أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أسامة الساعدي - نموذج من إفرازات خطاب المؤسسة الدينية














المزيد.....

نموذج من إفرازات خطاب المؤسسة الدينية


أسامة الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 4456 - 2014 / 5 / 18 - 16:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


زرت قبل أيام أحد الشخصيات الدينية المعروفة (ولا داعي لذكر الأسماء!) فوجدت عنده جماعة من الزوار من جنسيات عربية مختلفة قد جاءوا لزيارته، بعضهم من الخليج وبعضهم من العراق ... الخ، فقال أحد العراقيين مخاطباً هذه "الشخصية": "شيخنا، عندنا جماعات في جنوب العراق تتبع أشخاصاً مجهولين، وتدّعي أن لدى هؤلاء الأشخاص ارتباطاً مباشراً بالإمام المهدي ! وأن هذه الجماعات كثيرة جداً وقد بدأ نفوذها بالتزايد وخصوصاً في مدينة البصرة ! ". فقال له الشيخ: " الوهابية هي التي تدعم هؤلاء ! " فقال له الجالسون: "أحسنتم أحسنتم"، وبعد فترة من الحديث حول الموضوع قال الشيخ: "الموساد الإسرائيلي هو الذي يقف خلف هؤلاء ! " فقال له الجالسون أيضاً: "أحسنتم أحسنتم".

قررت أن أتكلم، فقلت للشيخ وللحاضرين: "أنا لا أنكر أن هناك أيادي مشبوهة تقف وراء هكذا أناس لأهداف مختلفة، ولكن يجب أن نعترف بأن كثيراً من هذه الظواهر الغريبة والخطيرة التي تحدث في مجتمعاتنا الإسلامية تتحمل المؤسسة الدينية قسماً كبيراً من المسؤولية في حدوثها" فانتبه لي الحاضرون، وقال لي الشيخ: "ماذا تقصد يا أيها الساعدي؟"

فقلت لهم: "إن كثيراً من رجال الدين (سنة وشيعة وغيرهم) ساهموا في تخريب عقول الناس، فصار هؤلاء الناس المساكين فريسة سهلة لهؤلاء الضالين! لأن رجال الدين ركزوا على الجانب الغيبي فقط، وأهملوا العقلانية فيما يكتبون أو يقولون: فالخطاب التخريفي الذي تبثه أغلب قنواتنا الدينية، والكلام الهزيل الذي يردده كثير من الخطباء على المنابر، والكتب المحشوّة بالخرافات والأضاليل التي تطبعها منشوراتنا الدينية هنا وهناك: هذه كلها عوامل ساعدت على تدمير عقول الشباب المتدين، وحوّلت عقولهم إلى عقول ساذجة وبسيطة تؤمن بالخرافات وتنخدع بسهولة؛ لأنها فقدت حصانة العقل وقوة المنطق، فصار من الطبيعي أن تنجر لا شعورياً وراء كل صاحب دعوة وتمشي خلف كل حامل راية!"

وبعد أن أنهيت كلامي حدث أخذ ورد في المجلس، واعترض بعض الحاضرين على كلامي، لكن الشيخ أيّدني بشكل خجول!

صحيح أنني لم يقل لي أحد في تلك الجلسة: "أحسنتم أحسنتم". لكنني خرجت وأنا أكثر يقيناً بضرورة التركيز على العقلانية وتحديث الخطاب الديني حتى نحصّن مجتمعاتنا عن مثل هذه الظواهر التي جعلتنا شاذين عن بقية البشر في العالم.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التفسير العقلاني للقرآن الكريم
- وقفة مع قراءتنا للتاريخ
- سنة وشيعة؟ أم عراقيون فقط؟


المزيد.....




- فلسطين.. ملثمون يعتدون بالضرب على رئيس بلدية الخليل أثناء خر ...
- سوريا: وزيرا الداخلية والعدل يتعهدان بمحاسبة المتورطين في حا ...
- وفاة شاب داخل المسجد الأموي بدمشق.. والداخلية السورية تعلّق ...
- اعتقال حاخامات يهود خلال احتجاجات في واشنطن ونيويورك للمطالب ...
- زياد الرحباني.. خاطب الوعي وانتقد الطائفية بأعماله الفنية
- وزير التراث الإسرائيلي يدعو لاحتلال قطاع غزة كاملا والتخلي ع ...
- خارج الحدود.. الإخوان يعيدون تشغيل -ماكينة التحريض- ضد مصر
- قصة النفوذ اليهودي في بنما
- موقع أميركي: الكنيسة العالمية فشلت بواجبها إزاء الإبادة في غ ...
- منذ “الربيع العربي”.. هل تمكنت دول الخليج من تحييد الإسلام ا ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أسامة الساعدي - نموذج من إفرازات خطاب المؤسسة الدينية