بشار فريد
الحوار المتمدن-العدد: 4627 - 2014 / 11 / 8 - 01:17
المحور:
الادب والفن
عطاء الحب في الطفولة يختلف عنه عند الكبر، لكن المتشابه هو اننا لانعطي هذا العطاء حق تقديره في كلا الحالين. أذكُر ان كان لي زميلة عندما كنت في الصف السادس الإبتدائي، جميلة خضراء العينيين صارحتني أنذاك بأنها تحبني وقالت: أنا أحبك لأنك "شاطر" وهو حب يختلف عن حب "الزواج" كما فهمت منها يومها. كانت هذه الجميلة غاية في البخل بالنسبة لكونها طفلة، وكان لديها علبة من الأقلام الفاخرة التي ترفض حتى أن يراها بقية الأطفال في الصف، ولكنها كانت تعرض علي هذه الأقلام بدون أن أطلب وخصوصاً لأني كنت صعلوكاً على المستوى الدراسي لم يعرف السبيل لأخذ قلم معه حتى وهو في سنين الأبتدائية. لم تعنِ لي هذه الأقلام شيئاً وقتها، ولا أذكر صراحة إذا كنت قد شكرتها في كل مرة أعارتني قلماً أم لم أفعل. أتراها أنانية الطفل الذي يتوقع الأخذ دائماً دون العطاء أو دون أن يشكر حتى، وإذا كانت حالة طفولية، فأي تعليل سأجده لإستنساخ هذه الأنانية قبل عام واليوم وربما العام المقبل، حتى بعد كتابة هذه سطور الإعتراف هذه. تأخر الوقت لفعل ذلك، ولكني فعلاً أتمنى أن التقيها اليوم لأقول لها أني لم أعد ذلك "الشاطر" الذي أحبته، ولكي أشكرها ثانياً وأقول لها: صباح الأقلام.
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟