أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل مرزوق الجمري - الولايات المتحدة، الإعتباطية المنظمة!!















المزيد.....

الولايات المتحدة، الإعتباطية المنظمة!!


عادل مرزوق الجمري

الحوار المتمدن-العدد: 1283 - 2005 / 8 / 11 - 09:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الولايات المتحدة، ليست إقتصاداً أو مسيحية، هي نموذج من :
الإعتباطية المنظمة
"النهاية المطلقة في وضع المحاربين في تشكيل عسكري، هي غياب التشكيل، عندما يغيب التشكيل عن المرء، فإن الجواسيس والحكماء لا يستطيعون وضع إستراتيجية مضادة"
صن تسو "فن الحرب"

لا أفضل مطلقاً إطلاق توصيف شامل "كهنوتي" حيال توصيف السياسة الأمريكية، فليست الولايات المتحدة رهينة "ليبرالية إقتصادية"، أو "تعاليم مسيحية"، "سلوكيات إمبراطورية".
هي إمبراطورية فاقدة للتشكيل، لذلك قد يصعب علينا، سواء كنا جواسيس أو حكماء، أن نبني رؤية سياسية قارة وثابتة حيالها، ثمة قاعدة بيانات تتصف بالتعقيد والتناقض في توصيف الدبلوماسية الأمريكية والقرار السياسي الأمريكي.
ليبرالية إقتصادية
عندما نتحدث عن الولايات المتحدة من منظور "ليبرالي إقتصادي" نستطيع أن نطلق العديد من الشواهد والنظم، وأن نستدل بسلسلة طويلة من المؤسسات الإقتصادية الأمريكية المعولمة، والتي تحاول فرض وتيرتها، فيخيل لنا أن الولايات المتحدة الامريكية هي "غول إقتصادي" فقط، وهي فيما تقرره من سياسات وردود أفعال على الساحة الدولية، تدعم تغولها الإقتصادي بحثاً عن أسواق جديدة.
قد يكون من السهل أن نطلق العنان لهذا التأويل، ومن ثم نقوم بعملية تأويل جميع السياسات الأمركية في هذا السياق، إلا أننا في الحقيقة لا نستطيع أن نفسر الكثير من السياسات الأمريكية عبر هذا التأويل الكلياني، ما الذي يغري الأمريكيين "إقتصادياً" لدعم إقتصاد البرازيل المتهالك، ودعمه بمليارات الدولارات كلما أوشك على السقوط. هذا السلوك تحكمه ببساطة "السلوكيات الإمبراطورية"، فليس للإقتصاد الامريكي مصالح إستراتيجية في الإقتصاد البرازيلي.
السلوك الإمبراطوري يلزم الولايات المتحدة بدعم العديد من الدول الامريكية الجنوبية، إذ أنها في الغالب دول قامت بإتباع الإمبراطورية الأمريكية إقتصادياً وسياسياً، وفشلها في تحقيق الإستقرار هو فشل للمنظومة السياسية الإمبراطورية الأمريكية، لذلك تسعى الولايات المتحدة إلى ضمان حقيقة تاريخية تسعى لترويجها "الولايات المتحدة تمتلك أفضل منظومة سياسية إقتصادية للمجتمع الإنساني".
مسيحية التأويل في الكونجرس
كذلك هي الولايات المتحدة من منظور "تبشيري مسيحي" نجد أن جل الخطابات السياسية الأمريكية ملغومة بالنصوص المسيحية، هذا إذا ما أضفنا حقيقة تحدثت عنها العديد من مراكز قياس الرأس العام الأمريكي وهي "إن 75 في المائة من الأمريكيين يعتقدون أن العناية الإلهية هي من تحمي امريكا وليست صواريخها النووية". نجد أننا لا نستطيع فهم "الولايات المتحدة" بعيدا عن المكون الديني.
فإذا كان الكثير من المسلمين قد إعتقدوا أن "أحداث تسونامي" هي عقاب رباني، فإن الصورة ليست مختلفة في أروقة الكونجرس الأمريكي، ففي ترجمة هامة لغسان غصن "الباحث في الشؤون الأمريكية"، لمقتطفات من كلمة زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الكونجرس الأمريكي "توم دولاي"، نجد ذات الفهم والتأويل، ولعله في الكونجرس كان نوعاً ما أكثر "غباء".
يقول "توم دولاي"/ وكل من يصغي إلى أقوالي هذه ولا يعمل بها، سيكون أشبه بمغفل بنى بيته على الرمل، هطلت الأمطار وجاءت الفيضانات، وهبت الرياح، وضربت البيت، فأنهار، ودمر كلياً، وكما في سفر الرؤيا، وبخاصة الرقم سبعة، فإن الأمور تنساق في التالي:
أولاً/ العنصرية، لأن الإلبية العظمى من ضحايا الكارثة هم ممن يسمييهم أمثال دولاي "السمر الصغار".
ثانياً/ التدين المتعصب، لأن معظم الضحايا ليسوا مسيحيين، وحتى إن كان من بينهم مسيحيون، فهؤلاء ليسوا "مولودين من جديد".
ثالثاً/ الإستعلاء والتجبر، لأن البلدان المتأذية ليست مثل الولايات المتحدة، مدينة مضيئة على جبل.. باركها الله.. وكانت منيعة فخورة.
رابعاً/ الإطمئنان الى المساندة، لأن هناك أعدادا كبيرة ونافذة تشاركه في هذه الأراء والمشاعر، وتدعمه في مثل هذه المواقف.
خامساً/ جهل الآخرين او تجاهلهم، لأن التيار الرئيسي متواطؤ او لا يعلم، أو لا يكترث، أو ربما، لا حول له ولا قوة.
سادساً/ السعادة لحدوث الكوارث، لأن عشرات الملايين من الأمركييين يؤمنون بكونها أدلة توراتية على قرب إنتهاء العالم وعودة المخلص.
سابعاً/ التزاوج بين الأيديولوجيا واللاهوت، لأن هذا الأمر، الحاصل للمرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة، يستأثر بالحكم ويحتكر السيطرة على البلاد.
إننا عبر هذه الترجمة قد نتهور في إطلاق حكم كلياني آخر، وهو أن الولايات المتحدة ببساطة "دولة دينية"، إلا أننا سنعجز بالتأكيد، في أن نفهم العديد مبررات العديد من السياسات الأمريكية.
لا يمكننا أن نفهم الإشتراك المسيحي اليهودي سياسياً، ولا حتى عن تقاعس الولايات المتحدة عن دعم العديد من الشعوب المسيحية المضطهدة إسلامياً أو بوذياً، كذلك لا نستطيع فهم "التقاعس" عن نشر المسيحية في شتى أقطار العالم.
السلوك الإمبراطوري
ما معنى أن تكون الولايات المتحدة "إمبراطورية"، هذا ما يحيلنا إلى محاولة فهم السياسات الأمريكية من منظور أنها ذات أبعاد "إمبراطورية"، لنا أن نحيل بعضاً من السلوك الأمريكي لهذا السياق السياثقافي، إلا أن هذه الإمبراطورية لها ما يميزها عن بقية السياقات التاريخية لسلسة الإمبراطوريات الآفلة.
الإمبراطورية الأمريكية، تتصف ببعض النقاط الهامة، أولاً/ هي إمبراطورية مصنوعة في زمكان معقد، قد يصعب أن تنشأ فيه إمبراطورية من الوزن الثقيل، فليس السلاح النووي هو ما جعلها تتبؤ هذه المكانة، وليس الإقتصاد المتنامي فقط، وليست التركيبة الإجتماعية ونظم الحريات. بل هو مزيج هذه العوامل مع بعضها البعض.
ثانياً/ السلوك الإمبراطوري الأمريكي يتصف بأنه سلوك "عالمي" و "كوني"، إستطاعت الولايات المتحدة أن تجر معها مؤسسات المجتمع الكوني، لتكون شريكة في السلوك الإمبراطوري، هذا ما يحيل على أن الولايات المتحدة نجحت حتى اليوم، في أن تقنع وتسير المجتمع الدولي على تبني مصالحها الإمبراطورية بطريقة مميزة وذكية.
سنستعرض "ما هية التشكيل السياسي" للولايات المتحدة في مقالة قادمة، فقط كان هدفنا في هذه المقالة تقويض أية كليانية مسبقة عن التشكيل السياسي الأمريكي، ذلك أنها نموذج "إعتباطي" يتصف بالتنظيم.



#عادل_مرزوق_الجمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحافيون متعجرفون
- كيف تدير مجموعات المعارضة العربية إعلامها؟: بعيداً.. عن الزو ...
- قراءة في الحقل الإلكتروني معرفيا..
- قنواتنا الحكومية كسيحة، والإتجاه نحو الغرب سيفشل
- تأديب برابرة الليبرالية الجديدة
- لماذا، وكيف تقرأ.. هذه الجريدة.. ؟
- أحداث سبتمبر جديدة.. على الأبواب


المزيد.....




- حريق في طائرة يجبر المسافرين على الهروب إلى المدرج.. شاهد ما ...
- لحظة إطلاق النار على رئيس وزراء سلوفاكيا وإلقاء القبض على ا ...
- -من على بعد أمتار-..-القسام- تستهدف قوة إسرائيلية راجلة بقذي ...
- الخارجية الأمريكية: واشنطن غير مستعدة لتثبيت مبدأ عدم استخدا ...
- وزيرا الدفاع الروسي والبيلاروسي يبحثان في اتصال هاتفي التعاو ...
- بايدن وترامب وجها لوجه بمناظرة في يونيو -دون جمهور-
- بوتين في برقية لرئيسة سلوفاكيا: الهجوم على فيتسو جريمة وحشية ...
- -حزب الله- يشن هجوما جويا بمسيّرات انقضاضية على قاعدة -إيلان ...
- مجازر جديدة بغزة والاحتلال يتكبد المزيد من الخسائر بجباليا و ...
- عقوبات أميركية على قائدين بالدعم السريع ومعارك بالنيل الأبيض ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل مرزوق الجمري - الولايات المتحدة، الإعتباطية المنظمة!!