أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عارف علي العمري - في وداع وكيل محافظة البيضاء














المزيد.....

في وداع وكيل محافظة البيضاء


عارف علي العمري

الحوار المتمدن-العدد: 4601 - 2014 / 10 / 12 - 16:07
المحور: سيرة ذاتية
    


ليس هناك اعز على الإنسان من فراق قيادي تجتمع فيه صفات الصداقة والإخوة
والشجاعة وقول الحق, ولم تكن صدمة أبناء البيضاء بسيطة على فراق العميد
حسين قحطان ديان فهو رجل عاش كواحد منهم لم يأخذه بريق المنصب ونياشين
الاوسمة ليعيش في عالمه الخاص كما يفعل الكثير, بل ازداد تواضعاً وقرباً
من الناس.
كانت معرفتي به في مكتب محافظ المحافظة السابق محمد ناصر العامري, في
اليوم الذي تلاء تأييد اللواء علي محسن الأحمر للثورة الشباب الشعبية
السلمية, وكنت قد كتبت مقالاً تناولته بعض المواقع الإخبارية تحت عنوان "
أهلا ايها الجنرال القادم " وبعد دخولي الى مكتب المحافظ العامري بالمجمع
الحكومي وجدته قد تغيرت ملامحه وهو يقول لي أنت أنزلت على محسن في مكانة
الأنبياء, وكان يستشيظ غيضاً وغضباً, وكان سبب الحنق الكبير علي ان
العامري وقف معي في بعض منعطفات الحياة فكان يعتقد ان رد الجميل هو
الوقوف معه ضد الثورة, وكانت ابرر موقفي بان اللواء علي محسن اتخذ
موقفاً شجاعاً وأعجبت بموقفه وعبرت عن إعجابي بطريقتي الخاصة فكانت أخر
جملة قالها العميد العامري " الان اكتشفت انك من الإخوان الصهاينة "
وتحول الود فيما بيني وبين العميد العامري إلى عزلة ولم نلتقي بعدها الا
في الانتخابات الرئاسية حينما كنت عضو اللجنة الإعلامية العليا
بالمحافظة.

لقد أثارت المحافظ العامري غضب وكيل المحافظة حسين ديان وخاطب العامري
هكذا تقولون للمعارضين بأنهم صهاينة ثم ادار ظهرة وتوجه خارج المكتب وهو
يقول ليسوا صهاينة أنهم أحرار, ثم جلست مع العميد ديان لاشرح له بعض
الأسباب التي دعتنا إلى قيام الثورة فوجدته ملماً بكل شيء عن فساد عائلة
صالح, وتحدثاً عن اشياء كثيرة في جانب الفساد وخصوصاً بالمحافظة.
لم تكن الا ايام قليلة جداً وتحديداً في 16 ابريل حتى نزل ديان ليعلن
بعد صلاة الجمعة من وسط ساحة أبناء الثورة انضمامه للثورة وتأييده
لمطالبهم, وخلال تلك المدة التي كان الشباب فيها يفترشون الساحة كان
الوكيل ديان يقوم بتمويل انشطة شبابية للتوعية والتعريف بأهداف ثورة
الشباب الشعبية السلمية.

ومضينا سوياً في ركب الثورة وشكلنا التكتل الإداري لموظفي محافظة البيضاء
والذي من خلاله استطعنا أن نتواصل مع اكبر عدد من موظفي المحافظة وكسبنا
تأييد البعض وتعاطف معنا البعض الأخر, وتم انتخاب حسين ديان رئيساً
للتكتل الاداري الذي اصبح رديفاً قوياً للمجلس التنظيمي بساحة ابناء
الثوار وظل العمل بين المجلس التنظيمي والتكتل الاداري عمل توافقياً
وتكاملي, وكانت ابرز قيادات التكتل عبدالله الذهب مدير مكتب المحافظ
والدكتور محمد الغزالي مدير عام التخطيط واحمد الوحيشي مدير عام الشوؤن
القانونية ومحمد المقبلي نائب مدير عام التخطيط ومحمد سالم الهصيصي نائب
مدير عام الخدمة والشيخ محمد العبادي مدير الإرشاد بالمحافظة ومطلوب شرقة
مدير عام التربية والتعليم, وكاتب المقال واخرين لايتسع المجال لذكرهم,
وبعد ان حققت الثورة الشبابية الشعبية السلمية أهم أهدافها تعرفت بالوكيل
ديان في العمل الإداري بحكم عملي كمدير عام للإعلام بالمحافظة , وكان
الرجل ابعد وكلاء المحافظة عن حب الأضواء والشهرة ولم يحرص في يوماً من
الأيام ان ترافقه عدسة الكاميرا, بل كان يعمل بعيداً عن الكاميرا, وكان
اكثر وكلاء المحافظة انضباطاً وعملاً , بل كان أشجعهم في قول الحقيقة
والترفع عن الماديات, وكان اصدق الجميع لهجة فهو صريح في عباراته وبالرغم
من علاقتي المتميزة به الا انه كان لا يداهن او يحابي احد.

لقد كان الرجل يمتلك من الشجاعة مالا يمتلكه غيره فقد كان طيلة فترة عمله
في المحافظة يغدو ويروح بمفرده ولم يكن يصطحب معه أحدا من المرافقين,
وخلال فترة الثورة كان الرجل لايتردد الا على ساحة أبناء الثوار بينما
كان البعض ممن هم في منصبه او أدنى منه يترددون على أبواب المسئولين
ورجال الأعمال بغية الحصول على عرض من الدنيا .

كان الرجل يعشق الوحدة وحاول تيار علي سالم ان يكسبه الى صفه ولكن كان
الرجل عنيداً , وتتابعت المحاولات من أكثر من جهة هنا وهناك إلا أن الرجل
كان يرى في نفسه مدرسة مستقلة بذاتها, لقد عرض عليه مبلغ من المال يزيد
عن عشرين مليون من قبل مسئول في حكومة علي عبدالله صالح بعد انضمامه
للثورة بأسبوع فقط بشرط ان يتراجع عن تأييد الثورة فكان رده لذلك المسئول
" انا مانش عبد للفلوس " .

اااه يارفيقي لقد رحلت ولم انسي عبارتك الشهيرة عند اغتيال احد ضباط
الامن السياسي في 2011م وانت تقول ان مبنى الامن السياسي بالمحافظة يجب
ان يتحول الى متنفساً عاماً , وليس هناك حاجة لبقاء جهاز لا يحمي ضباطه
من خطر الاغتيالات , وها انت اليوم تلحق بهم ولازال جهاز الامن السياسي
عاجز حتى عن تحديد اسماء وهويات من يقفون وراء اغتيال العشرات من ضباط
ومشائخ المحافظة المغلوب على أمرها.

سنفتقدك ونفتقد معك شجاعتك وعفتك, لقد تركت فراغاً في المحافظة وياليت
شعري من يسد فراغك, ومن يستطيع ان يثبت في الدوام كثباتك , كان ولازال
الجميع مشغولون بالسفريات والنثريات وإدمان الراحة أما أنت فلم تكن كذلك
بل كنت خير من يؤدى الأمانة وخير من يشغل هذا المنصب, عزائنا فيك كبير
ومصابنا جلل, وسنصبر أنفسنا حتى نلتقي بك في جنة الخلد ان شاء الله



#عارف_علي_العمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانقلاب على قيم الثورة في اليمن
- رئيس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوه
- اليمن وضرورات المرحلة الراهنة
- مرتزقة إيران يدمرون اليمن
- اللواء علي محسن الاحمر قائد بوزن دولة ورجل بحجم شعب
- معتقلوا الثورة في اليمن
- مؤشرات على اندلاع الثورة المسلحة في اليمن
- جنون ارتفاع الأسعار المتواصل يزيد قلق المجتمع الدولي بشأن ال ...
- اليمن بين مؤتمر بروكسل في الخارج وساحات التغيير في الداخل
- مرحلة مابعد علي عبدالله صالح.. المخاض العسير
- صناعة الموت واللحظة الأخيرة من مواجهة التحدي في قصر الرئاسة
- الطائرات الأمريكية تنتهك سيادة اليمن بحثاً عن عناصر القاعدة ...
- بعد فرحة مصطنعة خلفت عشرات القتلى والجرحى هل توفى الرئيس الي ...
- اليمنيون بين خيار المجلس الانتقالي وخيار نقل السلطةالى هادي
- ساحة ابناء الثوار في البيضاء تحتفل برحيل صالح
- عبدربه منصور هادي هل يعود الى الظل مجدداً؟ ام سيواصل مهامه ر ...
- ماهو مطلوباً منا بعد رحيل صالح؟
- اسبوع دامٍ برائحة الباروت ولون الدم
- مالذي حدث في دار الرئاسة باليمن
- علماء الدين بين مؤيد للزواج المبكر ورافض له


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عارف علي العمري - في وداع وكيل محافظة البيضاء