أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - محمد أغ محمد - مفاوضات الجزائر وأسئلة أزواد المتناقضة














المزيد.....

مفاوضات الجزائر وأسئلة أزواد المتناقضة


محمد أغ محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4563 - 2014 / 9 / 3 - 01:22
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


أما بعد:
فقد صام قلمي عن الكتابة في الشأن الأزوادي منذ سنة ونصف، لأن قلمي صحراوي الطباع، فالصحراوي رغم عشقه للارتحال في أعماق البيداء يتوقف تلقائيا في أي مكان أدركته فيه العواصف التي تحجب عينه، وتملأ الفراغ الصحراوي بالضبابية والغموض، فهو يعشق في الصحراء وضوحها البهيج، وامتداد النظر في متاهاته التي تذكره بالأبدية، والخلود، فعندما تلفه الرياح الرملية بالغموض يتخلى عن "متعة الرحلة" مؤقتا إلى حين انقشاع الظلمات، أو انبلاج الفجر، فلربما هو يريد الضياع والهلاك بصحرائه المشرقة، لا المظلمة.
ذلك هو شأن قلمي، فالغموض الكثيف الذي اتسمت به القضية الأزوادية لا يسمح له بالكتابة الجادة، وليس يعني هذا التقديم "انقشاع الظلمات"، عن مستقبل المنطقة، وإنما "تكرر" أمر يظهر للكثير أنه "جديد"، فأصبح جديرا بالاهتمام، هو "انعقاد مفاوضات بين الأزواديين، والحكومة المالية بالجزائر"، وهو حدَثٌ، مهما كان متكررا ثلاث مرات، فإنه هذه المرة يتسم بميزات تتعلق بسياق القضية الأزوادية، نفسها، وبطبيعة المفاوضات كذلك، مما يجعلها مستحقة للجدة، والجدية معا في الظاهر على الأقل.
سياق المفاوضات الجارية بالجزائر:
إن الظرف التاريخي الذي انعقدت فيه هذه المفاوضات امتاز بسمات أهمها:
ـ في الجانب العسكري: حقق الأزواديون تقدما ملحوظا مرتين على الجيش المالي، إذ تمكنوا من طرده في المنطقة التي يدعونها "ازواد" 2012م، كما انتصروا عليه شهر مايو المنصرم في معركة كيدال الأخيرة، كما أظهروا أمام المجتمع الدولي براءتهم من الإرهاب، في مناسبات متنوعة حاربوا فيها القاعدة، إلا أن اختلاط أصوات التحرير بضجيج القاعدة يعتبر في الوقت ذاته سمة جديدة على القضية.
ـ في الجانب السياسي: أسهموا إلى حد ما في تغيير الصورة النمطية حولهم في العالم الخارجي، وأوصلوا صوتهم لأروقة الأمم المتحدة، ووجدوا تضامنا ما من قبل بعض الدول في الجوار، والخارج، واختبروا كفاءاتهم السياسية في الداخل، حتى أثمروا في التمكن من صناعة "مشروع سياسي واضح المعالم" في "خطاب" شبه موحد، وإن كان متعثرا في تعدد الفاعلين.!
ـ في الجانب الاجتماعي: رغم التناحر الداخلي في البيت الأزوادي، الناجم عن التنوع الثقافي، والتشكل العرقي، والتعدد الأيديولوجي ـ رغم ذلك أينعت جهود الناشطين في الإقليم على مستوى ترميم الصف، وتسويق خطاب الوحدة، والتركيز عليه في الإعلام، والمؤتمرات، واللقاءات.... وسجل الكثير من فئات المجتمع بشمال مالي أسماءهم في قائمة المطالبين بحق تقرير المصير....
ـ في الجانب الإنساني: قدم الشعب تضحيات باهظة في الأرواح، والصبر على مفارقة الوطن، وعلى حياة النزوح، والتشرد، والضياع، فاكتسبوا من خلال ذلك تعاطفا كبيرا من قبل المنظمات المهتمة بحقوق الإنسان...
ذلك بعض المستجدات على السياق التاريخي الذي تجري فيه هذه المفاوضات، ولم تكن كل هذه السمات موجودة في السياقات السابقة، إلا ان هذه المفاوضات بالذات تتحلى بمظاهر جديدة لم تحظ بها المفاوضات السالفة، أهمها:
ـ حضور المنظمات الدولية، كالأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي.
ـ مشاركة دول الجوار كلها في فعاليات المفاوضات.
ـ حضور مختلف الأطياف الأزوادية بحركاتهم، وآرائهم المتنوعة.
ـ طرح موضوع "الحل النهائي"، ـ المبهم ـ و"استتباب الأمن في الساحل الصحراوي".
أسئلة أزواد المعقدة:
لعل هذه الميزات الجديدة، والجادة، هي التي تفتح الأمل كثيرا ـ حسب اعتقادي، وحلمي ـ في أن تتمخض المفاوضات الجزائرية عن نتائج جديدة وجادة، كذلك.
وهو أمل يملي أسئلة متناقضة إلى درجة التعقيد :
ـ هل ستعيد الجزائر مثل سياستها العتيقة مع الطوارق رغم كل هذه المستجدات، فتعود حليمة لحالتها القديمة؟ّ! أم ستتغير النظرة قليلا فنشهد تطورات في مستقبل الساحل الصحراوي؟
ـ إن تغيرت النظرة الجزائرية، فمالت جنوبا لصالح الأزواديين فهل ستباركها فرنسا القديمة، والحديثة؟ وبالأحرى كيف تسير علاقاتها الاقتصادية مع مالي؟!
أم هل سيتم تأجيل الحديث عن موضوع "تقرير المصير" إلى أجل غير مسمى؟! فتهتم الوساطة بأسئلة التنمية، والأمن، والعدالة ..؟
ـ وإن تم ذلك، ووافقت عليه حكومة باماكو فهل سيرضى الانفصاليون بهكذا القرار البارد؟! بعدما ضحوا بالنفس والنفيس طيلة نصف قرن من الزمن!
ـ هب أن قادة الانفصاليين تحت ضغط ما رضوا بوعود سخية من الوساطة، والحكومة المالية تتعلق ب "التنمية، والتوظيف، والأمن، والعدالة"، فهل ستقبل تلك الجموع المتظاهرة من النساء، والأطفال، والشباب الذين يبدو أن حلم الاستقلال مغروس في أعماق أرواحهم لدرجة الجنون ! خصوصا وقد كانت تلك الجموع متشائمة قليلا من وعود مالية تقليدية، خصوصا قد انطلقت من الجزائر صاحبة الاتفاقيات القديمة؟!
ألا ينذر مثل ذلك القرار بانتفاضة شعبية جديدة اليوم أو غدا، فيعيد التاريخ نفسه في أية لحظة مستقبلا؟
أم أن أصحاب القرار سيميلون إلى "تجزئة الحل النهائي " بتطبيق خيارين: اعتماد النظام الفدرالي بمالي، أو إعطاء الحكم الذاتي لكيدال وحدها؟!
حسب تخيمني، "تجزئة الحل" بشكل أو بآخر هو الخيار الذي سيجنح إليه الفرقاء، رغم أنه قد يجر ويلات لم تكن في الحسبان.
إنها أسئلة متناسلة، ومتداخلة، تحير الألباب، ولن أرهق طاقتي العقلية بمحاولة الإجابة عنها، خصوصا وأن الإجابة عنها ـ في تقديري ـ قد تمت قبل لعبة المفاوضات، ولذا لا ألقي بالا كبيرا في اختيار المكان، وغيره، فالمشاركون هناك عبارة عن "مشاهدين لمسرحية منجزة سلفا في سينما"، تم الاتفاق على أن يتفرجوا عليها في العاصمة الجزائرية.
إلا أني ـ وإن لم أحضر تأليف المسرحية ـ شبه متأكد من نقطتين: أولا: لن يتم الإعلان عن دولة أزواد في هذه المفاوضات، ثانيا: أن أزمة شمال مالي تتجه نحو منعطف وخيم، تختلط فيه الجاهلية القبلية، مع الجهالة الدينية إن لم يتخذ المجتمع الدولي تدابير حازمة جدا.
والله أسأل أن يعم الأمن، والأمان أرجاء المعمورة.



#محمد_أغ_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوضع المصري في نظر طارقي يحب المصريين
- المجتمع المدني بقيادة فرنسا في المستنقع الرملي بأزواد
- تعدد الحركات الأزوادية ثروة أم كبوة للثورة
- الحرب الفرنسية على القاعدة في مالي، وتأثيراتها الخطيرة
- ما ذا يعني أن تكون -كاتبا-
- متأخرون حتى في الاستهلاك!
- الجهات المتصارعة على -إقليم أزواد- و-كبش الفداء-!
- عندما يكون -الدين- كارثة!
- محاضرة فرحانْ -منذرْ قصة قصيرة جدا-.
- عن الدولة الدينية، واللادينية، والمدنية
- قراءة الموقف العربي تجاه أزواد
- المرأة بين الثقافة الأمازيغية، والعربية قراءة مقارنة


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - محمد أغ محمد - مفاوضات الجزائر وأسئلة أزواد المتناقضة