أكرم حبيب الماجد
الحوار المتمدن-العدد: 4562 - 2014 / 9 / 2 - 10:47
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
- الواقع : أي الحاصل ، الثابت . وهو الذي يلزم التثبت فيه، وأما ما كان خلافه فلايلزم ذلك ، لعدم صيرورة ما لاواقع له واقعا بالوهم ، سواء كان أمرا دينيا أو دنيويا ، تكوينيا أو تشريعيا .
وإنما يلزم التثبت فيه ، والتعامل معه لأنه مدرج الكمال وغايته ، فلايرقى الانسان في مدارج الكمال ، ولايصل الى تمامه إلا بالواقع .
وعليه فالتفكر والعمل والتصديق بذلك ، لو كان غير واقعي لما بلغ به الانسان كماله ، وهذا يشمل مسائل الوجود جميعا بما فيها الحق تعالى ورسالاته ورسله.
فتأويل مايكون لله أو رسله ورسائله ، وأقامة الحجج ، والتماس الاعذار ، وامثال ذلك ، إذا كان ليس له واقع لايكون طريقا موصلا .
وهذا كثير في الفهم الديني سابقا ولاحقا ، فإنهم يعتذرون لله ورسله فيما هو ليس بواقع الاعتذار ، ويلتمسون لذلك الاعذار ، ويألفون القصص ، وينشؤون المسائل ، والكثير من ذلك خيال لا واقع له .
فالحق تعالى ورسله واقع ، وما يتعلق بهما واقع ، والواقع واقع بنفسه ، لايحتاج الى غيره لتثبيته بحجة ضعيفة ، ورؤية مثلها .
واما الظن في استنباط الاحكام ، فهو جد في تحصيل الظن ، ويقين في الجد ، ولو كان قائم بالظن ، لأن الظن في المقام غاية بذل الوسع ، فطلب ما بعد ذلك لايسع الطالب .
وعلى اليقين في الجد يكون الاجر ، ولكن الاجر شيء ، والكمال شيء آخر ، فما ليس بواقع لايحقق كمالا إذا لايشمله ، ولو كان مشروعا ، إذ الكمال سير بمدارج الواقع .
ومنه : لا تنفع الشعائر مع وهن المشاعر ، ولاينفع التملق في صدق التعلق ما لم يكن عن واقع ، وهكذا التسامح والمجاملة وامثالها في مختلف مسائل الدين والدنيا .
#أكرم_حبيب_الماجد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟