أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - الدخان الأسود














المزيد.....

الدخان الأسود


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4611 - 2014 / 10 / 22 - 12:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التقليد المسيحي المعروف حول الدخان الأسود والأبيض ،يفيد أنه في حال ظهور الدخان الأسود من المبنى الذي يجتمع فيه الكرادلة لإنتخاب بابا جديد،فإن ذلك يعني أن الأمور ما تزال متشابكة ،ولم يتم التوصل إلى حل توافقي يرضي الجميع بإنتخاب البابا المنتظر ،أما في حين ظهور الدخان الأسود ،فإن ذلك يعني أن الأمور إستوت بالتوافق على بابا جديد.
الأمر ذاته ينطبق على الأوضاع في المنطقة العربية التي تشتعل فيها النيران منذ قرن مضى على الأقل ،ويتواصل إندلاع الدخان الأسود في كافة الأرجاء العربية ،دلالة على عدم الإستقرار .
الجزاء من جنس العمل ،فهذه المنطقة ،وبسبب عدم سير الأمور فيها حسب الوجهة الطبيعية،وصلت إلى ما هي عليه الآن ،بعد تخبط تمثل في إنقلابات عسكرية قام بها ضباط موالون للغرب،وإستطاعوا الضحك على ذقوننا بتلاوة البيان الأول ،الذي تضمن القسم المقدس لتحرير فلسطين ،لكن هؤلاء لغبائهم أضاعوا ما تبقى من فلسطين ،وحتى أن أراضي بعضهم لم تسلم من الإحتلال ،ومع ذلك شهدناهم وقد تقمصوا صمت القبور وتعاقدوا مع تمثال أبي الهول.
الخلافات العربية – العربية، والعسس وتكميم الأفواه وإنعدام التنمية ،والديون المرتاكمة لصندوق النقد والبنك الدوليين وأمريكا وبعض دول اوروبا الغربية ،وتطفيش العقول الغربية وكذلك الرساميل العربية لإجبارها على الإستيطان في الخارج مكرهة،إضافة إلى مصادقة العدو ومعاداة الصديق ..كل ذلك أدى إلى ما نحن عليه وفيه،لأن ذلك لم يثمر هدوءا ولا طم،ينة لأنظمة سايكس بيكو ومن هم على شاكلتها ،فكان ما كان ،وسيكون ما مفروض ان يكون ،لأن تداعيات الموقف الأول المتمثل بمعاهدة سايكس- بيكو عام 1916، مرسومة بالقلم والفرجار والمسطرة ، وها نحن بداعش نشهد الفصل الأخير من تداعيات المنطقة المرسومة سلفا من قبل أعداء الأمة ،حيث تقسيم المنطقة إثنيا وعرقيا ودينيا ضمن ما اطلقوا عليه مشروع الشرق الأوسط الجديد أو الكبير أو الوسيع لا فرق.

عوقبنا جميعا بزراعة إسرائيل في قلب الوطن العربي فلسطين، وإبتلينا بمن لا ينتمي إلينا ،ومع ذلك نفذ أجندته وإستمر طويلا في الحكم،وهناك من حظي بألقاب كبيرة مثل أمير المؤمنين ،ونفذت حروب ممسرحة مع إسرائيل ،إنتهت بهزيمتنا في كل مرة لكننا كنا نحتفل ببقاء الحاكم على كرسيه.
شهدنا معارضات ،ولأننا نفتقد للثقافة في هذا المجال صدقنا الفيلم وربما ،إندمجنا معه مسحجين وأحيانا مندمجين في المشهد،لكن الطامة الكبرى أن المعارض كشف عن نفسه بأشكال عديدة منها انه أثبت أنه سلطوي ديكتاتوري أكثر من سلفه بعد تسلمه السلطة،أو انه مندمج مع السلطة ليلا ،لكنه يمثل دور المعارض يسب ويشتم السلطة نهارا.
الشعوب العربية كانت ترقب المشاهد وتندمج معها إن سلبا او إيجابا،فكان جزء منها سلبيا يؤمن بما تقوله العديد من المثال ،وفي مقدمتها :ضع رأسك بين الرؤوس وقل يا قطاع الرؤوس،وكذلك :اليد التي لا تقدر عليها بوسها وأدع عليها بالكسر،وهؤلاء هم السحيجة الذين يبدون الندم هذه الأيام ،لأن حصتهم من الكعكة لم تصل إليهم،أي أنهم خرجوا من المولد بلا حمص.
أما الجزء الثاني من الناس فقد إنجرفوا في العمل السياسي دون وعي وآلية ،فكانت وجهتهم خاطئة ،ولم يثمر حرثهم ولا زرعهم ثمرا طيبا ،بل أضافوا لهمومنا هموما أخرى.
"الربيع العربي" الذي شهدناه منذ نحو أربع سنوات ،وأينع أزهارا أمريكية وإسرائيلية بعد إختطافه منا ،لأننا لم نكن قادرين على حماية منجزاتنا ،لعدم تأهيلنا أصلا لمثل هذه المرحلة، هذا الربيع جاء عقابا لنا ،ويشبه حال المدين الذي لم يكن يسدد دينه ،بل قبل على نفسه إضافة فوائد تراكمية على الدين ،وفي نهاية المطاف فرض عليه أن يدفع الدين والفوائد المركبة في وقت واحد .
الآخرون كانوا يرصدون سير المور في منطقتنا ويعدلون مسار خططهم ويضيفون عليها ،وقد سر حالهم لأن نار الربيع العربي أحرقتنا جميعا ، وهاهم بعد إطلاق تنظيم الخوارج الجدد داعش من عقالهم ،يتفرجون علينا ونحن نحترق بنار هذا الداعش الداعش ، المسلمون قبل المسيحيين وأبناء الأقليات ،وها هي إسرائيل تتحضر لعرسها الكبير ،حيث ستعلن بعد نحو ثلاث سنوات عن نفسها دولة خالصة لليهود ،شاء من شاء وأبى من أبى.
لذلك أقول ان الدخان الأسود ما يزال مندلعا في كافة الأجواء العربية دون إنقطاع لأننا لم نسر في الوجهة الطبيعية التي تعدل من حالنا وتقوم إعوجاجنا الدائم.





#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة الدكتور طلال أبوغزاله للانضمام إلى لجنة بريتون وودز الت ...
- الإسلام الأمريكي
- اعتصام أمام مقر الصليب الأحمر في عمان للتضامن مع القائد الأس ...
- في اليوم الأخير لمؤتمر -داعش- والتدخل الأجنبي: التداعيات على ...
- رسالة تضامن مع الشهداء الصحفيين في غزة بعنوان ( شعبنا العربي ...
- في افتتاح مؤتمر للمركز العربي عن -داعش- والتدخل الأميركي عزم ...
- قراءة في كتاب -الأردن وإسرائيل-..علاقة مضطربة في إقليم ملتهب ...
- مسؤولون أردنيون سابقون يستعرضون العلاقات الأردنية –الإسرائيل ...
- لا دولة فلسطينية
- الناقد المسرحي جمال عيّاد: التمويل الأجنبي يهدد المسرح العرب ...
- خبراء أردنيون:إسرائيل أكثر دولة مخالفة للقوانين الدولية والإ ...
- عين العرب – كوباني ... هي الدليل على هوية داعش
- قراءة في كتاب -المكائد على الإسلام- للباحثة العمانية إشراق ع ...
- قراءة في كتاب : آفاق العصر الأمريكي .. السيادة والنفوذ في ال ...
- الحرب على داعش..العرب يسهمون في تقسيم أنفسهم مرة أخرى
- في محاضرة له بعنوان : قراءة للمشهد السياسي في المشرق العربي: ...
- يافا للأبد
- لقاء نقديّ بمنتدى الفكر العربي حول رواية -بابنوس- لسميحة خري ...
- الأردن وأمنا الغولة أمريكا ..وداعش
- تقدير موقف صادر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات هل ...


المزيد.....




- -مهووس بالإبادة الجماعية-.. تركي الفيصل يوجه انتقادات لاذعة ...
- السعودية.. هجوم الأمير تركي الفيصل وما وصف به نتنياهو يثير ت ...
- قتلى في غارات إسرائيلية على غزة وسط توغل بري مكثّف، ومنظمات ...
- -أحلام وهمية-.. كوريا الشمالية ترفض مبادرات السلام الكورية ا ...
- زيلينسكي يلتقي ستارمر في لندن قبيل القمة الأميركية - الروسية ...
- سموتريتش يطلق مشروعا استيطانيا ويصرح: الضفة جزء من إسرائيل ب ...
- صحفية أميركية: نجاح ممداني أربك بعض الديمقراطيين وتدخل أوبام ...
- كيف تخطط لرحلة سياحية إلى ريزا التركية؟ دليل شامل لأفضل المع ...
- منها 3300 بالقدس.. عطاءات لبناء 4030 وحدة استيطانية جديدة في ...
- أفريقيا تتصدر قائمة الشعوب الأكثر معاناة من الوحدة عالميا


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - الدخان الأسود