من طالبان الى داعش ..امريكا من فشل الى فشل

محمود المصلح

الحوار المتمدن-العدد: 4610 - 2014 / 10 / 21 - 15:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

اخيرا تناهى الى سمع امريكا أن ثمة منظمة اسمها (داعش ) فهمت بما لا يدع مجالا للشك ..انها تعني الدولة الاسلامية في العراق والشام ..كانت تظن أن الاطاحة بنظام الرئيس بشار الاسد (العلماني ) أمر يستحق المجازفة ، لهذا نظمت وجندت دول الحلف الامريكي الاسرائيلي لدعم ما يسمى الثوار على اختلاف فصائلهم وجنسياتهم ودياناتهم ..هبت دول الخليج لدعم فكرة الحليف الاكبر (امريكا ) وذلك بامداد ما يسمى الثورة السورية بكل انواع الدعم المادي والمعنوي واللوجستي ..فجاء شذاذ الافاق من كل حدب وصوب ولكل منهم غايته وهدفه وافكاره وفصيله وقائده . وكأن العرب يستنسخون انفسهم مرارا وتكرار ..فالغساسنة والمناذرة لم يموتوا ويندثروا كما كنا نظن ..وابن سلول لا يزال بيننا ..وكأن امريكا والغرب عموما نسي قصة طالبان ، والتحالف ضدها ، كما نسي القاعدة وما فعلت ولا زالت تفعل .. وها هم يستنسخون فكرة جديدة تطيل امد الحرب والفوضى (غير الخلاقة .. يا كوندليزا رايز ) ..
استمرت الحرب في سوريا ، ولا احد يمكنه أن يتوقع الى اي مدى يمكن ان تستمر ، والى اي مكان يمكن ان تمتد ، وما يمكن ان تفعله اكثر مما فعلت ، وها هي المصانع السورية وعجلة الانتاج العملاقة والتي تكاد تكون الوحيدة في عالمنا العربي بعد مصر ، ها هي تتوقف ، ويتوقف معها النمو والتطور الانساني والحضاري للشعب العربي عموما والسوري خصوصا ، كما يتوقف تهديد اسرائيل ولو كلاميا ..واعلاميا ..وبالمقابل ها هي عجلات الانتاج في دول الغرب تدور متسارعة لانتاج الات القتل والتدمير ..الرصا ص والاسلحة وطبعا لا يوجد منطقة مشتعلة في العالم سوى منطقتنا العربية ، اذا نحن مستهدفون بالاستهلاك لتلك المنتجات ..عموما ..اطالة أمد الازمة في الشرق الاوسط كما تنبأت به ونظرت له (كوندليزا رايز ) الفوضى الخلاقة .. يصب في خانة تعميق الخلافات والانقسامات والنزاعات تمهيدا لتقسيم المقسم وتفتيت المفتت وتشكيل بؤر جديدة للنزاع والصراع ، فلن يكفي ان يكون النزاع دينيا طائفيا ،بل سيستمر نزاعا اقليميا عرقيا ، ومن ثم نزاع اقتصادي على مصادر الماء والبترول والغاز الطبيعي ..ومن المؤكد أن رجال الاعمال في العالم هم انصار للحروب بشكل او بآخر للاسف ..
اسرائيل لاعب وشريك ذكي ، يجني الارباح مما يجري ، ولا يمكن أن يشارك بالدفع او الرفع او الخسارة ..واطالة امد الازمات في المنطقة يعزز الامن الاسرائيلي حتما ..
والان هل حقا ان الولايات المتحدة حقا جادة في مكافة ما يسمى الارهاب (مع الاعتراض على الاسم ) هل حقا ان الدول العربية الداعمة لهم فهمت مؤخرا خطر (داعش وامثالها على المنطقة ) وهل فهم الجميع ان بقاء النظام العربي قائما خير له من ان يكون بلا نظام كما في ..ليبيا والصومال واليمن وسوريا لا سمح الله .. قلنا اذا كانت القوى العالمية تمكنت من القضاء اولا على طالبان في افغانستان لكانت تمكنت من القضاء على القاعدة ، واذا لامكنها القضاء على ( داعش ) ..فها هي طالبات تزداد قوة الى قوتها وتفرض شروطها على الارض .. وها هي القاعدة كما كانت واقوى ..وها هي داعش تنمو وتمتد وتتوسع ..فهل كانت داعش الا خلق من خلق امريكا ودول العمالة في المنطقة ..ولكنها حينما نمت وتطورت شبت عن الطوق وخرجت عن بيت الطاعة وكونت اطارها الخاص ..
لن تتمكن امريكا ولا الحلفاء بطائراتهم وقواهم البرية والبحرية والاستخباراتية من القضاء على ( داعش ) وستنمو الى جانب طالبان والقاعدة والنصرة وحزب الله وغيرها من المنظمات التي سيكون لها دور أكبر في قادم الايام ..ربما ستقلب عروشا وتحطم دولا ، وتبني اخرى ..داعش ليس بدعا من الخلق ..

#محمود_المصلح (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل