أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عبدالله هاشم - سمير قصير ومحمد بونفور ... الرسالة الخالدة















المزيد.....

سمير قصير ومحمد بونفور ... الرسالة الخالدة


عبدالله هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 1297 - 2005 / 8 / 25 - 09:58
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


سمير قصير ومحمد بونفور ... الرسالة الخالدة
التقيته في‮ ‬باحة وكان الوقت نهاراً،‮ ‬أشجاراً‮ ‬وأشعة شمس تصل إلى ما تحت قدميه،‮ ‬رجلاً‮ ‬شارد الذهن وكأن هما عظيماً‮ ‬يعصف بجنبات رأسه‮ ‬يحدق في‮ ‬أفق لايراه،‮
‬فأسررت إلى نفسي‮ ‬همساً‮!! .. ‬أنه‮ ‬يُخيط حُلماً‮ ... ‬فمن هذا؟ اقتربت واغتربت وإذ بي‮ ‬أقف مجبراً‮ ‬طائعاً‮ ‬مستكين وشعرت بأن طيفاً‮ ‬يماثل الجُرف‮ ‬يحول بيني‮ ‬وبينه‮ .‬ التَفَتَ‮ ‬وإلتقت صرامة النظرات،‮ ‬وتقدم نحوي‮ ‬وتوقف عند حافة الطيف‮ ..‬ ‮ ‬فقلت له‮: ‬هل التقينا في‮ ‬أي‮ ‬من لحظات الزمان،‮ ‬قال‮: ‬لم نلتق كأشخاص ولكن ألتقينا أحلاماً‮ ‬وعوالم،‮ ‬فقلت له‮: ‬لماذا لانقوى على أن نتصافح،‮ ‬فتبسم،‮ ‬وقال‮: ‬أنها الشهادة،‮ ‬فنحن أحياء عند رب العالمين نرزق كما ترزقون،‮ ‬وأنتم أحياء إلى أن‮ ‬يأخذ رب العالمين أمانته إلى‮ ‬يوم تبعثون،‮ ‬فقلت له‮: ‬وهل حضيت بشرف الشهادة؟ قال‮: ‬نعم‮. ‬فقلت‮: ‬من أنت ؟ قال‮: ‬أنا سمير قصير‮ .. ‬فعندها علمت لماذا أحسست بأن دماً‮ ‬متماثلاً‮ ‬يجري‮ ‬في‮ ‬عروق الرجوليين فهو دم عربي‮ ‬أبي‮ !! ‬وأدركت بأني‮ ‬أقف أمام رمز لأكثر حقب الحلم اللبناني‮ ‬بهاء وأملا‮.. ‬فسألني‮ ‬ومن أنت ؟ قلت له‮: ‬رفيق بعيد وقريب،‮ ‬رافق بألمٍ‮ ‬فادح جريان الدم وصعود الحُلم،‮ ‬وسألته‮: ‬وما هذه الباحة من حولنا؟ قال‮: ‬أنها ساحه الشهداء،‮ ‬حيث زَرَعَتُ‮ ‬روحي‮... ‬وكان وقع كلماته بمثابة إتصال شفير النصل بنياط القلب‮. ‬قلت له‮: ‬نعم‮. ‬ياسمير أنك أحد صناع ساحة الشهداء ملاذاً‮ ‬للإنسان العربي،‮ ‬جميعهم هناك،‮ ‬جميعنا هناك،‮ ‬أدياناً‮ ‬تتعدد وطوائفاً‮ ‬تتعدد ومنابع الفكر والموقف تتعدد‮ .‬ فأجابني‮ ‬مبتسماً‮ .. ‬ولكن حلم الحرية واحدٌ‮ ‬لايتعدد‮ ..‬ ‮ ‬فقلت له‮: ‬إن بدواخلي‮ ‬طموحاً‮ ‬وأمل‮.. ‬فقال‮: ‬ما هو؟ قلت له‮: ‬أن تقبل بحمل رسالة؟‮ .. ‬فقال‮: ‬وهل من في‮ ‬عالمي‮ ‬يحمل رسائل؟‮.. ‬قلت‮: ‬نعم لأن من ستحملها إليه‮.. ‬سوف‮ ‬يكون حيث تكون وستكون حيث‮ ‬يكون‮.. ‬قال‮: ‬وما‮ ‬يجمعني‮ ‬به؟‮.. ‬قلت‮: ‬القنبلة الغادرة‮.. ‬فكلاكما تشظى جسده بقنبله،‮ ‬وكلاكما تحول عنوانا للتضحية،‮ ‬وكلاكما قاد المرحلة‮.. ‬فقال‮: ‬من هذا؟ قلت‮: ‬الشهيد محمد بونفور‮..‬طليعة المقاتلين وحجة المتحاورين ومن على سيرته ودربه عمدت صفوف المناضلين‮ .. ‬عندما ضاق به حارس الكرسي‮ ‬ذرعاً‮ ‬وصال أسمه في‮ ‬المصانع والمجالس والأزقه،‮ ‬كان أسماً‮ ‬مخفياً‮ ‬لأصحاب السلطان ومن آلت إليه خيرات الزمان‮..‬ ‮ ‬لاحت تلك الفكرة المجرمة أتت لحظة التصفية‮.. ‬فكانت قنبلتين‮.. ‬الأولى في‮ ‬البحرين والثانية في‮ ‬لبنان‮.. ‬فقال‮: ‬إذن ذات المصير وبذات الطريقة‮.. ‬قلت‮: ‬نعم،‮ ‬فيا أخي‮ ‬عندما تجلسان وتتصافحان احكي‮ ‬له ما فعلته في‮ ‬زمانك فيكحى لك ما فعله في‮ ‬زمانه‮.. ‬احكي‮ ‬له كيف أئتلفت القلوب وغابت الضغائن وماذا تعني‮ ‬أنتفاضة ‮٤١ ‬مارس ‮٥٠٠٢ ‬كيف شُكلت اللجان وعبئت ونظمت حركة الشعب كيف انتصرت الإرادة وكيف أضاءت بيروت زوايا الدنيا،‮ ‬يحكى لك كيف تمرد العمال وأندلعت أنتفاضة ‮٥ ‬مارس ‮٥٦٩١‬،‮ ‬كيف قادها الشباب وملاحم الصدام بأجهزة الأمن كيف صمدت المحرق المدينة الباسلة طوال ثلاثة أشهر في‮ ‬معركة واحدة متصلة‮. ‬ ‮ ‬فقال لي‮.. ‬أتعرف‮ ‬يا أخي‮ ‬نحن نحيا حياتين ننشد الحرية في‮ ‬الأولى ونعيشها في‮ ‬الثانية،‮ ‬الديمقراطية بالنسبة إلينا نظام حكم نسعى إليه ولكن على قاعدة الحرية نتطلع إلى عدالة إجتماعيه‮.. ‬لقمه كريمة وأخلاق لاتدنس‮.. ‬ومجتمع‮ ‬يرتقي‮ ‬بنا ولشعبنا،‮ ‬نكون هناك ثم‮ ‬يؤول وجودنا إلى هنا‮..‬قلت له‮.. ‬سبقتني‮ ‬يا أخي‮ ‬فهذا مضمون الرسالة حملتها أنت بين الحشود وصغت فحواها آلاف المرات بمداد قلمك علمتها شباباً‮ ‬واعداً‮ ‬يحمل ذكراك وتبادلتها خبزاً‮ ‬يومياً‮ ‬بين رفاقك والبسطاء من شعبك،‮ ‬لذلك سوف تبقى ساحة الشهداء حافظة لوعدك،‮ ‬فاحملها إلى قائد كما أنت ليعلم بأن أجيالاً‮ ‬من بني‮ ‬الإنسان،‮ ‬مِن مَن تتصل أرواحهم ومعتقداتهم بمناهضة المظالم‮ ‬يتوارثون حمل الرسالة الخالدة رسالة الدفاع عن الطرف الأكثر فقراً‮ ‬وعوزاً‮ ‬ومن أعيته الحيلة في‮ ‬مواجهة من تسلط وتجبر وتحكم في‮ ‬توزيع الثروة،‮ ‬إحملها إلى من سبقك إلى عالمك قبل إثنين وثلاثين عاماً‮ ‬إلى من أحس بما أحسست به لحظة الحسنيين النصر والشهادة فكلاكما أستنكه رائحة البارود عندما تفحم اللحم،‮ ‬وفصل العظم عن العظم،‮ ‬وكانت لحظة الألم الأخيرة التي‮ ‬لايعلمها من في‮ ‬علمنا،‮ ‬هي‮ ‬لحظة صعود الروح إلى بارئها‮.. ‬فإلى روحيكما وإلى ذكراكما وإلى المبادئ الإنسانية التي‮ ‬حملتما‮.. ‬سلاماً‮.‬أبتسم الشهيد أبتسامة تحاكي‮ ‬الإنتصار وحدق بي‮ ‬ورفع‮ ‬يده وخطى خطوتين إلى الوراء وأستدار ماضياً‮ ‬إلى عالمه ثم توقف وأستدار نحوي‮ ‬ورفع‮ ‬يده ملوحاً‮ ‬فرفعت‮ ‬يدي‮ ‬وقلت‮.. ‬ياسليل الأحبة وداعاً



#عبدالله_هاشم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيدرالية والتجزئة .. مقاربة المصائر..
- المطالبة بتعديل الدوائر الانتخابية‮ ‬يهدف لاستحو ...
- المقاومة العراقية مهمتان الحلقة الرابعة 3 & 4
- ‮ ‬المقاومة العراقية مهمتان‮ (٢- ...
- المقاومة العراقية‮ - ‬مهمتان‮ (١ - & ...
- مستشار نقابة طيران الخليج‮ ‬يدعو إلى سحب الإنذار ...
- قانون الجمعيات متقدم على واقع الجمعيات السياسية الفئوية أو ا ...
- كلما زادت إجراءات الأمن تراجعت الحرية والعكس صحيح
- التهديدات الايرانية للبحرين وضرورة خلق الحماية الشعبية
- بيان التجمع الوطني الديمقراطي حول التهديدات التي يتعرض لها ر ...
- حركة المعارضة بين المقاطعة والمشاركة (3-3):المبررات والأوهام
- التعديل الدستوري يستلزم خريطة جديدة للقوى السياسية
- ‬مقعد البرلمان المقبل‮ ‬يمر عبر‮ »&# ...
- حركة المعارضة بين المقاطعه والمشاركة (2-3): التجربة والخطأ
- حركة المعارضة بين المقاطعة والمشاركة (1-3):البناء الثقافي وص ...
- الوعي الشمول (3-3): العنف والإلتباس
- الوعي الشمولي (2-3):ثورة تاريخية أم كيانية بحرينية
- الوعي الشمولي (1-3) : دولة بني أمية والإسقاط التاريخي
- ليس من حق ممثل الشعب حمل مطالب الناس من دون موافقة الهيئة ال ...
- ‬الاعتصام تراجع نهج المقاطعة‮.. ‬والسداسي& ...


المزيد.....




- في 29 يونيو 2025، تنير ذكرى اغتيال المناضل العمالي مصطفى لع ...
- نتائج ومقررات الملتقى الوطني السابع للمساعدين الإداريين والم ...
- دعوات غربية للتحقيق في -اعتداءات- على متظاهرين بملاوي
- فئوية المساعدات في غزة: حين يُكافأ الولاء ويُعاقب الفقر
- ألمانيا- الحزب الاشتراكي الشريك بالحكومة يطالب بحظر -البديل- ...
- بوليتيس: هكذا يشعل اليمين المتطرف الفرنسي حربا عرقية ودينية ...
- جبهة البوليساريو تتبنى هجوما على السمارة في الصحراء الغربية ...
- إعلام إسرائيلي: ترامب يريد تحرير نتنياهو من قبضة اليمين المت ...
- صوفيا ملك// الاستعدادات الحربية للإمبريالية الأطلسية وصراع إ ...
- البوليساريو تتبنى هجوما على السمارة في الصحراء الغربية والجي ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عبدالله هاشم - سمير قصير ومحمد بونفور ... الرسالة الخالدة