أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر كتاب - العراق بين خيارين : إما العمل وإما القرون الوسطى ..














المزيد.....

العراق بين خيارين : إما العمل وإما القرون الوسطى ..


شاكر كتاب
أستاذ جامعي وناشط سياسي

(Shakir Kitab)


الحوار المتمدن-العدد: 4568 - 2014 / 9 / 8 - 11:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ينقسم المفكرون حول تحديد قضية التطور والتنمية في مسار المجتمعات التاريخي للبشرية إلى قسمين أساسيين. الأول يرى أن مصادر الثروات الوطنية للشعوب التي تتحدد وفقا لما تمتلكه هذه الشعوب من فضة وذهب وأضيفت إليهما الثروات الطبيعية لتلك البلدان هي التي ترسم مسارات التنمية والتطور لهذه الشعوب ولبلدانها. في حين يرى القسم الثاني إن العمل هو الذي يحدد مسارات التنمية وتطور الشعوب. يبدو أن مفكروا الأنظمة الرأسمالية خاصة المتطورة منها والتي تصل مرحلة الإستيلاء حتى على ثروات الشعوب الأخرى خاصة الفقيرة منها هم من يمثلون القسم الأول. في حين أن المفكرين من دعاة التطور الحقيقي والتنمية البشرية للإنسان كفرد وللشعوب كمجاميع بشرية إنما يرون أن سر التطور يكمن في العمل.
وإذا كان آدم سميث الذي يعتبر بحق المصدر الأول للمعرفة الإقتصادية الحديثة وفكرها التطوري والتنموي في كتابه ( بحث في طبيعة وأسباب ثروة الأمم ) يرى أن العمل هو الأساس في خلق التطور والنمو بشكل عام ومن دون تفاصيل فإن مؤسس الفكر الإقتصادي المادي ونظرية التطورالمادي للتاريخ يرى أن العمل ينقسم إلى نوعين أساسيين. الأول هو العمل الإنساني العام والمجرد. وربما فعلا إن هذا ما كان يقصده ( آدم سميث ) حسب تقدير المفكر العراقي د. مهدي الحافظ . والثاني هو العمل الهادف لصنع بضاعة معينة محددة كهدف لهذا العمل. ويشير هنا مهدي الحافظ إلى مادة السمنت كنموذج.
نحن نرى أن من الضروري جدا الوقوف على الفوارق النوعية الكبرى بين النظريتين في تحديد ثروات الشعوب وأسرار تقدمها من جهة وبين النظريتين المتعلقتين في تحديد العمل كمسار للتطور والتنمية.
ففي تحديد ثروات الشعوب لا نرى أن وجود الفضة والذهب والنفط والثروات المعدنية والمائية هي التي تحدد تطور الشعوب وانتقالها من مرحلة تاريخية في التطور إلى مرحلة أخرى. بل إن السر الجوهري يكمن في القدرة الذكية والواعية على توظيف هذه الثروات في خطط البناء والتقدم والتنمية والإزدهار الحضاري والإقتصادي. أما مجرد وجود ههذ الثروات دون وعي شعوبها بأهميتها ودون إرادة وطنية في توظيفها المبدع في خطط التطور والتنمية فأنها قد تتحول وبالا خطيرا يهدد حتى حياة هذه الشعوب ويستلب كرامتها ويمحق إنسانيتها. حيث ستكون هذه الثروات محط أهتمام وطمع البلدان الغنية والقوية وهذا أحد أهم أسرار وأسباب الإستعمار واحتلال بلدان وأراضي الشعوب المتخلفة حضاريا كما شهدنا نحن العراقيون ذلك أكثر من مرة وبقية البلدان العربية وبلدان العالم الثالث.
إذن العمل وحده هو الذي يكون سر الأسرار في التطور والبناء. لكن السؤال الخطير والمهم هنا اي نوع من العمل؟ لإن العمل الإنساني العام والمجرد يكون فقط من أجل البقاء. فصراع الإنسان ضد الطبيعة بفيضاناتها ووحوشها وغاباتها وفقرها كان وراء بقاء الإنسان وتطور حتى أعضائه الجسدية وتحسن الكثير من وظائف الجسد وهو ( هذا العمل ) أيضا كان الأساس في قيام بعض العلاقات الإجتماعية التي لم تكن ضمن مخطط التطور والتنمية إنما جاءت في إطار حفاظ الإنسان والمجتمعات الوليدة على نفسها. أي عمل من أجل البقاء. وإذا شهدت هذه المجتمعات تطورا معينا فببطء شديد بل وأدت إلى إنشطار طبقي حصر القوة والسلطة والمال ( ثمرة العمل ) بيد مجموعة صغيرة متسلطة مقابل أغلبية فقيرة مستغلة مهمتها العمل من أجل البقاء – بقاء الذات وبقاء الآخرين ولكن المهم جدا هنا هو أن نشير إلى أن التطور هنا لم يكن معدوما نهائيا لكنه بطيئا للغاية.
أما العمل الآخر الذي تتمسك به الحركات الوطنية والإنسانية والتقدمية فهو العمل المخطط له والهادف إلى تحقيق إنتقالات مستمرة ومتواصلة في مستويات النمو والتطور لدى المجتمعات البشرية أفرادا ومجاميع وبلدانا واقاليم وقارات وصولا إلى مستوى حضاري إنساني يقوم على إقتصاد مزدهر يتطور باستمرار لكنه منضبط دائما بمعايير العدالة الإجتماعية والمساواة بين الناس حيث لا حسبانا للإنحدار القومي والمذهبي أو الطائفي.
هذا العمل إذن يجب أن يقوم على التخطيط العلمي المدروس لا العشوائية والعفوية اللتان يتصف بهما العمل من أجل القاء.
هذا العمل يجب أن يقوم على أساس التوظيف الدقيق والوطني الغيور لكل ثروات البلاد من الموارد البشرية والطبيعية لا على نهبها وتوظيفها للإثراء الخاص وتعزيز البنية التحتية للتخلف وانتشار الهمجية والوحشية وانتكاسة المجتمع نحو القرون الوسطى بل حتى ما قبل التاريج حيث انتشر هناك العمل من أجل البقاء فقط.
هذا العمل يجب أن يقوم على أساس الرؤيا الوطنية الإستراتيجية لبناء دولة مدنية قوية عادلة تقوم على أسس العدالة الإجتماعية والمساواة بين أبنائها وتأكيد مبدأ المواطنة بديلا عن الطائفية والعشائرية وتسليح المجتمع ..
وأخيرا.. فإن من يراقب عن كثب طبيعة العمل ( إن وجد ) السائد في العراق في يومنا هذا سيجد أنه من النوع الأول أي العمل الذي يقوم على أساس الحاجة للبقاء فقط وقضاء اليوم وتوفير لقمة العيش للعائلة أو للذات, تماما كما كانت البشرية في بدايات نشوء مجتمعاتها وما يرافق هذا العمل من إنهيارات شاملة حيث تراجع القيم الإنسانية وإلغاء كل تطلع للتطور والتنمية وضياع الإستقرار والإطمئنان لمستقبل جيد وما يرافق كل ذلك من تداعيات أمنية خطيرة وخراب إجتماعي متواصل.
الحل يكمن في إنتصار العمل الوطني الدؤوب الإستراتيجي والتوظيف العلمي المدروس والمخطط للثروات الوطنية بعد تحريرها من كل عقود واتفاقيات الإذعان والمباشرة في بناء الدولة القوية العادلة المزدهرة إقتصاديا وحضاريا.
د. شاكر كتاب



#شاكر_كتاب (هاشتاغ)       Shakir_Kitab#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شروط نجاح الحكومة الجديدة
- إعتراض
- رشحني ضميري لا المالكي
- أرشح نفسي لرئاسة الجمهورية
- من رحم واحد : نبوءة للفناء .. نبوءة للخلاص..
- الفتح الجديد في الفكر الطائفي - الصهيوني في العراق
- القائد بين دار النعيم ودار البوار..
- الرويبضات وانتصار الصهيونية في العراق
- الباطل باطل وما خفي كان أعظم
- شروط الرئيس القادم
- أيها العراقيون:- مؤامرة تدبر ضدنا بليلة ظلماء....
- الأخوة الأعلاميون العراقيون المحترمون جميعا بلا استثناء وبلا ...
- سربروس عاد من جديد ...
- يجب أن يكون العراق دولة قوية....
- دفاعا عن سوريا ضد العدوان ....
- من هو السياسي ومن هم هؤلاء ؟؟
- التلازم المرفوع بين الطبع والمطبوع:-
- حول تمديد عمل السلطات الثلاث لسنة جديدة.
- حول مخاطر العودة إلى القائمة المغلقة في الانتخابات القادمة
- نداء إلى السادة الكرام قادة التحالف الوطني


المزيد.....




- السعودية.. معلم مدرسة يفاجئ طلابه بهدية قيمتها تتجاوز 10 آلا ...
- نصرالله يعلق على مقتل إبراهيم رئيسي وموقف إسرائيل من اعتراف ...
- قطاع غزة: ماكرون يبحث في حل الدولتين مع وزراء خارجية أربع دو ...
- السعودية.. مقيم من جنسية عربية يبتز ويهدد فتاة والداخلية ترد ...
- صورة تثير ضجة من محكمة العدل الدولية بعد أمر إسرائيل بوقف ال ...
- عبدالله النفيسي: لست متحمسا لحل الدولتين لـ3 أسباب.. وهذا ما ...
- الأطعمة الأغنى بالبروتين
- هل الأمراض العقلية معدية حقا؟
- البعوض يغزو منطقة ريازان الروسية (فيديو)
- نائب أمريكي يكشف سبب صعوبة التواصل بين المشرعين الأمريكيين و ...


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر كتاب - العراق بين خيارين : إما العمل وإما القرون الوسطى ..