أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم الخندقجي - التباسات المسألة الفلسطينية















المزيد.....

التباسات المسألة الفلسطينية


باسم الخندقجي

الحوار المتمدن-العدد: 4582 - 2014 / 9 / 22 - 21:53
المحور: الادب والفن
    


ما هي طبيعة السياق التي تسير به مرغمة المسألة الفلسطينية بكافة تجلياتها؟؟؟

و كيف يستعيد الشعب الفلسطيني دوره المقاوم كشعب تحت الاحتلال؟

لطالما عانت الشعوب المحتلة من اثار ما بعد الاستعمار و الخلاص من نيره بعد مواجهة شعبية ثورية طويلة الامد , تراصَّ فيها الشعب و اتحد في جبهة موحدة في سبيل التحرير و الاستقلال. فيما ان تحقيق الثورة هدفها الاهم حتى تبدأ مرحلة جديدة مخنتقة بالاتباسات و تضارب المصالح و الشعارات , اذ هي مرحلة الجزر الاستعماري الذي خلفه المستعمر وراءه و هو يجرّ اذيال خيبته, مرحلة من اهم ملامحها تحلل اهم المبادئ و الاخلاقيات الثورية التي لطالما ظهرت ووجدت الوعي الثوري و الشعبي في النزعات الفئوية و المصالح الذاتية الهدّامة, بعد ان غاب و اندحر و المحتل الذي كان بأدواته اللاوعية يوحد و يشدّ من عزيمة الشعب الذي يحتله, و بالتالي لا يسد فراغ اندحاره سوى انعكاسات هي اشد تدميرا و خراباً من الاستعمار نفسه,فالتحلل من المصالح الوطنية العليا و طمس البرامج الثورية و الديمقراطية الهادفة بارتقاء مستوى الجماهير و وعيها الجمعي و تغليف المصالح و النزعات المتطاولة لجماعات معينة بالشعارات الثوية و الوطنية, و التطاحن في سبيل تحقيق تلك المصالح يؤدي الى عدة تداعيات هدّامة من اهمها : خلق سياق تاريخي و سياسي و اجتماعي و اقتصادي جديد و لا اخلاقي من اهم مكوناته الاغتراب و الوهم, عن الماضي الثوري كمعادل و مكون اساسي للهوية الوطنية و لحظتها الراهنة و متصل و ممتد فيها كوازع اخلاقي ايضاً يؤدي الى طمس هذا الماضي و الهروب منه خجلاً من مواجهته بسبب التنكر له من قبل الممارسات التي تنتجها مصالح و برامج جماعات و فئات معينة. و اما الوهم الذي يسعى منتجوه الى اقناع الماهير به بالشعارات الكذابة و الخيالية فهو المحدد الاهم الذي يؤسس لجماعات ما بعد الثورة حيّزها و مكانها الخاص في قلب الجماهير الشعبية المتحولة الى مجتمع ناشئ, فالوهم هو الالتباسات و احداث حالة شلل مستترة في الممارسة الثورية الواعية و الشاملة القادرة على النهوض و التقدم في مرحلة ما بعد الاحتلال و الاستعمار, فغياب الثورة او الحد من مفاعلها يؤدي الى فسح المجال امام الثورة المضادة القادرة على تحقيق اهداف و مصالح الجماعات التي اكتشفت حجم قوتها و تأثيرها و قدرتها على التحكم و النفوذ و نشر الوهم في صفوف الجماهير المُنهكة المستنزفة في هذه المرحلة الجديدة, تلك الجماهير التي لم تتجهز بعد بوعي جمعي لمرجلة بناء الدولة و المجتمع, و بالتالي فان مركب الوهم و الاغترلب بالاضافة الى نشوء نخبة المال و السلطة يؤدي الى نشوء السياق الرجعي الهدّام اذي يزجّ بشعب بأكمله في جحيم الالتباسات و التخبط. أليس هذا ما يحدث و يحدث في واقع المسألة الفلسطينية رغم ان الاحتلال لم يندحر بعد؟ اذ ثمة وهمٌ يباع و يشترى في الاسواق الشعبية , بعد ان تحولت البندقية بفعل معجزة دبلوماسية وهمية الى باقة زهور تتوسط طاولة المفاوضات لا منطقية, وهمٌ منظم تمثل بقوة ما بعد توقيع اتفاق المبادئ - أوسلو- و حتى هذه اللحظة الراهنة, حيث جرى احباط و تخدير محددات الشعب – الثورة – المحتل الاساسية وفقاً لمصالح نخبة سياسية اقتصادية مندفعة اقحمت الشعب في سياق جديد فائق التطور من حيث قدرته على تغليف مواجهة المحتل بشعار الاستقلال و بناء الدولة و بالتالي جرى عزل انعاكاسات الاحتلال كتناقض رئيس عن الشعب المحتل رغم تصاعد هذه الانعكاسات المتمثلة بالاستيطان و تهويد المقدسات و الاعتقالات و الاعتداءات اليومية, ليتحول بذلك واقع الصمود و المقاومة الشعبية الى واقع مسخ ملتبس كنتاج لمحددات جديدة غربية شاذّة عن تاريخ الثورات الشعوب المحتلة , فالمحدد الاول فيها هو الشعب المحتل المقحم في التباسات مرحلة التحرر و بناء الدولة , و المحدد الثاني هو الاحتلال بكافة تمثيلاته, اما المحدد الثالث هو الوسيط او المقابل للاحتلال و الشعب المحتل, اذ لم يحدث في تاريخ الشعوب المحتلة و ثوراتها او تتوسط هيئة او سلطة او كيان معين ما بين الاحتلال و الشعب المحتل, و لكي لا اقع في فخ المزايدات الوطنية و الشوفينية البغيضة أقول ان مؤسسات السلطة الوطنية الفلسيطينية اما بوعي منها او لا وعي , قد وقعت في فخ الاحتلال الذي أعدّه هذا الاخير جيداً ليتجلّى عنه مشروعاً وسخاً غير قادر على تحقيق أهدافه و شعاراته, و بالتالي تحول هذا الشلل الى وهم يحمي وجود هذا المشروع من جهة , و من جهة أخرى أدّى الى تغلل مصالح فئوية و برامج نخبة معينة في مفاصله و مضامينه ليتحول بالنهاية الى مشروع عالي الربحية لم يحقق شيئاً سوى اغراق الشعب المُستَلَب و المحتل في وصفات البنك الدولي و الاقتصاد الانتمائي تحت الاحتلالو فكيف سنتحرر اذن؟
و أما الاغتراب عن الماضي الثوري و المقاوم فقد وقع بأقسى و أفظع صوره, حيث الانفصال عن امتداد هذا الماضي بِراهن الشعب المحتل الحائر بين الشعارات الزائفة, يؤدي الى غياب حواضن زمانية و تاريخية تؤسس في الحاضر لاستيعاب الماضي و الحاقه بالحراك التاريخي الجاري و القادر على شحذ الهوية الفلسطينية بصورة دائمة بمضامينها و مفاهيمها التاريخية و الوطنية و الثورية .
عندما لا يندحر الاحتلال و لا يتحرر الشعب و لا تتحول السطلة الى دولة بل الى سلطتين منازعتين على الوهم مقابل عدم وجود معارضة او قوة ثورية حقيقية واعية لدورها التاريخي, فان الازمة العضوية عي التي ستفترس الشعب الفلسطيني المحتل.
ان الحراك الشبابي النامي الذي يقيم فعاليات و أنشطة مجتمعية و مقاومة للاحتلال , ما هو الا تعبير ساطع عن عجز السياسة الفلسطينية بكافة أطرها و تجلياتها عن الوقوف أمام مسؤولياتها التاريخية و الوطنية, و بالتالي فان هذا الحراك يجب تطويره و اطلاقه كمفاعيل جديدة و محركات تقدمية في مفاصل الشعب المحتَل و نسيجه الاجتماعي كحركة مقاومة شعبية جماهيرية في كافة المجالات و الأصعدة, حركة شبابية تعزز معادلة جديدة في المسألة الفلسطينية و تسهم في اعادة تقييم و نقد مؤسسات السلطة الوطنية و دورها في هذه المرحلة و كيفية تحويلها الى برنامج عمل مقاوم و صامد على طريق التحرر و الاستقلال.

باسم خندقجي



#باسم_الخندقجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذه الرواية.. هذه الخيزران محمود شقير .. مقدمة رواية مسك الك ...
- رواية الأسير باسم خندقجي مسك الكفاية .. سيرة سيدة الظلال الح ...
- لا تزوروها كأنها الأندلس
- ديوان باسم خندقجي.. الهارب من السجن مجازاً
- لن نبقى كما ستكون أبدا
- الشرك المقدس .. من ديوان أنفاس قصيدة ليلية 2014
- شام .. من ديوان أنفاس قصيدة ليلية ..
- لأجل عينيك تورق الأزهار ..
- جديد الأسير الخندقجي .. ديوان أنفاس قصيدة ليلية .. الصادر عن ...
- حمية تاريخية
- وأكثر
- أسئلة المدينة
- دعاء القمل
- الحركة الاجتماعية .. الشكل الجديد والأرقى نحو التقدم
- أوراق يسارية .. المقاومة الشعبية وإمكانيات التحول إلى حركة إ ...
- الحركة الطلابية . ما بين التنافس و البرامج المطلبية :
- زَوَرْد المجهول
- الرونق الرضي الخبيث
- “خدوش المجهول”
- أَرسمُ إحتراق الكلمة”


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم الخندقجي - التباسات المسألة الفلسطينية