أسامة الساعدي
الحوار المتمدن-العدد: 4535 - 2014 / 8 / 6 - 10:51
المحور:
المجتمع المدني
كان سكان الجزيرة العربيّة أغلبهم من البدوّ الرحل، والبدوي لا تهمّه الأرض؛ وإنما يهمّه العشب والمطر ليعيش هو وإبله، فإذا أجدبت أرض، جمع خيامه ورحل عنها إلى أرض أخرى؛ ولذا لم يرتبط البدوي بالأرض؛ وانعدم عنده مفهوم "الوطن".
وبعد ظهور الإسلام وانتشاره في شبه الجزيرة العربيّة، أكّد النبي (ص) على أهمية الوطن، وأن حب الوطن من الإيمان، ولكن ذلك لم يؤثر كثيراً، واستمرت الحال على ما هي عليه.
وفي عهد الفتوحات حينما غزت جيوش المسلمين الدول المجاورة التي استعربت فيما بعد كالعراق والشام ومصر وغيرها، انتقل الكثير من هؤلاء البدو مع جيوش الفاتحين، ولم يكن البدوي يهدف إلى نشر الإسلام والتسامح .. الخ، إنما كان غرضه النهب والسلب لا غير، فاستقروا في تلك البلدان بعد أن تعرّب أهلها.
يساورني شعور كبير بأن هؤلاء نقلوا عدواهم هذه إلى سكان تلك البلدان وكان لذلك دور كبير في عدم تمسك العرب اليوم بأوطانهم، فلا يعقل أن نتكلم عن الأرض، والوطنية، وأرض الآباء والأجداد .. الخ ، ونحن نُلحق بأوطاننا كل هذا الدمار والتخريب. وبدلاً من أن يفكر الشعب العربي في إصلاح مشاكله واستقرار بلدانه فأنا على يقين الآن بأن غالبية العرب اليوم يتمنون ترك أوطانهم والهجرة إلى أوربا وغيرها!
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟