محمد الشوفاني
الحوار المتمدن-العدد: 4574 - 2014 / 9 / 14 - 09:17
المحور:
الادب والفن
تَرَيْنَ بِعَيْنِ القَلْبِ
وَأنْتِ بَعِيدَةً عَنّي،
حَالِي وَمَا يَجْرِي؛
مَا مَضَى أنْكَرَنِي، وَفِي غَدِي،
أخَافُ مِنْ ذُعْرِي.
يَا امْرَأَةً نَحْنُ نَحْيَا فِي الآنْ
نَلْبَسُهُ وَيَسْكُنُنَا
وَلاَ أَرَى لَنَا تَحَرُّراً مِنَ الْأَسْرِ.
أسْرُنَا، كَمَا تَعْلَمِينْ،
فِي كَانَ وَسَوْفَ يَكُونْ
كِلاَهُمَا مِنْ أوْهَامِنَا الْكَبَائِرْ
مَرَّةً نَدْرِي وَمِرَاراً لاَ نَدْرِي.
أتَعَقّبُ مَلْمَحَكِ فِي ثَنَايَا المَاضِي
فَلاَ أجِدُ إلاّ خُطُوطاً بَاهِتَاتْ
وَإذْ أمَنِّي وَحْدَتِي بِحُضُورِكِ
أسْمَعُ فِي سُكُونِ اللّيْلِ الْخَطَوَاتْ
يَقْفِزُ قَلْبِي إلَيْهَا
كَسَبْقِ البُشْرَى
وَلاَ تَرَى عَيْنَايَ
إلاّ وَهْماً يَتَشَذّرُ، ذَرَّاتٍ ذَرَّاتْ.
ـ لاَ حُضُورَ لِمَا يُسْعِدُنَا ـ
مِنْ دَفِينِ الأمْنِيّاتْ.
لاَ تَقِفِي عَلَى أعْتَابِ المَاضِي
تَعَالِي
لاَ أيَّامَنَا نَسُوقُهَا كَمَا نَشْتَهِي
فِي عَالَمِ الْحُبِّ
وَلاَ مِنْ تَدْبِيرِنَا مَسْرَاهَا،
أيَّامُنَا أفْرَاسٌ وَحْشِيَّةٌ فِي البَرَارِي
وَمْضُ الشّوْقِ عَلَى ظَهْرِهَا
وَوَعْدُهَا بِالْوُصُولْ
فِي رَجَائِنَا يَسْرِي.
لاَ يَقِينَ غَيْرَ الآنَ فِي أمْرِكِ،
وَأمْرِي،
يَوْمُنَا الْحَاضِرُ
ضَمَّ فِي دَقَائِقِهِ أبَدَ الدَّهْرِ.
إنَّ جِرَارَنَا فِي الْمَخَادِعِ سَكْرَى
وَلَهْفِي لَوْ تَدْرِينَ مَا فِي الخِدْرِ
مِنْ صَافِي الحَبَابْ
فِي مُعَتَّقِ ... الزَّهْرِ
لاَ تَثِقِي بِغَيْرِ الآنَ يَرْبِطُنَا
أقُولُهَا بِنَافِذِ الصَّبْرِ
لَيْسَ الغَدُ المَوْعُودُ إلاَّ طُعْماً
أوْقَعَنَا فِي شِبَاكِهِ
مَا مِنْ طَبْعِهِ الوَفَاءْ
حَسْبُنَا مَا ضَاعَ فِي الْهَجْرِ.
لاَ تَهْرَبِي، يَا بَعِيدَةً عَنْ ذِرَاعَيَّ،
فَفِي حُضْنِي سَكْرَةُ الْعُمْرِ.
يَا حَبِيبَةً أفِيقِي لاَ تَرَدَّدِي
وَتَمَشَّيْ تَحْتَ جِلْدِي
فَأنَا لَنْ أغْدُوَّ هَارُونَ
إذَا أصْبَحَ الصَّبَاحْ
وَلاَ أنْتِ شَهْرَزَادْ،
فَالغَدُ ألْعُبَانٌ كَاذِبٌ مُخَاتِلْ
لاَ تُرَاهِنِي عَلَيْهِ لِوَصْلِ اللّقاءْ،
فَرُبَّمَا غَدُنَا لَنْ يَأتِي
إلاّ فُتَاتاً سَاقِطاً مِنْ الجَمْرِ.
#محمد_الشوفاني (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟