عبد الرضا بتور وتماثيله

مصطفى غازي فيصل
(Mustafa Ghazi Faisal)

الحوار المتمدن-العدد: 4567 - 2014 / 9 / 7 - 20:13
المحور: الادب والفن
    

من منا نحن البصريين لم يرَ تمثال العامل مقابل ساحة أم البروم في منطقة العشار للفنان (عبد الرضا بتور) الذي يمتاز بحركته وهو حامل مطرقة ثقيلة تعكس قوة ومثابرة العامل في مجال عمله؟! وهذا العمل لم يكن الأول ولا الأخير لفناننا البصري المخضرم والمبدع ,وإنما سبقته عدة أعمال فنية مميزة منها تمثال الطالب والطالبة في جامعة البصرة عام 1968م وتمثال العربي والكردي في ساحة سعد (سابقا) عام 1970م .وله الكثير من المنحوتات الخشبية التي يمتاز بها عن غيره من الفنانين التشكيليين فهو حائز على جائزة النحت على الخشب في المنطقة الجنوبية, لكن مما يؤسف له أنه هذا الرجل لم يحصل على أي اهتمام من الجهات المعنية سواء من قبل وزارة الثقافة أو أية جهة أخرى تـُعـنَى بالفن والتراث.
فها هو من ذوي الدخل المحدود بعد أن أحيل إلى التقاعد لبلوغه السن القانونية ولايزال يقتني الدراجة الهوائية كوسيلة للتنقل لبساطته في العيش وكونها رياضة قريبة إلى قلبه ,بالرغم من شهرة تماثيله خصوصاً (تمثال العامل) لمظهره المهيب وهو يحمل مطرقته هاوياً بها نحو المجهول.
فيا ترى ما الذي أراد بتور لعامله أن يحطم ..؟؟ هل أراد له أن يحطم قيود الدكتاتورية التي حكمت البلاد والعباد للفترة الماضية ..؟؟ أم أراد له أن يحطم قيود التخلف والعصور المظلمة التي تنفر جميع الفنون بأشكالها وتعدها رجساً من عمل الشيطان ..؟؟ والمضحك المبكي أن البعض الآن يحسبه في عداد الأموات لخبر مغلوط نشرته إحدى وكالات الأنباء مفاده أن الفنان عبد الرضا بتور ( أطال الله عمره ) قد رحل إلى الدار الاخرة ..!! والخبر موجود حتى ساعة كتابة هذه المقالة , ويمكن للقارئ الكريم أن يتأكد من ذلك بكتابة (وفاة الفنان التشكيلي والنحات البصري عبد الرضا بتور)في محرك البحث جوجل..!! فأما المضحك فهو عدم صحة الخبر ,وأما المبكي فهو عدم نيل الرجل المبدع ما يناله أغلب المبدعين بعد خبر رحيلهم من اهتمام إعلامي واسع ـــ وهذا ديدننا في العراق ـــ فبعد رحيل المبدعين تبدأ الأضواء تسلط عليهم وعلى أعمالهم وتركتهم الابداعية في مجلاتهم التي يختصون بها.
وأنا إذ أكتب مقالي هذا فإنه يحدوني الأمل أن ألفت نظر المسؤولين - خصوصاً في محافظة البصرة -الغافلين عن مثل هذا المبدع كونه ثروة وطنية تستحق التكريم والاهتمام, أسوة بالبلدان المتحضرة التي تكرم وتهتم بمبدعيها في شتى المجالات .

#مصطفى_غازي_فيصل (هاشتاغ)       Mustafa_Ghazi_Faisal#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات