العدوان الأمريكي على سوريا يمر بلا ضجيج

محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 4588 - 2014 / 9 / 29 - 17:02
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

هكذا ! بلد عربي بالطول وبالعرض ، يتلقى ضربات العدوان الغاشم ، يتلقى الضربات التدميرية للبنية التحتية والإقتصادية ، هكذا ! ودون ضجيج ودون صراخ من أحد ؟ الله أكبر . إلى أي حد وصلت المهانة ؟ إلى أي حدّ بلغت الإستهانة بالوطن العربي والأمة العربية والمستقبل العربي؟
بل إلى أي حدّ وصل الذلّ والتذلل للعدوّ المجرم ؟
حلف إجرامي ويضم الدول العربية ! دولا دخلت مع بعضها البعض في معاهدات الدفاع المشترك عن الأمة العربية في عهد من العهود واليوم تدخل في أحلاف ذبح الذات القومية تساوقا مع مصالح العدو . مع مصالح العدو الصريح والواضح وبشكل صريح وواضح .. بالمال والرجال بل وبالنساء ، والعتاد وكل ما تيسر من أسلحة تتضافر معا لضرب سوريا والإجهاز على العراق . لا من مدافع ولا من نصير ولا من مستنكر .
إن هذا يكشف عن عمق مفاعيل التربية والتعبئة الرجعية لقواعد المة العربية ، كما يكشف عن عمق عمليات الخصي التي مارستها النظم العربية الرجعية للقوى السياسية الوطنية والتقدمية . ما كان هذا الصمت ليكون بهذا العمق لو كان قد تبقى من الناصرية والعهد الناصري شيء يسير من الكرامة والعزة .
يتواطأ المتواطئون على سوريا : يسكتون جبنا وخزيا وخسّة
أو يسكتون تحت عنوان تأييدهم لإسقاط النظام أو إسقاط الأسد .
أو يتواطئون لأنهم مع الحرية والديموقراطية !
ويتواطئون تحت عنوان إقامة الإسلام وشرائعه وأن الله العظيم يضرب الظالم ( الأسد ) بالظالم ( أمريكا وحلفها)
وتداس سوريا وتصبح قاعا صفصفا إن استطاعوا
إذا استمرت الحرب الكونية هذه ، إذا نجح العدوان وبقيادة أمريكا ، فإنهم سيذبحون سوريا من الوريد إلى الوريد .. سيمزقون سوريا إربا إربا ويحطمون كل مقدراتها الإقتصادية وينهبونها .
لا حرية ولا إسلام ولا حتى سوريا .
هي حرب عالمية وقد تم تصميم الحلف من كل دول أوروبا وكل دول أمريكا الشمالية واليابان ومن النظم العربية الرجعية كلها ومعها تركيا وإسرائيل في حلف واحد ضد المة العربية مجسدة هذه الأيام بسوريا كما جسدت سابقا بالعراق وليبيا واليمن وتونس ..
هي الحرب العالمية إذن بشكلها الجديد حرب إستعمارية مجرمة حرب ممولة من العرب ضد العرب .
هل أصبح هذا ممكنا : نعم إنه ممكن وها هي الحرب دائرة . وهذه الحرب سوف تطال حزب الله حتما . فمن يتمكن من الوصول إلى سوريا سوف يأخذ حزب الله قبل أو بعد تمام مهمته .
قلنا لن يستطيعوا ضرب سوريا ما دام لها انياب يمكن أن تضرب بها إسرائيل ، وما دام سلاح حزب الله في حرز حريز من الأمن والسرية .
وقد تم تجنيد كل قوى الأمن العالمي ضد سوريا وحزب الله وتم تجنيد أحزاب وقوى انتقلت من الضد إلى الضد كما تم تجنيد كل القوى الرجعية المتواطئة مع أمريكا وحلفائها للوصول إلى الأسرار الثمينة . هذه الأسرار هي حرز الحماية لسوريا وحزب الله وآمل أن لا تكون قد كشفت كلها .
المعارضة السورية طالبت أمريكا بضرب سوريا وبكل تلاوينها التي تتمول من الخارج وعبر قطر وتركيا والسعودية . يخرب بيتهم طالبوا بتدمير بلدهم هكذا صراحة ! طالبوا تدميرها بقصف يعلمون أنه مدمر وفتاك ويستهدف البنى التحتية والقاعدة الإقتصادية شاهدوا ما حصل في كوسوف والعراق وأفغانستان وليبيا وأرادوا قصفا كهذا ! .
الجامعة العربية ممثلة للنظام العربي الرجعي الرسمي ، وكثير من الدول العربية طالبت بقصف سوريا وطالبت من أمريكا ،كما توجهت للأمم المتحدة ومجلس الأمن ! لولا الفيتو الروسي والصيني .
الدين الإسلامي ممثلا بالقوى السياسية الدينية (حركة الإخوان المسلمين ) وشيوخ السلاطين وعلى رأسهم القرضاوي عبد الدرهم والدولار، طالبوا بالتدخل الأمريكي الغاشم ومدعوما بالفتاوي التي تجيز استقدام الأجنبي لضرب الوطن ومقدراته ولمصلحة الأجنبي .( يرون انفسهم بخير ما دام السيد الأمريكي بخير )
لفيف من مثقفي الدرهم والدولار من يسار ومن يمين ( الطابور السادس الثقافي كما يسميهم عادل سمارة ) هتفوا لتدمير سوريا وغيرها من البلاد العربية ، هتفوا ضمن جوقة خدم أمريكا والتنظير لتدخلها الغاشم قصفا وتمزيقا للامة العربية ولكل دولة من دولها القطرية .
المستنقع يشمل كل هؤلاء معا وكلهم خطرين على الأمة العربية ووحدتها بل ووجودها .
ألا يفسر هذا كيف يمر العدوان على سوريا دون ضجيج عربي ؟ألم ترون من يفركون أيديهم بهجة وحبورا ؟
ألم تروا إلى الذين يهاجمون النظام لأنه لا يستطيع منع الهجمة المجرمة على سوريا ؟

#محمود_فنون (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل