أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حسن عطا الرضيع - نازحو قطاع غزة والذئاب كجرف صامد جديد !!














المزيد.....

نازحو قطاع غزة والذئاب كجرف صامد جديد !!


حسن عطا الرضيع
باحث في الشأن الاقتصادي وكاتب محتوى نقدي ساخر

(Hasan Atta Al Radee)


الحوار المتمدن-العدد: 4562 - 2014 / 9 / 2 - 14:43
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


ما أن وضع عدوان الجرف الصامد أوزاره بقطاع غزة بعد 51 يوم من القتل لكل شئ يتحرك , وما أنا انقشع الغبار وخروج المواطنين لتفقد أماكن الدمار والخراب الكبيرين لاح في الأفق وظهرت موجة من الاستغلال والاحتكار في معظم مناطق قطاع غزة بلا استثناء , وخصوصا بحق النازحين في مدارس وأماكن الإيواء المنتشرة في مناطق متعددة بقطاع غزة , بدأ الحديث عن ارتفاع جنوني في أسعار الإيجارات للشقق والحوا صل السكنية وقد وصلت لأسعار مضاعفة في وضع لا يتناسب مع الإنسانية ومع تضحيات هؤلاء الذين فقدوا ممتلكاتهم وبيوتهم خلال العدوان وكأن هؤلاء المحتكرين يستمرون في إطالة أمد المشكلة وخلق اختناقات جديدة برفعهم للأسعار في ظاهرة باتت تهدد النسيج المجتمعي وتعزز قيم اجتماعية خطيرة , وفي هذا الصدد فإن هناك مسؤولية تقع على عائق الحكومة في مراقبة الأسعار ووضع سقف لهذه الاسعار بما يتناسب مع امكانيات المواطنين وتضع في المقام الأول توفير مساكن لهؤلاء النازحين وبأسرع وقت قبل حلول فصل الشتاء والتي ستزيد من حجم معاناتهم , ومهما كانت المبررات لأصحاب الأملاك المؤجرة فهي غير مقبولة إطلاقاً ومنها أن منظمات الإغاثة والمؤسسات الدولية هي التي تدفع , و أن المستأجرين يدفعوا أي سعر يتم طلبه لأنهم بحاجة لذلك , وكذلك قولهم ( اللي ما حكم في ماله ما ظلم )فهذا ليس صحيح في ظل الاستغلال , فلا حرية في رفع الاسعار واستغلال آهات وعذابات الآخرين , حجم المعاناة كبيرة و الحلول ما زالت محدودة ولا تلبي أدنى الحقوق مما يضع الجميع أمام مسئولياته وتحديداً الحاجة العاجلة لتوفير 5 ألاف بيت متنقل (كرفانة) لإيواء ما يمكن إيواءه حيث تشير التقارير الرسمية وجود 130 ألف نازح بلا مأوى وهذا العدد كبير مقارنة بعدد سكان قطاع غزة البالغين 1.85 مليون نسمة يتوزعون على منطقة هي الأكثر اكتظاظا بالسكان وذات مساحة تقترب من 365 كيلو متر مربع , وشهدت ثلاثة حملات عسكرية خلال ستة سنوات راح ضحيتها الآلاف ما بين شهيد وجريح , هذه الأرقام تنذر بكارثة اقتصادية واجتماعية في حال استمرارها لشهور دون حلول مستعجلة وهذه الحلول تواجه الآن مشكلات عديدة ناجمة عن سياسات الاحتلال الإسرائيلي وحال التجاذب السياسي الفلسطيني و جدلية قضية أعمار غزة وحول مدى توفر طواقم فنية وإدارية مناسبة للأعمار, وعدم التزام الدول المانحة والداعمة بدفع ما تتعهد به في مؤتمر إعادة الأعمار المترقب عقده في النرويج والقاهرة حيث تعاني دول الاتحاد الأوروبي من أزمة مالية كانت سبباً لاستمرار حالة الركود الاقتصادي والتوجه بإتباع سياسات نقدية توسعية لتحفيز النشاط الاقتصادي والذي من الممكن أن تتراجع مساهمتها في دعم مؤتمر المانحين وتحويل الملف للدول العربية التي تعاني أصلا من عجزاً مالياً في موازناتها العامة باستثناء دول الخليج والتي ستشرط عدة شروط للأعمار لاحقاً.
ضبابية المواقف السياسية وحالة التجاذب والتراشق الإعلامي بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس المسيطرة على قطاع غزة سيزيد من أمد المشكلة وخصوصا تأخر السلطة الفلسطينية في استلام المعابر ومنها رفح و البدء بعمل حكومة التوافق الوطني التي تم الاتفاق حولها في اتفاق الشاطئ ابريل 2014, سينجم عن ذلك استمرار إغلاق المعابر والتأخر في مشروع إعادة الأعمار وهذه الحالة التي تعاني منها قطاع غزة منذ سبع سنوات من الانقسام كانت أكثر عجاف ورمادة من مراحل سابقة , حجم المعاناة الإنسانية في قطاع غزة الناجمة عن العدوان الإسرائيلي لا تحتاج لاستمرار الانقسام ولتقاسم كعكة إعادة الأعمار على حساب المتضررين والذين ما زالوا بعيداً عن أعين الساسة , في ظاهرة ستجسد مزيداً من التدهور في الشارع الفلسطيني عبر تفاقم الاستغلال والاحتكار بدون وجود رقابة مناسبة من المسئولين وستزداد درجات التفاوت وعدم العدالة في توزيع الدخول لصالح حفنة من أصحاب الأملاك والتجار وغيرهم , وهذا يعزز مبدأ العدالة المُغيبة في قطاع غزة , المار بشوارع وأزقة القطاع يلاحظ حجم الاستغلال وخصوصا الشقق السكنية التي ارتفعت أضعاف عما كانت عليه قبل العدوان الإسرائيلي , إيجار حواصل صغيرة وبلا خدمات أصبحت بأسعار شقق فاخرة , وإيجار شقق لا تزيد عن 80 متر أحيانا بأسعار الفلل والقصور رغم وجود حالة من الركود الاقتصادي وتباطؤ في النشاط الاقتصادي وارتفاع معدلات البطالة والفقر, ففي هذه الأوقات يتربع على العرش أمراء وأباطرة من الذئاب والذين تمتلئ بطونهم بالمال وتزداد أرصدتهم بالبنوك تزامناً مع فقدان النازحين لكل ما يمتلكون وكأن هناك جرف صامد جديد يلاحق هؤلاء النازحين والمتضررين ويأبى تركهم يمارسون حياتهم من جديد والسبب هو طبيعة النظام الاقتصادي والاجتماعي السائد القائم على الليبرالية الجديدة واقتصاد السوق الحر والذي أثبت خلال عشرين عام ماضية عدم ملائمته للدول النامية ومنها الأراضي الفلسطينية فلم يحد من المشكلات الاقتصادية القائمة وأهما الفقر والبطالة والتباين في الشرائح الاجتماعية وسيادة أنماط من الاستغلال والاحتكار تعزز القيم الفردية على حساب المصلحة المجتمعية, وفلسطينياً فإن العجز المستمر في الوحدات السكنية دليل على ذلك , وهذا يستوجب انشاء شركات للقطاع العام لتوفير سكن مناسب وبأسعار التكلفة ومُدعمة, وتجارب عالمية عديدة وفي بدايات نموها اعتمدت على فلسفة القطاع العام ومنها دول المركز الرأسمالي كألمانيا مثلاً حتى سبعينات القرن العشرين واليوم وبعد الأزمات المالية هناك توجهاً عالمياً لزيادة تدخل الدولة في الأنشطة الاقتصادية.
وفي الختام فإنه يتوجب على الحكومة الفلسطينية إعادة النظر في سياساتها الاقتصادية والمراقبة ومنع الاحتكار والاستغلال , والعمل وفوراً لاستيراد الآلاف من البيوت المتنقلة وخلال أيام , والبدء بإصلاح البنية التحتية وإزالة الركام للتخفيف من إمكانية حدوث كارثة بيئية, والبحث عن حلول مستعجلة للحقيقة الغائبة المتملثة بالعدالة المُغيبة والتي اختصرها الإمام على بن أبي طالب في مقولته المشهورة " ما اغتنى غنياً إلا على رقاب فقير !!"



#حسن_عطا_الرضيع (هاشتاغ)       Hasan_Atta_Al_Radee#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقتصاد قطاع غزة : استنزاف المُستنزف وصمت القبور !!
- قطاع غزة بين مطرقة الاحتلال وسنديان المنتجات الإسرائيلية!!
- قطاع غزة : أزمات مستمرة ومساعي لإعادة الأعمار هل تنجح ؟!
- اقتصادي يدعو لإنشاء بنك للفقراء وللتمويل الأصغر في الأراضي ا ...
- البطالة في الأراضي الفلسطينية : من يدق جدار الخزان ؟!
- دراسة بعنوان الأثار الاقتصادية والاجتماعية للبطالة في الأراض ...
- اقتصاد قطاع غزة : الرواتب , الحقيقة الغائبة و عصا موسى السحر ...
- غزة وأعوام الرمادة السبع وطبقة الأثرياء المنتظرة !!
- الموازنة الفلسطينية للعام 2014: طظ يا عاشور
- تراجع الليرة وإمكانية غروب شمس التجربة الاقتصادية التركية
- دراسة بحثية بعنوان سوق المال الإسرائيلي ومدى تأثره بأزمة الأ ...
- دراسة بحثية بعنوان الأزمات المالية العالمية أسبابها وتداعيات ...
- أزمة الدين الأمريكي أسبابها وتداعياتها
- دراسة بعنوان تحليل العوامل المؤثرة في التضخم في الأراضي الفل ...
- إقتصاد قطاع غزة: جمهورية الموز والفنكوش
- إغلاق الأنفاق ورفض البنوك بغزة قبول ودائع بالدولار الأمريكي ...
- الفقر في فلسطين وإشتقاق الدروس من تجربة بنجلادش !!
- هل العالم أمام سقوط للدولار !!
- الطالب الفلسطيني بغزة ما بين الفقر والبطالة وإرتفاع الرسوم
- اقتصاد الأنفاق : اقتصاد مدمر ومشوه رغم حله لمشكلة انسانية


المزيد.....




- صندوق النقد: مصر ستعالج تسهيلات السحب على المكشوف من البنك ا ...
- كيكة شوكولاتة غرقانة بصوص رهيب.. اقتصادية جداً ومفيش أسهل من ...
- المغرب وفرنسا يسعيان لتعزيز علاقتهما بمشاريع الطاقة والنقل
- مئات الشاحنات تتكدس على الحدود الروسية الليتوانية
- المغرب وفرنسا يسعيان إلى التعاون بمجال الطاقة النظيفة والنقل ...
- -وول ستريت- تقفز بقوة وقيمة -ألفابت- تتجاوز التريليوني دولار ...
- الذهب يصعد بعد صدور بيانات التضخم في أميركا
- وزير سعودي: مؤشرات الاستثمار في السعودية حققت أرقاما قياسية ...
- كيف يسهم مشروع سد باتوكا جورج في بناء مستقبل أفضل لزامبيا وز ...
- الشيكل مستمر في التقهقر وسط التوترات الجيوسياسية


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حسن عطا الرضيع - نازحو قطاع غزة والذئاب كجرف صامد جديد !!