أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هبة عبده حسن - مصر بين لعبتي الشطرنج الإيرانية والنسيج المهترئ السعودية (الجزء الثاني)














المزيد.....

مصر بين لعبتي الشطرنج الإيرانية والنسيج المهترئ السعودية (الجزء الثاني)


هبة عبده حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4569 - 2014 / 9 / 9 - 16:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تخيل أنك صقر يمكنه بنظرة جلية شاملة الإحاطة بالمنطقة الجغرافية التي حددها المقال السابق (من إيران إلى حدود ليبيا ومن سوريا إلى اليمن) غير غافل عن تخوم هذه المساحة الشاسعة (أفغانستان وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق وتركيا ثم شمال إفريقيا ووسطها وصولاً للقرن الإفريقي بصوماله وإريتريته وأثيوبيته) والبحار والخلجان التي هي منافذ وصول الطاقة الوفيرة الرخيصة التكاليف من نفط وغاز إلى العالم الغربي والذي اتفقنا أن إسرائيل هي رقم فاعل فيه (الخليج العربي الفارسي – خليج عمان – باب المندب – البحر الأحمر وقناة السويس وصولاً للبحر المتوسط)... إن ما يحدث في هذه المنطقة من تبادلات ومعارك بدأت من منطلق حماية المصالح - وتحولت إلى حرب تكسير عظام طاحنة - لا يخفى على أحد وخاصة الآن مع توافر المعلومات من عدة مصادر، ولكن الذي لم أقرأه أو أسمعه إلا من مصادر قليلة التأثير ومتناثرة هنا وهناك هو التبادلات الإيرانية السعودية على هذه الرقعة الشاسعة وهو شيء جدير بالملاحظة والتفكر ليس فقط من منطلق الجغرافيا السياسية والمصالح، على أهميتها القصوى، ولكن أيضاً من منطلق معين لن ينضب بدأ منذ ما يزيد عن ألف وأربعمائة سنة حول سقيفة بني ساعدة ومن غير المنتظر أن يجف إلاّ أن يظهر المهدي المنتظر ويعود ابن مريم!

تتعدد أشكال الصراع الإيراني السعودي (والذي يتخذ شكلاً دينياً شيعياً سنياً بالضرورة) على رقعة الشطرنج التي تتحكم بها إيران فتأخذ أحياناً أشكالاً إعلامية دينية خالصة (هناك قنوات تليفزيونية شيعية مخصصة فقط لأبحاث ومحاضرات حول مظلومية آل بيت النبي محمد وحتمية إعلان الولاء والبراء وولاية الفقيه)، هذه القنوات تستقطب عدداً لا بأس به من أتباع المذاهب السنية ممن تستقطبهم الرواية الشيعية من منطلق الفضول في البداية ولكن ينتهي الأمر بمعظمهم بإعلان تشيعه وذلك لأسباب عديدة أهمها في تقديري (عدا عن الإطار الأكاديمي الهادئ التي تقدم فيه الرسالة الدينية) أن المذهب الشيعي لا يحبذ مبدأ القتل على الهوية والذي أسمى لدى مذاهب سنية عديدة بالجهاد والذي عد فرض عين واجب (الفريضة الغائبة حسب شرح طلاب بن عبد الوهاب وكافة أتباع بن تيمية).

استخدمت إيران في استراتيجيتها على رقعة الشطرنج كذلك الديمقراطية الغربية كأحد أدوات الصراع وذلك في دعمها لمطالب الشيعة في دولة البحرين وعبر جماعة الحوثيين في اليمن وأيضاً عبر دعمها للمجموعات الشيعية في شرق السعودية وبالتأكيد فإن دورها في عراق مابعد صدام معروف للكافة. أما أكثر قطع الشطرنج الإيرانية نشاطاً وإنجازاً فهو جيش حزب الله ونجمه الساطع حسن نصر الله، الذي – تحت راية مواجهة العدو الصهيوني – يجوب لبنان طولاً وعرضاً برسم المقاومة تارة أو حماية للمشاهد المقدسة في سوريا تارة أخرى وكذا لا يخفى دوره المؤثر للغاية في السياسة اللبنانية. أما آخر قطعتي شطرنج لرسم ملامح الرقعة سياسياً ودينياً وديموجرافياً فهما سلطنة عمان (ذات الأغلبية الشيعية الإباضية) والتي استطاعت برشاقة فائقة الحفاظ على علاقات متوازنة وهادئة بين طرفي الصراع (إيران والسعودية)، وكذا حقيقة أن أكبر رجالات المال والأعمال في دول الخليج العربي (وأهمها الإمارات والكويت) هم من أصول إيرانية.

الأمر اللافت للنظر أن عدداً لا بأس به من قاطني المناطق التي تغطيها رقعة الشطرنج هذه تميل في الصراع الحالي (بشطره الديني) صوب الإسلام الشيعي وغير خاف بالتأكيد سبب هذا التوجه الذي يزعم بعض الملاحظين بأنه قد تحول إلى ظاهرة. ومع الاعتراف بالأغلبية السنية في هذه البلدان فالمتابع الدؤوب (وخاصة للقنوات الفضائية التليفزيونية المنطلقة من الغرب أو للجماعات المنشأة على شبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك) سيلاحظ أن التشيع أصبح توجهاً لافتاً للانتباه وخاصة بين فئات الشباب. تقول إحصاءات مركز بن خلدون في القاهرة للعام 2013 أن تعداد الشيعة في مصر قد تخطى الأربعة ملايين شخص (ويقال أن أعداداً مماثلة قد تحولت إلى المسيحية أو أعلنت إلحادها، ولكن هذه مسألة أخرى).

من الواضح تماماً أن الاستراتيجية العربية (ذات القيادة السعودية المصرية) مستمرة في إقصاء إيران عن تعاون من الممكن أن يكون مثمراً... رغم الأهمية الكبرى لإيران كونها دولة عظيمة الشأن ذات عمق تاريجي واهمية استراتيجية ونسيج ديموجرافي متآلف، وكونها دولة منتجة ولديها مؤسسات راسخة وزخم بشري وعلمي وتكنولوجي. القاريء للتاريخ الحديث يمكنه فهم سبب هذا الإقصاء (وهو أمر سأتعرض لرؤيتي الشخصية له في الجزئين القادمين من هذا المقال) ولكن هل يمكن أن يأتي زمن نرى فيه شرق أوسط جديد متعاون تتحقق فيه مصلحة الجميع؟



#هبة_عبده_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر بين لعبتي الشطرنج الإيرانية والنسيج المهترئ السعودية (ال ...
- زمانان لشجرة المانجو العتيقة (قصّة)
- جان دارك أفريقيا
- سوق الحلاوة
- لنهدمنّ الأمم
- واضربوهن!
- بين معارك 1926 ومذابح 2014، نحن شركاء بالجهل مرّة وبالعلم مر ...
- المجلس المصري للإعلام بين السموات المفتوحة والنوايا الطيبخبي ...


المزيد.....




- احتفال ينتهي بذعر وهروب للنجاة.. إطلاق نار يحوّل لم شمل سنوي ...
- أكبر رئيس في العالم يسعى لولاية ثامنة
- شباب مبدعون.. مهارات وابتكارات ذكية بأيد شبان في عدد من دول ...
- احتفالات فرنسا بالعيد الوطني تبرز -جاهزية- الجيش لمواجهة الت ...
- فرنسا.. أي استراتيجية دفاعية لمواجهة التهديدات الأمنية المتف ...
- أعداد القتلى إلى ارتفاع في اشتباكات متواصلة.. ما الذي يحدث ف ...
- زيلينسكي يستقبل مبعوث ترامب على وقع هجمات متبادلة بين روسيا ...
- زيلينسكي يقترح النائبة الأولى لرئيس الوزراء لقيادة الحكومة ا ...
- أكسيوس: إدارة ترامب تلاحق موظفي الاستخبارات باختبارات كشف ال ...
- الأحزاب الحريدية تعتزم الاستقالة من حكومة نتنياهو


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هبة عبده حسن - مصر بين لعبتي الشطرنج الإيرانية والنسيج المهترئ السعودية (الجزء الثاني)