أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد الساعدي - داعش هي الإسلام















المزيد.....


داعش هي الإسلام


احمد الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 4560 - 2014 / 8 / 31 - 00:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بادئ ذي بدء

ظهور داعش التي تحمل راية الإسلام وما أظهرته من أعمال إجرامية يندى لها الجبين، جعلت المسلمين المخدوعين بصورة الإسلام السمحة يرفضون ما جاءت به داعش من أعمال مدعين أن هذا ليس من الإسلام في شيء.
ففي كل يوم وكل لحظة، تبدأ وتنتهي مئات النقاشات على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الحياة الواقعية وعلى شاشات التلفاز وهلم جرا، حول أفعال وسياسات "داعش"، هل هي مخالفة ام مطابقة للإسلام؟!!، وهنا أقول، وأنا على يقين مما أقوله، داعش تطبق الشريعة الإسلامية بالحرف الواحد، لم يسبق لجماعة ما إن طبقت الشريعة الإسلامية بإتقان مثلما فعلت داعش، فهي لم تترك صغيرة ولا كبيرة من تعاليم الإسلام معلقة، مثل القتل، قطع أيادي، جلد، تهجير، سبي، إلا وفعلتها.
وسوف أضع الأفعال التي قامت بها داعش، واقارنها بإحكام القران، وسنة محمد، وأفعال الصحابة، لنرى مع بعض أين مكامن الاختلاف بين مجتمع الرسول و مجتمع داعش "إن وجدت".
ففي البداية وكمقدمة للمقال، ليس من المنطقي أو المعقول إن يطلق على القوانين التي يطبقها المسلمون اسم "الشريعة الإسلامية"، فهي لم تكن يوماً أسلامية، وليس أول من طبقها المسلمون، ولم يضعها محمد أو يخترعها بنفسه. بل هو تبنى ما وجد من قوانين في بيئته، وجمعها واجبر أتباعه على أتباعها بأسلوبي "الترغيب والترهيب"، القوانين والعبادات التي يتبعها المسلمون اليوم هي بالأصل عادات القبائل قبل مجيء محمد بخرافته و أطلق عليها فيما بعد "الدين الإسلامي".
وهذا ليس موضوعنا، بل هو مقدمة لابد منها، و للراغبين بالاطلاع أكثر حول هذه الحقيقة عليهم مراجعة كتب "الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية – خليل عبد الكريم" و "الدولة الإسلامية بين النظرية و التطبيق – كامل النجار"، و "شدو الربابة – خليل عبد الكريم"، "فصل الكلام في مواجهة أهل الظلام – حميد نزار"، "خلف محمد – الغريب بن ماء السماء"، وكتاب "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام - جواد علي "، و غيرها من الكتب في نفس الموضوع.
والشريعة الإسلامية، كتعريف لكي يتسنى للقارئ إن ينقد كلامي بموضوعية، "هي ما شرعه الله لعباده المسلمين من أحكام وقواعد ونظم لإقامة الحياة العادلة وتصريف مصالح الناس وأمنهم في العقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات ونظم الحياة، في شعبها المختلفة لتنظيم علاقة الناس بربهم وعلاقاتهم بعضهم ببعض وتحقيق سعادتهم في الدنيا والآخرة."، ويستمد تطبيق الشريعة الإسلامية من خلال القران والسنة وغيرها من مصادر التشريع التي تستعملها طوائف الإسلام.

داعش والشريعة الإسلامية
كما قلت سابقاً، لا توجد جماعة طبقت الشريعة الإسلامية، بشكل كامل، مثلما فعلت "داعش". فهي استعانت بالآيات القرآنية وبالأحاديث والسنة النبوية، لإرساء دولة إسلامية، لا تشوبها شائبة، وقد نجحت.

خليفة المؤمنين
ظهر لنا "من حيث لا نعلم"، أبو بكر البغدادي ونصب نفسه كخليفة للمسلمين، وقد خطب بالمؤمنين خطبة الجمعة مرتدياً عمامة سوداء ولباس اسود كما كان يفعل نبي الإسلام محمد والخلفاء من بعده. لكن كيف اختير هذا الحاكم حسب تعاليم الإسلام، والإسلام فيه آية تقول "وأمرهم شورى بينهم"(1)، فمن هم الذين تشاوروا لاختيار هذا الخليفة؟، هل ذكر الإسلام طريقة واضحة لاختيار أي حاكم، أو بين ما هي الصورة المثلى لتطبيق هذا الحكم؟، أو هل طبق محمد وخلفاءه هذا الحكم بطريقة توضح الشورى بشكل بين؟. الجواب على كل هذه الأسئلة هو النفي. لم يبين لنا القران ولا السنة كيفية تطبيق الشورى والعمل بها، هل هي مبايعة رجل واحد فيتبعه الآخرون، كما حدث في اختيار أبو بكر الخليفة الأول لمحمد. ام إن الخليفة يختار من سيخلف بعده، كما حدث مع عمر ابن الخطاب وريث أبو بكر. ام إن يختار الخليفة جماعة من أهل العلم والرأي كما حدث مع عثمان ابن عفان الثالث الخلفاء. ام أنها تنحصر بجماعة أو فئة معينة من المواطنين، كما حدث مع علي، حيث حصر المبايعة بالمهاجرين والأنصار، كما بعث رسالة إلى معاوية يقول فيها "إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه، فلم يكن للشاهد إن يختار ولا للغائب إن يرد، وإنما الشورى للمهاجرين و الأنصار"، واليوم لا يوجد مهاجرين ولا أنصار، فما العمل يا وليد الكعبة(2).
والشورى لم تكن بيد المسلمين كلهم على طول تاريخ حكم الإسلام، من محمد إلى انتهاء الإمبراطورية العثمانية، ومع ولادة "الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام"، لم يختار حاكم قد من قبلهم، وهذا عكس المفاهيم العصرية التي تضع الحكم بيد الشعب بمنهج الديمقراطية.
ماذا عن خطبة يوم الجمعة، الكل يعرف أنها تقليد عربي، قبل ظهور الإسلام، فقد قال أبو سلمة: أول من قال أما بعد هو كعب بن لؤي وكان أول من سمى الجمعة: جمعة، وكان يقال ل"يوم الجمعة" "يوم العروبة"(3).

ألقاب قادة داعش ومقاتليها
البغدادي، الأفغاني، السوري، أبو قتادة، أبو مصعب، وغيرها من الألقاب لماذا هذه الألقاب، هل هي لإخفاء الأسماء لكي لا يتعرف عليهم احد؟، لا اعتقد ذلك فاغلب المقاتلين يخرجون أمام التلفاز بدون إن يغطوا وجوههم لكن الألقاب تكون حاضر. سؤال يطرح نفسه، لماذا هذه الألقاب. الجواب هو اقتداء برسول الله صلعم وخلفاءه من بعده.
فالعرب يحبون الألقاب، ويتفاخرون بها و تعتبر من أرث العائلة الذي يتفاخر به الأبناء والأحفاد، والألقاب كانت تطلق قبل ظهور الإسلام على رجال تمتعوا بميزات معينة، وحمل اللقب كان يعتز به المرء ويفتخر به بنوه وأحفاده، والمدح والفخر وجهان لعملة واحدة فالمدح خطاب الغير و الفخر خطاب النفس وكان البعض يسعى لنيل لقب ليتباهى ويمتاز به عن أقرانه.
ومحمد "رسول الإسلام" كان مخالط لأهل الحجاز، فهو يعرف أطباع المجتمع الحجازي وقيمه و عاداته، وقد أدرك أهمية "اللقب" وكيف يدخل على الشخص البهجة و الانشراح، ومن هنا نجد إن محمد اتخذ من أطلاق الألقاب وسيلة فعالة في تطويع نفوس من حوله وصبغهم وقولبتهم بقالب الإسلام. فقد حظي الخلفاء الأربعة "أبو بكر، عمر، عثمان، علي" من بعد محمد بكم هائل من الألقاب ميزتهم عن باقي المسلمين، من مثل "العشرة المبشرين بالجنة، المهاجرون، القرشيون. هذا بصورة عامة أما بصورة خاصة فنرى إن أبو بكر تم تلقيبه ب"الصديق"، أما سبب وحادثة تسميته فهي (عن انس ابن مالك أن النبي"ص" صعد أحدا فتبعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم، فضربه النبي "ص" برجله وقال: اثبت احد فما عليك إلا نبي وصديق وشهيدان")(4). فحمل أبو بكر هذا اللقب إلى اليوم، فما يذكر اسمه إلا ويأتي اللقب ملاصق له. كما نال عمر ابن الخطاب الكثير من الألقاب منها "مفتاح الجنة، الفاروق". و عثمان بن عفان أيضا منها "ذو النورين"، وعليا الكثير من الألقاب منها على سبيل المثال لا الحصر "الوليد، أمير المؤمنين، أبو تراب".(5)
فالدولة الإسلامية في العراق و الشام "داعش" لم تفوت هذه السنة من محمد، فأخذ جنودها شتى الألقاب لما له من وقع جميل في نفوس المحاربين، فهم قد أحسنوا الاقتداء بنبيهم.
الطاعة العمياء للخليفة
مقاتلو داعش لديهم الاستعداد للقتل وتقطيع أعضاء الجسد، إن جاءهم الأمر من قادتهم، وقد فعلوا. وان كان المجني عليه أخ لهم أو صديق قد قاسمهم لقمة الخبز فيما سبق. لما لا والغاية هي الجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمة "لا اله إلا الله، محمد رسول الله"، لكن الغريب هو لماذا هذا التنفيذ الأعمى للأوامر؟!!.
قد اخذ مقاتلو داعش تلك الصفات من صحبة محمد والمسلمين الأوائل، خصوصاً المهاجرين، كما إن الإسلام يعامل الحاكم كما يعامل الإله: هذا ما نراه من نصوص القران وسنة محمد، يقول رب محمد "يّأيٌها الذين امنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم"(6)، أما محمد فقد قال "لا تسبوا الولاة، فإنهم إن أحسنوا كان لهم الأجر وعليكم الشكر. وان أساءوا فعليهم الوزر وعليكم الصبر ..."(7). و قال أيضا "أطيعوا أولي الأمر فيكم ولو كان عبداً حبشيا رأسه كالزبيبة"، كما قال "من أكرم سلطان الله أكرمه الله، ومن أهان سلطان الله أهانه الله"(8)، كما إننا نرى تفاني أصحاب محمد في تقديره الامتثال إلى أوامره.
(قال ابن إسحاق قال الزهري فكلمه عروة بن مسعود الثقفي "مندوب قريش في المراودات التي سبقت توقيع صلح الحديبية" بنحو مما كلم به أصحابه واخبره انه لم يأت يريد حرباً، فقام من عند رسول الله "ص" وقد رأى ما يصنع به أصحابه: لا يتوضأ إلا ابتدروا وضوءه ولا بصق بصاقاً إلا ابتدروه ولا يسقط من شعره شيء إلا أخذوه؛ فرجع إلى قريش فقال: يا معشر قريش إني قد جئت كسرى في ملكه وقيصر في ملكه والنجاشي في ملكه، وإني والله ما رأيت ملكاً من قوم مثل محمد في أصحابه ...)(9). لعل هذه الشهادة تبين لنا مدى ارتفاع قدر محمد بين أصحابه، وبما أنه هو القائد أو الملك في دولة الحديثة فقد أخذها المسلمين كسنة، خصوصاً بوجود الأحاديث التي تدعم هذه العادة، وهذا ما ورثه مقاتلي داعش من سلفهم.
قتل من يخالف داعش بالدين أو المذهب وفرض الجزية
نأتي ألان إلى معاملة من يختلف مع المسلمين "المتمثلين بداعش" في الدين، وهذا الشغل الشاغل للعراقيين على وجه الخصوص والمسلمين على وجه العموم، فطريقة التعامل أقرت في القران كتاب رب محمد المزعوم "قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ"(10)، عندما يسمع المسلم هذه الآية، فأنه يقول أنها للدفاع عن النفس، وأنا لا اعتقد هذا لان الآية التي قبلها والآية التي بعدها لا تدلان على ذلك. ففي الآية السابقة للآية المذكورة، يخبر رب محمد المسلمين إن الكفار هم أنجاس وهذا لا علاقة له بالحرب، كما في المذكورة نفسها، يخبرهم بعقائد اليهود و المسيحيين التي تختلف مع عقائد المسلمين.
و يقول مسلم أخر، إن الجزية هي فريضة من المال القليل تكون بمثابة الزكاة عند المسلمين، طيب، هل يستحق القتل كل من يرفض دفع المال؟!! هل من الممكن إن تكون حياة إنسان كفارة عن ذنب عدم دفع المال؟!! وما الحاجة للجزية وللزكاة والخمس بوجود الضريبة، وهو مال أيضا ويتساوى فيه المسلم مع المسيحي في الدفع، فلا يدفع المسلم مال أكثر من غيره.
تتوالى التبريرات و تتوالى الردود، فليس للمسلم إلا إن يدافع عن شريعته التي أفرز عليها الدهر كل إفرازات الجسد، فكما قال رشيد مقدم برنامج "سؤال جريء" على قناة الحياة "الفقه الإسلامي لحد اليوم فقه تبرير لا فقه تفسير، فهو فقه المخارج يحاول إن يجد مخرج لكل أعمال محمد".
الكلام السابق حكم المسيحيين، لكن ماذا عن غير المسيحيين من الأيزيدين والشيعة(11)، ما هو الحكم الذي أوجبه الإسلام من خلال القران والسنة المحمدية لهؤلاء المخالفين؟، فهؤلاء أما يكونوا في حالة حرب مع المسلمين فيجيز دمهم بلا خلاف ولا مشقة في تفسير أو تأويل الأحكام، أو يكونوا في حالة هدنة بعد حرب، وهنالك صنف ثالث في الإسلام إلا وهم الكفار المستأمنين بأرض الإسلام، لكن التطبيق العملي لهذه الأحكام هو ما إن تتصرف حكومتهم أو احد مواطنيهم بتصرف يسيء للمسلم إلا وقد هددت حياتهم، هذا ما رأيناه مؤخراً في حالة الصحفي الأمريكي الذي خطفته القاعدة وجزت عنقه نكالاً بسياسات أمريكا تجاه "داعش"، التي جاءت بقسمها الأكبر دفاعا عن مواطنيها في أربيل، فعند تقدم جيش الإسلام "داعش"، باتجاه أربيل قام الطيران الأمريكي بتوجيه ضربة إستراتيجية لجنود دولة الإسلام. وكانت ردة فعل الجيش الإسلامي قتل الصحفي الأعزل والتهديد بقتل صحفي أخر.
لكن متى فعل الرسول ذلك، وهو نبي الرحمة،هنا اذكر بفعلة محمد مع ام قرفه، وما قام به محمد لتلك العجوز لكونها تحرض عليه "والتحريض أهون من الضربة الجوية"، هنا أورد قصتها، مع ذكر أكثر من مصدر بروايات مختلفة لهذه الحادثة؛ لكون اغلب المسلمين "المنافقين"، يعتقدون أنها موضوعة لتشويه صورة محمد.
"هي فاطمة بنت ربيعة بن بدر بن عمرو الفزارية، أم قرفة تزوجت مالكا بن حذيفة بن بدر وولدت له ثلاثة عشر ولدا أولهم (قرفة) وبه تكنى, وكل أولادها كانوا من الرؤساء في قومهم. كانت من أعز العرب, وفيها يضرب المثل في العزة والمنعة فيقال: أعز من أم قرفة وكانت إذا تشاجرت غطفان بعثت خمارها على رمح فينصب بينهم فيصطلحون. كانت تؤلب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل في السنة السادسة للهجرة زيد بن حارثة في سرية فقتلها قتلا عنيفا, فقد ربط برجليها حبلا, ثم ربطه بين بعيرين حتى شقها شقا. وكانت عجوزا كبيرة, وحمل رأسها إلى المدينة ونصب فيها ليعلم قتلها."(12)(13)(14)( 15)(16)(17).
والأبشع من ذلك تجدونه في كتاب "الصارم المسلول في الرد على شتائم الرسول" لشيخ الإسلام، ابن تيمية.
الحدود في الإسلام ودولته الداعشية
والحدود هي بمثابة العقوبة لكل من يخالف الشريعة، وهي بمثابة قانون العقوبات في الوقت الحاضر.
فمثلاً عقوبة السرقة في الشريعة هي قطع اليد، فمحمد يرجع ليتحفنا بآيات تناقض الإنسانية فهو يقول على لسان آلهة " وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"، ويرجح بعض المسلمين "المنافقين"، إن المقصود بقطع اليد هو معنوي أي منع السرقة بقطع الطريق إليها، لكن التطبيق العملي لها في زمن محمد وخلفاءه جاء عكس هذا الكلام، مما لا يدع مجالاً للشك إن المقصود بالعقوبة هو قطع اليد فعلياً وليس مجازياً، كما إن قطع اليد هو من العادات السابقة للإسلام، والمعاصرة له أيضا. فعن أبو هريرة قال:" لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده، ويسرق الحبل فتقطع يده"(18).
فهي كعقوبة بدنية قد منعت في القوانين الإنسانية، فلا يجوز إن نعاقب من ارتكب أي فعل بتطبيق العقوبة في بدنه، أو نقوم بتعذيبه، حتى حكم الإعدام لا يستخدم إلا مع أقسى المجرمين و السفاحين.
و هنالك عدة أسباب للسرقة، و أكثرها أمراض نفسية من الممكن معالجتها بدون قطع يد السارق، و قد يسرق البعض لعدم استطاعته الحصول على لقمة العيش، فعند قطع يده سوف نزيد من معاناة هذا الشخص و نزيد من تدهور وضعه الاقتصادي.
سبي النساء وبيعهن
التاريخ الإسلامي هو تاريخ حروب ونكاح، فيقول قدوتهم محمد "اُغْزُوا تَبُوك تَغْنَمُوا بَنَات الْأَصْفَر وَنِسَاء الرُّوم"(19)، فمن زوجات محمد نساء وقعن بيديه بعد إن قتل عشيرتهن "مثل جورية بنت الحارث وصفية بنت حيي".
أما رأي القران هو "وإن خفتم ألا تقسطوا فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم إلا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا"(20). فالآية ليس فيها تحديد الزواج بأربع نساء فقط، بل فيها أيضا أباحة نكاح ما طاب للمسلمين من "ملكات اليمين"، وملكة اليمين هي السبية التي تكون من نصيب المجاهد في معارك المسلمين، فالقران لم ينهي المسلمين عن اخذ السبايا، بل شرع لهم ذلك.
فالمرأة تعامل كغنيمة، وتكون من نصيب المقاتلين بعد كل غزوة لكي يصبحن من جواري المؤمنين المجاهدين في سبيل أوامر محمد، وبعضهم كان يواقع النساء المسبيات مباشرة بعد انتهاء المعركة، دون الاكتراث لمشاعرهن. وفي أحدى الغارات نورد الحادثة الآتية "عن ابن سعيد الخدري في غزوة بني المصطلق أنهم أصابوا سبايا فأرادوا أن يستمتعوا بهن ولا يحملن فسئلوا النبي –ص- عن العزل فقال "ما عليكم إن لا تفعلوا، فإن الله قد كتب من هو خالق إلى يوم القيامة"(21). أي إن نبي الرحمة أباح للمؤمنين المجاهدين إن ينكحوا السبايا بعد إن قتل أهلهن، فتفكروا في هذه الحادثة.
كما إن محمد لا يضع حرمة للمسبية المتزوجة، وزوجها على قيد الحياة، أي لم يقتله في الحرب. فهو يقول على لسان ربه المزعوم في القران، وتحديداً في سورة النكاح "اقصد بها سورة النساء"، التي يحاج المسلمون على أنها دليل إنصاف النساء في الإسلام، وفي الآية (24) "والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم"، وعن أبي قلابة في الطبري يقول "في قوله }والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم{ قال : ما سبيتم من النساء، إذا سبيت المرأة ولها زوج في قومها، فلا بأس إن يطأها.".
ويقول البعض إن الإسلام دين رحمة، عن أي رحمه تتحدثون؟!! فهو دين إجرام وقتل، دين سبي وعبودية. يحاولون تجميله ولن يصبح جميلا أبدا، إذا أردتم إن تجملوا صورة دينكم فعليكم بحذف كل هذه الحوادث والآيات أللإنسانية "ولا اعتقد إنه سيبقى أي شيء بالإسلام بعد الحذف فهو لا يحوي سوى الإجرام".
خاتمة القول
"لكم في رسول الله أسوة حسنة"،توجب هذه الآية على المسلمين إتباع أعمال رسولهم، فجميع أفعال محمد هي واجبة التطبيق، جميع الأحاديث المذكورة هي واجبة التطبيق، حتى الموضوعة منها، لان الله يعلم الغيب ويعلم إن هذه الأحاديث سوف توضع على لسان نبيه.
1500 سنة ولم يقدم الإسلام للإنسان أي شيء، ولم تقم العلوم في عصرها الذهبي على آيات القران و لا على أحاديث محمد، بل قامت بجهد العلماء و تجاربهم، على الرغم من اغلبهم قد كفر واتهم بالزندقة، ونحن اليوم لا نريد إن نكفر أو نطرد من بلادنا بسبب شريعة الصحراء.
لم اذكر كل شيء هنا، وإلا لتوجب علي تأليف مجلدات عن أفعال المسلمين والإسلام بكل البلاد التي وصلوها، وقد فعل ذلك بعض الكتاب، حيث تم تأليف عشرات الكتب التي توثق هذه الأحداث، وبالطبع، لم يقم أي مسلم بقراءتها؛ لأنهم امة لا تقرأ.
وأيضا هنالك فئة من المسلمين المنافقين "الوسطيين"، الذين يؤمنون بإسلام محمد في مكة، مرحلة الضعف، أما الجزء الأعظم والناسخ والمنسوخ في المدينة فهو لا يناسبهم، لذلك أبعدوه عن تفكيرهم، ولن أتكلم بسوء عن هؤلاء المنافقين، فقد توعدهم محمد في كتابه المقدس "القران" بعذاب في الدنيا والآخرة، حين قال "أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ"(22)، نراهم يطمرون رأسهم في التراب حين يحاجون بآيات القتل والسبي، يتمنون إن تنشق الأرض وتبلعهم عند سماعهم بأفعال داعش، ما لهم إلا التبرير والاستنكار وإعلان براء الإسلام من هذه الأفعال"وما هو ببريء". الإسلام هو ايدولوجيا إرهابية في عصرنا هذا وفي كل العصور، لذلك توجب اخذ الحيطة والحذر منها، بل والقضاء عليها. فجميع عناصر داعش مسلمين، ومن لم يتدعش بعد فهو قنبلة قد تنفجر في أي لحظة.

مراجع
وفي الختام، سوف اذكر بعض المراجع التي بإمكان كل من يرغب بتأكد مما ذكر أعلاه، والتعرف أكثر على خبايا الإسلام، وقراءة أفكار المخالفين، عليكم بقراءة هذه الكتب
1- تحقيق ما للإلحاد من مقولة، محمد المازوغي.
2- حروب دولة الرسول، سيد القمني.
3- معارك في سبيل الإله، كارين ارمستروغ.
4- من تاريخ التعذيب في الإسلام، هادي العلوي.
5- الاغتيال السياسي في الإسلام، هادي العلوي.
وانظروا إلى القول، لا تنظروا إلى من القائل...
الهوامش
1- سورة الشورى، آية 38.
2- وهو لقب علي ابن أبي طالب، بناء على رواية تقول إن علي ولد في الكعبة "قبلة المسلمين".
3- القرطبي في "الجامع لأحكام القران" في تفسير سورة الجمعة.
4- الرياض النظرة في مناقب العشرة، للمحب الطبري، ص81.
5- للإطلاع أكثر على ألقاب خلفاء محمد وبقية أصحابه راجع، شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة، لخليل عبد الكريم، ص85.
6- سورة النساء، آية 59.
7- الخراج، أبي يوسف
8- سنن الترمذي، رقم2224.
9- ابن هشام، السيرة النبوية، الجزء الرابع، ص27.
10- سورة التوبة، آية 29.
11- حسب الفكر السلفي أو السني ما عدى المعتدلين يرون إن الشيعة هم غير مسلمين، بل مرتدين عن الإسلام، وآخرون يرونهم مشركين؛ حيث أشركوا بعبادة القبور أو عبادة علي ابن أبي طالب، ابن عم محمد نبي الإسلام ورابع الخلفاء وأول أئمة الشيعة.
12- تراجم الأعلام، باب من وفيات سنة 6.
13- فتح الباري بشرح صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة زيد بن حارثة.
14- الطبقات الكبرى لأبن سعد، باب سرية زيد بن حارثة إلى أم قرفة بوادي القرى.
15- المنتظم في التاريخ، الجزء الثالث، سرية زيد بن حارثة إلى ام قرفة بوادي القرى.
16- الكامل في التاريخ، الجزء الأول، ذكر عمرة الحديبية.
17- شرح السير الكبير، الجزء الرابع.
18- متفق عليه، أخرجه البخاري برقم (6799)، واللفظ له، ومسلم برقم (1687).
19- رواه الطبري عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد مرفوعاً به، وهو إسناد صحيح رجاله ثقات.
20- سورة النساء، آية 3.
21- صحيح البخاري، كتاب التوحيد، باب قول الله ]هو الله الخالق البارئ المصور{.
سورة البقرة، آية 85.

المصادر
1- أطلس تاريخ الإسلام، محمد حسين الذهبي.
2- العلاقة بين الرجل والمرأة في مجتمع يثرب، خليل عبد الكريم.
3- القران، محمد بن عبد الله.
4- برنامج سؤال جرئ، قناة الحياة، حلقة رقم (372) : من أين تعلمت داعش سبي النساء؟.
5- فصل الكلام في مواجهة أهل الظلام، حميد زناز.
6- شدوا الربابة في مجتمع الصحابة، خليل عبد الكريم.



#احمد_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معضلة النفاق لدى العراقيين
- العلمانية - تخبط بالمفاهيم
- العلموي الصارم … بيير سميون لابلاس
- ختان الاناث ... جريمة تشويه الاعضاء
- العلمانية: يعني امك ما تلبسش حجاب
- دولة الازمات
- استفهامات بين يدي الدكتور محمد عمارة
- زيارة عمرو موسى..قبلة حياة..او نزع اخير
- الكلي?ه..في الاتجاه المعاكس
- التدخل الايراني..وقرع الطبول
- سمع..هس سعود الفيصل يتكلم
- لابد ان يدفع احدا ما ثمن هذا الدم


المزيد.....




- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد الساعدي - داعش هي الإسلام