اسئلة حول نظرية التطور وانتقال الغرائز وراثيا

صباح ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4595 - 2014 / 10 / 6 - 17:59
المحور: الطب , والعلوم
    

اسئلة كثيرة تدور في ذهن الباحث في الخلق والتطور ، امور كثيرة متناقضة بين التطور والخلق ، وتحتاج الى اجابات على الاسئلة التي تدور في الاذهان لمعرفة الحقيقة .
التطوريون والمؤمنون بالخلق متفقون ان الصفات الوراثية تنتقل بواسطة الجينات الوراثية من جيل الاباء الى الابناء .
التطوريون يؤمنون ان الطبيعة تدفع لحصول طفرات وراثية جديدة لتغيير النوع من جنس المخلوق الحيواني فكما يقول داروين ان الدب كان ينزل للماء بكثرة وتعلم السباحة فتغيرت الجينات الوراثية فيه بمرور الزمن وتحول بفعل ذلك التطور البطيئ الى حوت . وهذا يتناقض مع مبدا الخلق الذي يقول ان النوع يتغير في جنسه فقط بسبب الطفرات الوراثية ، ولا يتحول النوع الواحد من الاحياء الى نوع ثان ، فالدب خلق دبا ولا يتطور الى حوت ابدا .
المعروف علميا ان الطفرات تحدث بسبب تعرض الكائن الحي لمؤثرات خارجية تسبب تغييرا في جيناته مثل الاشعاع والتعرض لضروف المناخ القاسية لفترة طويلة مثل الحرارة العالية والرطوبة والضوء وغيرها فتتغيّر البنية الكيميائية للكروموسومات او ال دي أن اي الحامل للصفات الوراثية وتنتج صفات جديدة لحماية الكائن الحي من الانقراض ، مثلا الدب القطبي الذي يعيش في مناطق ثلجية باردة جداً ، تطور بطفرات جينية على مدى زمن طويل جدا ، ليكون لديه فراء سميك وطبقات دهنية تحت الجلد لحمايته من البرد والموت والانقراض. والانسان الافريقي تحدث فيه طفرات وراثية خلقت تحت جلده طبقة ملونة داكنة من الميلونين لتحميه من اشعة الشمس الحارقة للجلد واتسعت مناخيره لضروف البيئة ، بينما الانسان الاوربي لا يحتاج لهذه الطبقة الداكنة السوداء للجلد لقلة سطوع الشمس وانخفاض حرارتها في محيط بيئته فاصبحت بشرته بيضاء وشعره اصفر وعضلاته اضعف من الافريقي . هذا هو التطور في جنس ( الانسان) نفسه وليس تطور القرد الى انسان اي من من نوع الى آخر .
هنا نطرح سؤالا على اصحاب التطور ومؤييدي داروين ، ونطلب الاجابة عليه :
كيف حدث التطور في المخلوقات البدائية ، بحيث امتلكت جهازا تناسليا مذكرا وآخر مؤنثا لنفس النوع ولكل المخلوقات ولماذا لم يتطور هذا الجهاز الى شئ جديد لا علاقة له بالتناسل مثلا ؟ لماذا بقيت الاحياء تتناسل من ذكر وانثى ؟
لماذا مملكة الاحياء الراقية تحتوي على ذكر وانثى فقط ؟ من ابسط الحيوانات والنباتات حتى الانسان ؟ وهل للتطور عقل ذكي بحيث جعل العضو الذكري ملائما شكلا وحجما للعضو الانثوي ؟,
ولماذا يكون التطور دائما لصالح الكائن الحي وليس ضده. ان كان التطور والتغيير عشوائيا لا يتحكم به خالق قدير ؟ فهل الطبيعة تفهم ولها عقل تعرف الجيد من السيئ والمفيد من المضر ؟ مثلا لماذا لا يجعل ميكانزم التطور للحيوان خمسة قوائم للمشي بدلا من اربعة ما دام ليس للخلايا عقل تفكر به وانما تعتمد الصدفة والعشوائية ؟ ولماذا الاطراف زوجية العدد دائما وليست فردية ؟

سؤال آخر للتطوريين ، الانتقال الوراثي للصفات عبر الجينات يتم عبر المادة الوراثية في الشفرة المسجلة في حامض ال ( دي ان اي ) ، فهل الغرائز الجنسية ومشاعر الامومة والدفاع عن الصغار وحماية القطيع واختيار نوع الطعام ... الخ - وهي امور معنوية نفسية وليست صفات مادية - تنتقل ايضا عبر الجينات الوراثية ؟
تميل الانثى في الحيوانات الثديية الى تحسس المولود وشمه ولحسه بعد الولادة مباشرة كي تنشطه وتشعره ببدء الحياة معها وارتباطه بها ، وينهض المولود على اطرافه باحثا عن ضرع امه ليتغذى بحليبها ، ويعرف مكانه بالغريزة ، فهل تكون كل تلك الغرائز مسجلة عبر المورثات الجينية ايضا ؟ انها ليست مادية كلون العين او الشعر او الطول !!
اليس ذلك من قدرة الخالق الباعث للحياة ومصممها ؟ ام من قدرة الكروموسومات الوراثية ؟

توجد رغبة في تكوين الاسرة عند بعض الحيوانات والحياة الجماعية كقطيع متكامل ومتجانس كالاسود والفيلة والجاموس والبقر الوحشي والغزلان وغيرها ، فهل كل تلك الغرائز المعنوية تنتقل بالجينات الوراثية عبر التغيرات الكيميائية ايضا ؟

سؤال آخر نطرحه على التطوريين نطلب الرد عليه :
كيف تحتفظ الطبيعة بنسبة شبه ثابتة وتوازن بين اعداد الذكور والاناث في عالم الحيوان والانسان ؟
هل تتدخل الطبيعة والكيمياء والجينات بهذا ايضا ؟
هل للطبيعة عقل واعي تعمل لتوازن بين اعداد الذكور والاناث لاستمرار البقاء ؟
ام هي حكمة الله الخالق ؟
هناك صراع مستمر بين الحيوانات بسبب الغريزة الجنسية والتنافس على الاناث وخاصة في موسم التزاوج ، يتقاتل الذكور فيما بينهم للفوز بالاناث او السيطرة على القطيع ويصبح الصراع دامي احيانا ،فلماذا لا يفنى الذكور للنوع الواحد ويتعرض للانقراض بسرعة ؟
الانسان يخوض حروبا دامية وصراعات بين جيوش جرارة على مر العصور ، قبائل وجيوش ودول تتقاتل فيما بينها والذكور من الرجال المتقاتلين هم اولى الضحايا وباعداد هائلة ، فالحرب العالمية الاولى مثلا قتل فيها اكثر من 9 مليون انسان ، والحرب العالمية الثانية قتل فيها بحدود 60 مليون انسان ومعظمهم من الذكور ، فقد اضطرب ميزان اعداد الرجال الى النساء في المانيا بعد الحرب، ولكن نسبة الذكور الى الاناث تعود تتوازن بعد عدة سنوات من انتهاء الحرب ، ويزداد اعداد المواليد الذكور بعد الحروب ، لتعود تستقر على نسبتها الاعتيادية المتقاربة نسبيا .
لقد بحث في مواقع الانترنيت فوجدت ان نسبة الذكور الى الاناث في العالم كمعدل عام تقريبي تصل الى 101 ذكر لكل 100 انثى . هي مستوى متساوي تقريبا ذكر لكل انثى مع بعض الاستثناءات في بعض البلدان . فمن هو المتحكم في هكذا توازن، الطبيعة العمياء الغير واعية ، ام قدرة الخالق الحكيم المقتدر ؟
هل تفهم الطبيعة ان اختلالا قد حصل في نسبة الذكور الى الاناث لتزيد مواليد الذكور بعد الحروب وتعيد النسبة والاستقرار الى وضعها الصحيح ؟ ما هو جواب التطوريين ؟
ثم لماذا استقرت الانواع على التكاثر بنظام دون عشوائية وفوضى بموجب قانون التطور، لماذا لا يتناسل الحصان والحمار ، الجاموس والبقر ، الارنب والقطة ، الضبع والكلب وهما فصائل متقاربة في بعض الصفات ؟ حتى لو اجريت تجارب مختبرية بزرع حيامن اي نوع في رحم نوع آخر فلن ينجح لولادة نوع جديد الا لو كان من نوعه .
من يسيطر على هذا النظام وغيره ، الكون له خالق مبدع حكيم مقتدر ، لن يترك مجالا للعشوائية والصدفة والفوضى ان تتحكم بالكون وبالحياة.
كل شئ بنظام .
فهل لدى التطوريين اجابات علمية . ومن دون اساءات وتهجم كالمعتاد ؟

#صباح_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل