أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - محمد أغ محمد - تعدد الحركات الأزوادية ثروة أم كبوة للثورة














المزيد.....

تعدد الحركات الأزوادية ثروة أم كبوة للثورة


محمد أغ محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4103 - 2013 / 5 / 25 - 00:51
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


التنوع الحركي سمة أساسية للأزمة الأزوادية المالية:
لعل أهم سمة يمكن أن تعرف بها الأزمة المالية" أو "الثورة الأزوادية" هي تعدد منقطع النظير للجماعات، والحركات المحلية، والأجنبية، رغم قلة السكان، إلا أن التنوع العرقي، والاختلاف الفكري،

وتدخل الأطراف الخارجية لأطماع سياسية، واقتصادية بالدرجة الأولى كل ذلك أدى إلى هذا التباين السحيق في الأهداف، والمواقف، والرؤى، فأفرز سيلا غزيرا من التنظيمات، والجماعات، والحركات، وهي قسمان كبيران : حركات محلية، وجماعات شبه دولية.الحركات المحلية:

ـ الحركة الوطنية لتحرير أزواد

ـ أنصار الدين

ـ الحركة العربية الأزوادية

ـ حركة جاندوكي

الجماعات الدولية:

ـ القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي

ـ حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا

ـ أنصار الشريعة

ـ الموقعون بالدماء.

وكأن هناك تنافسا حتى في "العدد" (4/4).!

وإن المرء ليتملكه العجب وهو يكتشف أن كل هذا الجراد المنتشر من الحركات في "جزء واحد" من دولة ليست كالسودان مساحة فضلا عن الصين، وبين سكان لا يبلغون 3 ملايين نسمة هو جراد انبثق من تلك الأرض خلال سنتين غير كاملتين !!! وتصل به الدهشة الذروة إن علم أنها ما زالت تنمو، وتزداد يوما بعد يوم، فهناك حركتان جديدتان تكملان "العشر"، هما "مجموعة طوارق مالي" بقيادة بجن أغ همتو، و"المجلس الأعلى لوحدة أزواد" بقيادة مخمد أغ إنتالا !

فظاهرة "تعدد الحركات الأزوادية" ـ كظاهرة "سوسيولوجية وسياسية" معا ـ تستحق التأمل، والتحليل حقا، للبحث في بنيتها العميقة، وأسبابها، وأعراضها، وهل هي صحية أم مرضية؟؟، هل هي ثروة الثورة أم كبوتها؟؟

طبيعة الحراك في شمال مالي "أزواد":

بنية الحراك الأزوادي تتمثل في دوائر من الصراع، كل صراع يحتدم تحته صراع آخر إلى ما لا نهاية من الصراعات، صراع الطوارق مع حكومة مالي، وصراع الإثنيات، فصراع الأيديولوجيات، وصراع الطوائف، واحتوى صراع الدول كل ذلك، ففي الوقت الذي يتم التنسيق الكامل والود الحقيقي بين الجماعات الدولية المذكورة ضد الحراك المحلي التاريخي تشتعل حروب وأحقاد قاتلة بين الحركات المحلية الوطنية نفسها، وتتناحر، فبنية الصراع في المنطقة تحكي "نارا تلتهب وتحرق نفسها ومن حولها"، ولهذا تعقدت الأزمة، وصعب إطفاؤها، لأن الأشباح تكاثرت، واختلط الحابل بالنابل، وتضاربت الأهداف، وتنوعت من هدف سياسي، واجتماعي، وحقوقي إلى هدف عرقي، وديني، واقتصادي، وتنافس المحلي بالإقليمي، والدولي، وتكاد المطالب المشروعة تختفي تحت الدخيلة، وتعذر الإمساك بخيوط القضية. فطبيعة الصراع المالي الأزوادي تتسم فعلا بالتعقيد الكبير.

الأسباب والنتائج:

يعود الباعث الرئيسي لهذا التعدد الحركي، والتناحر الطائفي، إلى عاملين أساسيين: عامل سوسيولوجي، وعامل أيديولوجي، فالمجتمع الأزوادي مجتمع فسيفسائي، مركب من عدة ألوان، وقبائل، وأعراق، وأفكار، ومن ثم عدة أيديولوجيات، فهناك الأبيض، والأسود، والطوارق، والسنغاي، والعرب، والفلان، والسلفية، والصوفية، والمتفرنس العلماني، والمستعرب الإسلامي، كما تتنافس القومية العربية مع الأمازيغية من جهة، والإسلاموية، والعلمانية من جهة أخرى أيديولوجيا، فاجتمعت كل أسباب الفتن في التاريخ لحظة واحدة، في مساحة واحدة "العصبية القبلية/ الطائفية الدينية، المطامع الاقتصادية، والمآرب السياسية".

فكانت النتائج كارثة إنسانية عظمى، ولئن كان "الصراع" مميزا أساسيا "للمسرحيات" فإن الأزمة الأزوادية تستحق "اسم المسرحية الكبرى"، لكن من نوع "المسرحيات المأساوية" بامتياز، تمت عبرها مشاهدة الوقاحة البشرية، والشره، والجاهلية.

لقد تحولت "المنطقة" إلى جحيم وقوده الشعب، وأصبح "الإنسان" آخر ما يتذكر في قائمة الاهتمامات، وصار "الأمن" أغلى مطلب شعبي، بعدما انتفض لتحقيق "أهداف سياسية، ومطالب حقوقية مشروعة"، لكن حال الجريض دون القريض !!

الخاتمة

لعل القارئ يكتشف الإجابة عن سؤال الموضوع خلال هذا العرض المقتضب، : هل تعدد الحركات ثروة أم كبوة للثورة؟

طبعا كبوة، وانتحار للثورة، وانكسار لعودها، وإضعاف لروحها، فلو لم يكن هناك غير تفتيت الجهود فقط لكان الأمر سلبيا للغاية، فضلا عما أدى التعدد لا إلى "الثراء" بل إلى التقاتل، واشتعال الأحقاد، والاحتراق الداخلي، والفتنة الطائفية، والحرب العرقية، وأعتقد أن الحل يكمن في التكاتف على "حركة واحدة" تمثل الشعب، وأقرب الحركات ـ ربما ـ إلى الشعب هي "الحركة الوطنية لتحرير أزواد"، وهي أسبقها، وأكبرها قبولا لدى المجتمع الدولي، وإلا فقد لا يبقى إنسان ولا وطن!.



#محمد_أغ_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب الفرنسية على القاعدة في مالي، وتأثيراتها الخطيرة
- ما ذا يعني أن تكون -كاتبا-
- متأخرون حتى في الاستهلاك!
- الجهات المتصارعة على -إقليم أزواد- و-كبش الفداء-!
- عندما يكون -الدين- كارثة!
- محاضرة فرحانْ -منذرْ قصة قصيرة جدا-.
- عن الدولة الدينية، واللادينية، والمدنية
- قراءة الموقف العربي تجاه أزواد
- المرأة بين الثقافة الأمازيغية، والعربية قراءة مقارنة


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - محمد أغ محمد - تعدد الحركات الأزوادية ثروة أم كبوة للثورة