أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف علوان - -فاقة تتعاظم وشعور يندثر- صراع المرأة ضد المجتمع وتقاليده















المزيد.....

-فاقة تتعاظم وشعور يندثر- صراع المرأة ضد المجتمع وتقاليده


يوسف علوان

الحوار المتمدن-العدد: 4555 - 2014 / 8 / 26 - 14:25
المحور: الادب والفن
    


للكاتبة صبيحة شبر صدرت رواية جديدة عن (دار العبادي للطباعة والنشر) بعنوان "فاقة تتعاظم وشعور يندثر" بـ (164) صفحة من الحجم المتوسط. وقد صدرت للكاتبة عدة روايات ومجاميع قصصية. صدر البعض من هذه الاصدارات خارج العراق حيث كانت تعيش الكاتبة . والبعض الآخر صدر في العراق بعد عودتها من بلدان المنفى. تتميز كتاباتها في الأغلب في طرح هموم المرأة العراقية في بلدها وما تعانيه من ظروف اجتماعية لا تعطي المرأة حقها الكامل للمشاركة في بناء وطنها، وفي بناء ذاتها المهمشة من قبل التقاليد والاعراف التي ما زال يعيشها المجتمع العراقي وبالاخص بعد التغيرات الأخيرة في المنطقة وصعود قوى احزاب الاسلام السياسي التي تنظر للمرأة بدونية واضحة، تجد الكثير من هذه المعاناة الاجتماعية في اعمالها الادبية التي سخرتها لهموم المرأة. كذلك ما عانته المرأة في بلدان المهجر، وبالاخص البلدان العربية، التي لا تقل نظرتها المتخلفة للمرأة عن نظرة المجتمع العراقي بشكل عام. لذلك تجد اكثر اعمالها الأدبية؛ القصة والرواية، تحاول ان تدافع عن بنات جنسها وما يتحملنه من اعباء في تربية الأطفال وبالاخص المرأة التي يتركها زوجها – بسبب هجرها او موته- لذلك تتحمل هذه المرأة (هذا النموذج تجده كثيرا في قصصها ورواياتها) لعب دور الأب والأم في نفس الوقت، اضافة لما عاناه العراقيون من انظمة الحكم السابقة من اضطهاد للفئات المثقفة، وعمل تلك الانظمة على ابعاد هذه الفئات، التي كانت تعادي تلك الانظمة الاستبدادية وتقوم بكشف تقصيرها او تعمدها في سرقة خيرات البلد، في الوقت الذي تعيش اغلب فئات الشعب بحاجة وفقر تدفع الكثيرين للهجرة الى البلدان الأخرى للبحث عن وضع اقتصادي واجتماعي افضل. وبتتبع متواليات النص السردية التي اعتمدت ظروف شخصيتين في الرواية وفي نفس الوقت كل شخصية مختلفة عن الأخرى لها ظروفها الخاصة، غير اننا في نهاية الرواية نكتشف ان المرأتين رغم اختلاف ظروفهما تنتهيان الى نتيجة واحدة. امرأة تعاني من البطالة في بلد غريب وبمعيتها عائلة يجب ان توفر احتياجاتها بعد ان وجدت نفسها وحيدة والأخرى فتاة تحس ان السنين بدأت تفلت من يديها، فتقبل برجل ليس لها قناعة كاملة به ويكبرها بسنوات عديدة غير انها تقبل به مخافة ان لا تتوفر فرصة اخرى للزواج، ورغم انه ينجح في خداعها في بداية الزواج غير انها تكتشف انه مجرد رجل طمع في ما تمتلكه عائلتها وبراتبها الذي يذّكرها في كل مرة انه اعلى من راتبه. المرأة الاولى التي تعود الى بلدها بعد 2003 ومحاولتها استرداد حقوقها التي فقدتها بعد سفرها خارج العراق وبالاخص وظيفتها في التدريس، وما تلاقيه من ضنك وعوز، فهي بلا عمل، واكمال معاملة ارجاعها الى وظيفتها تستغرق وتتطلب الكثير من الوقت والمال، وهي التي لا تملك شيئا فقد عاشت في منفاها في عوز ايضا بعد ان اغلقت المدرسة التي كانت تعمل بها وبحثت عن عمل هناك فلم تجد، لذلك رجعت الى الوطن عسى ان تجده اكثر حنانا عليها وعلى عائلتها من بلدان الغربة. غير انها تكتشف ان الروتين والتخلف التي تعيشه دوائر الدولة التي تراجعها يكادان يقتلان فيها الأمل بحياة كانت تحلم بها في بلدها. غير انها لم تجد غير اصرارها وتعلقها بالأمل. الذي ارادته الكاتبة من روايتها هذه ان تخبرنا ان الانسان يحتاج الى شخص يقف معه، وبالاخص في الاوقات الصعبة، حتى وان كان هذا الشخص مجرد حلم، أوشخص غير موجود على ارض الواقع، ان الحلم بالنسبة للمرأة شيء لابد منه لكي تستطيع ان تسير بحياتها المحملة بالاعباء، اعباء العائلة والاولاد الذين لا يعرفون سوى تلبية احتياجاتهم. لكن ما فائدة الحلم مع ما عانته الشخصية الثانية في الرواية (سميرة) من هذا الشخص الذي جعلته حلماً لها، فإذا به مجرد شخص اناني ارادها ان تكون له مجرد هدف لاطماعه. ثم تركها وسافر الى بلد آخر بعد ان فقدت حملها بسبب عدم الاهتمام بها وجعلها تسير المسافات الطويلة التي منعتها الدكتورة من سيرها وما يؤدي الى فقدانها طفلها لكنه لم يأبه، وكأنه اراد لها ان لا تكون اماً، ففقدت مسببات بقائها. رغم ان ايقاع الرواية السريع الذي استعملت فيه الكاتبة عملية التقطيع، الرواية تكونت من 28 جزءاً، إلا ان القارئ سيلاحظ ان مراجعة الدوائر والمعاناة التي رسمتها الكاتبة لحال الذين يراجعون الدوائر لمتابعة معاملاتهم، جعلت الرواية تفقد شيئاً من عملية الرؤية السردية. وقد أكّد تودورف على أهميّة الرّؤية السّردية بقوله أنّ "للرّؤى أهمية ما بعدها أهمية، ففي الأدب لا نكون أبدا بإزاء أحداث أو وقائع خام وإنّما بإزاء أحداث تقدّم لنا على نحو معين، فرؤيتان مختلفتان لواقعة واحدة تجعلان منها واقعتين متمايزتين، ويتحدّد كل مظهر من مظاهر موضوع واحد بحسب الرّؤية التي تقدّمه لنا" لذلك يلاحظ القارئ ان ما اعطته الكاتبة لمعاناة الشخصية الرئيسة في الرواية من مراجعة الدوائر لكي تعود لوظيفتها، نقطة ضعف في الحبكة التي هي المسار العام من البداية إلى الذروة فالنهاية. لا يختلف اثنان على اهمية العنوان في تلقي النصوص، فقد اتُّفِق الكثيرين على وصفه بأهم العتبات النصيّة التي يلج من خلالها القارئ إلى داخل النص واستكناه عوالمه ومغاليق أسراره، والعتبة هي لحظة الاتصال الأولى بين عالمين منفصلين؛ الخارج والداخل، الظاهر والباطن، القبل والبعد، وغيرها من الحديَّات الفاصلة بين متناقضين، ومدلول العتبة يلتقي مع ما يمثله العنوان بالنسبة للنص، من حيث كونه لحظة الاتصال الأولى به، وموطئ عين وانتباه القارئ، وهو أشبه بالدرجة الأولى في سلم النص التي يرتقيها القارئ صعوداً نحو متن النص والتقاط عناقيده، يقول د. قيس كاظم الجنابي: "العنوان دليل الوصول الى الحدث، ودليل التعبير عن الفكرة التي يشخصها العنوان بوصفه علامة الموضوع؛ ذلك ان العنوان يحيل الينا فكرة موجزة بحاجة الى بحث، والكاتب لاعب خطير متوقد الذهن، يضحك احيانا على القراء ليختبر ذكاءهم، ويكتشف مواهبهم، واحيانا يستفزهم، او ينافقهم، لانهم يريدون منه العبارات المغرية، وهو يريد منهم قراءة الرواية". ومن مهمة العنوان ان يخلد في ذاكرة المتلقي ويلتصق بذهنه، وان يكون قادرا على الخلود، خصوصا اذا ما كان شفافا او جذابا او مركزا لهذا يهتم الكاتب بالعنوان المؤثر. لذا يجيء عنوان الرواية "فاقة تتفاقم وشعور يندثر" داعياً القارئ الى خوض قراءة الرواية لاستكشاف هذه الفاقة الذي يتحدث عنها العنوان، وخصوصا هناك استمرارية في تفاقمها الى حد اندثار الشعور. فما هو ذلك الشعور الذي ستقتله الفاقة، هذا العنوان فعلا يمتلك القدرة على شد القارئ له للبحث ومعرفة ما ستؤول اليه الأحداث. وبالاخص نحن نمتلك قدراً من العاطفة التي تؤججها كلمة "فاقة" والتي معناها؛ حاجة، فتفاقم الحاجة، عندما تكبر لابد ان تؤدي الى ما لا يحمد عقباه. لقد اجادت الكاتبة في وضع هذا العنوان المحفز للبحث عن اسباب التفاقم، الذي كثيرا ما نجده في مواضيع روايات الكاتبة الأخرى: "العرس" مثلا ومجموعتها القصصية "لست انت" في الكثير من قصص هذه المجموعة التي تتحدث كذلك عن هموم المرأة- الأم عندما تصاب بخيبة أمل من قبل الآخرين الذين يحملونها اكبر من قدرتها على التحمل.



#يوسف_علوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التقطيع والصور في رواية -يا مريم- لسنان انطون
- الأمل والخيبة في رواية -العرس- لصبيحة شبر
- في رواية -موطن الأسرار- الوهم.. وهاجس الموت حبا
- الخيبة والرمز في رواية -نجمة البتاوين- لشاكر الانباري*
- هموم وهواجس في قصص -لست أنت- لصبيحة شبر
- لآلئ حنون مجيد تتناثر في -الخيانة العظمى-
- بعيدا الى هنا
- الحدث وشعريّة اللغة في «الأسود يليق بكِ»
- دلالات الحدث في -سيف يهوذا- لفاروق السامر
- ناصر قوطي.. يُسقط -وهم الطائر..- -ليس هناك من يولد حراً-
- - عش هكذا.. في علو أيها العلمُ-!
- -أنهم يقتلون الديمقراطية-
- لا يتفقون إلا على سرقة البلاد في اختلافهم.. رحمة!!
- -الجسر...- وأجهزة كشف المتفجرات!!
- الازمة في سوريا .. هل تقود المنطقة الى حرب طائفية
- بعد (9) سنوات من التغيير..العراق إلى أين؟
- فزاعة -حكومة الأغلبية- هل بالاستطاعة تشكيلها ؟
- علاوي والمالكي؛ لعنة السياسة أم لعنة العراق؟
- بغداد في عالم الخيال
- -چلب ابو اهلين ماينجني- !


المزيد.....




- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف علوان - -فاقة تتعاظم وشعور يندثر- صراع المرأة ضد المجتمع وتقاليده