أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر قاسم أسعد - الأمة مصدر السلطات














المزيد.....

الأمة مصدر السلطات


عمر قاسم أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 4569 - 2014 / 9 / 9 - 19:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


( الأمة مصدر السلطات ) عبارة منقوشة في معظم الدساتير ، كلمات نظرية لجعل الدستور أكثر إشراقا وتقدما وديمقراطية ،
الحاكم العربي لا يمكن له التخلي عن كرسيه وعن سلطته ــ التي من المفترض أنها بإرادة الأمة ــ لاعتقاده أنه الوحيد الذي يمتلك العقل والفكر والوعي أكثر من كل الأمة ، وهو المرشد الأعلى والمصلح الأنقى والشيخ الأتقى ، لا يتحرج حين يقول أن الأمة ما زالت قاصرة عن إدارة شؤون حياتها وأنها لا تمتلك المقومات كي تقرر مصيرها .
وكل ما يتعلق بالأمة يجب أن يقرره الحاكم بإرادة منه ورغما عنها ، وإن أي تحرك شعبي باتجاه المطالبة بالحقوق الدستورية ما هي إلا محاولات من شعب جاهل يسعى للتخريب والتدمير ويجب أن يقابل بالحديد والنار والاعتقال والتعذيب والقتل .
الشعوب العربية مهضومة الحقوق ومثقلة بالواجبات ، والعقد الاجتماعي بينها وبين الحاكم ( السلطة ) تتم على أساس إن الحاكم درجة عليا يعلو فوقهم وأنهم درجة دنيا ، الحاكم هو السيد والشعب ما هم إلا عبيد ، الحاكم يأمر بوحي إلهي وعلى الشعب الخضوع والخنوع والامتثال ، بين الحاكم المستغِل والشعب المستغَل ، الحاكم يتبجح بالدستور وبكل موادة التي تقر بالديمقراطية والعدالة والمساواة في كل شؤون الحياة .

( الأمة مصدر السلطات ) تعني أن الشعب هو مصدر التشريع وبالتالي هو مصدر السلطة وعلى السلطة أن تنفذ ما جاء بالدستور لأنه العقد الذي يحدد حقوق وواجبات طرفي العقد ( السلطة والشعب ) وعلى السلطة أن تعلم أن الشعب هو طرف وأنها ما وضعت إلا لخدمته لضمان بقاءها وإن التشاركية هي الملاذ الوحيد لديمومة السلطة ،

إن قاعدة ( الأمة مصدر السلطات ) ما هي إلا صورة تجميلية لدساتير خزنت على الرفوف وتراكمت عليها خيوط العناكب وأصبحت مرتعا لكل أنواع الحشرات والزواحف ،
والحاكم هو السلطة وهو مصدر التشريع والتنفيذ والقضاء وبيده الموت والحياة وخزائن ما تحت الأرض وما فوقها هو حاكم البر والبحر والجو والمدرعات والمجنزرات والصواريخ والطائرات .

كيف تكون ( الأمة مصدر السلطات ) والسلطة التشريعية ممثلة بالمجالس النيابية تعين من قبل الحاكم وعصابته رغما عن إرادة الأمة فكيف سيعبر نواب الأمة عن الأمة وتطلعاتها وهمومها وقضاياها وهم يعملون لمصالحهم ومصالح من عينهم وأوجدهم ليسبحوا بحمد السلطة .

كيف تكون ( الأمة مصدر السلطات ) والسلطة التنفيذية ممثلة بالحكومات تعين من قبل الحاكم بعيدا عن الكفاءة والمقدرة والعدالة ، فالحكومات تتبع سيدها وولي أمرها ولتذهب الأمة إلى الجحيم .

كيف تكون ( الأمة مصدر السلطات ) والسلطة القضائية مخترقة ومهترئة تحاكم الأمة بسيف السلطة وبمحاكم عسكرية ، تعذيب وقمع واعتقال ، لايهم ما دام ولي الأمر بخير فلتفنى الأمة ويبقى الحاكم .

عن أي أمة نتحدث وهي تعيش حالة من القهر والعزلة والتهميش والإقصاء ، هي أمة الواجبات والخضوع والخنوع والامتثال لأوامر الحاكم وسلطته .
عن أي أمة نتحدث وكل حق من حقوقها تحول إلى منة وهبة ومكرمة .

في ظل سلطة الحاكم يكتب التاريخ حافل بالبطولات الوهمية والأمجاد الكاذبة تاريخ الدجل والنفاق .
وفي ظل سلطة الأمة سيكتب التاريخ الحقيقي بالدم والتضحيات وهو التاريخ الحقيقي للحرية.



#عمر_قاسم_أسعد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكراهية
- عودة الحياة لمسجد الشركس القديم ( جامع الشيخ حسين )
- طبيخ الإخوان
- أنقذو نقابتكم أيها المعلمون
- مبادرات الرصيفة
- مديرية أوقاف الرصيفة ( المقال الأول )
- الأخوان ومستقبل النقابة
- انتخابات نقابة المعلمين ( خط أمنية ورحلة عمرة )
- وزارة البلطجة والشبيحة ورعاية الزعران
- الحاكم يصلي علينا
- الحراك الانتخابي لبلدية الرصيفة
- اتحاد السباحة الاردني والحكام
- ورقة هامة للمناقشة
- حكاية ثورة
- عمال ومصاصي دماء
- الأنظمة عدوة الشعوب
- مواطن حرامي ومسؤول شريف
- كامل النصيرات ، ناقص هزيمات
- دولة الرئيس ونواب الرصيفة
- خولة أبو الهيجا


المزيد.....




- -شعلته لن تنطفئ-.. مهرجان -جرش- سيقام في موعده
- الموت من أجل حفنة من -الدقيق- في قطاع غزة
- صواريخ إيرانية تصيب مستشفى في جنوب إسرائيل ونتنياهو يتوعد إي ...
- باكستان: أزمة المناخ تغلق مدارس وتهدد مستقبل التعليم في البل ...
- اتفاق الشراكة الاستراتيجية بين طهران وموسكو.. هل يلزم روسيا ...
- هذا ما قاله نتنياهو من موقع مستشفى سوروكا الذي أُصيب بضربة إ ...
- في ظل سعيها لتدمير قدرات إيران.. ماذا نعرف عن برنامج إسرائيل ...
- مصر.. الحكومة تطمئن المواطنين: لدينا مخزون كاف من السلع الأس ...
- الأردن: إصابة طفلين وأضرار مادية جديدة جراء سقوط مسيّرات
- بوتين وسوبيانتو يوقعان إعلان شراكة استراتيجية وإنشاء منصة اس ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر قاسم أسعد - الأمة مصدر السلطات