أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - موسى ديروان - حول شهادة الراهب السرياني ( يوحنان بر فنكايا ) بالنسبة للبدايات المظلمة للتاريخ الإسلامي















المزيد.....



حول شهادة الراهب السرياني ( يوحنان بر فنكايا ) بالنسبة للبدايات المظلمة للتاريخ الإسلامي


موسى ديروان

الحوار المتمدن-العدد: 4627 - 2014 / 11 / 8 - 12:37
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


مدخل عام حول الحدث التاريخي وتدوينه.
إن السجل التاريخي بصورة عامة، يقدم عادة تقرير الشاهد على الحدث سواء أكان الكاتب هو الشاهد المعاين له او أن الشهادة قد تم تدوينها بواسطته، يعني عبر النقل سواء أكان النقل شفاهياً أو مكتوباً، إلا أن محاولات الكاتب- المؤرخ عادة تدعيم روايته التاريخية من خلال وضعها في سياقات ومتتاليات ظرفية تعسفية، تُضيّق هذه المحاولات الخناق على القصّة أو الحدث وتستهلك عفويته، وتحوِّله من ظاهرة تعدد، إلى وحدة ظرفية، تبدأ بغاية وتكرِّس غاية وتنتهي إلى غاية، ولنقل أنها عملية تشبيك بين الميتافيزيقيا واللاهوت من جهة والتاريخ والواقع من جهة أخرى، هي أشبه بإلقاء عظة تتضمن إخطار المستمع بأخبار وأحوال الأمم السالفة وماجرى عليها من ضروب الأزمات ومامرت به من تجارب في إطار سردي ميتاتاريخي (بمعنى تداخل الغيبي والميثولوجي وهيمنته على بنية السرد التاريخي) يصعب معه مقاربة الحدث بطريقة واقعية، ومن ثم تخليصه من المبالغات وتحديد مكان وزمان وقوعه بمعزل عن قصدية التقريب أو الترجيع بحسب الغاية الدينية التي تقص القصة بغرض تكريسها.
إذن، وتندرج كتب التاريخ الديني بالجملة ضمن هذا النوع من التسجيل التأريخي،وتبدأ هذه الكتب عادة بسرد كرونولوجي ديني ينحدر من "الخليقة" وينتهي في الزمان الذي يدوّن فيه الكتاب، وقد انتقل هذا الاسلوب عبر السريان للمسلمين، فصيغت على منهجه كتب السير والتاريخ، قبل أن تدخل السير لاحقاً باب علم الحديث بعد استتباب منهج الاسناد والعنعنة المتأخر.
إذن، فإن أدخال حدث معاصر لفترة ما في سياقات ميتاتاريخية من حيث البنية هو بغرض إعادة التعريف الكلي بمسار الأحداث، بمعنى أن الحدث المروي ما هو إلا حلقة في سلسلة طويلة واحدة ومتجانسة من الأحداث أبطالها على التوالي هم الآلهة و الأنبياء والقديسين والأمم المذنبة، وهذه الأخيرة تحل بها في سياق القصص عواقب أفعالها الآثمة، إما أن تتعرض مدنها للزلازل والبراكين المدمرة أو تسلط القوى الإلهية عليها الطاعون والمجاعة والجراد الذي يظهر في أوانه و في غير أوانه، لتحصد هذه الأهوال أرواح أمم بأكملها قد حُكم عليها بالاندثار والفناء مأحوذة بذنبها، ثم يأتي دور المؤرخ الوعظي ليطلق أحكامه الأخلاقية على تلك الشعوب، محملاً إياها المسؤولية عما حدث، وعلاوة على ذلك، يميل حديثه للمبالغات بغرض احداث اكبر تأثير ممكن في نفوس الناس، إنها زراعة الخوف إذن، التي سيحصد رجال الكهنوت والساسة طبعاً ثمارها من طاعة وتسليم لهم بالأمر.
على أننا عندما نريد أن ندرس نصّاً تأريخياً (الفرق بين تأريحي وتاريخي أن الأول هو نص المؤرخ وفعل التدوين،سواء أوقع الحدث الذي يسرد تفاصيله أو لم يقع، أوقع على الشكل الذي أورده أم لم يقع، ونصه يبقى عرضة للمساءلة حتى تثبت تاريخية محتواه، فيما التاريخ هو موثوق الحدث تم التثبّت منه من خلال الشواهد التاريخية من الدرجة الأولى كنقوش النصر والوثائق الرسمية، والعُملات والآثار الباقية وماشابه) فلا يجب أبداً أن يفوتنا أن ننظر ونحقق عن الكيفية التي وصل بها النص إلينا، ونفحص من ثمَّ في خلفية الكاتب الاجتماعية وظروفه التاريخية، لما في ذلك من عظيم الأثر في بناء تصور شامل عن أية وثيقة أو نص يراد دراسته.
وفي الحقيقة إن النص السرياني عادة هو نص إشكالي، أولاً لأن الصحيفة السريانية غالباً ماتكون عبارة عن نسخة حديثة لصحيفة قديمة تالفة او ضائعة، وهذا ما يفوّت فرصة مطابقة النسخة مع أصلها، ثانياً أن معظم هذه الصحف مغفلة التاريخ، مما يُلجىء الباحث لوضع تاريخ لها وفقاً للمحتوى، فاذا ماكانت تتناول فترة بعينها مع وجود ايحاءات بالمزامنة، تم توثيقها على انها تعود لذاك العصر الذي تؤرخ له، والأسلوب الثاني المتبع، يقضي بتدقيق اللحظة التاريخية التي ينقطع عندها النص، فإن كانت وثيقة ما تتناول أخبار البطاركة ثم أنها تتوقف عن السرد عند باتريارك بعينه، فيُرجَّح أنها قد كتبت في عهده ولم تتخطاه، وكلا الأسلوبين لا يمكن الإطمئنان إليهما بشكل كامل، هذا ناهيك عن كون الكثير من هذه الوثائق التي تنتمي إلى التقليد الكنيسي، يمكن أن تكون مُختلقة وموضوعة لأسباب مختلفة وهذا ما يعبّر عنه (ألبير أبونا) في مقدمة كتابه تاريخ الكنيسة الشرقية حيث يقول :
أما التقاليد المحلية فسنقف منها موقف الحذر، لأنها لا تنقل إلينا دوماً الحقيقة التي نتوخاها في بحوثنا التاريخية، ولا سيما أننا نلاحظ أن هذه التقاليد تتعدد أحياناً، وتختلف حول موضوع واحد وشخص واحد، فعلى المؤرخ أن يختار الأقرب منها إلى الحقيقة، والأدنى منها إلى المصادر القديمة الأصلية، لأن كل فئة راحت تنسخ عبر الأجيال حول كنيستها الخاصة قصصاً وأساطير كثيرة، لا تمت إلى الحقيقة والواقع بصلة، إنما هي وليدة خيال خصب، أو عاطفة دينية جياشة تمخضت عن أمور مذهلة وأعمال مدهشة، نسبتها إلى أبطالها، فصاغت منها أناساً أقرب إلى الخيال منهم إلى الواقع الإنساني.
التعريف بيوحنان بر فنكاي او يوحنا بر فنكايا، بحسب مترجمه الكلداني الفونس منكنا :
هو راهب سرياني عاش في القرن السابع بلا أي تفاصيل حول عام الولادة أو الوفاة، كان يتبع للكنيسة السريانية الشرقية، ويبدو أن والده – كما يظهر من اسمه- ينحدر من منطقة "فنك" على ضفاف دجلة العليا، انتقل في مرحلة ما من حياته من دير مار يوحنا إلى دير مار بسيما، وهذا ما يعرف عنه بالجملة ، وقد ألف كتاباً بعنوان " ܪ-;-ܝ-;-ܫ-;- ܡ-;-ܝ-;-ܠ-;-ܝ-;- " والذي يعني " فصل الخطاب " أو " أصل الكلام " لأن "ريش" في السريانية تعني الرأس ، والحاكم، والأصل ، والجزء، والفصل ..الخ أما "ميلي" فتعني الخطاب أو الكلام، والأقرب أن يكون اسم الكتاب " فصل الخطاب" يعني القول في منتهاه وثبوته بحيث يلجم ويفحم الغير.
قام "الفونس منكنا" بترجمة الفصل 15 منه إلى الفرنسية في عام 1908 وقد كانت النسخة التي استعملها تعود فترة كتابتها إلى عام 1875 بحسب زعمه المبدئي، وقيل بأن هذه نسخت عن نسخة ترجع لعام 1261 للميلاد أما عن النسخة الاصلية فغير معروف مصيرها، وقد أدعى منكنا أنه استعمل نسخة اضافية خاصة به حصل عليها من البطرياركية الكلدانية في الموصل آنذاك دون أن يعطي تفاصيل عنها، لكن الأمر الغريب والمثير للريبة، ان النسخة الوحيدة الموجودة في مجموعة منكنا اليوم يعود نسخها لعام 1928 أي بعد أن نشر كتابه " Sources Syriaques " بالفرنسية بعشرين عام، فأين تلك النسخة؟
أهمية صحيفة بر فنكايا .
إن معظم الوثائق التي نقلها وترجمها منكنا تكاد تكون مصيرية، لأنها تغطّي فراغات وتردم هوّات كبيرة في التاريخ، حيث نعلم أن التاريخ الاسلامي مثلاً يعاني من شُحٍ كبير في المصادر الخارجية لا سيما البيزنطية منها، وهذا ما يعرّض وثوقيّة الرواية الاسلامية المتعلقة بالآخر، للمساءلة وغالباً للتشكيك، خصوصاً أن معظمها متأخر عن الحدث في القرن السابع حوالي قرنين من الزمن في متوسط الحال، ومن هذا المنطلق فإن العثور على وثائق أو صحف تأريخية تعود لذلك العصر قد يشكل منعطفاً مهماً وحاسماً في إطار الدراسات الاستشراقية خصوصاً، وتثبيت الرواية الاسلامية عموماً، وهذا ما نلمحه من خلال ردة فعل المستشرقين الحماسية إزاء صدور كتاب منكنا "مصادر سريانية" بالفرنسية عام 1908.
وهذا ينطبق حكماً على صحيفة " بر فنكايا " فيوحنا هذا من المفترض أنه عاش عصر الفتوحات بتمامه ، وشهد عياناً تمزق الإمبراطوريتين الساسانية والبيزنطية بسيوف الغزاة المسلمين، ثم أنه عاش عصر معاوية وابنه يزيد الأول، كما وشهد ثورة المختار بن أبي عبيد الثقفي في الكوفة، وصراعه مع الأمويين، وحركة التوابين، وقد جاء على ذكر محمد كقائد لأبناء هاجر (العرب) وليس كنبي لهم، وهو لا يذكر شيئاً حول دين جديد يعتقد به هؤلاء فلم يأتي على ذكر "مسلمين" أو "اسلام" أو "قرآن" أو أن العرب يتبعون ملّة معينة أو مغايرة لعقيدته، وثمة ملاحظات عديدة أخرى، يأتي في مقدمتها تلاعب الكاتب بالكلمات عند الحديث عن فتح "أبناء هاجر" لفارس حيث يقول في نهاية كتاب 14 " ".. حينما بلغت مملكة الفرس نهايتها، في أيام ملكهم خسرو (أورده هكذا من دون تحديد) كسبت مملكة أبناء هاجر السيطرة على العالم بأكمله تقريباً، لأخذهم كل مملكة الفرس، (بما في ذلك) الاطاحة بكل محاربيهم الذين كانوا فخورين بانفسهم في فنون الحرب.." ويضيف:"..لا يجب أن نعتقد بأن هذ المجيء أمر عادي، بل يستند إلى عمل مقدس، وقبل أن "يستدعيهم الرب" فإنه جهزهم مسبقاً ليحفظوا المسيحيين بشرف، علاوة على أنه كان لديهم " أوامر من الرب" فيما يتعلق بمكانتنا الرهبانية، بأنه يجب أن يحفظوها بشرف، والآن عندما أتى هؤلاء الناس، "بأمر الرب" واستلموا ماكان لمملكتين "" ليس بأية حرب أو معركة"" بل بطريقة "ملتوية او وضعية" (حيث انتشلوا المنطقة ) كجمرة انتشلت من داخل النار( الملاحظ أن أول من استعمل هذا التعبير الأدبي هو لوقيانوس السمساطي في مقالته "الرؤية" ) ليس "باستخدام الأسلحة والوسائل البشرية" لكن الرب وضع النصر في أيديهم (..) لقد ناداهم الرب من أقاصي الأرض ليدمر من خلالهم مملكة آثمة وليذل من خلالهم روح الفرس.."
فهذا النص إذاً من شأنه أن يثبّت بعض جوانب الرواية الاسلامية حول الفتوحات، كما وأنه سيطرح تساؤولات حول الطرق "الملتوية" التي تم من خلالها إحكام سيطرة "أبناء هاجر" على ممتلكات الدولة الساسانية، كما وسيطرح تساؤلات عديدة حول الخلفية الدينية لابناء هاجر المرسلين من قبل "الرب" وهذه الأهمية أدركها الفونس منكنا جيداً حيث أنه لم يترجم من الصحيفة عدى القسم المتعلق بأخبار القرن السابع الخاصة بـ "الاسماعيليين" على أن السؤال الحاسم الذي يطرح نفسه هنا، لما بقيت هذه الصحيفة بمعزل عن الاستشهاد من قبل المؤلفين السريان أنفسهم؟ فالملاحظ أن أحداً من الكتاب أو المؤرخين السريان ممن دونوا أخبارهم لاحقاً، لم يشيروا من قريب أو من بعيد لصحيفة بر فنكايا، كما أن ميخائيل السوري من القرن الثاني عشر، لم يذكر يوحنا في مصادره التي أعتمد عليها أبداً ولا أتى على ذكره على طول كتابه، ولو عدنا قليلاً إلى الوراء أي وعلى التوالي إلى القرون الثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر لوجدنا أن أياً من كتّاب هذه العصور لم يقف عليه وعلى آثاره، فإن كان و الحال هذه حق لنا أن نسأل هل كتب فعلاً ابن الفنكي هذه الصحيفة؟ وأين اختفت ولما غابت عن الكتاب السريان الذي اضطروا في أحوال عديدة إلى نقل روايات المؤرخين المسلمين في كتبهم لشح معرفتهم بالفترة، فهل تجاهلوا الشاهد المعاصر وآثروا عليه مؤلفات المؤرخين المتأخرين؟ ولما تجاهل المسلمون هذا الشاهد أيضاً رغم أن بين طيات صحيفة يوحنا مادة دسمة للمنافحين المسلمين.
من ناحية أخرى، لاجديد فيما يتعلق بمصادر كتبت قبل عبد الملك من مروان، والمسألة حتى الآن ماتزل مبهمة، فحتى بر فنكايا – على افتراض صحة نسبة نصه – دوّن صحيفته خلال فترة حكم عبد الملك، وهذا يعيدنا لذات الدائرة المحكمة القديمة، فقبل عبد الملك لم تصلنا لا نقوش ولا عملة ولا صحف تتحدث عن شخص يدعى محمد أو عن دين يدعى الاسلام، وما أن نبلغ حقبة عبد الملك حتى تتهافت علينا الشواهد، وبكملة مبسطة، إننا لا نجد مصادر معاصرة لمحمد أو لأبي بكر أو لعمر أو لعثمان ولا لعلي ولا لمعاوية ولا ليزيد ولا لمروان بن الحكم فهؤلاء تاريخيتهم بالجملة ما تزال قيد المساءلة، وقد وضعهم بعض الدارسين في سلة الاشباح التاريخية التي مُلئت قبلهم بشخوص التوراة وانبيائها وأشباحها باعتبارهم ممثلين لأدب شعبي وأسطوري قديم يدخل في المنافسة مع أدبيات الف ليلة وليلة وعلي بابا والأربعين حرامي.
ولو افترضنا مؤقتاً صحة هذه الوثائق السريانية فإن الإشارات حول التاريخ الاسلامي ترد بشكل عشوائي غير كرونولوجي :
(ملاحظة جميع النسخ المتاحة من هذه الصحف بالجملة ترجع للقرنين الماضيين فقط فلاحظ )
-فأول ذكر لوجود دولة لـ "أبناء هاجر" (عرب) ورد عند ابن الفنكي (بر فنكايا) في فترة عبد الملك بن مروان وهي الفترة التاريخية الأولى في الاسلام حتى الآن.
2- أول ذكر لمعركة بين "علي " و "معاوية" ورد في مخطوط ماروني من القرن الثامن او التاسع الميلادي، وقد فقد منه القسم المتعلق ببدايات القرن السابع، في ظروف مبهمة!
3- أول لائحة لملوك تبدأ من محمد وتنتهي بالوليد ترجع لنهاية القرن التاسع الميلادي .
4- أول لائحة ملوك تبدأ من محمد وتنتهي عند يزيد الثاني ، وضعها مؤلف مجهول وترجع إلى نهايات القرن العاشر الميلادي.
5- اول صحيفة سريانية تغطي اخبار القرن السابع والثامن تعود إلى القرن التاسع الميلادي وضعها ديونيزوس التلمهري.
6- أخيراً وأهمها صحيفة ميخائيل السرياني المتوفى (1199) م وقد غطى النص احداث القرن السابع الميلادي وتعود اقدم نسخة محفوظة منه إلى حدود القرن السادس عشر الميلادي .
والملاخظ أنه وباستثناء ميخائيل السرياني، جميع هذه "المحفوظات" العائدة لممتلكات الأديرة بنسخ حديثة، لم يتم استعمالها أو الرجوع إليها من قبل المؤرخين السريان أنفسهم كما أسلفنا، وهذا يضعنا بلا شك أمام امرين : إما أنهم لم يثقوا بها وكان من الوارد أن يشيروا اليها على الأقل، أو أنها لم تكن موجودة ببساطة، وهذا ليس رأيي فحسب بل لقد رد بعض المسشترقين الكثير من النصوص بعد أن تبين لهم تلفيقها، خصوصاً تلك التي اضطلع منكنا شخصياً في نقلها:
سجل أو صحيفة أربيلا نموذجاً:
هي صحيفة مجهولة الكاتب، تغطي تاريخ المسيحية في إقليم حدياب (أربيل) اعتباراً من بدايات القرن السادس حتى منتصفه، ويعرف الكتاب بشكل عام بـ " صحيفة أربيل"
تبرز أهميته لكونه يوجز لنا أوضاع المسيحية في تلك المنطقة في ذلك العصر، وأحوال الأديرة وما الى ذلك، وطبعاً لم يكن ثمة مجال للمعرفة قبل ظهور شبح منكنا وبيده صحيفة أربيلا هذه لتردم الهوة وتملأ الفراغ الحاصل في معرفتنا عن هذه المسألة، لكن لم يطل الوقت كتيراً حتى تكشّف أمرٌ آخر:
يقول المستشرق وعالم الساميات البريطاني سبستيان بروك ما ترجمته : ".. لقد نسبت من قبل محررها – اي منكنا- لـ مشيح- زكا ، وهي نص اشكالي عموماً، يراب في وثوقيتها، ولأن المستند على قدر بالغ من الأهمية، فإنه من الضروري الوقوف على تفاصيل القضية وفحصها عن قرب :
عندما نشر منكنا النص لأول مرة (بترجمة فرنسية مع فهرست) في كتابه " مصادر سريانية " (لايبزيغ 1907) pp. 1-168 ، لقي حينها ترحيباً واسعاً في أوساط كبار الدارسين مثل ساخاو ( يشير بروك إلى المستشرق الألماني ادوارد ساخاو متوفي 1930 وهو تلميذ نودلكه ومؤسس معهد اللغات الشرقية في برلين 1888 زار سوريا والعراق عام 1883 ووضع مؤلفات عديدة ونشر حوليات في برلين) واعتبروها بشكل أساسي مصدراً موثوقاً للتاريخ الغامض عادةً للمسيحية في إقليم حدياب، الدراسة اللاحقة التي أجراها )بول بيترس) وآخرين أيضاً، ألقت ببعض الشكوك حول موثوقيتها التاريخية، وأكثر من ذلك فمؤخراً اصبحت مصادقية منكنا بذاته في موضع مساءلة، لقد نسب منكنا الصحيفة إلى كاتب من القرن السادس يدعى كما قلنا " مشيح- زكا " الذي كانت اعماله من ناحية اخرى مفقودة، لقد وضع اشارة هامشية ترك فيها اسمه!
في عام 1941 أعلن (فوست) أن اسم مشيح- زكا قد اضيف للنص عبر كاتب محلي بطلب من منكنا نفسه، وبعد مرور ربع قرن تقريباً قام (عالم الساميات الألماني) ج.أسفلاغ ؛ بفحص المخطوطة الوحيدة المعروفة، من محفوظات برلين، ليكتشف أن الخط الاسطرنجيلي الذي دونت به المخطوطة هو خط حديث ومعاصر ولا ينتمي للقرن العاشر كما ادعى منكنا ، بل وأكثر من ذلك، النص المطبوع في كتاب منكنا لا يطابق دائماً المخطوط، بل وهناك صفحة بأكملها لا تستند مطلقاً على المخطوط ، وفي العام التالي ، أي في 1967، تقدم الأب الفرنسي وعالم السريانيات (جان موريس فيي) باقتراح أن يكون الكتاب بمجمله من ابتكار وتلفيق منكنا .."
ونلاحظ أيضاً عدى عن كلام بروك – الموصوف باعتداله في تعاطيه مع المسألة – ثمة اتهامات فظيعة تكال للرجل حيث إتُهم منكنا بتلفيق نصين آخرين على الأقل من قبل إثنين من كبارالدارسين في هذا الحقل ومنهم الأب (موريس بويجيس) بالاضافة لـ (جان شابوت) الذي دعى في البداية للحذر من مخطوطات منكنا، لكونها مليئة بالفجوات (كما سنلاحظ في نص ابن فنكايا) لكن منكنا رد عليه بتهجم شخصي وقال " رجل غير قادر على قراءة السريانية الا بمساعدة من معجم أو من خلال عيني شماس لهو شخص غير ضليع بمسألة كهذه "
وقد اتُهم أيضاً منكنا بتلفيق نص صحيفة " برحدبسهابا " ونص آخر يعود لزمن الخليفة المهدي حول نقاش بين مسيحي ومسلم، وأصبحت ذمة الرجل غير مؤتمنة بعد هذا ، ورغم محاولة بطريركية الكلدان في الموصل الغاء نشر كتاب منكنا "نصوص سريانية" لاسباب مجهولة ، الا أن الكتاب وجد طريقه للنشر في النهاية فأصبح الكتاب كارثة مستدامة على منكنا ومدخلاً للتشكيك بجميع أعماله، واستحال الكتاب سماً بقي يعاقره حتى وفاته المفاجئة عام 1937 عن عمر 59 عاماً.
أنا كباحث متواضع في هذا المجال، ليس في امكاني أبداً الحكم على الرجل بشكل نهائي، ولأسباب أخلاقية بالدرجة الأولى، نعم من الواضح للجميع أنه تلاعب بعدد لا يستهان به من المخطوطات، وهذه الاخطاء قاتلة لا تحتمل التوبة، لأنها تضر أولاً بالمصداقية ككل وثانياً تَحمل الحكم على كتّاب تلك المخطوطات الأصليين – إن كانوا هم كتابها فعلاً – أو على شخوصهم، وهم لا يستحقون أن يؤخذوا بجريرة غيرهم، وفي نفس الوقت لا يمكن أن نسلم شراع الحقيقة للريح دون أن نتحقق من الوجهة، لذلك لابد من الأخذ بعين الاعتبار فيما يتعلق بصحيفة بر فنكايا، ان النسخة الوحيدة التي عثر عليها ضمن محفوظات منكنا الشخصية ترجع لعام 1928 اي أنها كتبت – للأسف- بعد نشر الكتاب الذي يفترض أنه يحوي ترجمة عنها، بعشرين عاماً وهذا أمر خطير جداً لو نظرنا فيه.

عودة لبر فنكايا لمحاولة التتريخ وفقاً لما ذكره من فواجع :

لو عدنا للكتاب 15 من صحيفة بر فنكايا، لوجدنا أن النص يحتوي على مجموعة من الفقرات تتناول مواضيع مختلفة ، لكن ثمة سياق سردي ضمني يبرز بين الحين والآخر يلملم شعث مضمونه ويراكم القصص و الأخبار عن الأحوال السياسية للقرن السابع، وقد أولى الكثير من التركيز أيضاً على موجة المجاعة والطاعون الأوبئة والزلازل التي اجتاحت المنطقة في عصره، حيث يحمّل برفنكايا مسؤوليتها بالجملة لآثام الناس وينهال عليهم بالتقريع ( كنت قد تحدثت عن هذا النوع من التأريخ في المقدمة ) وعلى ما يبدو فإن المنطقة ما بين القرنين السادس والثامن للميلاد ، شهدت موجات متفاوتة من الأوبئة ، وقد تركزت في شمال سوريا وما بين النهرين والكوفة وصولاً للاسكندرية في الجنوب والقسطنطينية في الشمال، كما تخبرنا موسوعة شاملة مختصة في تاريخ الأوبئة صدرت في لندن عام 2008 وعلى هذا النحو لا يمكن اعتماد مسألة المجاعة والأوبئة كمنطلق لوضع تاريخ دقيق للصحيفة في حال كانت أصيلة .
لكن لو عدنا للمؤرخ البيزنطي ثيوفانيس فإنه يؤرخ لموجة طاعون حدثت في نهاية القرن السادس عام 588 في آسيا الصغرى ومحيطها، كذلك حدثت أخرى في القرن السابع، لكن ثيوفانيس لا يذكر شيئاً عن كون الطاعون أتى مصحوباً بزلازل ومجاعات كما يخبرنا بر فنكايا في نصه هذا من ذات الفصل " لقد أخبر بولس المقدس عن أشياء في عصرنا، وهاهي ذي قد تحققت، وفي كلام الرب، ستكون أمة ضد أمة، و مملكة ضد ممكلة، سيكون ثمة مجاعة وزلازل وطاعون.."
الأحداث الوحيدة التي تنطبق على وصف برفنكايا عند ثيوفانيس لتلك الفترة هي احداث عام 560 للميلاد أي القرن السادس ، وأيضاً تكرر ذلك في القرن الثالث عشر (أي الفترة التي يحددها منكنا للنسخة الأقدم التي نسخت عنها نسخته الحالية) وهذا لعله محتمل – في حال صدقنا بأصالة الصحيفة- أن تكون قد وضعت في تلك الفترة وليس في القرن السابع كما وقّتها منكنا بنفسه، فالمسألة أنه وبعد أن قرأت الكتاب الخامس عشر لبر فنكايا كاملاً لم أقف فيه على مؤقت زمني يمكن الإطمئنان من خلاله لعمر الكتابة، فبر فنكايا دائماً يتحدث بصيغة الماضي، حتى بالنسبة للحدث الذي يفترض أنه يعاصره كما يدعي منكنا، وهي ثورة المختار الثقفي، فكل حديثه بصيغة الماضي ، وكذلك الحال بالنسبة للطاعون ، فلو فرضنا أنه يتحدث عن موجة الطاعون التي اجتاحت المنطقة في نهاية القرن السابع خلال 690 تقريباً فهو ايضاً يتحدث بصغية الماضي، على الرغم من أن منكنا نفسه حدد وفاة بر فنكايا قبل عام 680 فهذا الأمر يستحيل إذن، كما أنه من الغريب الاعتماد على انقطاع النص عند فترة بعينها لوضع توقيت زمني للكتابة، فمن المحتمل أن أجزاء من الصحيفة قد فقدت ، ودائماً في حال سلمنا باصالة النص.

أمثلة من الاشكاليات السردية
في الحقيقة يصعب التكهن بمسار النص عند بر فنكايا، فكثير من الفقرات تصبح خارج السياق تماماً في حال لم يتم إدخالها في إطار الردح الثيولوجي أو اللاهوتي الذي يشكل البنية الخطابية للنص، فقبل كل شيء هو يستعرض أمثلة عن عقاب الرب للمسيحيين لأسباب تتعلق بآثامهم ونفاقهم، وتلك الأمثلة التي يستعرضها ، يستعرضها حكماً لهذه الغاية حصراً، لذلك تأتي الأحداث التي يذكرها مشوشة مجتزءة مبعثرة، وهذا يغلب على النص، لكن ثمة فقرات ترد خارج السياق وكأنها أضيفت للنص عمداً لجعله نصاً تاريخياً، وسأورد أمثلة عن التعارض نظراً لوضوحه ، فبعد أن قرأنا في نهاية كتابه الرابع عشر، إمتداحاً لـ "أبناء هاجر" وكيفية معاملتهم للمسيحيين بشرف، وأنهم يحملون أوامر من الرب مباشرة، وكأنهم طوق نجاة إلهي ليخلص المسيحيين من طائفته من جلاديهم، لكنه يعود ليتحدث بنيرة مغايرة تماماً في كتابه 15 حيث يقول " عندما رأى – الرب – أنه لا يوجد تحسن- يريد برفنكايا : تحسن في أوساط المسحييين من حيث رجوعهم عن آثامهم- أقام مملكة البرابرة – العرب – ضدنا ( فنلاحظ أن التناقض الصارخ ينم إما عن إدخال في النص تم لاحقاً، أو أن الكتابين يعودان لشخصين مختلفين ، فهناك مستوى من التضاد لايمكن ابتلاعه بسهولة ) هؤلاء الناس – العرب- لا يصغون إلى التوسل والاستراحام، لا يعرفون حلاً وسطاً، ولا سلام، ويعرضون عن المديح والخسة، يسرّون باراقة الدماء من غير سبب أو داع، وبهجتهم تكمن في الاستيلاء على كل شيء ، وشغفهم الغزو والسرقة، ويتغذون على الكره والغضب، لا يشبعون بأي عرض يقدم لهم .."
كما نلاحظ أن النص يضاد تماماً النص الأول الذي أوردناه من الفصل أو الكتاب الرابع عشر، فيصل إلى مستوى التناقض التام بين النصين،ونحن هنا لا ننقاش صحة هذه الصفات من عدمها، حيث وبرأيي الخاص لا أجد فرقاً بين وصف الدولة الاسلامية الأولى في المصادر الاسلامية، وأفعال تنظيم داعش اليوم، في الحقيقة هذه الأخيرة تحاول أن تنسخ الأولى تماماً، بكل صفاتها الواردة في تلك النصوص، الا أننا لا يجب أن ننقاد بعيداً عن تحليل النص نفسه.
فهذا النص يستغله بعض المسلمين اليوم ليثبّتوا روايتهم التاريخية حول نشوء الاسلام، ولو أنه لا يفيد كثيراً في اثبات دولة الخلفاء الأربعة وما قبلها بحكم تأخره حتى فترة عبد الملك، ومن هذا المنطق رأيت أنه من الضروري الإلتفات إلى المسألة ومحاولة التيقن من طبيعة هذا الدليل، والوقوف على محتواه ، فوفق رؤيتي للمسألة مازلت على قناعة بكون الفتوحات الاسلامية ماهي إلا إلتباس مع فتوحات الساسانيين للمناطق البيزنطية في القرن السابع، ومن ثم حدوث تدهور للسطلة الساسانية نتيجة اعتمادها بشكل كلي على المقاتلين العرب في صفوفها، فإن كان ثمة عبارة شدت أو لفتت انتباهي في كلام بر فنكايا فهي " الطريقة الملتوية أو الوضعية" التي استولى من خلالها " أبناء هاجر" على السلطة في فارس، على الرغم من أن لدينا مؤشرات عديدة حول استمرار الفرس في الحكم حتى متوسط العصر العباسي وهذا ما سنحاول الحديث عنه في مقالات لاحقة اعتماداً على مصادر خارجية .
وخلاصة القول أن هذه الشهادة غير موثوقة أولاً وثانياً لا ترقى إلى مستوى الدليل التاريخي من الدرجة الأولى كما يروج بعض المستغلين لها، وذلك – طبعاً مع صرف النظر عن كون ناقلها الوحيد القس الفونس منكنا الكلداني متهم بالوضع- بسبب عدم وجود نسخة قديمة منها ترجع إلى العصر المفترض أنها وضعت فيه، بالاضافة إلى أن المحتوى يبدو وبشكل واضح أنه قد حرر أكثر من مرة، كما أنه لم يرد من مصادر اخرى وصول موجة طاعون مترافقة مع زلازل ومجاعة في الحقبة المفترضة، كما أنه لم يرد في الوثيقة أي تأريخ يحدد سنة كتابتها بل تم تقديرها وفقاً لرأي منكنا بالذات، وأكثر من ذلك، فهذه الشهادة على كل حال لا تنطوي على أي تصريح حول دين جديد يدعى "الاسلام" خلال النصف الثاني من القرن السابع الميلادي.

مراجع :

1-The chronicle of Theophanes confessor – OXFORD- 1997
2-AlPhonse Mingana and his contribution to early Christian-Muslim Studies ,by S.k Samir, Birmingham 1990
3-A BRIEF OUTLINE OF SYRIAC LITERATURE, Sebastian P. Brock, Kerala, India 1997
4- SYRIAC HISTORICAL WRITING, SURVEY OF THE MAIN SCOURCES, S.P Brock , Oxford — England.
5- Encyclopedia of Pestilence, Pandemics, and Plagues, Volume 1, A–M London, 2008
6-SEBEOS HISTORY New York, 1985.
7- John bar Penkaye, (Rish melle) book 15 , Englished by Roger Pearse 2010
8-THE SYRIAC –ARABIC GLOSSES, ROMA 1908
9- Sources Syriaques, vol. 1 Alphonse Mingana, Leipzig: Otto Harrassowitz, 1908.
10-THE CHRONICLE OF MICHAEL THE GREAT PATRIARCH OF THE SYRIANS , TRANSLATED FROM CLASSICAL ARMENIAN BY ROBERT BEDROSIAN 2013
11-تاريخ الكنيسة الشرقية ج1: ألبير أبونا، بغداد 1985



#موسى_ديروان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من صدمة الحداثة إلى صدمة داعش – عودة بائع الحلوى!
- الوعي بالخلود في زمن الحرب والمأساة
- الإسلام المتصدّع – نظرة في سايكولوجيا الانهيار
- على هامش قضية مريم يحيى - حد الردّة وثقافة الإنكار
- مصائر الوثنية الشرقية - بين الإنقطاع والاستمرار
- إختلاق الأمّة العربية - تحليل نقدي لمفهوم العروبة (1)
- تساؤلات حول نشوء الإسلام الأولي 1 - (دحية الكلبي) بوصفه جبري ...
- مناقشة ل -شهادة- الكاتب الآرامي (بر سرابيون) حول الصفة التأر ...


المزيد.....




- بـ4 دقائق.. استمتع بجولة سريعة ومثيرة على سفوح جبال القوقاز ...
- الإمارات.. تأجيل قضية -تنظيم العدالة والكرامة الإرهابي- إلى ...
- لحظة سقوط حافلة ركاب في نهر النيفا بسان بطرسبوغ
- علماء الفلك الروس يسجلون أعنف انفجار شمسي في 25 عاما ويحذرون ...
- نقطة حوار: هل تؤثر تهديدات بايدن في مسار حرب غزة؟
- حصانٌ محاصر على سطح منزل في البرازيل بسبب الفيضانات المميتة ...
- -لا أعرف إذا كنا قد انتشلنا جثثهم أم لا -
- بعد الأمر الحكومي بإغلاق مكاتب القناة في إسرائيل.. الجزيرة: ...
- مقاتلات فرنسية ترسم العلم الروسي في سماء مرسيليا.. خطأ أم خد ...
- كيم جونغ أون يحضر جنازة رئيس الدعاية الكورية الشمالية


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - موسى ديروان - حول شهادة الراهب السرياني ( يوحنان بر فنكايا ) بالنسبة للبدايات المظلمة للتاريخ الإسلامي