شبيح نقيبا للفنانين

أنس العثمان

الحوار المتمدن-العدد: 4610 - 2014 / 10 / 21 - 16:03
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

استكمالا لسياسة العلونة التي يتبعها النظام الحاكم لاحكام قبضته على سوريا أرضا" و شعبا" ، و تسريعا" لغسيل دماغ الشعب السوري بتزوير تاريخه و استلاب حاضره و مستقبله لصالح طائفة بعينها ، و بعد أن استتبت سيطرتهم على الجيش و الامن والاقتصاد و الخارجية و التعليم العالي، فقد عمدت السلطة الى علونة ممنهجة للاعلام و التعليم و بقية مناحي الحياة، بما فيها علونة الفن الى الغناء والتمثيل و حتى الرقص.
أدركت العصابة الحاكمة ان السيطرة على الفن يشكل جزءا" أساسيا" من خطتها ، لقدرته على توجيه الرأي العام و جذب الشباب الى فهم معين للامور من جهة و كذلك استغلالا" للشعبية التي يحظى بها الفنانين بين الفئات المستهدفة من جهة ثانية ، وهكذا تم تسخير الاعلام و تكريسه لهم و صاروا أبواقا" للنظام و ذراعه الفني، كرت السبحة و صار "علي الديك" المطرب الاول و نجم الشباب و فارس أحلام الصبايا.
و صار مسلسل "ضيعة ضايعة" أيقونة الفن السوري الذي يعطيك دروس تقوية مجانية في اجادة اللهجة و التفنن في استخدام مصطلحاتها ، و صارت عبارة " بحضك" هي المفتاح السري لتسهيل المعاملات و تذليل الصعاب.
و قد أتحفتنا الأخبار القادمة من دمشق بأن الشبيح " زهير رمضان " الذي اشتهر بشخصية رئيس المخفر " أبو جودت " في مسلسل باب الحارة ، و شخصية مختار أم الطنافس الفوقا في " ضيعة ضايعة " صار نقيبا" للفنانين السوريين،
ليس من الصدفة أن جميع أدوار النقيب الجديد كانت تجسد شخصية موظف الحكومة الفاسد الانتهازي المتواطئ ، فهل هذا يرتبط بشخصية زهير الحقيقية أكثر مما يرتبط بقدراته الفنية ، ان مراجعة بسيطة لعلاقات زهير الوثيقة مع أجهزة المخابرات السورية و تواطئه الدنيئ ضد زملائه الفنانين الذين أظهروا دعما" للثورة السورية يكشف عن الوجه الحقيقي للنقيب الجديد ، فهو وليد مسخ لمطبخ المخابرات و هو الرقيب ليس النقيب. زهير بكل تأكيد صادق في دعمه للنظام كشخصيته في أدواره ، لقد أتقن زهير هذا الدور على الدوام ، و لذلك فهو من أوائل المصنفين على قائمة العار بعد بداية الثورة السورية. اذ طالب مرارا" بالاعتقال و القمع لكافة الفنانين السوريين المعارضين و طردهم من النقابة.
ان تسمية زهير نقيبا" لا تناسب طبيعته فهو" رئيس فرع المخابرات الفنية " و هو بكل تأكيد أهل لهذه المهمة الأمنية، و لن أستغرب أن نرى النقيب جالسا" خلف مكتبه متمنطقا" مسدسه لابسا" بدلته العسكرية و أمامه يافطة "قسم التحقيق الفني".

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل