أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزالدين بوركة - ألبير كامي: عبث، تمرد وحب














المزيد.....

ألبير كامي: عبث، تمرد وحب


عزالدين بوركة

الحوار المتمدن-العدد: 4577 - 2014 / 9 / 17 - 00:51
المحور: الادب والفن
    


منذ تجاربه الأدبية الأولى مذ كان طالباً في الجزائر، كان يعلم بمساره كإنسان وأديب. نقرأ لألبير كامي A. Camus في مذكراته أنه كان يخطط للاشتغال في مؤلف واحد على ثلاث دوائر/أفكار: العبثية (كفلسفة) والتمرد/الثورة والحب.
فلسفة العبث، التي استعملها كثيمة أدبية في رواياته، كالغريب و الطاعون، أو في مؤلفاته الفلسفية (أسطورة سيزيف)، رسائل إلى صديقي الألماني، كاليجولا، وسوء الفهم Malentendu ... ومقالاته وتجاربه الأدبية...إلخ. كانت نقطة منطلق التفكير عند كامي.
العبث هو وليد علاقة الطلاق بين الكائن/الإنسان، ومعنى العالم من حوله. وقوله "الصمت غير معقول في العالم" (على حد تعبيره) يجيب على تساؤلات الإنسان الباحث عن فهم معنى وجوده في العالم.. هذا الصمت يوازيه الألآم في أعماله الأدبية، كمورسول بطل رواية الغريب، الذي ينتهي بالحكم عليه بالإعدام. والصمت بالنسبة لألبير كامي هو رديف اللامبالاة. اللامبالاة التي أنهت حياة بطل الغريب. اللامبالاة النتيجة الكبرى من ويلات الحرب العالمية الأولى و الثانية، التي سيطرت على أفكار الشعوب المحطمة من جراء الحروب و الدمار، اللذان خلفا من وراءهما العبث و الفوضى. العبثية هنا هي التيمة الفلسفية التي تناولها كامي في أعماله سواءً الفكرية أو الأبية.
لكن العبث/العبثية (أبسوردية) ليست إلا جزء من مسار إنسان باحث عن نفسه. والتمرد/الثورة ضد/على الظلم ولاعدالة التاريخ الذي يحوي عبثية الوجود. التمرد بالنسبة لألبير كامي هو لا ونعم.. القول لا في وجه الشر و الدمار ونعم للحياة..
الإنسان المتمرد وسجلات جزائرية chroniques algériennes ، ونصوص وأعمال عديدة فكرية وسياسية حول عقوبة الحكم بالإعدام، وقنبلة هيروشيما، ومعسكرات الاعتقال السوفياتية، وأيضا جدله الفلسفي مع ج. بول سارتر، وجريدة الأزمنة المعاصرة les temps Modernes، سمحوا له لفهم شرعية التمرد والثورة.. وليس علينا، هنا، وفي أي لحظة، الخلط بين الثورة التي يدعونا لها فيلسوفنا والثورة ضد مثُل الحرية. وهو القائل " الطريقة الوحيدة للتعامل مع عالم غير حر هي أن تصبح حراً تماماً مما يجعل وجودك فعل تمرد.". وقد ألصق فعل التمرد بالوجودية (الفلسفة)، كشيئان لا ينفصلان، في قولته الشهيرة " تمرد إذن توجد ".
التمرد بدوره ليس الكلمة/الفكرة/الدائرة الأخيرة في أعمال كامي. لقد صرّح مرارا وتكرارا في مذكراته ورسائله أن الثيمة التي يفضل أن تكون نهاية لمساره الفكري والأدبي هي الحب. الحب اللانهائي الذي قدمه لأمٍ صماء أمية. ولأبٍ لم يعرفه قط، توّجَه في مؤلفه الرجل/الإنسان الأول le premier Homme الذي اقتبس منه المخرج الإيطالي تيجياني أميليو GIANNI Amelio فيلمه السنيمائي (مارس 2013) الذي يحمل عنوان المُؤَلَّف نفسه. لكن هذا المُنجز الأدبي لم يكتب له أن يُكتمل كما كان راغبا فيه كامي، بفعل موته المأساوي.. لدينا من الأعمال والمؤلفات التي تركها من ورائه ألبير كامي، والنصوص، لنُقارب هذا الحب للكائن/الإنسان الذي لم يفصله عن الحب للعالم والوجود. لم يُكتب لمساره أن يُكتمل كما أراد ، لكنه أغلق دوائره الثلاثة واحدة تلوى أخرى.



#عزالدين_بوركة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أثر الفراشة : دراسة في المفهوم والقصيدة
- كازبلانكا casablanca
- أوتار بور : قصيدة
- بعيدا عن العالم
- عبثية الغريب كامي وسارتر و كيرككورد
- فعل الترجمة
- لحية الحلاج
- يد تعلم الحب تعاليمه
- هذا كل شيء
- تسبيح الباتول
- الحلاج مأساة عاشق
- أسئلة الثقافة وتدبيرها: الرمزي والتنموي في المجتمع المغربي *
- أوثار بور
- الأثر الفكري للمهدي المنجرة
- المثقف و الحركة والصورة الكاذبة : ردا على صورة
- قاتل هليودي
- قفطانك محلول:
- حزن عمودي
- جينالوجيا الأخلاق : دراسة في أصل الأخلاق و قلب القيم
- جيهان


المزيد.....




- -فاطنة.. امرأة اسمها رشيد- في عرضه الأول بمهرجان الفيلم في م ...
- النجمات يتألقن في حفل جوائز -جوثام- السينمائية بنيويورك
- الأدب الإريتري المكتوب بالعربية.. صوت منفي لاستعادة الوطن إب ...
- شذى سالم: المسرح العراقي اثبت جدارة في ايام قرطاج
- الفنان سامح حسين يوضح حقيقة انضمامه لهيئة التدريس بجامعة مصر ...
- الغناء ليس للمتعة فقط… تعرف على فوائده الصحية الفريدة
- صَرَخَاتٌ تَرْتَدِيهَا أسْئِلَةْ 
- فيلم -خلف أشجار النخيل- يثير جدلا بالمغرب بسبب -مشاهد حميمية ...
- يسرا في مراكش.. وحديث عن تجربة فنية ناهزت 5 عقود
- هكذا أطلّت الممثلات العالميات في المهرجان الدولي للفيلم بمرا ...


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزالدين بوركة - ألبير كامي: عبث، تمرد وحب