أكرم حبيب الماجد
الحوار المتمدن-العدد: 4564 - 2014 / 9 / 4 - 23:33
المحور:
الطب , والعلوم
أصل العلوم وروحها العرفان ، فعلم بلا عرفان عالم بلا إنسان ، لأن ملاك الانسان قلبه ، كما قال أمير المؤمنين عليه السلام : الصورة صورة إنسان والقلب قلب حيوان . والقلب لا يستقيم إلا بطهارته وبصيرته ، حينها يعرف من أين والى أين ، وذلك هو العرفان ، ولم يخلقنا الله للظاهر فحسب ، ولا لتلقي الفتوى الفقهية العسكرية التي لا نقاش فيها ، ومن غير حجة ،فيسقط العقل بذلك ، ولم يجعل أحدا على أحد حجة ، ولم يعبدنا بكائنا من كان ، إلا بما يفيد من آية محكمة ، وسنة قائمة ، وعقل صحيح ، وقلب سليم . ذلك هو طريق الحق ، أحق أن يتبع .
فالعرفان معرفة باطن العلوم ومآلها ، فدين بلا عرفان لا يكون أصلا ، والدعوى خلاف ذلك لا قيمة لها ، وإلإمام غير العارف لا تجدي إمامته نفعا إلا بنسبة ما صح من ظاهره ، ومع ذلك فهي إمامة ناقصة نقصا مفرطا ، غير جديرة بالتكامل .
والعرفان من المعرفة ، وأول المعارف معرفة الإنسان نفسه ، فهي التي تقوده الى ربه ، وتفتح له باب العلم الى غيرها ، لأن الجاهل بنفسه جاهل بكل شيء ، وهذا كله يُحجّر ويُمنع بالتقليد ، لأنه تسليم وإنقياد خالي من العلم ، بل لا دور للعقل مع التقليد ، ولا يسمح بالتعقل عنده ، فليس هو من العلم ، وإنما هو تنفيذ لأمر ونهي ، وهو التقليد الأعمى ، فإذا كان ثمة تقليد فبالدليل ، وإن كان لا يسمى تقليد حقيقة ، وإنما هو اتباع . نعم لبسطاء الناس الذين لا يكادون يفقهون شيئا يمكن لهم التقليد ، لأن هذا أكثر ما يستطيعون ، ومثلهم أصحاب المعاذير ، ولكن قبح التقليد لا تحسن صورته - أي صورة التقليد - بإستعماله ، فكثيرا ما نستعمل أشياءً وهي باقية على قباحتها .
#أكرم_حبيب_الماجد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟