أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله هاشم - المقاومة العراقية مهمتان الحلقة الرابعة 3 & 4















المزيد.....



المقاومة العراقية مهمتان الحلقة الرابعة 3 & 4


عبدالله هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 1284 - 2005 / 8 / 12 - 10:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المقاومة العراقية‮ - ‬مهمتان‮ (‬3‮ ‬ــ‮ ‬4‮)‬

المقاومة العراقية مقاومة شعبية‮ ‬غير مسبوقة فهي‮ ‬في‮ ‬الاصل مقاومة مسلحة شرسة،‮ ‬لاتنطلق من قاعدة مؤمنة اولها خلفية دولية اي‮ ‬هي‮ ‬غير مسندة بدولة تنطلق من حدودها تتوافق معها ايديولوجيا وسياسيا،‮ ‬فهي‮ ‬ان جاز التعبير مقاومة وطنية صرفة من وجهة مقومات نشأتها واستمرارها ونموها،‮ ‬مسندة بالعمق الشعبي‮ ‬العربي‮ ‬الاسلامي،‮ ‬وهي‮ ‬مقاومة محاصرة بدول تحكمها مصالح واهداف خاصة صارمة عقيديا وقوميا وسياسيا وامنيا فخنق هذه المقاومة او التيسير عليها‮ ‬يخضعان للمد والجزر السياسيين وفقا لاوضاع ومصالح دول الجوار‮.‬
فهي‮ ‬شعبية بمعنى انها ليست مجرد مجاميع عقائدية نخبوية صغيرة تمارس العنف السياسي‮ ‬المسلح،‮ ‬فان أكثر من مسئول امريكي‮ ‬وعراقي‮ ‬في‮ ‬الحكومة القائمة اكدوا بأنها تقدر باربعمائة ألف فرد،‮ ‬ستون ألفاً‮ ‬منهم نواة صلبة اي‮ ‬مقاتلين‮ ‬يحملون السلاح،‮ ‬بمعنى انها فصائل مسلحة محمية ببحر من الناس،‮ ‬لذلك فان واحدة من ابرز اشكاليات ضرب المقاومة العراقية ان المقاتل المقاوم لايمكن تمييزه من بين باقي‮ ‬المواطنين المدنيين اذا ما وارى سلاحه،‮ ‬والشعب‮ ‬يُشرع المدن الكبيرة للمقاتلين ويؤويهم ويقوم بعمليات هائلة على مستوى الاسناد اللوجستي‮ ‬مأكلاً‮ ‬ومأوى وعلاجاً‮ ‬وهي‮ ‬مقاومة مسلحة تسليحا فادحا،‮ ‬حيث منح النظام السابق فصائل معينة حرية الحركة وسلحها جزئيا وأتاح لها حرية التدريب وتنظيم نفسها في‮ ‬المدن العراقية وخصوصا المدن السنية،‮ ‬هذا بالاضافة الى انه آلت لهذه المقاومة مخازن سلاح النظام بعد انهياره عشية الاحتلال كما اشتريت كميات كبيرة من الضباط والقائمين على الجيش العراقي‮ ‬هذا ناهيك عن انضمام صفوف كبيرة منهم الى هذه المقاومة وانتظامهم في‮ ‬فصائل ذات طبيعة وتسميات اسلامية،‮ ‬تشكلت بعد انهيار النظام وان وجدت أسس نشأتها وانويتها قبل ذلك وقد ساهم البعثيون بشكل فاعل في‮ ‬بناء المقاومة لما‮ ‬يمتلكوه من قدرات عسكرية وسياسية ومال وسلاح ومعرفة خاصة بأرض المعركة‮.‬
المقاومة العراقية نموذج‮ ‬غير مسبوق فهي‮ ‬تحمل مهمات استراتيجية أكبر من هدف تحرير الارض وان توافقت مع المقاومة الشعبية في‮ ‬بقاع الارض تاريخيا في‮ ‬القوانين الثابتة مثل النمو التراكمي‮ ‬فبدأت بمجموعات صغيرة تنفذ عمليات محدودة ضد الجيش الامريكي‮ ‬وتقوم بعمليات زجر ومناكفة من خلال عمليات اختطاف اشخاص،‮ ‬وحملت هذه المجموعات اسماء كثيرة مثل قوات ابي‮ ‬عبيدة،‮ ‬ابن الوليد،‮ ‬موسى بن نصير،‮ ‬الرشيد،‮ ‬صلاح الدين،‮ ‬القعقاع وقوات بغداد وقوات المدينة وان القاسم المشترك فيما بينها انها توحي‮ ‬بالانتماء الى الاسلام والتاريخ الاسلامي‮ ‬بمذاهبه السنية إلا فيما ندر وبعض هذه الاسماء لم تظهر إلا لعملية او عمليتين وكان هناك حراك في‮ ‬الاسماء وفقا لتحالفات او ارتباطات لدعم المواجهة كما حدث في‮ ‬تغير اسم الفصيل الذي‮ ‬يقوده ابو مصعب الزرقاوي‮ ‬من جماعة التوحيد والجهاد الى قاعدة الجهاد في‮ ‬بلاد الرافدين وثبات مجموعات بدأت تأخذ طريقها لرسم خطوط واضحة في‮ ‬المقاومة مثل الجيش الاسلامي‮ ‬وجيش المجاهدين التي‮ ‬اعلنت أكثر من مرة عملية تنسيق مشتركة في‮ ‬عمليات عديدة وعينت المجموعتان ناطقا رسميا باسميهما وهو الامر الذي‮ ‬يؤكد طموحا لرسم خارطة مستقبل القوى السياسية العراقية القادمة وكذلك جيش انصار السنة التي‮ ‬تعمل في‮ ‬شمال العراق وفي‮ ‬المناطق الكردية على وجه الخصوص،‮ ‬ان التطور التراكمي‮ ‬فرض افتقاد المقاومة العراقية للتغطية الاعلامية فهي‮ ‬مقاومة مدن وهذه المدن خاضعة للاحتلال مما اوجد وضعا محاصرا لان‮ ‬يكون للمقاومة معبرون وصحف وقنوات تلفزيونية واذاعات وهي‮ ‬مقاومة شرسة في‮ ‬مواجهة اقوى جيش في‮ ‬العالم مما‮ ‬يعيق تواصلا ثابتا ومتصلا بميدان المعركة في‮ ‬رقعة جغرافية شاسعة في‮ ‬عشرات المدن والضواحي‮ ‬ومئات القرى هذا من ناحية والقنوات الفضائية العربية والاجنبية من ناحية اخرى،‮ ‬إلا ان المقاومة تدرك بان واحدا من ابرز مقومات الانتصار اعلام ورأي‮ ‬عام،‮ ‬فوجدت ضالتها في‮ ‬الافلام المصورة للعمليات وشبكة واسعة من المواقع الالكترونية التي‮ ‬اصبحت ملاذا للعرب والمسلمين في‮ ‬اصقاع الارض وللفضائيات والقوى السياسية العربية والاسلامية لمتابعة مسرح العمليات‮.‬
وجدت المقاومة الوليدة نفسها امام اقوى جيوش العالم قاطبة وأكثرهم تقدما من وجهة امتلاكها لتكنولوجيا السلاح،‮ ‬وامام وضع سياسي‮ ‬يرث الآلام ونوازع الثأر والانتقام من سنوات القمع الطويلة،‮ ‬وان هذا الوضع تضاعفت احتقاناته مع استغلاله سياسياً‮ ‬من النظام الايراني،‮ ‬وذلك بتحريك خطاب طائفي‮ ‬يحمل قيم المحاصصة الطائفية ومصطلحات الاغلبية وحق الاغلبية مما جعل هذا الخطاب‮ ‬يتحول الى مصير محتوم وموقوت،‮ ‬فان العامل والبعد الاهم الذي‮ ‬لم تقدره الادارة الامريكية هو العمق العربي‮ ‬الاسلامي،‮ ‬لذلك فان الخوف لدى اهل السنة من تحول الخطاب الطائفي‮ ‬والذي‮ ‬كانت تردده بقوه تلك القوى القادمة من الحاضنة الايرانية الى سلوك‮ ‬يؤدي‮ ‬الى تصفيات طائفية وعرقية بعد اغتصاب المساجد وممتلكات الاوقاف السنية والمباني‮ ‬الحكومية والتحشيد الموجه،‮ ‬ان هذا الخوف لم‮ ‬يكن‮ ‬يحمل خطورة خوف السنة العراقيين فقط وانما كان‮ ‬يحمل بالدرجة الاساسية خطورة خوف السنة العرب من المشرق موطن الازمة والاطماع الى المغرب العربي‮ ‬وهنا مكمن الخطر العظيم ومآزق الامريكان ومن ركب مركبهم‮.‬
لذلك فإن المقاومة التي‮ ‬كانت تواجه الحملات العسكرية القاسية وحملات التشكيك في‮ ‬وطنيتها واهدافها،‮ ‬وتواجه بسط ديمقراطية بمقاييس امريكية،‮ ‬قد دفعت دفعاً‮ ‬ووفقاً‮ ‬لشرائط المعركة الى تفعيل طاقات وكوامن الانسان الى الدرجة الحدية التي‮ ‬وجدت معها صفوف هائلة من الشباب العربي‮ ‬المسلم والوطني‮ ‬ان الموت‮ ‬يساوي‮ ‬الحياة ولاحياة دون هذا الموت الارادي‮.‬
فايمانا بالله واليوم الآخر والجنة والنار وتطهير الارض من دنس المحتل،‮ ‬يتوحدون بالذات ويفنوها بضربات مركزة تؤتي‮ ‬على من تؤتي‮ ‬ليستقيم ميزان القوى العسكرية باصابة الحالة المعنوية للعدو في‮ ‬مقتل،‮ ‬ورحمكم الله بعد ان سدد رميكم الشهيد ابو قتادة الفلسطيني،‮ ‬الشهيد عمار السوري‮ (‬حلب‮) ٣١ ‬سنة والشهداء آل الراشد العتيبي،‮ ‬الشهيد ماجد المطيري‮ (‬السعودية‮) ٠٢ ‬سنة،‮ ‬الشهيد رواف العنزي‮ (‬الكويت‮) ‬وقوافل لاتنقطع،‮ ‬منكم من قضى نحبه ومنكم من‮ ‬ينتظر وانكم احياء عند ربكم ترزقون‮.‬




************

المقاومة العراقية‮ - ‬مهمتان‮ ٤ ‬ــ ‮٤ بقلم المحامي : عبدالله‮ ‬هاشم .....
ان من وسائل ضرب المقاومة العراقية المسلحة،‮ ‬ما‮ ‬يمكن ان‮ ‬يطلق عليه المواجهة الفكرية التي‮ ‬تعنى بها مراكز خاصة لدى ادارة الحرب في‮ ‬وزارة الدفاع الامريكية ودوائر الامن القومي‮ ‬الامريكي‮ ‬وشبكة هائلة من وسائل الاعلام والثقافة والفكر،‮ ‬وتفعل استراتيجية المواجهة الفكرية بابتداع افكار ذات ابعاد سياسية خطيرة‮ ‬يتم تأصيلها لتزعزع القناعات والمواقف وتؤدي‮ ‬الى حجب التأييد والمساندة لهذه المقاومة ومن هذه الافكار المركزية التي‮ ‬تم العمل عليها محاولة ارسال اشارات بان المال وراء العمليات الاستشهادية وليس العقيده وهذا ما‮ ‬يسبب تداعيات لدى الرأي‮ ‬العام بان من‮ ‬يقود هذه المقاومة هم من تجار السياسة والدين‮ ‬يدفعون الاموال لمن‮ ‬يقود السيارات المفخخة ويشترون الذمم والاعمار لاغراض ليس لها علاقة بتحرير الارض او الحاق البلاد بقرار سياسي‮ ‬يصنع في‮ ‬دولة مجاورة او منع تقسيم البلاد،‮ ‬وان هذه الافكار قد تنال من العقول والقلوب الوجلة الخائفة اساسا ومن‮ ‬يريد ان‮ ‬يعيش في‮ ‬فردوس مجتمع مدني‮ ‬مسترخيا مهما تكن الضريبة في‮ ‬الحقب الزمانية والسياسية مستقبلا،‮ ‬ولكن الحقيقة بان من‮ ‬يركب السيارة التي‮ ‬تحمله الى الفناء لايفكر في‮ ‬مزيد من الدنيا لانه ليس هناك مال في‮ ‬العالم الذي‮ ‬هو ذاهب إليه،‮ ‬وانما هو‮ ‬يعلم انه ذاهب لملاقاة ربه،‮ ‬والجميع‮ ‬يعلم بان الاستشهاديين جميعهم من صغار السن الذين لايعيلون ليقال بانهم‮ ‬يذهبون الى الموت لتمنح اسرهم هذا المال،‮ ‬بالاضافة الى ان الكثير منهم من عائلات ميسورة،‮ ‬فهم‮ ‬يكبّرون ويفجرون،‮ ‬ارواحا تستبسل واجسادا فتية تتحول الى مركز لدائرة النار،‮ ‬وانهم‮ ‬يعلمون بانهم احياء عند ربهم‮ ‬يرزقون‮.‬ ومحاولة اخرى فكرية اعلامية لتقسيم المقاومة من حيث طبيعتها والمنتمين إليها الى قسمين،‮ ‬الاول‮ ‬يتم الاقرار به وتصنيفه على اساس انه مقاومة وطنية مشروعة وهي‮ ‬تلك التي‮ ‬تركز عملياتها في‮ ‬دائرة ضرب الوجود العسكري‮ ‬الاجنبي‮ ‬فقط ويتم الايحاء على انها مقاومة عراقية خالصة ليس لها علاقة بالمقاومين العرب،‮ ‬كما‮ ‬يتم الايحاء على انها لاتستهدف اهدافاً‮ ‬عراقية وتنزع سياسيا الى انصار النظام السابق وحزب البعث والبعثيين واطراف وطنية اخرى اما القسم الثاني‮ ‬فلا‮ ‬يتم الاقرار به ويصنف على انه نمط من انماط الارهاب الذي‮ ‬لايفرق في‮ ‬ضرباته فيما بين عسكري‮ ‬ومدني‮ ‬فهو‮ ‬يصيب الجميع ويلجأ الى الاختطاف والتصفية الجسدية ذبحا بقطع الرؤوس،‮ ‬ويتم الايحاء على انها تتشكل من العرب الوافدين فقط وانصار التيارات الدينية المتشددة وبالتحديد المنتمين الى تنظيم القاعدة‮.‬ ان هذا التقسيم‮ ‬يستهدف استراتيجيا محاولة اضعاف المقاومة العراقية بعد ان اوجعت ضرباتها المحتل وشلت هذه الضربات الاجهزة الامنية والعسكرية التابعة للحكومة القائمة وذلك بمحاولة خلق صراع داخلي‮ ‬بين اجنحتها المختلفة هذا من ناحية ومحاولة عزل اقوى اجنحتها والمتمثل في‮ ‬تنظيم قاعدة الجهاد في‮ ‬بلاد الرافدين،‮ ‬ويستهدف هذا العزل رفع عبء الضربات المركزة المباشرة،‮ ‬التي‮ ‬احدثت توازنات معنوية على الارض ويعزا لها نقل القدرة على امتلاك زمام المبادرة من قوات الاحتلال الى فصائل المقاومة،‮ ‬حيث ان من‮ ‬يملك زمام المبادرة هو من‮ ‬يحدد خطوط ومسارات المعركة وارضها وطبيعتها فبدلا من تسخير الفعل العسكري‮ ‬لردع مداهمات واعتقالات وقتل مصاحب او الدفاع عن مدن وتحصينات وعمليات فرار،‮ ‬فان المبادرة تنقل الفعل العسكري‮ ‬الى هجمات تحصد افرادا‮ ‬يحملون ذات البندقية التي‮ ‬توجه الى صدور ورؤوس المقاومين وترسل جنود الاحتلال الى وطنهم في‮ ‬اكياس بلاستيكية وآخرون‮ ‬يحملون عاهاتهم،‮ (‬هذه هي‮ ‬الحرب‮‬،‮ ‬هذه العبارة قالتها وزيرة الخارجية الامريكية السابقة مادلين اولي‮ ‬برايت عندما سؤلت عن الضحايا من النساء والاطفال والشيوخ الذين‮ ‬يقتلون جراء القصف الامريكي‮ ‬القائم على فلسفة الصدمة والترويع،‮ ‬وهذا كلام صحيح من الوجهة السياسية وبذات المنطق‮ ‬يجب ان تفهم ضربات المقاومة العراقية القاسية عندما تقتل المئات،‮ ‬ولابد ان تكون هناك ضحايا،‮ ‬هذه هي‮ ‬الحرب ولكن على المثقفين العرب وغير العرب من دعاة المدنية والليبرالية وحقوق الانسان ان‮ ‬يعرفوا بان هذه الحرب هي‮ ‬حرب امريكية عدوانية،‮ ‬وان المعتدي‮ ‬فيها هي‮ ‬الادارة الامريكية وانها هي‮ ‬من فرضها على الشعب العراقي‮ ‬والشعوب العربية والامة الاسلامية‮.‬ لذلك فإن ارهاب المقاومة استدعاه ارهاب الدولة وهذا منطق الحرب،‮ ‬ومن هنا فليس هناك مقاومتان مشروعة وغير مشروعة ووطنية ووافدة،‮ ‬وارهابيون ومقاومون،‮ ‬انما هناك مقاومة واحدة للاحتلال تستهدف تحرير الارض العراقية وهي‮ ‬المهمة الاولى للمقاومة العراقية وتستهدف ايجاد توازنات فيما بين من‮ ‬يقف مع المحتل ومن‮ ‬يقاومه،‮ ‬حتى لا‮ ‬يؤدي‮ ‬استقرار الوضع الى دولة تابعة سياسيا لايران فاقدة لاستقلالها او‮ ‬يؤدي‮ ‬الى تقسيم الوطن العراقي‮ ‬الى ثلاث دول وهذا واقع محرم قوميا ووطنيا فالعراق حاضنة التاريخ العربي‮ ‬والاسلامي‮ ‬وسوف تبقى وهذه هي‮ ‬المهمة الثانية للمقاومة العراقية‮.‬

المقاومة العراقية‮ - ‬مهمتان‮ (‬3‮ ‬ــ‮ ‬4‮)‬

المقاومة العراقية مقاومة شعبية‮ ‬غير مسبوقة فهي‮ ‬في‮ ‬الاصل مقاومة مسلحة شرسة،‮ ‬لاتنطلق من قاعدة مؤمنة اولها خلفية دولية اي‮ ‬هي‮ ‬غير مسندة بدولة تنطلق من حدودها تتوافق معها ايديولوجيا وسياسيا،‮ ‬فهي‮ ‬ان جاز التعبير مقاومة وطنية صرفة من وجهة مقومات نشأتها واستمرارها ونموها،‮ ‬مسندة بالعمق الشعبي‮ ‬العربي‮ ‬الاسلامي،‮ ‬وهي‮ ‬مقاومة محاصرة بدول تحكمها مصالح واهداف خاصة صارمة عقيديا وقوميا وسياسيا وامنيا فخنق هذه المقاومة او التيسير عليها‮ ‬يخضعان للمد والجزر السياسيين وفقا لاوضاع ومصالح دول الجوار‮.‬
فهي‮ ‬شعبية بمعنى انها ليست مجرد مجاميع عقائدية نخبوية صغيرة تمارس العنف السياسي‮ ‬المسلح،‮ ‬فان أكثر من مسئول امريكي‮ ‬وعراقي‮ ‬في‮ ‬الحكومة القائمة اكدوا بأنها تقدر باربعمائة ألف فرد،‮ ‬ستون ألفاً‮ ‬منهم نواة صلبة اي‮ ‬مقاتلين‮ ‬يحملون السلاح،‮ ‬بمعنى انها فصائل مسلحة محمية ببحر من الناس،‮ ‬لذلك فان واحدة من ابرز اشكاليات ضرب المقاومة العراقية ان المقاتل المقاوم لايمكن تمييزه من بين باقي‮ ‬المواطنين المدنيين اذا ما وارى سلاحه،‮ ‬والشعب‮ ‬يُشرع المدن الكبيرة للمقاتلين ويؤويهم ويقوم بعمليات هائلة على مستوى الاسناد اللوجستي‮ ‬مأكلاً‮ ‬ومأوى وعلاجاً‮ ‬وهي‮ ‬مقاومة مسلحة تسليحا فادحا،‮ ‬حيث منح النظام السابق فصائل معينة حرية الحركة وسلحها جزئيا وأتاح لها حرية التدريب وتنظيم نفسها في‮ ‬المدن العراقية وخصوصا المدن السنية،‮ ‬هذا بالاضافة الى انه آلت لهذه المقاومة مخازن سلاح النظام بعد انهياره عشية الاحتلال كما اشتريت كميات كبيرة من الضباط والقائمين على الجيش العراقي‮ ‬هذا ناهيك عن انضمام صفوف كبيرة منهم الى هذه المقاومة وانتظامهم في‮ ‬فصائل ذات طبيعة وتسميات اسلامية،‮ ‬تشكلت بعد انهيار النظام وان وجدت أسس نشأتها وانويتها قبل ذلك وقد ساهم البعثيون بشكل فاعل في‮ ‬بناء المقاومة لما‮ ‬يمتلكوه من قدرات عسكرية وسياسية ومال وسلاح ومعرفة خاصة بأرض المعركة‮.‬
المقاومة العراقية نموذج‮ ‬غير مسبوق فهي‮ ‬تحمل مهمات استراتيجية أكبر من هدف تحرير الارض وان توافقت مع المقاومة الشعبية في‮ ‬بقاع الارض تاريخيا في‮ ‬القوانين الثابتة مثل النمو التراكمي‮ ‬فبدأت بمجموعات صغيرة تنفذ عمليات محدودة ضد الجيش الامريكي‮ ‬وتقوم بعمليات زجر ومناكفة من خلال عمليات اختطاف اشخاص،‮ ‬وحملت هذه المجموعات اسماء كثيرة مثل قوات ابي‮ ‬عبيدة،‮ ‬ابن الوليد،‮ ‬موسى بن نصير،‮ ‬الرشيد،‮ ‬صلاح الدين،‮ ‬القعقاع وقوات بغداد وقوات المدينة وان القاسم المشترك فيما بينها انها توحي‮ ‬بالانتماء الى الاسلام والتاريخ الاسلامي‮ ‬بمذاهبه السنية إلا فيما ندر وبعض هذه الاسماء لم تظهر إلا لعملية او عمليتين وكان هناك حراك في‮ ‬الاسماء وفقا لتحالفات او ارتباطات لدعم المواجهة كما حدث في‮ ‬تغير اسم الفصيل الذي‮ ‬يقوده ابو مصعب الزرقاوي‮ ‬من جماعة التوحيد والجهاد الى قاعدة الجهاد في‮ ‬بلاد الرافدين وثبات مجموعات بدأت تأخذ طريقها لرسم خطوط واضحة في‮ ‬المقاومة مثل الجيش الاسلامي‮ ‬وجيش المجاهدين التي‮ ‬اعلنت أكثر من مرة عملية تنسيق مشتركة في‮ ‬عمليات عديدة وعينت المجموعتان ناطقا رسميا باسميهما وهو الامر الذي‮ ‬يؤكد طموحا لرسم خارطة مستقبل القوى السياسية العراقية القادمة وكذلك جيش انصار السنة التي‮ ‬تعمل في‮ ‬شمال العراق وفي‮ ‬المناطق الكردية على وجه الخصوص،‮ ‬ان التطور التراكمي‮ ‬فرض افتقاد المقاومة العراقية للتغطية الاعلامية فهي‮ ‬مقاومة مدن وهذه المدن خاضعة للاحتلال مما اوجد وضعا محاصرا لان‮ ‬يكون للمقاومة معبرون وصحف وقنوات تلفزيونية واذاعات وهي‮ ‬مقاومة شرسة في‮ ‬مواجهة اقوى جيش في‮ ‬العالم مما‮ ‬يعيق تواصلا ثابتا ومتصلا بميدان المعركة في‮ ‬رقعة جغرافية شاسعة في‮ ‬عشرات المدن والضواحي‮ ‬ومئات القرى هذا من ناحية والقنوات الفضائية العربية والاجنبية من ناحية اخرى،‮ ‬إلا ان المقاومة تدرك بان واحدا من ابرز مقومات الانتصار اعلام ورأي‮ ‬عام،‮ ‬فوجدت ضالتها في‮ ‬الافلام المصورة للعمليات وشبكة واسعة من المواقع الالكترونية التي‮ ‬اصبحت ملاذا للعرب والمسلمين في‮ ‬اصقاع الارض وللفضائيات والقوى السياسية العربية والاسلامية لمتابعة مسرح العمليات‮.‬
وجدت المقاومة الوليدة نفسها امام اقوى جيوش العالم قاطبة وأكثرهم تقدما من وجهة امتلاكها لتكنولوجيا السلاح،‮ ‬وامام وضع سياسي‮ ‬يرث الآلام ونوازع الثأر والانتقام من سنوات القمع الطويلة،‮ ‬وان هذا الوضع تضاعفت احتقاناته مع استغلاله سياسياً‮ ‬من النظام الايراني،‮ ‬وذلك بتحريك خطاب طائفي‮ ‬يحمل قيم المحاصصة الطائفية ومصطلحات الاغلبية وحق الاغلبية مما جعل هذا الخطاب‮ ‬يتحول الى مصير محتوم وموقوت،‮ ‬فان العامل والبعد الاهم الذي‮ ‬لم تقدره الادارة الامريكية هو العمق العربي‮ ‬الاسلامي،‮ ‬لذلك فان الخوف لدى اهل السنة من تحول الخطاب الطائفي‮ ‬والذي‮ ‬كانت تردده بقوه تلك القوى القادمة من الحاضنة الايرانية الى سلوك‮ ‬يؤدي‮ ‬الى تصفيات طائفية وعرقية بعد اغتصاب المساجد وممتلكات الاوقاف السنية والمباني‮ ‬الحكومية والتحشيد الموجه،‮ ‬ان هذا الخوف لم‮ ‬يكن‮ ‬يحمل خطورة خوف السنة العراقيين فقط وانما كان‮ ‬يحمل بالدرجة الاساسية خطورة خوف السنة العرب من المشرق موطن الازمة والاطماع الى المغرب العربي‮ ‬وهنا مكمن الخطر العظيم ومآزق الامريكان ومن ركب مركبهم‮.‬
لذلك فإن المقاومة التي‮ ‬كانت تواجه الحملات العسكرية القاسية وحملات التشكيك في‮ ‬وطنيتها واهدافها،‮ ‬وتواجه بسط ديمقراطية بمقاييس امريكية،‮ ‬قد دفعت دفعاً‮ ‬ووفقاً‮ ‬لشرائط المعركة الى تفعيل طاقات وكوامن الانسان الى الدرجة الحدية التي‮ ‬وجدت معها صفوف هائلة من الشباب العربي‮ ‬المسلم والوطني‮ ‬ان الموت‮ ‬يساوي‮ ‬الحياة ولاحياة دون هذا الموت الارادي‮.‬
فايمانا بالله واليوم الآخر والجنة والنار وتطهير الارض من دنس المحتل،‮ ‬يتوحدون بالذات ويفنوها بضربات مركزة تؤتي‮ ‬على من تؤتي‮ ‬ليستقيم ميزان القوى العسكرية باصابة الحالة المعنوية للعدو في‮ ‬مقتل،‮ ‬ورحمكم الله بعد ان سدد رميكم الشهيد ابو قتادة الفلسطيني،‮ ‬الشهيد عمار السوري‮ (‬حلب‮) ٣١ ‬سنة والشهداء آل الراشد العتيبي،‮ ‬الشهيد ماجد المطيري‮ (‬السعودية‮) ٠٢ ‬سنة،‮ ‬الشهيد رواف العنزي‮ (‬الكويت‮) ‬وقوافل لاتنقطع،‮ ‬منكم من قضى نحبه ومنكم من‮ ‬ينتظر وانكم احياء عند ربكم ترزقون‮.‬



#عبدالله_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ‮ ‬المقاومة العراقية مهمتان‮ (٢- ...
- المقاومة العراقية‮ - ‬مهمتان‮ (١ - & ...
- مستشار نقابة طيران الخليج‮ ‬يدعو إلى سحب الإنذار ...
- قانون الجمعيات متقدم على واقع الجمعيات السياسية الفئوية أو ا ...
- كلما زادت إجراءات الأمن تراجعت الحرية والعكس صحيح
- التهديدات الايرانية للبحرين وضرورة خلق الحماية الشعبية
- بيان التجمع الوطني الديمقراطي حول التهديدات التي يتعرض لها ر ...
- حركة المعارضة بين المقاطعة والمشاركة (3-3):المبررات والأوهام
- التعديل الدستوري يستلزم خريطة جديدة للقوى السياسية
- ‬مقعد البرلمان المقبل‮ ‬يمر عبر‮ »&# ...
- حركة المعارضة بين المقاطعه والمشاركة (2-3): التجربة والخطأ
- حركة المعارضة بين المقاطعة والمشاركة (1-3):البناء الثقافي وص ...
- الوعي الشمول (3-3): العنف والإلتباس
- الوعي الشمولي (2-3):ثورة تاريخية أم كيانية بحرينية
- الوعي الشمولي (1-3) : دولة بني أمية والإسقاط التاريخي
- ليس من حق ممثل الشعب حمل مطالب الناس من دون موافقة الهيئة ال ...
- ‬الاعتصام تراجع نهج المقاطعة‮.. ‬والسداسي& ...
- رئيس التجمع الديمقراطي إلى النواب: لا تكونوا رقما في تعميق م ...


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله هاشم - المقاومة العراقية مهمتان الحلقة الرابعة 3 & 4