصة -انتفاضة- لنبيل عودة














المزيد.....

بنية الخبر في قصة -انتفاضة- لنبيل عودة


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4634 - 2014 / 11 / 15 - 16:56
المحور: الادب والفن
    


أستعمل مصطلح "قصة" تجاوزًا، فانتفاضة ليست قصة، انتفاضة في بنيتها ضد-القصة، ضد-السرد، وهي ضد-الشعر، لا تخضع للتقسيم الأرسطوطالي، ولا تخضع للتمثيل الحداثي، خطابها عبارة عن جملة من الأخبار تم استثمارها بشكل يكون الخبر فيه ضد-الحدث، لهذا كان العرض، أو النطق –كما يقول علماء الألسنية- أقرب إلى الهذيان، وبالتالي طغت سلطة العابر على النص، الوقتي، وفَتَحَ الوقتي الباب واسعًا للاتفاقي، للصدفوي.

من هنا جاءت ردود الفعل المتفاوتة لسكان القرية العربية التي اجتاحتها الرائحة الكريهة لحظيرة خنازير أقيمت على قطعة أرض مصادرة من أراضيها –مصادرة تحت إشارات واضحة سياسيًا- وما كانت الرائحة الكريهة –كريهة ولخنازير تحت إشارات واضحة سياقيًا- إلا ذريعة لردود الفعل هذه، ومن ناحية البنية كان كل رد فعل، كل خبر، عبارة عن وحدة من وحدات الخطاب، وكل وحدة من وحدات الخطاب عبارة عن رسالة يرمي قائل الخبر (المؤلف) إلى إيصالها.

لكن وحدة الخبر لا تقوم إلا بوحدات أصغر منها، نطلق عليها الوحدة الجملة، كما يقول بارت، فالفقرة الأولى من القصة، الوحدة الأولى، تقدِّم، كما يقول النص، "لقضية ضد رائحة الخنازير القاتلة" –لنلاحظ المصطلح "ضد" فيما يخص المضمون البنيوي بعد أن حددناه فيما يخص الشكل البنيوي- فالنفي سمة جوهرية "للاقصة" لدى نبيل عودة. هذه الوحدات الجمل، أو الوحيدات يجري نطقها كالتالي:

1- "الحياة الرتيبة توقفت."
2- "امتلأت الحارة بالغرباء."
3- "سيارات من كل الألوان والأنواع مع صحون كبيرة على سقفها."

وهي تطرح مبدأ الكشف على مستويين، زمنيين، حاضر: "الأولاد يقولون إن هذه الصحون هي لاقطات تلفزيونية تنقل الصورة فورًا من هنا إلى كل محطات التلفزيونات حتى التي تقع في أمريكا." وماض: "هذا الكلام غير مقنع. أيام العجائب انتهت. الأولاد ليسوا مثل أيامنا، "أكل ومرعى وقلة عقل"، قال ختيار بألم وأضاف: "كنا في جيلهم نزن نصف وزنهم اليوم، ولكن عقلنا كان أكبر"." وفي فقرة تالية، تطرح الوحيدات مبدأ الكشف على مستويين، سلوكيين، قبل: "كانت البيرة من المحرمات، إلا أن الطلب المتزايد عليها من الغرباء والتذمر من عدم وجودها في بقالة الحارة، اضطرا صاحب البقالة إلى إحضار عدة صناديق من المشروب المكروه بعد أن استغفر ربه مرات عدة، وباعها بالمفرق لقليلي الدين بسعر مربح جدًا." وبعد: "وكان يذمهم في سره وهو يستلم أثمان المشروب الذي حرمه الله." وقس على ذلك كل الوحدات الخبرية، عربيًا ويهوديًا وعالميًا، بعد أن تغدو القرية العربية المنعزلة محورًا علائقيًا لبنية "الضد"، الفضح في أكمل صوره: كيف كنا وأصبحنا (شيوخ وفتيان القرية)، كيف كنتُ وأصبحتُ (البقال قبل بيع البيرة وبعدها)، كيف كانوا وأصبحوا (الحاخامي صاحب حظيرة الخنازير المحرم أكلها ثم المحلل أكلها)، وقس على ذلك كل الشخصيات التي يدور حولها الخبر كالخباز وبائع الفلافل وصاحب المقهى و... و... و... وفي الناحية المقابلة كل رموز السلطة المتمثلة بأعضاء الكنيست وموظفي الوزارات وسكان المستوطنات وأفراد الجيش والمخابرات و... و... و...

وكما يرى بارت الخطاب كجملة كبيرة والجملة كخطاب صغير، نرى الخطاب لدى نبيل عودة كخبر كبير والخبر كخطاب صغير: هذا التبادل ليس سببه سياسيًا كما يوحي النص به، فالسياسة الفلسطينية-الإسرائيلية إناسية، يزلق في خرجها كل شيء يبحث في أصل الجنس البشري وتطوره وأعرافه وعاداته ومعتقداته، وهي عبارة عن أنظمة لغوية أولاً وقبل كل شيء، ومن هذه الناحية، للنص الخبري أهميته في الكشف عنها، وردها إلى طبيعتها الإنسانية، إي إنقاذها من ضدها، عن طريق الضد، فما تتنبأ به القصة بانتفاضة في الخط الأخضر، يعود إلى قوة الفعل اللغوي بعيدًا عن الأثر السياسي فيه، فالفعل اللغوي، أو الكلام، كما يقول بارت، لا يتوقف عن مرافقة الخطاب، وذلك بمده إليه مرآة بنيته.


باريس السبت 2014.10.15





#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العجوز النص الكامل نسخة مزيدة ومنقحة
- تحليل العجوز للمستعرب الكبير دانيال ريج
- العجوز الحلقة السابعة والعِشرون والأخيرة
- العجوز الحلقة السادسة والعِشرون
- العجوز الحلقة الخامسة والعِشرون
- العجوز الحلقة الرابعة والعِشرون
- العجوز الحلقة الثالثة والعِشرون
- العجوز الحلقة الثانية والعِشرون
- العجوز الحلقة الحادية والعِشرون
- العجوز الحلقة العِشرون
- العجوز الحلقة التاسعة عشرة
- العجوز الحلقة الثامنة عشرة
- العجوز الحلقة السابعة عشرة
- العجوز الحلقة السادسة عشرة
- العجوز الحلقة الخامسة عشرة
- العجوز الحلقة الرابعة عشرة
- العجوز الحلقة الثالثة عشرة
- العجوز الحلقة الثانية عشرة
- العجوز الحلقة الحادية عشرة
- العجوز الحلقة العاشرة


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - بنية الخبر في قصة -انتفاضة- لنبيل عودة