|
هل ينجح العبادي في مهمته الصعبة
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 4543 - 2014 / 8 / 14 - 21:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
انه عبء ثقيل ورثه العبادي من جميع النواحي السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و خاصة الامنية، و المرحلة شبه فوضى و يحتاج لتحديد الاولويات والعمل عليها اولا خلال هذه الفترة و من ثم الامور الضرورية الاستراتيجية المستقبلية . المعروف عن السيد حيدر العبادي بانه من عائلة مثقفة مدنية رغم الانتماء الى حزب اسلامي معتدل متمدن نسبة الى الاحزاب الاخرى، و انه من تربية حزب ناضل في احلك الايام و وصل الى السلطة بعد اسقاط الدكتاتور من قبل امريكا و ليس داخليا من قبل اي حزب كي يتشدق المنتمين له و يمنوا على الشعب، اي، اليوم لا يمكن ان نعتمد على التقيم الذاتي لمن يعتلي السلطة باسس التقييم المعروفة استنادا على المقومات الاساسية التي يمتلكها و الخلفية الفكرية الايديولوجية و الحياة الخاصة و المسيرة التاريخية لهذا القائد . لم يعتل السلطة الا بعد ما رايناه من الابتعاد القسري لسلفه، و ها هو لم يسلم نهائيا لحد اليوم على الرغم من اعتراف حزبه محافظا على المصلحة الخاصة و خشية من ابتعاد الحزب عن السلطة و خسارته الملذات مع المالكي، الا ان البيان الاخير و تايد حزب الدعوة للسيد العبادي و ان جاء بشق الانفس اظهر مدى الخوف و عدم المغامرة مع المالكي و ربما بموافقته بعدما راى ان كافة الابواب مسدودة، بعد التاييد الواسع الداخلي و الاقليمي وا لعالمي الذي حصل عليه العبادي، و هذا ما سحب البساط من تحت ارجل المالكي قبل اقرار المحكمة، و اليوم علمنا ان المحكمة بذاتها لم تبت بما اعتمد عليه المالكي للحفاظ على ماء الوجه خوفا من الفوضى او حفاظا على مصلحة اعضاءها بعد تاكدهم من تامين العبادي للرئاسة، و ان قررت المحكمة قرارا ينقض التكليف الذي اصدره رئيس الجمهورية فؤاد معصوم . اذا اراد العبادي ان ينجح في ادارة البلاد و كما الجميع متاكدون من انه يريد ذلك، لابد ان يبحث عن اسباب فشل المالكي لكي يتلافى ما سار عليه اولا، و من ثم لابد له من الجرئة و السياسة العصرية و المناورة الصحيحة مع المصلحيين الاقليميين و العالمينن لتخفيف الضغوطات الخارجية عليه من اجل مصالح الشعب الذي يهمه . اي، مهمته الحقيقية هو النظر الى ما ينجح فيه داخليا و المسايرة او التسييس مع الخارج الاقليمي و العالمي ، و هذا يفرض العمل الجدي الحقيقي للبحث عن الحلول الجذرية و التخطيط و الخطو بارادة و هدوء و ان لم يرض به المصلحيين . ان اراد العبادي ان ينجح في واجباته اولا و من ثم يسجل نجاحه الذي يمكن ان تعترف به جميع المكونات هو السير وفق ما يمليه عليه الدستور،و عدم الاعتماد على حلقة ضيقة او المستشارين المصلحيين كما شاهدنا، و الخطوة الكبرى هي تحقيق الفدرالية على ارض الواقع، و به يخفف الثقل على كاهله و يوزع السلطات والصلاحيات، و به يمكن ان يوزع الانتقادات عنه ليقسمها على الاقاليم القدرالية من جهة، و يمكن ان يقدم خدمات بواسطة السلطات المحلية للاقاليم بشكل اسرع و يبعد عن نفسه التهم التي اسندت الى المالكي من جهة اخرى، و كما اتهم اامالكي بانه يعمل لنفسه فقط و يضرب كل ما اتفق عليه المكونات من مضمون الدستور و لم يعترف بالفدرالية و انه يريد ان يسيطر على الحكم لشخصه و كما تفرد في حكمه و نخر في كيان السلطة العراقية و اراد العودة به الى زمن الضيم و تراجع البلد عن بعض المنجزات الديموقراطية و الحرية التي اكتسبها بعد سقوط الدكتاتورية . اليوم عندما يفرح الشعب ليس حبا لشخص العبادي و انما ظنا بان اي كان الحاكم في العراق لا يمكن ان يتفرد و يؤسس لدكتاتورية اخرى بعد ابعاد المالكي رغم تشبثه حتى اخر لحظة، و كما اثر سلبا على السلطة و جنى على نفسه و تاريخه قبل اي شيء اخر. اضافة الى تلافي اخطاء المالكي، على العبادي ان يعلم بانه لا يمكن ان ينجح الا اذا سار على الواقع اي ما يلمسه و ما موجود على ارض الواقع كما هو و ليس كما يتمنى و يريد، و هو وجود مكونات ثلاث رئيسية و بسمات و صفات و اعتقادات و تاريخ و جغرافيا مختلفة، و من هذا المنظور يجب ان يسيُر اموره و يتعامل مع كل مكون لا من خلفيته الايديولوجية العقيدية الحزبية، اي يجب ان يسلخ جلده من المتطلبات الحزبية و يجرد فكره و عقليته من العقائد و الايديولوجيات التي سار عليها كل هذه السنين، و يجب عليه ان يتقمص خلال هذه السنين الاربعة كالرجل المستقل او بالاحرى يجب ان يستقيل فعلا من الحزب و يتفرغ لاداء واجب السلطة بعيدا عن الصراعات الحزبية كما فعل المالكي، و له فرصة سانحة له في ذلك لانه ليس بامين عام الحزب و لم يصل الى منصبه الحزبي و درجته الحزبية كما فعل الاخرون . لذا، تطبيق الدستور بحذافيره، قراءة الواقع كما هو، الاخذ بنظر الاعتبار كل الفروقات بين المكونات، و التعاون و العمل المشترك مع ما يفرزه الوضع العراقي الراهن هو خارطة العمل له و يمكن ان ينجح بها . من اهم المهامات الرئيسية المستعجلة و التي تبني الاساس المتين لنجاحه هو طرح القوانين الاساسية في البرلمان و امراره من حيث قانون الاحزاب وقانون النفط و الغاز و قانون الاحوال الشخصية اضافة الى الخطوات الرئيسية لمأسسة الدولة و توزيع المهامات و الصلاحيات التي تبعد احتمالية بروز الدكتاتوريات مستقبلا، والسماح للمحافظات على السماح لتاسيس فدراليات وفق طموح سكانها و استنادا على الدستور الذي يحق لهم ذلك وفق سياقه القانوني، و التصديق من قبل البرلمان على الفدراليات الجديدة المنتظرة، و الاخذ براي الشعب في الخطوات و الامور الاستراتيجية التي تخص كافة المكونات . ربما عندئذ يمكن ان نقول اننا نشهد مرحلة مستقرة امنة في العراق بحيث ننتقل الى مرحلة تحقيق اماني كافة المكونات و ضمان مستقبل الاجيال الجديدة و نضمن امنا و استقرارا و نؤثر ايجابا في المنطقة برمتها .
#عماد_علي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عصارة العقل الجمعي لقيادة كوردستان
-
لماذا ابواب تركيا مشرعة على مصراعيها لمن ينضم لداعش
-
لماذا الاحتضار الطويل للمالكي
-
تهور بعض الشباب امام النازحين العرب ليس بموقف الكورد
-
اصرار المالكي يضر بحزبه العريق ايضا
-
الضربة الامريكية ضد داعش تعني الكثير
-
هل يمكن دحر داعش ؟
-
كيف وحدت داعش الصف الكوردي
-
فوٌت المالكي على نفسه فرصة تاريخية
-
نواب الموصل في البرلمان لم ينطقوا عن جرائم داعش
-
هل تقصد امريكا اطالة ما يحصل في العراق
-
ان نجح المالكي في فرض شروطه التعجيزية
-
لماذا انكسر البيشمركة في سنجار ؟
-
الحاح المالكي صغٌره في عين الجميع
-
هل pkk قوة احتياطية للدفاع عن كوردستان الجنوبية ؟
-
دور الاعلام منذ مجيء داعش
-
هل يجري العنف في عروق المتخلف فقط ؟
-
هل بقى العراق كدولة كي يقاوم؟
-
متى و كيف تنتهي داعش ؟
-
ايٌا كان رئيس الوزراء العراقي، ما الحل ؟
المزيد.....
-
كتابات على حطام طائرة بعد الضربة الهندية بعمق باكستان.. إلى
...
-
البحرين تعلن ضبط شخص عربي الجنسية وتكشف تفاصيل عمليات نصب وا
...
-
قبل رحلة الشرق الأوسط.. ترامب يحضّر لإعلان -خبر مذهل- يخص دو
...
-
أ ب: مقتل 13 شخصا جراء القصف الهندي على مسجد باهاوالبور في ب
...
-
لقاء أمريكي-صيني مرتقب في سويسرا لبحث الحرب التجارية
-
جيمس ويب يرصد شيئا غريبا في قلب درب التبانة!
-
مكوّن غذائي رئيسي يحمل مفتاح الشيخوخة الصحية
-
يوم هزم جيش مكسيكي صغير قوات فرنسية مدججة بالسلاح: إعادة تم
...
-
رويترز: تحطم طائرة مقاتلة في كشمير دون تحديد هويتها
-
وزير الدفاع الباكستاني: سننهي التوترات إذا تراجعت الهند
المزيد.....
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
المزيد.....
|