محمود شاهين
روائي
(Mahmoud Shahin)
الحوار المتمدن-العدد: 4627 - 2014 / 11 / 8 - 01:17
المحور:
الادب والفن
( الجنرال الزعيم ) قصة قصيرة !
كان يقف باستعداد على ناصية الشارع مؤدياً التحية العسكرية دون أن يرف له جفن . لباسه مدني عادي وليس عسكرياً. توقفت للحظات لدهشتي مما رأيت . ثمة مساحة منبسطة من الأرض في مواجهته . بعض المارة الذين أدهشتهم الوقفة والتحية العسكريتان وقفوا خلفي أو إلى جانبي يرقبون بدهشة .
( مجنون ) همس أحد المارة .
تخلى الشاب عن التحية العسكرية ومد يده في استقامه ، وحركها يميناً وشمالأ في مساحة تزيد على المتر لتشمل جميع الجيوش التي يتخيلها تمر من أمامه في استعراض مهيب كما يبدو .
( جنرال ) همس آخر.
( لو أنه في مدينة اوروبية لقالوا أنه ممثل صامت يؤدي دوراً في الشارع ) هتف آخر .
أخذ يرفع يده على الطريقة الهتلرية ويحركها أعلى وأسفل دون أن يثنيها ،راسماً على شفتيه ابتسامة طفيفة .
( إنه زعيم ) هتف آخر .
ثنى يده أمام وجهه وراح يحركها محيياً فيما ابتسامته تزداد اتساعاً.
( إنه يحيي الجماهير ) قال آخر .
كان الناس قد تجمهروا عن يمينه وعن شماله دون أن يجرؤ أحد على المرور من أمامه ،ولحسن الحظ كان الشارع فرعياً ويؤدي إلى قرية قريبة وحركة مرور السيارات فيه نادرة .
( الله يكون في عونه وعون أهله ) همست امرأة .
أنزل يده اليمنى للحظات ورفع اليسرى وراح يلوح بها محيياً ،وما لبث أن رفع يديه الإثنتين
وراح يحيي بهما الجماهير الهائلة فيما ابتساماته تتلاحق وتزداد اتساعاً .
تابعت سيري من خلفه احتراماً لحالته وفعل المارة مثلي .
***************
#محمود_شاهين (هاشتاغ)
Mahmoud_Shahin#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟