أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يوسف شوقى مجدى - الاثار الاتونية فى الديانة اليهودية















المزيد.....

الاثار الاتونية فى الديانة اليهودية


يوسف شوقى مجدى

الحوار المتمدن-العدد: 4628 - 2014 / 11 / 9 - 16:03
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لقد اعتدنا كمسيحيين على الايمان بأشياء منذ الصغر .. تربينا عليها من جهات عديدة كالبيت و مدرسة الاحد و من اهم و من أكثر الاشياء التى قالوها لنا ان الكتاب المقدس قد جاء بفكر جديد و هو موحى به من الله و لا يوجد اى لمسات بشرية فى هذا الفكر الذى هو مُعصم من الخطأ ..و لكن لنأخذ هذا الموضوع و نتناوله بالعقل .. هل فعلا الكلام الذى قيل لنا صحيح؟! ..هل الديانة و الثقافة اليهودية لم يكن لها مثيل او اتت بشىء جديد لم يُذكر فى الحضارات التى سبقتها ام هى متأخرة (نسبيا) خرجت لنا كنتاج مزج بين معظم ثقافات المنطقة كالمصرية و البابلية و الكنعانية ..؟! .. سأتكلم فى هذا المقال عن الاثار المصرية فى الديانة اليهودية ..بعدما توفى الملك أمنحوتب الثالث بعد ما امتد عهده ل38 عاما ، ترك لابنه امنحوتب الرابع العرش و الذى حكم مصر لمدة 17 عاما و كان من الاسرة الثامنة عشرة .. تخلى أمنحوتب الرابع عن الديانة المصرية التقليدية و الالهة المصرية و ادخل عبادة جديدة و كانت عبادة "اتون" الذى يرمز اليه بقرص الشمس و هناك خطأ شائع يتداولونه الناس فهم يظنون ان "اتون" كان هو الشمس .. و غيّر امنحوتب الرابع اسمه الى "اخناتون" و الذى يعنى "الروح الحية لاتون".. و يرفع الناس من قيمة اخناتون عاليا و كأنه نبى .. و معظم المُمجدين لأخناتون هم من الشرقيين المُتمسكين بعقائدهم التوحيدية و لكن اذا نظرنا بعمقٍ اكثر لوجدنا ان الامر مختلف الى حدٍ ما .. فأخناتون هو أول من زرع بذرة التكفير و التعصب فى عقل الانسان لانه قبل أخناتون كان هناك عددا كبيرا من الالهة فكان كل انسان له الحق فى اختيار الهه اما بعد عملية التوحيد التى قام بها اخناتون اصبح اى عبادةٍ لالهٍ اخر بعيدا عن الاله اتون ،تصبح كفرا ..و لم يصل لنا كثيرا عن الديانة الاتونية لان كهنة امون قضوا بشكل شبه كامل على التراث الذى بقى من ديانة اخناتون و قد تأثرت الديانة اليهودية كثيرا بالاتونية فأول تشابه بين الديانتين و الذى لا يحتاج الى بحث لملاحظته هو التوحيد ..فأشترك الديانتان بالايمان باله واحد و لكن يختلف توحيد اخناتون عن توحيد اليهود فأخناتون رأى "اتون" اله لكل الامم و لكن اليهود رأوا "يهوة" الها لليهود فقط يظهر و يتجلى فى الحروب و الانتصارات اما اتون فكان يتجلى فى الازهار و الاشجار و جميع اشكال النماء و الحياه ..التشابه الثانى و هو منع النحت و التصوير ففى اثناء حكم أخناتون حُطمت كل التماثيل و مُسحت عن جدران المعابد اسماء الالهة القديمة فلا يوجد رمز يُشير الى الاله الواحد الا قرص الشمس الذى خلقه الاله و نجد فى التوراة ايات تمنع صنع التماثيل و الصور ..فنقراء فى (خروج4:20) .."لا تصنع لك تمثالا منحوتا و لا صورة ما مما فى السماء من فوق و ما فى الارض من تحت و ما فى الماء من تحت الارض".. التشابه الثالث.. هو تجاهل البعث و الخلود و الحياة الاخرة فلا نجد فى الديانتين أثرا لفكرة البعث و الحساب و الحياه الاخرة فأخناتون فى صراعه مع الديانات القائمة انذاك ، اراد أن يحرم أوزوريس ،و هو الاله الشعبى الاول ملكوته فى العالم الاخر ، لانه كان رب البعث و الحساب الذى يزن الحسنات و السيئات فى العالم الاسفل ، و مالك قلوب العباد الباحثين عن السعادة فى الحياه الثانية فعمد اخناتون الى الغاء فكرة البعث و الحساب و على منواله سنجد الديانة اليهودية التى لا نجد عندها أفكارا واضحة عن الحياه بعد الموت بل ان هذه الفكرة قد اعتبرت لفترات طويلة ضلالا مبنيا و لم تبدأ فى السيطرة على عقول بعض المتدينين الا فى الفترات المتأخرة و قبل ظهور السيد المسيح فكما يقول "برتراند راسل" ان اليهود قد لجأوا الى فكرة البعث و الخلود فى فترة مأخرة من تاريخهم لانهم فى البداية كانوا يعتقدون فى الثواب الارضى و فى العقاب الارضى و لكن عندما ظهر ان هذه الفكرة كانت خاطئة لان الامة اليهودية قد دُمرت و تشتت على ايدى الاغريق و الرومان و لم يتم معاقبتهم على ذلك و لم يتم ايضا مكافأة اليهود لاحتمالهم فبدأوا ان يعتقدوا فى الحياه الاخرة.. التشابه الرابع .. منعت الاتونية السحر لان الديانات المصرية القديمة كانت مُتصلة بالسحر و كذلك الامر فى التوراة فنقراء فى (ميخا 12:5) .."و اقطع السحر من يدك ولا يكون لك عائفون" .... لقد وضحنا بعض التشابهات فى الثقافة و لكن لنأخذ الان التشابهات الواضحة فى النصوص كمثال نقراء مز 104..30:20.."20..تجعل ظلمة فيصير ليل فيه يدب كل حيوان الوعر 21..الاشبال تزمجر لتخطف و لتلتمس من الله طعامها 22.. تشرق الشمس فتجتمع و فى ماويها تربض 23.. الانسان يخرج الى عمله و الى شغله الى المساء 24..ما اعظم اعمالك يا رب كلها بحكمة صنعت ملانة الارض من غناك 25.. هذا البحر الكبير الواسع الاطراف هناك دبابات بلا عدد صغار حيوان مع كبار 26.. هناك تجرى السفن (لويثان) هذا خلقته ليلعب فيه 27.. كلها اياك تترجى لترزقها قوتها فى حينه 28.. تعطيها فتلتقط تفتح يدك فتشبع خيرا 29 .. تحجب وجهك فترتاع تنزع ارواحها فتموت و الى ترابها تعود 30.. ترسل روحك فتخلق و تجدد وجه الارض "..ثم نقراء جزء من صلاة أخناتون..."العالم فى ظلام كانه الموت .الاسود تخرج من عرينها و الحيات من جحورها و الظلام يسود و عندما شرق فى الافق يتلاشى الظلام و كل يذهب الى عمله تزهر كل الاشجار و النباتات و تتفتح و الطيور ترفرف فى أعشاشها و الخرفان ترقص و تثبت على أرجلها السفن تمخر عباب الماء صعودا أو هبوطا و الاسماك فى النهر تقفز أمامك و أشعتك فى وسط البحر العظيم ..كم هى متعددة اعمالك لقد خلقت الارض وفقا لمشيئتك و كل ما عليها من ناس و حيوان لقد خلقت نيلا فى السماء يرسل الماء على المخلوقات فيسقى حقولهم و يجعل الجبال تفيض سيولا فتروى الناس و القطعان فى الارض .. انت خلقت الفصول و خلقت السماء البعيدة تسطع فيها و تشرق و تغرب يوما بعد يوم .. العالم كله بين يديك عندما تسطع على المخلوقات تحيا و عندما تغرب عنها تموت "...هناك عناصر اساسية مشتركة بين النصيين .. اولا : محاولة توضيح صورة لليل و وصفه ..ثانيا : رسم صورة للصباح و ما يحدث فيه من نشاطات مختلفة و وصف لحركة الطبيعة فى الصباح .. ثالثا : الاشادة بأعمال الاله الكثيرة و بحكمته و يقترب النصان كثيرا فى صيغة هذا العنصر .. رابعا : وصف البحر و السفن .. خامسا : توضيح فكرة ان الحياه بدون الاله ستصبح عدما و موت اما بوجود روح الاله تعود الحياه .ملحوظة .. "لويثان" هو اسم اسطورى لتنين موجود فى الادبيات الكنعانية و للتدقيق يوجد هذا الاسم فى نص اوغاريثى (نسبة الى مدينة اوغاريث الفينيقية) فمن الواضح ان مزمور 104 التوراتى كان مزيجا بين الثقافة الكنعانية و بين المصرية كما اوضحنا .



#يوسف_شوقى_مجدى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحياه مع الله و قيود العقيدة المسيحية
- ريتشل و الريتشلية
- مأزق المحافظين !!
- ننتقد المجتمع ام نبدأ بأنفسنا؟!
- يوحنا الاسكتلندى و فلسفته (2)
- الرائع يوحنا الاسكتلندى و فلسفته (1)
- الخوف و الاعتقاد بالقوة العليا
- كيان المنظومة بين الهدم و البناء
- عاصفة التبرير!
- الاختلاف جريمة يعاقِب عليها الناس!!
- دعوة للرذيلة !!
- دفاع عن السخرية!!
- اعوذ بالعقل
- أين قيمتى ؟! من أنا؟!
- شوية فضفضة


المزيد.....




- مصدردبلوماسي إسرائيلي: أين بايدن؟ لماذا هو هادئ بينما من ال ...
- هاشتاغ -الغرب يدعم الشذوذ- يتصدر منصة -إكس- في العراق بعد بي ...
- رواية -قناع بلون السماء- لأسير فلسطيني تفوز بالجائزة العالمي ...
- رواية لسجين فلسطيني لدى إسرائيل تفوز بجائزة -بوكر- العربية
- الدوري الألماني: هبوط دارمشتات وشبح الهبوط يلاحق كولن وماينز ...
- الشرطة الأمريكية تعتقل المرشحة الرئاسية جيل ستاين في احتجاجا ...
- البيت الأبيض يكشف موقف بايدن من الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين ف ...
- السياسيون الفرنسيون ينتقدون تصريحات ماكرون حول استخدام الأسل ...
- هل ينجح نتنياهو بمنع صدور مذكرة للجنائية الدولية باعتقاله؟
- أنقرة: روسيا أنقذت تركيا من أزمة الطاقة التي عصفت بالغرب


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يوسف شوقى مجدى - الاثار الاتونية فى الديانة اليهودية