بلد غني بالأسم فقط ..!!

مصطفى غازي فيصل
(Mustafa Ghazi Faisal)

الحوار المتمدن-العدد: 4423 - 2014 / 4 / 13 - 14:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

قد يكون الذي سأخوض فيه الأن قد خاض فيه الكثيرون قبلي ,ولكن لاأذن تسمع ولاعين ترى ولا قلب يخشع , الكل يعرف أن نعمة العراقيين هي وللأسف في نفس الوقت نقمتهم ..!! فما فيه من ثروات وخيرات في باطن أرضه جعل منه هدفاً ومطمعاً لكل القوى الأستعمارية والأمبريالية المتمثلة بالدول الكبرى , فعانى الشعب العراقي كثيراً على مر التأريخ المعاصر من هجمات شرسة للنيل من كرامته والحيلولة دون تقدمه وابقائه شعب جاهل في كل شيء وآخر ما تعرض له من تلك الهجمات هو ما حصل في عام 2003م والذي على اثره دمرت البلاد وشتت العباد,وهنا اتحدث عن شعبٍ وبلدٍ دُمِرا بالكامل , والاماذا تقول عن بلد غني بمثل ثروات العراق ــ حيث يمثل احتياطي العراق النفطي فيه ثاني أحتياطي في العالم ( حسب احصائيات عالمية ) ــ وفي نفس الوقت يعتبر من البلدان المتخلفة في كل شيئ ,في البنى التحتية بجميع مجالاتها وحتى الثقافة والتعليم والامن والخدمات الصحية والرعاية الاجتماعية..!!
البصرةُ هي مدرار الخير على كل العراق من شماله حتى جنوبه حيث تمثل واردات النفط المصدر عبر موانئها اكثر من 80% من أجمالي الموازنة العامة للبلد , ولكن تبقى فيها نسبة الفقر والبطالة عالية قياساً لكونها تعتبر من المدن الغنية و الاكثر ثروات في العالم,قبل أيام معدودات تم أفتتاح حقل غرب القرنة (2) والمستثمر من قبل شركة لوك أويل الروسية والذي يعتبرمن أكبر الحقول العملاقة في العالم انتاجاً للنفط حسب المعايير الدولية وحسب ذوي الاختصاص ..!! وللوهلة الاولى يتصور المتابع والذي لم يزور البصرة أنها جنة الله في الأرض لما فيها من ثروات ولكن للاسف أن زارها ينصدم لما فيها من تدني في الخدمات على جميع المستويات ,البلدية والبيئية والصحية والتربوية وحتى الامنية ـــ (وأن كان هناك أستقرار أمني نسبي قياساً لباقي المحافظات ألا أنه توجد خروقات أمنية متفرقة بن حين وأخر) ـــ هناك من يطالب بما يسمى حصة البترو دولار والتي لم يرى منها المواطن أي شيء يذكر, حيث كانت خمسة دولارات تحتسب عن كل برميل يصدر من المحافظة المنتجة للنفط ثم تقرر خفضها الى واحد دولار مما أثار ثائرة أعضاء مجالس المحافظات المصدرة للنفط للمطالبة بارجاع الخمسة دولارات ,والمواطن رغم هذا الشد والجذب لم يرى لاخير الخمسة دولارات ولا شر الواحد دولار لحد الان..!! فهل يبقى المواطن بين مطرقة القوى الغربية التي تسرق ثرواته وبين سندان الحكومات التي تتعاقب عليه تباعاً بعد 2003 م ,نحن الان نرنو نحو التغيير المنشود عسى أن ياتي من ينقذ ما يمكن انقاذه من ثروات العراق المبددة والضائعة ,فالانتخابات البرلمانية على الابواب و الشعب في البصرة وجميع العراقيين يأملون أن يأتي من ينصفهم,فالشعب العراقي يستحق أن يكون معززاً مكرماً لكونه عانى معاناة كبيرة وأزهقت أرواح اللألاف وسالت دماء كثيرة على ارضه دون ذنب سوى انهم يعيشون في بلد غني بالأسم فقط.

#مصطفى_غازي_فيصل (هاشتاغ)       Mustafa_Ghazi_Faisal#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل