أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هبة عبده حسن - مصر بين لعبتي الشطرنج الإيرانية والنسيج المهترئ السعودية (الجزء الأول)














المزيد.....

مصر بين لعبتي الشطرنج الإيرانية والنسيج المهترئ السعودية (الجزء الأول)


هبة عبده حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4567 - 2014 / 9 / 7 - 23:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجزء الأول: نظرة عامة

على طريقة مؤسسات دعم القرار وال "تنك تانكس" وبعد قراءات ومشاهدات للواقع الجيوسياسي في الرقعة الجغرافية الممتدة بين إيران وليبيا عرضاً وسوريا واليمن طولاً نحتَ لنفسي نظرية "النسيج المهترئ" لتساعدني بالأساس على فهم الصراع الدائر في منطقة الشرق الأوسط واستشراف مستقبله دون الوقوع بين قوسي المؤامرة والعبثية. هذا طبعاً بافتراض أن الجميع لديه معرفة ولو بسيطة بلعبة الشطرنج باعتبارها لعبة رسم الخطط والاستراتيجيات لحماية "الملك وجنوده وطوابيه ومملكته" من هجوم ملك آخر بهدف كسب اللعبة وحماية الممتلكات.

السبب الثاني الذي دعاني للإتيان بهذا التعبير-المفهوم هو أن "تحديد المفاهيم" و "الاتفاق على المعايير" هما سمتان أصيلتان عظيمتا الأهمية في أبحاث العلوم الاجتماعية والإنسانيات يجب أن تنتقل أهميتهما للحوارات والمناظرات الجادة من أجل ضبط النقاش حول مفاهيم يتم الاتفاق عليها وذلك بالأساس لافتقار مناهج الإنسانيات للحزم والمعيارية البحثية لقوسي الصواب والخطأ الذي تتمتع به العلوم التطبيقية والبحتة كمرجعية علمية، فعلى مستوى النظرية في العلوم اتطبيقية والعلوم البحتة لا يوجد هناك سوى منطلق "إما صواب أو خطأ" والأهم أن النتيجة المتحصل عليها عن طريق التجريب المحكوم بمعاير قاسية تكون إما صواباً أو خطأً ولا طريق ثالث. هناك سبب أخير لنحتي لهذا المفهوم وهو أنه سيكون "عمود الخيمة" في تفسيري للدور السعودي في اللعبة الشرق أوسطية كما أفهمه ما سوف يساعدني في شرح وجهة نظري هذه فيما يخص مصر كرقم أصيل في الصراع الدائر.

تميزت الثمانينيات بفكرتين سياسيتين أتتا ثمارهما في العقود التي تلت: الفكرة الأولى كانت التطبيق على الأرض لنبوءة الرئيس السادات بأن أمريكا لديها 99% من أوراق اللعبة في الشرق الوسط، ونحن نتذكر أن العديد من المحللين السياسيين والكتاب تذكروا بأسى الرئيس السادات وعبارته الشهيرة لحظة انهيار جدار برلين كرمز لاندحار الاتحاد السوفيتي وتدشين عالم جديد أحادي القطب لعبت فيه الولايات المتحدة دور الشرطي المؤدب (بكسر الدال) على طول الخريطة وعرضها... والفكرة الثانية تدور حول نبوءة الأستاذ محمد حسنين هيكل بأن عقد التسعينيات هو عقد سعودي بامتياز وما تلا ذلك من استقبال المملكة لقوات عاصفة الصحراء (1991) وما تبعه من حرب دمرت العراق ككيان واحد كما عرفناه (وصولاً للكيانات الثلاث التي تتشكل أمام أعيننا) ، وكذا دور السعودية في لبنان وفي رعاية مبادرات السلام العربية الإسرائيلية ما بعد كامب ديفيد.

المعتقدون بنظرية المؤامرة (وخاصة عند قراءة هذا السرد الجيوسياسي) ليسوا على خطأ تماماً إذا تم النظر لمفهوم المؤامرة كمسعى لحماية المصالح الاستراتيجية للاعبين الكبار و-أو الأطراف ذات العلاقة. المؤامرة بمعناها الأدبي تعني توفير العناصر والأدوات وآليات التنفيذ وتجميعها وتوظيفها بهدف الحصول على فائدة أو منع ضرر، ينطبق هذا على الأدب كما ينطبق على الحياة وكذا السياسة... وهذا هو الإطار والمفهوم الذي سأستخدمه حال الحديث عن المؤامرة في الأجزاء التالية من هذا الموضوع. فالغرض من المؤامرة في تقديري إذن ليس "إيذاء" هذا الطرف أو ذاك بل تعظيم "الاستفادة" من أوضاع بعينها و-أو "درء" أخطار بعينها.

والآن لنطبق صحة هذه الفرضية (المؤامرة بمعناها المقبول) على المساحة الجيوسياسية محل النظر وخاصة مع وجود إسرائيل في القلب منها (ورجاءً تذكروا أن الاهتمام الأول هو مصر كما يقترح عنوان المقال). يبني أساتذتي من المحللين السياسيين وخبراء الاستراتيجية فرضيات المؤامرة الغربية "الأمريكية بالأساس طبعاً" على الشرق الأوسط عموماً ومصر خصوصاً (باعتبارها جوهرة التاج والجائزة الكبرى)على محاور ثلاثة:
الأول: حماية أمن إسرائيل (كمستقبل للحماية الغربية)
الثاني: حماية (والسيطرة على) منابع وطرق نقل البترول
الثالث: ضمان الملاحة في قناة السويس وضمان الأجواء المفتوحة بدون مقابل

وعلى الرغم من صحة هذه الفرضية بمحاورها الثلاث، إلا أنها تفتقر لمدخلين مهمين (في تقديري): أولهما أن إسرائيل تقع فعلاً ضمن منظومة الغرب تماماً مثلما تقع ضمنه استراليا ونيوزيلندا على بعدهما الجغرافي عن الغرب، إذ ان كلمة "الغرب" هنا تعني منظومات سياسية-علمية-اجتماعية-ثقافية تتفق فيها هذه الدول (بما فيها إسرائيل) مما يجعلها نسيجاً واحداً ذا قيم متشابهة وعليه نعتبرها جميعاً دولاً غربية. هذا الافتراض يجعل من إسرائيل رقماً أصيلاً في "فكرة" الغرب هذه وخاصة بما تمثله من تطور تكنولوجي وعلمي وكونها دولة ديمقراطية حسب الفهم الغربي للتعبير وخاصة بعد دخول إسرائيل إلى نادي باريس للدول المانحة. والمدخل الثاني يخص ثورة المعلومات بتغييرها للواقع (كماً وكيفاً)، وسقوط الأيديولوجيا ليس فقط لانهيار الاتحاد السوفيتي ولكن وبالأساس لاختراق الصين للأسواق الغربية (والعالمية) بعد سلسلة الإصلاحات التشريعية الدؤوبة التي أجرتها بداية من منتصف السبعينيات في القرن الماضي، وكذلك لقيام كيانات إقتصادية تتخطى فكرة الإيديولوجية لتتلاقى في المصالح مثل مجموعة البريكس.

هذه النظرة الجديدة نسبياً يجعل هدف المؤامرة الغربية مفهوماً بقدر ماهو معقول ومقبول، ولكن كيف ينطبق هذا المنطلق على دولتي الجوار الكبيرتين "إيران و "السعودية" وكيف تلعبان دورهما في إطار المؤامرة الغربية، والأهم كيف تأثرت مصر وكيف يمكنها أن تؤثر في مجريات اللعبة؟ الجزء الثاني من هذه السلسة سيتناول الدور الإيراني، فإلى ملتقى!



#هبة_عبده_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زمانان لشجرة المانجو العتيقة (قصّة)
- جان دارك أفريقيا
- سوق الحلاوة
- لنهدمنّ الأمم
- واضربوهن!
- بين معارك 1926 ومذابح 2014، نحن شركاء بالجهل مرّة وبالعلم مر ...
- المجلس المصري للإعلام بين السموات المفتوحة والنوايا الطيبخبي ...


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون شن 3 هجمات استهدفت سفينتين ومدمرة أمريكية في ...
- هل تتمتع الحيوانات بالوعي؟ كيف تغير الأبحاث الجديدة المفاهيم ...
- مبابي قبل الانتخابات: أنا ضد التطرف والأفكار المسببة للانقسا ...
- هدنة تكتيكية لأهداف إنسانية بغزة: نتنياهو ينتقد قرار الجيش
- عشرات الآلاف يؤدون صلاة العيد في موسكو
- موسكو تطالب الهيئات الدولية بإدانة مقتل مصور صحفي روسي جراء ...
- خسائر إسرائيل بغزة تتصاعد.. كيف ستخرج من كمائن حماس
- خارجية سويسرا: العدد النهائي للموقعين على بيان مؤتمر أوكراني ...
- بايدن فعلها مجددا وسقط في زلة جديدة وأوباما ينقذه في اللحظة ...
- الجيش الإسرائيلي يكشف ملابسات مقتل العسكريين الثمانية في رفح ...


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هبة عبده حسن - مصر بين لعبتي الشطرنج الإيرانية والنسيج المهترئ السعودية (الجزء الأول)