أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله هاشم - ‮ ‬المقاومة العراقية مهمتان‮ (٢-٤)‬















المزيد.....

‮ ‬المقاومة العراقية مهمتان‮ (٢-٤)‬


عبدالله هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 1281 - 2005 / 8 / 9 - 11:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العمق الاستراتيجي‮ ‬العربي‮ ‬الإسلامي‮ ‬عامل رئيسي‮ ‬في‮ ‬صياغة كل الأحداث والمتغيرات وحاضر ومستقبل العراق،‮ ‬رسمياً‮ ‬أنظمة عربية رافضه عملياً‮ ‬وفعلياً‮ ‬قيام نظام موالٍ‮ ‬لايران ولكنها تناور في‮ ‬إطار اندفاع الإدارة الأمريكية إلى هدف الانتصار في‮ ‬المنطقة،‮ ‬شعبياً‮ ‬فإن قافلة الاستشهاديين لايمكن أن تتوقف عن دخول العراق،‮ ‬وذلك لتدفق مشاعر هائلة تؤسس لتحديات عقيدية تصل فيما تصل إلى أن الإسلام دين الأمة أصبح مهدداً‮ ‬بتعاون ما‮ ‬يطلق عليه الفرس والتيارات الطائفية المتشددة مع المحتل الأمريكي‮ ‬لاحتلال‮ (‬النصارى‮) ‬لبلاد الرافدين،‮ ‬كما أن تداخل المشاعر الوطنية التي‮ ‬يمليها اغتصاب الأرض العربية والمشاعر الدينية تؤسس لتحديات أجلاء المحتل عن الأرض العراقية بأي‮ ‬ثمن‮.‬
فالولايات المتحدة تدرك بأن العراق بلد عربي‮ ‬مسلم مرتبط تاريخياً‮ ‬بالمنظومة العربية ويدور في‮ ‬الفلك العربي‮ ‬وإن هذا العمق الاستراتيجي‮ ‬يملي‮ ‬واقع تبادل عقيدي‮ ‬وثقافي‮ ‬وسياسي‮ ‬واقتصادي‮ ‬ذي‮ ‬سمات معينة فالعمق العربي‮ ‬هو ما‮ ‬ينتمي‮ ‬اسلامياً‮ ‬إلى مذاهب سنية لذلك فهذا العمق كان له دور مفصلي‮ ‬في‮ ‬تحديد الانتماءات المذهبية والعقيدية لمن‮ ‬يحكم العراق أنظمة وأشخاصاً‮.‬
وهذا‮ ‬ينصرف صحيحاً‮ ‬لما‮ ‬يمليه هذا العمق من طبيعة أنظمة سياسية،‮ ‬لذلك هو لا‮ ‬يقبل أنظمة تغاير ما هو قائم به بشكل كبير ونوعي،‮ ‬ومن هنا فإن إجراء حراك فيما‮ ‬يمليه هذا العمق من وجهة متطلباته لشكل وطبيعة وانتماءات الأنظمة والأشخاص الحاكمة في‮ ‬العراق أمر‮ ‬يحتاج إلى استعدادات ومؤسسات وتضحيات لاتقوى مجرد التكوينات الطائفية والعصبية الهشة من أنماط المجلس الأعلى للثورة الإسلامية ولواء بدر وحزب الدعوة على حملها،‮ ‬وإن أسندت من إيران التي‮ ‬تجد في‮ ‬احتلال العراق فرصه تاريخية للتمدد الإقليمي‮ ‬من خلال ما أطلق عليه استراتيجياً‮ ‬تصدير الثورة الإيرانية وسياسة الاعتماد على مرجعيات دينية وسياسية كبيرة ذات أصول إيرانية مثل السيد علي‮ ‬السيستاني‮ ‬لاستخدام القيم الروحية والعواطف الدينية في‮ ‬تخليق أمبراطورية فارسية معاصرة،‮ ‬فالحزبان المذكوران‮ ‬يتداخل فيهما الإيراني‮ ‬بالعراقي‮ ‬وفقاً‮ ‬لبناء‮ ‬يضيع الهوية الوطنية ويجعلهما تكوينات في‮ ‬منزلة بين المنزلتين فهما ليسا حزبين إيرانيين ولكنهما ذوا ولاءات مذهبية وسياسية دونية الطابع للجمهورية الإسلامية الإيرانية ويخضع قادتهما إلى إمرة الولي‮ ‬الفقيه وهو قائد ديني‮ ‬وسياسي‮ ‬مما‮ ‬يجعل التبعية له أمراً‮ ‬لامرد له ومن البدهيات والمسلمات التي‮ ‬لاتخضع لأحكام قانون وضعي‮ ‬لا دولي‮ ‬ولا وطني،‮ ‬مما‮ ‬يجعل الحديث عن دولة عراقية مستقله حديث لامعنى له‮.‬
لذلك فإن هذا الواقع‮ ‬يوجب المقاومة ويقيم أسس شرعيتها وفقاً‮ ‬لأحكام جميع الشرائع السماوية والوضعية فإخضاع الأوطان للأجنبي‮ ‬يرفضه التكوين الإنساني،‮ ‬وسياسياً‮ ‬فإن رفض العمق العربي‮ ‬الإسلامي‮ ‬للنظام الذي‮ ‬يعتزم الأمريكان إيجاده في‮ ‬العراق‮ ‬يجعل أمر قيامه مستحيلاً‮ ‬وهذا ما أخفقت الإدارة الأمريكية في‮ ‬تقدير مدى سطوته وطبيعة ردة الفعل لديه لأنه وببساطة إن ردة الفعل هذه ستضرب كل بقاع الأرض حيثما تواجدت دول التحالف المحتلة للعراق‮.‬
وسوف‮ ‬يطال رد فعل العمق العربي‮ ‬الإسلامي‮ ‬جميع المجتمعات العربية الممتدة على الحدود الشرقية للوطن العربي‮ ‬وبذات الطريقة إذا ما أقدمت الولايات المتحدة على اصطناع أنظمة بديلة تخل بالتركيبة المجتمعية في‮ ‬أبعادها العقيدية والقوميه التي‮ ‬ستحكم الممارسة السياسية فيما بعد،‮ ‬وسوف تؤدي‮ ‬بالضرورة إلى قيام أنظمة استبداد مرتبطة بالعمق الإسلامي‮ ‬الآسيوي،‮ ‬وهذا مايرفضه العمق العربي‮ ‬الإسلامي‮ ‬رفضاً‮ ‬قاطعاً،‮ ‬وما المقاومة العراقية المسلحة إلا شكلاً‮ ‬من أشكال هذا الرفض،‮ ‬واستطاعت المقاومة العراقية أن تخلق أسساً‮ ‬ومرتكزات لما سوف‮ ‬يكون عليه الرفض العربي‮ ‬الإسلامي‮ ‬والذي‮ ‬وجد فيها مثالاً‮ ‬ونموذجاً‮ ‬يحتذى به،‮ ‬وهنا مكمن مأزق الاستراتيجية الأمريكية في‮ ‬المنطقة فالإسناد الواجب والارتباط العضوي‮ ‬للمصائر فيما بين العمق العربي‮ ‬والمقاومة‮ ‬يملي‮ ‬قيام خطوط حمراء واستحالات لهزيمة المقاومة وهذه أوضاع تتكامل وتقوى ويزداد مداها بمرور الزمن،‮ ‬لذلك فمرور الزمن ليس في‮ ‬صالح الاحتلال والمتحالفين معه،‮ ‬فبالنسبة للمقاومه العراقية تعمل وفق القانون القائل‮ (‬ماء وتمر وبارود‮) ‬وبالنسبة للمحتل والمتحالفين المحليين معه،‮ ‬أرواح تزهق وقتل مؤزر وإهدار فادح للأموال والثروات بين ما‮ ‬ينفق على الأمن وما‮ ‬يسرق من الساسة المتموضعين في‮ ‬الإدارة والحكومة القائمة،‮ ‬لذلك فإن العمق العربي‮ ‬الإسلامي‮ ‬هو من‮ ‬يقرر مآلات الأوضاع السياسية في‮ ‬العراق والمنطقة‮.‬



#عبدالله_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقاومة العراقية‮ - ‬مهمتان‮ (١ - & ...
- مستشار نقابة طيران الخليج‮ ‬يدعو إلى سحب الإنذار ...
- قانون الجمعيات متقدم على واقع الجمعيات السياسية الفئوية أو ا ...
- كلما زادت إجراءات الأمن تراجعت الحرية والعكس صحيح
- التهديدات الايرانية للبحرين وضرورة خلق الحماية الشعبية
- بيان التجمع الوطني الديمقراطي حول التهديدات التي يتعرض لها ر ...
- حركة المعارضة بين المقاطعة والمشاركة (3-3):المبررات والأوهام
- التعديل الدستوري يستلزم خريطة جديدة للقوى السياسية
- ‬مقعد البرلمان المقبل‮ ‬يمر عبر‮ »&# ...
- حركة المعارضة بين المقاطعه والمشاركة (2-3): التجربة والخطأ
- حركة المعارضة بين المقاطعة والمشاركة (1-3):البناء الثقافي وص ...
- الوعي الشمول (3-3): العنف والإلتباس
- الوعي الشمولي (2-3):ثورة تاريخية أم كيانية بحرينية
- الوعي الشمولي (1-3) : دولة بني أمية والإسقاط التاريخي
- ليس من حق ممثل الشعب حمل مطالب الناس من دون موافقة الهيئة ال ...
- ‬الاعتصام تراجع نهج المقاطعة‮.. ‬والسداسي& ...
- رئيس التجمع الديمقراطي إلى النواب: لا تكونوا رقما في تعميق م ...


المزيد.....




- منهم آل الشيخ والفوزان.. بيان موقّع حول حكم أداء الحج لمن لم ...
- عربيا.. من أي الدول تقدّم أكثر طالبي الهجرة إلى أمريكا بـ202 ...
- كيف قلبت الحراكات الطلابية موازين سياسات الدول عبر التاريخ؟ ...
- رفح ... لماذا ينزعج الجميع من تقارير اجتياح المدينة الحدودية ...
- تضرر ناقلة نفط إثر هجوم شنّه الحوثيون عليها في البحر الأحمر ...
- -حزب الله- اللبناني يعلن مقتل أحد عناصره
- معمر أمريكي يبوح بأسرار العمر الطويل
- مقتل مدني بقصف إسرائيلي على بلدة جنوبي لبنان (فيديو+صور)
- صحيفة ألمانية تكشف سبب فشل مفاوضات السلام بين روسيا وأوكراني ...
- ما عجز عنه البشر فعله الذكاء الاصطناعي.. العثور على قبر أفلا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله هاشم - ‮ ‬المقاومة العراقية مهمتان‮ (٢-٤)‬