أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد الساعدي - معضلة النفاق لدى العراقيين














المزيد.....

معضلة النفاق لدى العراقيين


احمد الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 4518 - 2014 / 7 / 20 - 17:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قامت "داعش" بتخيير مسيحيي الموصل بخيارين ثالثهما السيف، و الخياران هما: أما دفع الجزية أو التهجير؛ وذلك تطبيقاً لقول قرأنهم في الآية رقم (29) من سورة التوبة "قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ".
وهذا من ضمن أحكام ثابتة في الإسلام، أي دولة تخضع لحكم الإسلام لابد إن تطبق هذا الحكم، ورأينا تطبيقه منذ عهد محمد، مروراً بعهد خلفاء محمد الأربعة وصولاً إلى الإمبراطوريتين "الأموية و العباسية" وانتهاء بالإمبراطورية العثمانية.
وعليه، لا جديد في هذا الحكم، فهو معترف به عند جميع طوائف المسلمين، الشيعة منهم و السنة، فلا يوجد داعي لشجب أعمال داعش من قبل أي مسلم، لأنها من ضمن عقيدته، وهذه هي معضلة النفاق عند المسلمين.
أما العراقيين بعمومهم وبعد تهجير المسيحيين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها، الكل استنكر هذا التصرف، الكل غضب، الكل استخدم الحدث لمصلحته، الملحد و المسيحي هاجموا الإسلام "وهم على حق"، السنة هاجموا الحكومة "وهم على حق"، الشيعة هاجموا الكل "وهم على حق أيضاً".
لا اعرف لماذا هذه المشاعر، أو لماذا يتفاجئ البعض، أو يحزن، أو يفكر ولو لدقيقة في الأمر بهذه الكيفية أو الحجم، هل التهجير حصل لأول مرة في العراق؟!!.
هل هذه التصرفات غريبة، أو غير متوقعة من "داعش"؟!!.
هل المسيح يختلفون ولو بميزة واحدة عن "سنة وشيعة" العراق، الذين هجروا من مناطقهم؟!!.
هل الايدولوجيا المسيحية تختلف عن الايدولوجيا الإسلامية ؟!!.
وهل .. وهل .. وهل الخ ....
المشكلة ليست مشكلة جماعة مسلحة تهجر جماعة تختلف عنها بالدين "وقد فعلها المسيحيون من قبل، في الحروب الصليبية"، المشكلة الحقيقة هي حكومة لم تتصرف، أو شعب لم يتحرك لجعل الحكومة تتصرف.
لنرجع بالزمن إلى الوراء قليلاً... سقوط الموصل على يد الجماعات المسلحة ، ونزوح العوائل منها.
أين هي العوائل التي نزحت "هجرت" من الموصل في بداية السقوط "سقوط موصل بيد داعش"، هل أوضاعهم وهم في التهجير منذ 9-6 إلى الآن، هل يمكن أن تتساوى مع من هجر البارحة ؟!! ام خروجهم على عجالة من بيوتهم، ممكن أن يتساوى مع من خرج وهو على أتم الاستعداد للمغادرة ؟!! "لكونهم يتوقعون هذا الأمر".
الآن لنرجع بالزمن مرة أخرى .. إبادة جماعية للشيعة في الموصل على يد "داعش".
لم أر من روج لهذه الحادثة، أو غير صورة بروفايله على الفيس إلى الحرف راء "رافضي"، هل التهجير أعظم اثر من القتل؟.
وعلى الرغم من أن عدد العوائل المسيحية يتراوح بين 60 إلى 100 عائلة، "وهم الذين بقوا بعد احتلال الموصل"، بينما يبلغ عدد العوائل الشيعية التي هجرت 200 عائلة "وهم الذين بقوا بعد احتلال الموصل".
اجلسوا مع انفسكم و تفكروا في الأحداث التي حصلت بين دخول داعش للموصل و تهجير الشيعة و المسيحيين من الموصل، كم مواطن سني جلد لأتفه الأسباب؟، كم مواطن سني رجم حتى الموت؟، كم شخص قطعت يده؟ كم سني اعدم، لسبب أو لأخر، نعلم به أو لا نعلم به؟!!، ولم أرى من غير صورة بروفايله إلى حرف صاد "ناصبي"، هل التهجير أعظم من التعذيب ؟!!.
القضية ليست قضية دين أو اختلاف بالأفكار، القضية قضية إنسانية بحتة.
ما أقوله هنا هو أن الأفعال متساوية ضد المسيحيين مع السنة والشيعة في الموصل، لا تضخموا من الأحداث، ولا تغيروا صور بروفايلاتكم، ولا تستنكروا ولا تشجبوا.
أما إن تعملوا على تقديم المساعدات للعوائل المتضررة، أو فلتصمتوا.

كتب المقال بالاعتماد على:
حكم الجزية عند السنة
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=166793
حكم الجزية عند الشيعة
http://www.aqaed.com/faq/4172
حكم الجزية وتاريخ تطبيقة
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%B2%D9%8A%D8%A9
تاريخ وأسباب سقوط الموصل
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B5%D9%84_2014

الشيعة المهجرون من الموصل
http://www.qanon302.net/news/2014/06/15/21493

أفعال داعش في الموصل
http://www.qanon302.net/news/2014/06/12/20943
http://www.shababek.de/pw3/?p=2358
http://www.al-nhar.com/index.php?aa=news&id22=33576



#احمد_الساعدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية - تخبط بالمفاهيم
- العلموي الصارم … بيير سميون لابلاس
- ختان الاناث ... جريمة تشويه الاعضاء
- العلمانية: يعني امك ما تلبسش حجاب
- دولة الازمات
- استفهامات بين يدي الدكتور محمد عمارة
- زيارة عمرو موسى..قبلة حياة..او نزع اخير
- الكلي?ه..في الاتجاه المعاكس
- التدخل الايراني..وقرع الطبول
- سمع..هس سعود الفيصل يتكلم
- لابد ان يدفع احدا ما ثمن هذا الدم


المزيد.....




- هل سيلعب لوبي ترامب دورًا في انتخاب بابا الفاتيكان الجديد؟
- جدل في مصر حول من يحق له الإفتاء.. والأزهر يحسم الأمر
- الكرادلة ينتقلون إلى الفاتيكان عشية بدء التصويت لاختيار حبر ...
- حدثها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات ل ...
- الفاتيكان يلغي رمزين من رموز سلطة البابا فرنسيس
- بنعبد الله يستقبل وفدًا روسيًا والمتحدث باسم جماعة “ناتوري ك ...
- الاحتلال يعتدي على أحد المعالم التاريخية الملاصقة لأسوار الم ...
- المسجد التذكاري.. رمز لبطولات المسلمين
- الكرادلة ينتقلون إلى الفاتيكان عشية بدء التصويت لاختيار حبر ...
- طريقة تنزيل تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات والعر ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد الساعدي - معضلة النفاق لدى العراقيين