أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد الرضا حمد جاسم - دفنتُ...صديقتي والدتي 2















المزيد.....

دفنتُ...صديقتي والدتي 2


عبد الرضا حمد جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4577 - 2014 / 9 / 17 - 17:18
المحور: المجتمع المدني
    


الى الزميل العزيز الدكتور طلال الربيعي مع الاحترام : حيث كنت قد وعدته ان اهديه هذا الموضوع في تعليق لي على مقالته المعنونة: نحن بحاجة الى ماركسية سيزيفية حيث قلتُ له: اما بالنسبة للموت فلنا هدية لك.
نشرنا تحت عنوان (دفنتُ ...صديقتي والدتي ) مرثية بتاريخ 28/08/2014 الرابط
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=430268
و بمناسبة ما يُطلق عليه (الأربعينية) التي لا اعرف كيف تسللت الى حاضرنا... طلبت من ادارة الحوار المتمدن شاكراً اعادة نشر هذا الموضوع الذي نشرته بتاريخ 02/01/2011 الرابط بعد اضافة بعض الامور عليه و تمنينا على ادارة
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=240421
.الجواهري العظيم. ((يموت الخالدون بكل فجٍ.... ويستعصي على الموت
....................................................
الموت... من الحقائق التي لم تتعرض للتآمر أو محاولات التزييف والتشويه والاستعداء لذلك ليس لديَّ اعتراض عليه وأدعي أني لا أخافه وأكيد لا أنتظره ولا أحسب خطواته باتجاهي وأنا لا أستطيع التأثير فيه...لكنه مثيرا...لأنه يحيط بالجميع ويتحرك بشكل لا تُمّيزهُ حواسنا الخمس أو تتحسس أو تستشعر به.
لا توجد معاهد لتدريس الموت وتخريج كوادر متخصصة به وحتى من شبِههَ لهم أنهم تخصصوا به وتميزوا من دكتاتوريين وعصابات إزهاق الأرواح لم يتمكنوا من فهمه وإنما اكتفوا بالتلذذ بإزهاق الأرواح وإنتاج أساليب جديد لتنفيذه والتفنن بذلك...
لقد وجدتْ مراكز البحوث النفسية انه كلما ازدادت خبرة هؤلاء به... يَتمّلكهم الرعب والخوف منه ...حتى وصلوا إلى ما يفكرون أنه يريحهم بالاعتقاد أن الموت هو كميه محدودة ستنتهي قبل وصوله أليهم. وخوفاً من المفاجآت التي لا يؤمَنْ جانبها... تراهم يمعنون في القتل للتخلص من الموت كما يتصورون في أقصر فتره لكي يعيشوا بأمان غافلين من خوفهم أن القتل يختلف عن الموت لذلك تصيبهم الصدمة والهستيريا عندما يبدأ الموت يحوم حولهم وهم يعرفون عذابه أكثر من غيرهم. لذلك تراهم اهم اضعف من يواجه الموت رغم ايمانهم به و بقدسيته لديهم..
الموت يثير الكثير سواء في تعريفه أو توصيفه أو حدوثه...
هل هو كم أم نوع ؟ هل هو طاقه أم شعور؟ هل هو نتيجة أم سبب؟ هل هو فاعل أم مفعول به أم حال؟ ..هل هو جار أو مجرور؟ هل هو قوة تشل وتدمر قوة أخرى؟ هل هو ضروري للحياة أم من مكملاتها ؟هل له قواعد وأصول وقوانين محدده؟ وهل يأتي فجأة أم يرسل إشارات؟ هل يختلف باختلاف العمر والجنس واللون والحالة الاجتماعية ؟ هل الموت عقوبة؟ ليستخدمه القتلة؟...هل هو وسيلة للوصول إلى غاية؟ هل هو درس أو عبرة لشيء؟ هل للموت فوائد؟!!وما هي؟ هل الموت انواع؟
كل هذه الأسئلة تثير نقاش حاد حد التصادم لأن هناك من يحترم الموت باعتباره فعل وحقيقة وهناك من يؤمن به كمقدس ويخافه حد الاستنكار... فتراه يؤمن به ويعارضه بالنواح والبكاء واللطم ومظاهر الحزن ولا يعلم بأن ذلك مخالف لما يؤمن به... في تعبير صارخ عن معارضته ومعارضة النصوص التي تقر أحقيته...
من هو المميت؟ أي من هو الفاعل؟...
رغم الاختلافات الكثيرة حول الموت لكن الجميع يتفقون على أنه:
توقف حركه في كتله...أو هو انتقال مفاجئ من حركة ظاهرية ملموسة إلى سكون ظاهري ملموس.... يتم في لحظه لم تتمكن لحد اليوم أكثر الأجهزة العلمية تطوراً من تحديدها أو قياسها فهي لحظة محاولة الافتراق بين مُتَصارِعَينْ أحدهما يريد التحرر من حجم معين حُصِرَ فيه كل الفترة السابقة وحجم يريد أن يستمر بالسيطرة على الأول
رغم ما يحمل هذا من شبه توافق لكنه يثير نقاش : فمنهم من يقول إن هذه الحركة والنشاط ينتقل إلى مكان آخر مستندين أن الحركة طاقه وهذه لا تفنى وإنما تتحول وهذا ما يستغله الدين للإيحاء بانتقالها إلى مكان انطلاقها الذي لم يحدد مكانه ومعها كشف حساب لاحتمال المسائلة
والأخر يقول نعم لا تفنى لكنها تنتقل إلى ما تركه الميت من أعمال وآثار وحددوا ثلاثة أشياء عامه لا يموت من ترك إحداها وهي :
مال ينفع......أو عمل صالحا يُنتَفَعْ منه...أو ولداً صالحاً يدعو له... والولد هنا يعني
تعني ( الذُرية ذكر أو مؤنث) والدعوة هنا تعني التذكير به وأعماله وما قدم خلال حياته وللاحتفاظ بالنسب الوراثي
وهذا التفسير يؤيده الكثير ويعارضه آخرون وبالذات عندما يُجّرد من قدسيه معينه ارتبطت به ليقولوا :
هل أن الحجّاج مات؟ أو صدام حسين مات؟ أم أن فرعون مات.؟ وهل توماس أديسون ميت أم انه حيٌ يعيش معنا في كل لحظة ؟
مع هذه الأسئلة و للبحث عن مجيب لها تداهمني قوة بأسئلة أخرى تشتت أفكاري التي شتتها الموضوع....
هل الموت تغيير أم فناء؟ اهو متسلطا جبارا لا يمكن مواجهته أم هو حق و دَيَّنْ واجب السداد؟! ..أو هو تحطيم لقوةٍ وعنجهيةٍ فارغة؟ أم تَحَّول الفاعل إلى مفعول به والجار إلى مجرور والمبتدأ إلى خبر؟... وجميعهم سيتبعون كان وأخواتها ؟. و إن و اخواتها؟
ويبرز سؤالا أخر... هل هناك قائمه متسلسلة بالأسماء ومن ينظمها ؟ هل هناك موتاً مشَّرفاً وآخر مُذِل؟ هل هناك موتاً رحيماً وأخر غير ذلك؟ وهل هناك مَنْ يهرب إلى الموت؟ هذا ربما معلوم و ملموس... ولكن هل هناك مَنْ هرب من الموت؟ و إلى أين؟ وكيف ؟ ولماذا؟ وهل هناك موتى وهم أحياء وكيف نميزهم وما هو موقعهم ودورهم؟
هل تختلف الساحات التي يتحرك فيها الموت؟ وهل الموت في معركة مع الحياة؟ وهل يمهد لهذه المعركة بحصار وتجسس وإشاعات وتخويف وتهديد؟ هل الموت شجاعا ليواجه.... أم جبانا يتحين الفرص للانقضاض؟ هل الموت حاقدا على الحياة أم محباً لها يريد إدامتها؟ هل للموت وقتاً محدداً يتحرك فيه؟ هل يتخصص بأعمار معينه؟ هل يختلف الموت باختلاف الاعراق و الاجناس و الالوان و الاديان و الطوائف و المدن و التحصيل العلمي و الوظيفة و الموقع الاجتماعي و الطبقة الاجتماعية؟ هل الموت يقبل الرشوة و الواسطة؟
و السؤال المهم و المُلح: هل يمكن تجاوز الموت؟
كل هذه الأسئلة صعب الإجابة عليها وصعب الاتفاق على كل شيء فيها لكن المؤكد والمتفق عليه إن الموت يتسلل الى من يريد بهدوء ودون موسيقى ومراسم وسجادة حمراء ....يصل إلى المطلوب سواء كان متمرسا أو متخفياً أو غَيّر شكله أو أحاط نفسه بحرس مدجج...سواء عاش فوق أو تحت سطح الأرض أو الماء وحتى متأرجحاً سابحاً في الفضاء وخارج المجال الجوي للأرض. الموت يصل بسهولة و يُسر و بالوقت الذي يريد دون ان يعترضه عارض او يمنعه مانع...و بذلك هو الوحيد الذي يساوي بين الكائنات الحية.
وهنا يبرز سؤال أخر ومهم و هو: هل القتل موت ؟ ومن يستطيع الفصل بينهما وتحديد سمات ومميزات كلٍ منهما؟ وهذا مطروح للنقاش ..........
وهناك سؤال محير آخر و هو : لماذا كنا نخاف من (هدوم الميت)؟!! و الذي ولدنا عليه يُقَدس الموت و يعتبره من سلطات "الله" على البشر "يحيي من يشاء و يُميت من يشاء و هو حي لا يموت"
هذه الجموع المؤمنة ب "الله" و حُمكه و حِكمته... لماذا تبكي و تلطم و تحزن على أمر الله هذا ؟ أليس في ذلك اعتراض على "أمر الله" ربهم...هل يحزنون على فِراق الميت؟ أم يحزنون على ذكريات لهم معه؟ أم يحزنون على فقدان وجه تعودوا او يرونه؟ أم يحزنون على حكمة او عبرة يفتقدونها بفقدانه ؟ أم يحزنون على ملاذ أمن او حضن دافئ يلجؤون اليه عند الشدائد او سند منيع يحميهم من عاديات الزمن و ظلم الظالمين؟ أم يحزنون على اجوبة كانوا طرحوها عليه و لم يحصلوا على جواب منه بعد؟...هل يحزنون على رائحة معينه غرزتها الحياة في اعماق حاسة الشم تشيع فيهم الامان و الهدوء و السكينة عندما يشمونها؟ هل يحزنون على أنغام صوتٍ تعودوا على ان يداعب المطرقة و السندان في اذنهم؟ ام يحزنون على اشراقة عيونه التي تعودت ان تشيع فيهم الامان ام يحزنوا على انفاس كانت تسعفهم عندما يحتاجون اليها
ثم ماذا بعد الموت غير الرجوع إلى الأصل الذي تطور منه الجنس وهو الأرض وترابها والرطوبة والضغط والحرارة والتفاعلات الكيمياوية لنلتقي مع القانون الفيزيائي ولا نقول غير ذلك بأن تؤثر التراكمات الكميه في إنتاج أنواع جديدة...وهذه حقيقة الموت والحياة
من اعظم التجارب و أغناها و اصعبها ان تحضر موت شخص عزيز عليك...حضرته مع صديقتي والدتي...حيث تبادلنا نظرات و كلمات و همسات و انفاس و حرارة رغم برودة الموت
لحظة فيها عظمة الحياة...عندما يفني الانسان عمره و يفقد قدرته على الفعل يلجأ الى الامنيات و عندما يفقدها يلجأ الى الوداع و التوديع بنظرات و انفاس كلها اعتذار و طلب السماح عن أي قصور و رجاء بأن تتواصل الحياة و طلب بعدم النسيان و امنيات بإكمال المسيرة لأن الميت و في حالة صديقتي والدتي تعرف انها ساهمت بما و صلتُ انا اليه و معي الاخرين و كأنها تقول الى النجاح و السعادة كما تمنت ....اما لحظة انزال الميت في لحده او قبره فهي لحظة رهيبة اخرى... تشعر انك تضع عزيز عليك أمانة عند شيء اخر و هو يحتاج الى عناية و رعاية...تضعه امانه عند شيء لا يشعر و يحس و لا يتفاعل معك او معه كما تتصور...لكنك تشعر بالخطأ بعد اول (حنفة) تراب تُهيلها عليه...تشعر انك اعدته الى اصله والى عناصره الاساسية التي تكَّون منها...و كما اخذ وقت ليتكون سيأخذ وقت لكنه اقصر ليعود الى حالته الاولى ...البناء صعب لأن فيه دقة و ديكورات و نظام و تسلسل التالي يعتمد على ما سبقه بعكس التحلل او الهدم فهو سريع لأنه لا يحتاج الى الدقة لذلك الحياة فيها شريط ذكريات طويل و يستمر اما الميت و الموت فيُنسى بعد حين...و هذه حكمة كبيرة جعلت الحياة تستمر و الانسان او الكائن الحي يتجدد.
الذكر الطيب لكل عزيز نفسٍ مات.
الى اللقاء في الجزء التالي من ( دفنت ...صديقتي والدتي).



#عبد_الرضا_حمد_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الخالق حسين و أمريكا /ج3
- عبد الخالق حسين و أمريكا/ج2
- عبد الخالق حسين و أمريكا/ج1
- الصابئة المندائيون
- الأيزيديين في محنتهم المركبة
- دفنت ...صديقتي والدتي
- - جاسم الزيرجاوي- و الحزب الشيوعي العراقي /ج7/ الاخيرة
- - جاسم الزيرجاوي- و الحزب الشيوعي العراقي/ ج6
- -جاسم الزيرجاوي- و الحزب الشيوعي العراقي/5
- التقويم الجديد للعراق /ج3
- -جاسم الزيرجاوي- و الحزب الشيوعي العراقي /ج4
- التقويم العراقي الجديد/ج2
- -جاسم الزيرجاوي- و الحزب الشيوعي العراقي /ج3
- التقويم الجديد للعراق / بعد سقوط الموصل
- جاسم الزيرجاوي و الحزب الشيوعي العراقي /ج2
- جاسم الزيرجاوي و الحزب الشيوعي العراقي/ج1
- الانتخابات البرلمانية الاوربية الأخيرة/فرنسا
- مصر الي كَايه شكلها أيه
- من وحي الانتخابات العراقية/ج الاخير
- من وحي الانتخابات العراقية/ج2


المزيد.....




- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...
- مسؤول أممي لبي بي سي: -المجاعة في غزة قد ترقى إلى جريمة حرب- ...
- الأونروا تدعو لرفع القيود عن وصول المساعدات إلى شمال غزة
- الأمم المتحدة: هناك مؤشرات وأدلة واضحة تثبت استخدام إسرائيل ...
- نادي الأسير: الاحتلال يستخدم أدوات تنكيلية بحق المعتقلين
- رفح.. RT ترصد أوضاع النازحين عقب الغارات
- ميدل إيست آي: يجب توثيق تعذيب الفلسطينيين من أجل محاسبة الاح ...
- بعد اتهامه بالتخلي عنهم.. أهالي الجنود الأسرى في قطاع غزة يل ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد الرضا حمد جاسم - دفنتُ...صديقتي والدتي 2