أسامة الساعدي
الحوار المتمدن-العدد: 4545 - 2014 / 8 / 16 - 14:19
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أقرأ أحياناً في كتابات بعض المثقفين من أهل السنة (من غير رجال الدين) فأراهم يخوضون في نقد التشيّع والبحث عن جذوره، فيربطونه بالفرس تارة؛ و بغيرهم تارة أخرى، وأرى في كتاباتهم تركيزاً على اللطم ولبس السواد ونقد المرجعية الشيعية وأمثالها، وفي النتيجة تأتي أبحاثهم وكتاباتهم سطحيّة في أغلب الأحيان؛ لأنهم ليسوا مؤهلين لهكذا دراسات تخصصيّة معمقة. وفي الحقيقة فإن هذا الخطاب من المثقفين السنة لا ينفعنا أبداً في هذه المرحلة الحساسة التي نحن أحوج فيها إلى جمع الشمل وتوحيد الصف.
بدلاً من ذلك، وعلى مستوى أراه في غاية الأهمية؛ فإن المثقف السني الواعي ينبغي له اليوم أن يبحث أسباب تفشي ظاهرة التطرف في طائفته أكثر من غيرها من الطوائف: ينبغي أن يشجب الخطاب التحريضي الذي يمارسه بعض رجال الدين السنة المتشددين. يجب أن يفتش في تراثه الذي تركه له قدمائه وما يحمل (في بعض مفاصله) من تكفير وتشدد وكراهيّة للآخر. ينبغي له أن يعالج مسألة التعايش مع أبناء الديانات والأقليّات الأخرى وموقف المذاهب السنيّة منها. ينبغي أن يسلّط الضوء على فتاوى العنف والتشدد؛ ويفكك القنابل الموقوتة التي زرعها ابن تيمية وأمثاله ورحلوا. وفي النتيجة سيعرف لماذا تخرج الحركات الإرهابية من رحم التسنن أكثر من غيره.
أعتقد أن هذا هو التحدي؛ لأن الإرهاب هو الخطر المحدق بنا اليوم، وهو الذي يمزق أوطاننا، وهو الذي شوّه سمعة المسلمين في العالم.
هذا هو ما تمليه الضرورة على المثقفين من أخوتنا أهل السنة ممن يحملون هموماً إصلاحية، بدلاً من أن يشاكسوا هذه الطائفة أو تلك في مسائل تخصصية لا يفهمون فيها.
#أسامة_الساعدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟