أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حبيب هنا - عماد ورغد .. حلقة 3















المزيد.....

عماد ورغد .. حلقة 3


حبيب هنا

الحوار المتمدن-العدد: 4582 - 2014 / 9 / 22 - 05:46
المحور: الادب والفن
    


مشهد(21) منتصف الليل خارجي
عماد: ينهكه التعب قبالة حوشا لحديد الخردة. يغافل الحارس الذي يشعل النار كي يدفئ نفسه ويصنع الشاي ويبقى ساهراً حارساً للحديد.عماد يتسلل من بين الأسلاك الشائكة ويدخل الحوش ويضع نفسه بين زكائب الحديد. عماد يغفو سريعا ولكن السعال يأخذه.
الحارس يسمع صوت سعال قريباً فيبدأ بالبحث عن مصدره إلى أن يعثر على عماد مكوماً يرتجف برداً، يحمله بين يديه ويضعه في الغرفة قريباً من النار ويدثره بالغطاء ويبقى ساهراً جواره وكلما أوشكت النار على النهاية جدد إشعالها .

موسيقى
( غزة شارع صلاح الدين)

قطع

مشهد(22) نهاراً صباحاً داخلي
عماد يصحو من النوم. يقدم له الحارس كوباً من الشاي ومعه قطعة من الخبز بالزيت والزعتر وضعت على النار قليلاً. عماد يلتهمها شاكراً وهو يرتشف الشاي. يسأله الحارس: من أين أنت وكيف وصلت إلى هنا؟
عماد تنتابه موجة سعال متواصلة وعندما تتوقف يعلو صوت صفارة سيارة تقف عند باب الحوش، ينهض الحارس مسرعاً وهو يقول إنه الحاج صاحب الحوش. يفتح الباب فتدخل السيارة. يترجل الحاج فتنتاب عماد موجة السعال مجدداً.

موسيقى
( غرفة الحوش )
الحاج: إن الولد مريض جداً، لماذا لم تأخذوه إلى المستشفى؟
الحارس: ليس ولدي يا معلم.
الحاج: ابن من إذن؟
الحارس: لا أعرف يا معلم، وجدته نائماً بين الزكائب في منتصف الليل يسعل ويرتعش فحملته إلى غرفتي ودثرته بالغطاء حتى يدفأ ويسترد عافيته.
الحاج: ألم تعرف ابن من؟
الحارس: لا يا معلم .
الحاج: حسناً ضعه في السيارة إلى جواري!


قطع
مشهد (23) نهاراً داخلي
الحاج يسأل عماد عن أهله وأين هم ولماذا تركوه في منتصف الليل؟ عماد يروي له بصعوبة ما حدث وأن أبيه لا يستطيع علاجه.
يذهب به إلى المستشفى وفي الطريق يتصل بزوجته ويطلب منها الحضور مصطحبة معها التأمين الصحي.

موسيقى

( في السيارة )
الحاج: ستدخل الآن المستشفى باسم ابني خليل فلا تنسى هذا الاسم ولا تقل غير ذلك لمن يسألك عن اسمك.
عماد: حسناً

قطع

مشهد(24) نهاراً ظهراً داخلي
أبو عماد في الساحة الخارجية لمركز الشرطة بانتظار المحقق. أبو عماد يجلس على الكرسي مكتئب واضعاً رأسه بين يديه، يسأل نفسه ويكلمها. ينهض متجهاً نحو باب الخروج، يرى المحقق قادماً من الخارج.

موسيقى
( في مركز الشرطة )
أبو عماد: ترى هل وصلوا لأية معلومة؟ لو وصلوا لأبلغونا! لماذا أنتظر إذن؟ هل لأن ابني ضاع مني أتشبث بالأمل؟
أبو عماد: هل وصلتم لأية معلومة بخصوص عماد؟
المحقق: ومن يكون عماد هذا؟
أبو عماد: ابني الذي فقدته في المقبرة.
لأية معلومة؟ يكلم نفسه: لو وصلوا لأبلغونا!
المحقق: تذكرت الذي أبلغت عنه أمس .
أبو عماد: نعم.
المحقق: لا تقلق مازلنا نبحث عنه.لا تتعب نفسك بالمجيء عندما نحصل على أي معلومات سنأتي نحن إليك وإبلاغك.

قطع

مشهد (25) نهاراً عصراً داخلي
أبو عماد يدخل البيت منهك القوى حزين. هدى تجلس عند باب الغرفة، دموعها تتساقط بصمت، كفكفتها.
هدى تذهب إلى المطبخ وتعد سريعاً في يدها كوباً من الماء. يتناوله أبو عماد بيد مرتعشة، يرتشف بضعاً منه ثم يضعه جانباً.

موسيقى

( في البيت مخيم خان يونس)
هدى: أراك متعبا يا أبي.
أبو عماد: فقط من الطريق يا بنيتي.
هدى: هل هناك جديد يا أبي؟
أبو عماد: ذهبت إلى مركز الشرطة أسأل فقالوا مازلنا نبحث وحين نصل
إلى شيء نقوم بإبلاغك دون أن تتعب نفسك في القدوم والسؤال.
هدى: وهل سنستمر هكذا دون أن نحرك ساكناً؟
وماذا بوسعنا أن نفعل غير الانتظار؟

قطع

مشهد(26) ليلاً خارجي
الحاج يصطحب ابنه مروان البالغ من العمر عشرين سنة إلى المستشفى للمبيت عند عماد فترة الليل. مروان شاب قوي البنية متوسط الطول ويحب المزاح ومداعبة الأطفال. الحاج يدخل غرفة عماد تنهض الحاجة زوجته كي يجلس، يقترب من عماد فيراه عماد ويبتسم للحاج.
يضحك الحاج، ها أنت بخير وعال العال. اسمع كلام الدكتور وتناول العلاج حتى تخرج إلينا سريعاً.
موسيقى

( غزة مستشفى الشفاء)
الحاج: كيف أنت الآن يا عماد؟
عماد: الحمد لله. شكراً لك يا سيدي.
الحاج: قل يا أبي، أنا الآن أبيك فلا تغلط.
عماد: يبتسم حاضر يا لأبي.
الحاج: أخيك مروان سيبيت عندك في الليل وسينفذ كل طلباتك، وأمك (ينظر الحاج إلى زوجته) ستكون عندك في النهار.
عماد: يضحك. كما تريد يا أبي.
الحاج: سنتركك الآن أنا ووالدتك فهل تريد شيء قبل أن نغادر؟
عماد: مع السلامة.
قطع

مشهد(27) نهاراً صباحاً داخلي
يجلس الحاج وزوجته وأبناءه الثلاثة على مائدة الإفطار. خليل ويبلغ من العمر أحد عشر عاماً ومريم البنت الكبيرة ابنة الستة عشر ربيعاً الملفوفة القوام، والمعتدلة البيضاء والطول ، تحمل وجهاً مستدير طفولي يوحي ببراءة تلقائية. وأما الثالثة، رغد، ألأصغرهم تبلغ تسعة سنوات وتحمل ملامح أختها غير أنها الأكثر دلالاً وقرباً لأبيها. الحاج ينهض وقبل أن يغادر يخاطب زوجته.


موسيقى

(غزة فيلة الحاج)
الحاج: احضري بعض ملابس خليل كي تستبدلي ملابس عماد المتسخة والبالية حتى لا يلتفت الأطباء والممرضين إليه.
(يبدو الامتعاض على ملامح خليل)
الحاجة: أمرك يا حاج.
الحاج: بسرعة حتى أوصلكم لأن وراءي كثير من العمل الذي ينبغي انجازه.

قطع

مشهد(28) نهاراً صباحاً خارجي
هدى تسير منفردة في ساحة المدرسة،
حزينة تفكر بمصير أخاها المريض الذي حال الفقر دون علاجه، وكيف تتوالى عليه المصائب الواحدة تلو الأخرى، كيف كان، وكيف أضحى وما هو مصيره الآن؟ تأتي المعلمة وتسير معها من أجل التخفيف عليها ومواساتها.

موسيقى

(في مدرسة المخيم)
المعلمة: كالعادة ليس هناك معلومات عن مصير عماد.
هدى: لا، ولا نعرف ماذا نفعل، والشرطة غير مهتمة بالموضوع بما فيه الكفاية.
المعلمة: لا أعتقد أن الشرطة غير مهتمة ولكنها لا تستطيع الإعلان عن المعلومات التي تجمعها حتى تتمكن من الوصول للحقيقة.
المعلمة: هوني على نفسك واهتمي بدروسك واحرصي على تصرفاتك وتأكدي أن عماد سيعود قريباً بإذن الله.
هدى: (بعيون دامعة) متى؟
قطع

مشهد(29) نهاراً ظهراً خارجي
أبو عماد يتجول في سوق الأربعاء. الكاميرا ترافقه، ترصد عيونه التي ترى الأشياء ولا يستطيع شرائها. زووم على أصناف الفواكه المختلفة، البائع خارج الكادر. أبو عماد يقف عند بائع البند وره، يبتاع كيلو ويذهب عائداً للبيت. في طريقه يعرج على بائع الخبز ويشتري ربطة بشيكل.

موسيقى
(خان يونس السوق)

قطع

مشهد(30) نهاراً داخلي
هدى مازالت بزيّ المدرسة البنطال يرتفع على ساقيها وفي يدها المكنسة تزيح المياه المتدفقة من المطبخ قبل وصولها إلى الغرف صوب باب البيت .أبو عماد يدخل البيت. يهرع إلى الغرفة ويضع ما بيديه ويدخل المطبخ. يغلق محبس المياه، يتوقف تدريجاً تسرب المياه.


موسيقى

( خان يونس البيت)
أبو عماد: منذ متى هذا التسرب؟
هدى: من ساعة تقريباً، دخلت البيت فوجدت المياه على وشك دخول الغرف.
أبو عماد: لا بأس يا بنيتي ولكن كان عليك إغلاق المحبس أولاً.
هدى: لم أفكر سوى في طرد المياه قبل وصولها الغرف وابتلال الفراش.
أبو عماد: فعلتي خيراً يا بنيتي !

قطع



#حبيب_هنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عماد ورغد .. حلقة 2
- عماد ورغد
- غزة ما زالت تتنفس وتقاوم
- وتريات الحب والحرب : رواية 53
- وتريات الحب والحرب : رواية 52
- وتريات الحب والحرب : رواية 51
- وتريات الحب والحرب : رواية 50
- وتريات الحب والحرب : رواية 49
- وتريات الحب والحرب : رواية 48
- وتريات الحب والحرب : رواية 47
- وتريات الحب والحرب : رواية 46
- وتريات الحب والحرب : رواية 45
- وتريات الحب والحرب : رواية 44
- وتريات الحب والحرب : رواية 43
- وتريات الحب والحرب : رواية 42
- وتريات الحب والحرب : رواية 41
- وتريات الحب والحرب : رواية 40
- وتريات الحب والحرب : رواية 39
- وتريات الحب والحرب : رواية 38
- وتريات الحب والحرب : رواية 37


المزيد.....




- ماذا قالت الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز بشهادتها ضد ترامب؟ ...
- فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
- شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما ...
- -نبض الريشة-.. -رواق عالية للفنون- بسلطنة عمان يستضيف معرضا ...
- فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين
- من هي ستورمي دانيلز ممثلة الأفلام الإباحية التي ستدلي بشهادت ...
- تابِع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة على قناة الف ...
- قيامة عثمان 159 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 159 مترجمة تابع ...
- -روائع الموسيقى الروسية-.. حفل موسيقي روسي في مالي
- تكريم مكتب قناة RT العربية في الجزائر


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حبيب هنا - عماد ورغد .. حلقة 3