أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر مصلح - وجع يتكرر














المزيد.....

وجع يتكرر


عمر مصلح

الحوار المتمدن-العدد: 4551 - 2014 / 8 / 22 - 09:11
المحور: الادب والفن
    


وجع.. يتكرر
ترددتُ قليلاً، قبلَ أن أرفعَ رأسي عن الأوراق المتناثرة أمامي.. لكنْ ثمة صوت تلا الطرق الخفيف، على الباب.. عكَّر مزاج الصمت الذي تسيد مكتبي.. خِلته صوت راهب يترنم في محراب عتيق، مستقر على درجة القرار.
أزحت خصلة الشَعر التي انسابت على وجهي، بيدٍ تشنجت.. بعد أن تناثرتْ نظراتي على هذا الكائن الذي هبط أمامي من عالم قصي.. فهالة الوقار التي أحاطتـه، وطول قامته الأطول من أيامي العجاف، وسواد شعره الذي استعار الليلُ منه سحنته.. أجهضت محاولتي بالوقوف لاستقباله.
لم أقوَ على شيء سوى التمتمة بحروف لا تمت لرد التحية بصلة.
حتى البسمةُ خابت.. حين باحت عيناه بحكايا، وأسرار.. رجل اختزل قبيلة رجال.
نهرتني نفسي، لأبدو متماسكة.. لكنّ رئتيَّ صارتا تستعجلان الشهيق، لتنعم بالمسك الذي فاح.
استجمعتُ قواي، بكل بما أوتيت من خبرة، ورسمتُ على وجهي علامة استفهام.. خشية أن يفضحني تهدجُ صوتي عند السؤال.. ولم أمد يدي لاستلام أوراقه، فالرعشة استوطنتني.. لكنّ لياقته أعفتني من ذلك.. فوضعها على مكتبي، بأناقة ديبلوماسي يقدم أوراق اعتماده.
صدى صوته يعصف بأنوثتي، وأذناي لم تلتقطا إلا بعض مؤهلاته.. فتبرع مخيالي باستقبال شهادات خبرته بنشوة.. استطلع فيها أغوار عمره الذي تجاوز الثلاثين.
ترى.. كم هو خبير هذا الواثق من نفسه حد زرع الإرتباك.
ترى ..
كم غانية معشوقة.. زارت رباه!!.
كم زهرة يانعة.. ارتشفت نداه!!.
كم حلمة وردية.. نالت رضاه !!.
لكنْ عوادي الحظ.. تفننت باغتيال نشوتي، عندما داهم انهياري المقمط بالتماسك.. بلملمة أوراقه.
قَصَفَ آخر معقل من معاقل رصانتي حين عاتبني عن إهمال وجوده..
تيبست الكلمات على شفتي، فساءلت نفسي كم من الوقت مضى؟.
دقائق.. ساعات.. دهور..
لا ادري، كل ما أدريه أني لست أدري.
صفعتني كياستي، وتمرغت انوثتي بالفشل.
صرختُ
ـــ لا.. لا تخرج.. تعال.. تعال يا...
آه أنا لم أنتبه حتى لاسمه
ـــ إرجع.. لا تذهب.. مؤهلاتك تفوق مؤهلاتي.. فتعال وتسيد المكان.
لكن صرختي لم تغادر صدري.. خرساء كانت.. ألجمها كبرياؤه...
صدري الناتئ صار يعلو ويهبط بــجنون.. يرتج لضربات القلب، كطبل الحرب.. طرق لايشبه أناقة طرقات الباب ألأولى، قبل انتحار أشواقي.
شعرت بجبيني ينز عَرَقاً.. وأمعن البرد اليعوي فوق مساحاتي بالإرتجاف.. لتصطك أسناني بشراسة ذئب.
دارت عيناي في محاجرها.. كتائه يتوسل الطريق....
وقَعَتْ على الأوراق المنثورة على مكتبي.. فشعرتُ بتفاهتة ما، ومَن حولي.. كله غير جدير بمضيعة الوقت.. وبحركة هستيرية نثرت كل الأوراق، وصوتي المخنوق، انطلق من عقاله فصرخت
ـــ تعااااااااااال
فوجدتني أرتعد، شبه عارية على سريري المتخم بالبرد والأسى, والشراشف ملقاة على الأرض... تندبني.



#عمر_مصلح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشتار تولد من جديد
- ضياع
- قراءة في نص دروب وصدأ للشاعرة وقار الناصر
- إعتراف في محراب المنى
- عنوسة ال % مع سبق الإنكسار
- ضمير مستتر
- -سقوط الحضارة-
- رحيل
- آخر مارواه آخر حرف
- قلق
- ألتعبيرية.. صرخة تنذر بالخطر
- قاسم حميد فنجان.. بين الميتا والواقع قايين إنموذجاً
- قضية انتحار
- رسالة إليَّ
- قصة قصيرة جداً - دم -
- سكتة موسيقية
- صعلكة
- قراءة في نص -سيادة النهد- للشاعر فائز الحداد
- إنطباع عن مجموعة -سانتظرك- ل سهام الطيار
- نقوش على وريقات خريفية


المزيد.....




- لتوعية المجتمع بالضمان الاجتماعي .. الموصل تحتضن اول عرض لمس ...
- -شاعر البيت الأبيض-.. عندما يفتخر جو بايدن بأصوله الأيرلندية ...
- مطابخ فرنسا تحت المجهر.. عنصرية واعتداءات جنسية في قلب -عالم ...
- الحرب في السودان تدمر البنية الثقافية والعلمية وتلتهم عشرات ...
- إفران -جوهرة- الأطلس وبوابة السياحة الجبلية بالمغرب
- يمكنك التحدّث لا الغناء.. المشي السريع مفتاح لطول العمر
- هل يسهل الذكاء الاصطناعي دبلجة الأفلام والمسلسلات التلفزيوني ...
- فيلم جديد يرصد رحلة شنيد أوكونور واحتجاجاتها الجريئة
- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عمر مصلح - وجع يتكرر