أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حسن عطا الرضيع - اقتصاد قطاع غزة : الرواتب , الحقيقة الغائبة و عصا موسى السحرية !!















المزيد.....

اقتصاد قطاع غزة : الرواتب , الحقيقة الغائبة و عصا موسى السحرية !!


حسن عطا الرضيع
باحث في الشأن الاقتصادي وكاتب محتوى نقدي ساخر

(Hasan Atta Al Radee)


الحوار المتمدن-العدد: 4494 - 2014 / 6 / 26 - 00:19
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


اقتصاد قطاع غزة : الرواتب, الحقيقة الغائبة و عصا موسى السحرية !!
بقلم / حسن عطا الرضيع
بعد سبع سنوات عجاف مر بها الاقتصاد الفلسطيني , وخصوصا في قطاع غزة والتي تمثلت بحالة من التشوه لكافة الأنشطة الاقتصادية التجارية والإنتاجية على حد السواء, والتي من الصعب على الحكومات الفلسطينية اللاحقة علاجها أو التخفيف من حدتها لتعقيداتها الكثيرة والمتداخلة أحياناً, والتي بلغت الذروة و لحدود تفوق إمكانيات الاقتصاد المتهاوي والفقير وتحديداً تزايد معدلات البطالة لحدود تقترب من 40% في صفوف القوى العاملة وتفاقم حدتها مع وصولها إلى 70% في صفوف الخريجين , هذه المعدلات القياسية وبتجلياتها الاجتماعية المتمثلة بالفقر قد وضعت حد لأي إمكانية للنهوض بالواقع الاقتصادي , فحالات التشوه التي سببتها سنوات الانقسام السياسي السبع هي امتداد لحالة التشوه التي بدأ يتعرض لها الاقتصاد منذ إنشاء السلطة الفلسطينية عام 1994 على أثر توقيع منظمة التحرير الفلسطينية لاتفاق أوسلو المرحلي مع إسرائيل , تشوهات في الإنتاج والاستهلاك وطالت كافة مناحي الحياة بقطاع غزة, فبعد توقيع بروتوكول باريس الاقتصادي والذي ينظم العلاقة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل من جهة والعالم الخارجي من جهة أخرى, وخلال عشرين عام مضت وطبيعة الاقتصاد الفلسطيني تتمحور في قضيتين أساسيتين وهي التبعية للاقتصاد الإسرائيلي وغياب الطابع الإنتاجي والاعتماد المتزايد والمستميت على المساعدات والمنح الخارجية وضريبة القيمة المضافة والمعروفة بالمقاصة, وظهر ذلك بوضوح مع تفاقم الأزمة المالية للسلطة الفلسطينية وعدم قدرتها على صرف رواتب موظفيها في بعض السنوات, وعلى الرغم من تزايد حجم المساعدات واقترابها من 20مليار دولار في الأعوام السابقة إلا أن ذلك لم ينجم عنه بناء اقتصاد حقيقي يعتمد على الذات ويزيد من قدرتها الذاتية للاستمرار والنهوض بالواقع, وعند قراءة واقع الاقتصاد الفلسطيني وخصوصا بعد إتمام المصالحة وتشكيل حكومة الوفاق الوطني وبروز مشكلة صرف الرواتب وخصوصا لموظفي الحكومة الفلسطينية المقالة بغزة للشهر الثاني على التوالي رغم حالة التفاؤل التي ساد في أوساط الموظفين وخصوصا فيما يتعلق بالأمان الوظيفي , نلاحظ الحقيقية التي غابت عن عدد ليس بالبسيط من الفلسطينيين وهي أن سنوات السبع بغزة والتي تغنى بها البعض بأنها السنوات الأكثر نمواً للاقتصاد وخصوصا عامي 2011-2012 والتي تميزت بذروة عمل أنفاق التهريب مع جمهورية مصر العربية, ومع إغلاقها فتبين أن السنوات ذات المؤشرات الايجابية والوردية أحياناً بقطاع غزة لم تكن حقيقية والوهم هو حلقتها الأساسية فعند النظر إلى عامي 2008-2009 وهي العامين التي أبرزت ظاهرة جديدة وهي طبقة الأثرياء والأغنياء الجدد والتي يتراوح عددهم من 800-600مليونير رغم ذلك فإن معدلات البطالة والفقر كانت هي الأعلى قياساً بالأعوام السابقة للحصار الإسرائيلي فاقت أل 40% , وهذه السنوات بدأت بإنتاج مزيداً من التشوهات بالاقتصاد الفلسطيني والغزي تحديداً حيث تراجع الطابع الإنتاجي لصالح الطابع الاستهلاكي وتحويل غزة لسوق استهلاكي بامتياز , كذلك فشل لخطط التنمية الاقتصادية التي أعدتها الحكومة المقالة بغزة والتي كانت تحاول الوصول إلى اقتصاد مقاوم وتعزيز امكانيات القطاع الزراعي والصناعي وغيرها, ولكن بقي ذلك مجرد أمال وتطلعات تتبخر بعد انتهاء جولة التصويت بالمجلس التشريعي الفلسطيني , وعليه فما جرى وبعد إغلاق الأنفاق من الجانب المصري هو دليل على فقر وريعية ومحدودية امكانيات الاقتصاد بغزة, أما عند التطرق لملف الموظفين فتكمن تشوهات سوق العمل وعدم قدرة السلطة الفلسطينية على استيعاب مزيداً من العمالة مهما كانت مستوياتها, ويعود ذلك للعجز المستمر في موازنات الحكومات الفلسطينية المتعاقبة والتي تفرز قضية أساسية وهي غياب الرؤى الاقتصادية للحكومات وتزايد أخطاءها والذي دفع فاتورتها الآلاف من الخريجين العاطلين عن العمل وخصوصا في قطاع غزة, وعليه فإن ما جرى بقطاع غزة هو عبارة عن كارثة بكافة المقاييس ولا يوجد أدنى أمل في الخروج من هذه الأزمة في الأمدين القصير والمتوسط, كون أن المؤشرات الكلية السلبية قد تفاقمت وخصوصا مع بدء العام 2014 حيث شهدت أسواق قطاع غزة حالة من الركود الاقتصادي وخصوصا في شهور الرمادة والقحط الست الأخيرة رافقه تراجع القوة الشرائية لآلاف من الأسر الغزية و تدني مستويات المعيشة وارتفاع معدلات الفقر والعنوسة والطلاق وتزايد ظاهرة عمالة الأطفال والباعة المتجولون والثابتون , وكذلك الأسواق شبه الخاوية من روادها, وشوارع ممثلة بالخريجين على الطرقات يمتلكون رصيد هائل يملأ الدنيا من الإحباط واليأس, وفي حال استمرار أزمة صرف الرواتب لموظفي قطاع غزة وإغلاق البنوك فإن الاقتصاد بغزة والمحتضر بالأساس سيدخل بمراحل جديدة من العناية المكثفة وعلى أجهزة التنفس الاصطناعي ( المساعدات والمنح الخارجية+ ضريبة القيمة المضافة), وسيرتب على ذلك تراجع النمو الاقتصادي وانخفاض حجم الطلب الكلي الفعال بشقيه الاستهلاكي والاستثماري, لذي فإن لإغلاق البنوك ومنع صرف الرواتب والتراشق الإعلامي الموجود وحالة عدم التأكد والغموض الذي يشوب اتفاق الشاطئ فيما يتعلق بالرواتب يزيد من المشكلات المتفاقمة ويكشف جزءاً من المستور حيث الضبابية في موارد الحكومة المقالة التي كانت تدفع لموظفيها رغم معاناتها من العجز بشكل سنوي وعدم الإفصاح عن بياناتها السنوية وعن عوائد الأنفاق وحجم المساعدات التي تحصل عليها ومصادر التمويل, فعند النظر بموازنة الحكومة المقالة للعام 2014 فقد بلغ إجمالي النفقات 784 مليون دولار وبلغت الإيرادات المتوقعة 195مليون دولار وبعجز بلغ 589 مليون , وكذلك موازنة الحكومة الفلسطينية للعام 2014 فقد بلغت 4.1 مليار دولار وبعجز بلغ 1.8 مليار دولار يتم تغطيته عبر المساعدات الخارجية, وبهذا العجز في كلا الحكومتين ومحدودية الموارد المتاحة واعتماد كليهما على المساعدات الخارجية فإن ذلك يضع العديد من التساؤلات لمتخذ القرار السياسي والاقتصادي الفلسطيني ومنها هل هناك قدرة للحكومة الفلسطينية التوافقية في اعتماد موازنتي حكومتا الانقسام, وهي البدائل المتاحة في حال إذا ما تم الاتفاق وبشكل نهائي على دمج موظفي الحكومتين في حكومة واحدة , ففي ظل ذلك ومع تفاقم عجز الموازنة المتوقع وثبات حجم المنح والمساعدات وامكانية تقديم شبكة آمان عربية, يبقى لنا أن نشتق دروس الأمس ونبحث جيداً عن الوسائل والإجراءات الواجب اتباعها لزيادة القدرة الذاتية للاقتصاد وهي ضرورة ترشيد النفقات العامة وتوسيع القاعدة الضريبية وخصوصاً على الشركات الكبيرة وعلى الأرباح , إضافة لخفض العجز في الموازنة ودعم قطاعي الزراعة والصناعة ورفع مستويات الصحة والتعليم , والعمل على إعداد خطط اقتصادية تضع في المقام الأول تحقيق العدالة الاجتماعية والقضاء على المعضلة الأكثر تأثيراً على الواقع الاقتصادي والاجتماعي وهي الفقر, وفرض ضرائب تصاعدية ووضع حد أدنى وأقصى للرواتب , وأن ألا تؤثر أي سياسة اقتصادية متبعة على الشق الاجتماعي , مع الأخذ بعين الاعتبار للوضع الاقتصادي الصعب للآلاف من الأسر الفلسطينية.
وفي الختام فإن حل المشكلة الاقتصادية بقطاع غزة بحاجة لعصا موسى السحرية ولمعجزة ربانية , وتبقى كل الخطط المتوقع إنجازها في السنوات القليلة القادمة ما هي إلا إبر تخديرية وحقن تقليدية ما لم يتم العمل على إلغاء التشوهات التي حدثت عبر البحث عن أمهر الجراحين بعيداً عن تدخل البعض وبعيداً عن أي امكانية لحدوث أي تزاوج كاثوليكي كما حدث في السنوات الماضية .



#حسن_عطا_الرضيع (هاشتاغ)       Hasan_Atta_Al_Radee#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة وأعوام الرمادة السبع وطبقة الأثرياء المنتظرة !!
- الموازنة الفلسطينية للعام 2014: طظ يا عاشور
- تراجع الليرة وإمكانية غروب شمس التجربة الاقتصادية التركية
- دراسة بحثية بعنوان سوق المال الإسرائيلي ومدى تأثره بأزمة الأ ...
- دراسة بحثية بعنوان الأزمات المالية العالمية أسبابها وتداعيات ...
- أزمة الدين الأمريكي أسبابها وتداعياتها
- دراسة بعنوان تحليل العوامل المؤثرة في التضخم في الأراضي الفل ...
- إقتصاد قطاع غزة: جمهورية الموز والفنكوش
- إغلاق الأنفاق ورفض البنوك بغزة قبول ودائع بالدولار الأمريكي ...
- الفقر في فلسطين وإشتقاق الدروس من تجربة بنجلادش !!
- هل العالم أمام سقوط للدولار !!
- الطالب الفلسطيني بغزة ما بين الفقر والبطالة وإرتفاع الرسوم
- اقتصاد الأنفاق : اقتصاد مدمر ومشوه رغم حله لمشكلة انسانية
- الصكوك وشهادة شاهد من أهلها
- الأزمة الاقتصادية الراهنة بمصر إلى أين ؟!
- الحكومة الجديدة ما بين انهاء الانقسام وموجة ارتفاع الاسعار و ...
- الاقتصاد الفلسطيني ما بين الأوهام والتبعية وسنغافورة الجديدة ...
- العولمة وأثارها الاقتصادية و الاجتماعية في الدول النامية
- رفع ضريبة القيمة المضافة تكريسا للتبعية الاقتصادية في الاراض ...
- سكان العشوائيات بقطاع غزة ما بين لهيب الاسعار والفقر والمطال ...


المزيد.....




- إنتاج الكهرباء في الفضاء وإرسالها إلى الأرض.. هل هو الحل لأز ...
- بورصة الدواجن .. كم سعر البيض الأحمر اليوم في البورصة وللمست ...
- -الأحدث في العصر الذهبي لأبحاث السرطان-.. لقاح ثوري وُصف بال ...
- فنلندا تجني خسائر العقوبات ضد روسيا
- شركة فوسفات مغربية تجمع ملياري دولار للتحول الأخضر
- القضاء الروسي يجمد حسابات أكبر بنك أمريكي في روسيا
- بوتين يستشهد بمؤشر يؤكد صلابة الاقتصاد الروسي
- رفع الحد الأدنى لأجور القطاع الخاص في مصر
- البنك المركزي الروسي يبقي على سعر الفائدة الرئيسي عند مستواه ...
- تعديل آلية تصاريح العمل بالكويت هل يخفض أجور العمالة؟


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حسن عطا الرضيع - اقتصاد قطاع غزة : الرواتب , الحقيقة الغائبة و عصا موسى السحرية !!